يُحلِّق دمنا فيهبط مثقفون بالمال، عادل سماره

كنت أقف على حافة الشارع قي قريتنا الصغيرة التي يمر بها الطريق القديم من رام الله إلى الرملة ومنها إلى يافا وتل الربيع. كان ذلك وانتفاضة 1987 في أوج عزها. أوقف سيارته الجديدة والفارهة ليقول: “ضربوني حجرا في بير نبالا”. قلت إلى اين انت ذاهب؟ قال إلى “تل ابيب الربيع”. قلت لماذا؟ قال نزور اسراً يهودية ونشرح لهم القضية.
تركته لشأنه، صار لاحقاً مفكراً ورجل اعمال ومفاوضات…الخ.
بعدها بشهرين جاء السيد عودة شحاده ومعه موظف من سي أن أن طلب منه أن يأخذه لبيتي.

قال الأمريكي نرتب ل مناظرة Panel بين “إسرائيليين “وفلسطينيين عن السلام وندعوك للمشاركة! وسيشارك في اللقاء د. حيدر عبد الشاقي من غزة مع آخرين.
قلت: ولماذا أتيت تدعوني؟
قال: قالت لنا ح.م.ع انا لا أستطيع المشاركة إلا إذا شارك عادل سماره لأنه بغير هذا سيفضحنا.
قلت: أخبرها أن سلاح عادل سماره صار مثلوماً فلتأخذ راحتها.
ذهبت من عودة إلى الراحل بشير البرغوثي أمين عام الحزب الشيوعي الفلسطيني طبعة تلك الفترة وطلبنا منه إقناع عبد الشافي بعدم المشاركة، فالناس تملأ الأرض المحتلة في حراك شعبي شامل والشهداء يرتقون. قال نعم أتعهد بأن لا يشترك. …. لكنه اشترك مع إلياهو بن إليسار وفلسطينيين وصهاينة آخرين. بعدها كان د. عبد الشافي من مؤسسي “المبادرة الوطنية”!
هل هو توقيت صهيوني محكم أم جاهزية بعضنا! أم تطابق كليهما.
وحينما تقرر مؤتمر مدريد 1991 الذي شارك فيه ممثلين عن أنظمة عربية اختار ملك إسبانيا قاعة بها تمثال لإسباني يقطع راس فارس عربي!
واليوم، ودمنا يصل السماء والأبطال تزدحم بهم البنادق يتزاحم مثقفو الطابور السادس على ابواب مؤسسات التطبيع الثقافي الصهيوني لنشر أعمالهم!
وهذه لعبة اتخذت عدة اشكال من “التملُّص” حيث يقولون:
1- لم يتصل بي أحد لترجمة كتابي و/أو نشره
2- لم أتعاقد مع أحد لترجمة كتابي و/أو نشره.
وكما يتم عدم نشر اسماء سماسرة بيع الأرض والبيوت إلا ربما بعد عشرات السنين، يجري اليوم التعاقد هاتفياً مع هذا الكاتب أو ذاك. وهو يعلم بالطبع أنه إذا ما أنكر وكتب أو تحدث نافياً سيقولون له: “كل شيء مسجل” ومع ذلك ربما لا يواجهونه. فيكفيهم أن كتابه يقطر من دماء النابلسي والتميمي وأجدادهما.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف. ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.