نشرة “كنعان”، 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

السنة الثانية والعشرون – العدد 6405

في هذا العدد:

قاطع انتخاباتهم فليست لك … إن الوطن لك وليس لهم، عادل سماره

​https://youtu.be/9qxKzBSphOQ

إضاءات على روسيا والصهيونية والكيان الصهيوني، اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي

  • جوهر الصهيونية، ألكسندر دوغين
  • أعادت روسيا إلى إسرائيل 21 ضابطًا استسلموا في ماريوبول، موقع EER الروسي على تيليغرام
  • روسيا تتوقع إعادة إسرائيل لممتلكاتها في القدس مقابل جنود إسرائيليين من آزوفستال، يلينا بانينا

الأدمغة العربية والإسلامية.. الخطر الوجودي العلمي على “إسرائيل”، أليف صباغ

الآثار المنهوبة في المتحف البريطاني، موسى إبراهيم

✺ ✺ ✺

إضاءات على روسيا والصهيونية والكيان الصهيوني

اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي

مقدمة من المترجم:

في 21/5/2022 أعلن عن استسلام اخر المحاصرين في مصنع آزوفستال من فيلق آزوف النازي، وبهذا أسدل الستار على المشهد الأخير من تحرير ماريوبل. ولكن الشائعات والتسريبات الإخبارية استمرت حول وجود مرتزقة أجانب من دول غربية ضمن الأسرى. مصادر الكرملين امتنعت عن نفي أو تأكيد الخبر مما زاد من الغموض والتشويق.

بعد ثلاثة أسابيع ظهر على موقع تيليغرام روسي أول خبر عن وجود مرتزقة اسرائيليين نقلا عن “مصدر مطلع”. وبعدها بأيام أكدت كاتبة مرموقة هي يلينا بانينا الخبر دون الإشارة لمصدره.

وفي تناول قضايا الصهيونية وكيانها على أرض فلسطين، ونشر ما يقوله كتّاب روس حولها، فإننا ندرك أنها قد تتضمن أحياناً مغالطات وربما فخاخ، ولكننا نراهن على وعي القارئ ومناعته القوية، ولا ننسى ان هذه التحليلات موجه بالدرجة الأولى للقارئ الروسي.

والآن إلى مواد الملف:

  • جوهر الصهيونية، ألكسندر دوغين
  • أعادت روسيا إلى إسرائيل 21 ضابطًا استسلموا في ماريوبول، موقع EER الروسي على تيليغرام
  • روسيا تتوقع إعادة إسرائيل لممتلكاتها في القدس مقابل جنود إسرائيليين من  آزوفستال، يلينا بانينا

■ ■ ■

جوهر الصهيونية

ألكسندر دوغين

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

 18 يونيو 2018

الصهيونية كإيديولوجية دولة إسرائيل – لماذا يعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار؟  ما معنى تشتت اليهود كتقليد يهودي؟  لماذا تعتبر الصهيونية، من ناحية، استمرار لليهودية، ومن ناحية أخرى، نقيضها؟

ترتبط اليهودية بفكرة أن اليهود هم شعب الله المختار (بالمعنى الديني في المقام الأول).  هدفهم هو انتظار المشيح (مسيح اليهود او المسيا وهو لا يمت بصلة للمسيح عيسى ابن مريم) ** الذي سيكون ملك إسرائيل.  وهكذا، فإن دينهم مرتبط بعودة المشيح.

وفقًا لليهودية، في بداية الألفية الأولى، تشتت اليهود.  تم تدمير الهيكل الثاني (يقصد تدمير الرومان للهيكل عام 70 ميلادية) **، وبدأ تاريخ من ألفي عام من تشتتهم.  هذه الفترة جزء من التقليد اليهودي.  المعنى هو التكفير عن ذنوب اليهود المتراكمة في مراحل تاريخية سابقة.  إذا كانت هذه التضحية صحيحًة، وكانت التوبة عميقة، فوفقًا للتقاليد اليهودية، سيظهر المشيح، مما يضفي البركة على شعب الله المختار.  في هذه الحالة، عودة اليهود إلى أرض الميعاد، وإقامة دولة مستقلة وإنشاء الهيكل الثالث.

هذه هي أسس ثقافة “الانتظار” اليهودية.  اليهود الأكثر تمسكا بهذا النهج هم الأصوليون من حركة ناطوري كارتا (جماعة دينية يهودية تأسست 1935، تعارض الصهيونية وتنادي بإنهاء سلمي للكيان الإسرائيلي، وإعادة الأرض إلى الشعب الفلسطيني) **. يقولون إن الله اليهودي أمر بتحمل مصاعب السبي، لذلك يجب أن ننتظر النهاية ونكفر عن الخطايا.  وعندما يأتي المشيح يمكننا العودة إلى أرض الميعاد.

كيف حدث أن تكون الدولة قد أقيمت وانتهكت المحظورات؟  لفهم سبب تعارض إسرائيل الحديثة بشكل كامل مع الديانة اليهودية، عليك العودة إلى القرن السابع عشر، إلى عصر المشيح الكذاب شبتاي تسفي، الحاخام الصهيوني (ولد في إزمير 1626)**.  أعلن أنه المشيح المنتظر، وبالتالي يمكن لليهود العودة إلى أرض الميعاد.  مصير شبتاي تسفي حزين: عندما جاء إلى السلطان العثماني مطالبا بفلسطين، أُتيح له الاختيار: إما قطع رأسه أو اعتناق الإسلام.  ثم يحدث شيء غريب: شبتاي تسفي يختار الإسلام. مما سبب خيبة أمل كبيرة للجاليات اليهودية. (يرجع إليه إيجاد مذهب يهود الدونمة في تركيا) **.

وهنا لم تنتهي سيرة الحاخام شبتاي تسفي. فقد ظهر له اتباع في أوروبا هم السبتيون.

 وانتشرت تعاليمه بشكل خاص بين الأشكناز واليهود في أوروبا الشرقية.  في موازاة ذلك، تطورت حركة الحسيدية، التي لم يكن لها توجه أخروي أو مسياني، لكنها نشرت التعاليم الكابالية بين الناس العاديين.

(الحاسيديم هي حركة روحانية اجتماعية يهودية نشأت في القرن السابع عشر في شرق أوروبا. الفكر الحسيدي وخصوصًا في الأجيال الأولى تميز بالدعوة إلى عبادة الرب وطاعته ومحبة إسرائيل واتباعه الصالحين).**

(الكابالية او القَبَالة أو القبلانية بالعبرية “كابالا” بإختصار هي علم اللاهوت والسلبيات وأصول التصوف أليهودي وقواعد الصلاة وأصول الدين) **.

 في بعض طوائف السبتيين (على وجه الخصوص في بولندا) **، نشأ علم اللاهوت: يُزعم أن شبتاي تسفي كان مشيحًا حقيقيًا واعتنق الإسلام عن قصد؛ وهكذا، فقد ارتكب “خيانة مقدسة” (خان اليهودية من أجل الإسراع في مجيء المشيح) **.

وفقًا لهذا المنطق، يمكنك العبور بأمان إلى ديانات أخرى – فرانك، على سبيل المثال، تحول أولاً إلى الإسلام، ثم إلى الكاثوليكية، وأثبت كيف يأكل اليهود الأطفال المسيحيين… انتهك تمامًا جميع التعاليم التلمودية، وخان إيمانه – لكن سر عقيدة فرانك كانت تعني أنه بعد القرن السابع عشر، تغيرت فكرة المشيح المنتظر ذاتها.  الآن أصبح اليهود أنفسهم هم المشيح المنتظر – لا داعي لانتظاره، لذلك، حتى لو خنت دينك، فأنت مقدس – أنت الله (الفرنكويين نسبة إلى يعقوب فرانك الذي ادعى أنه المشيح المنتظر وتحول للمسيحية ظاهريا).**

وهكذا نشأت البيئة الفكرية الحاضنة للصهيونية.  الصهيونية هي “عبادة الشيطان” اليهودية، والتي قلبت كل أسس الديانة اليهودية.  إذا كان من الضروري في اليهودية انتظار مجيء المشيح، فإن اليهودي في الصهيونية هو بالفعل “إله”. عدا عن انتهاكات الوصايا التلمودية.

ومن هنا تأتي العلاقة الخاصة بين الصهيونية واليهودية.  من ناحية، الصهيونية استمرار لليهودية، ومن ناحية أخرى، هي نقيضها.  يقول الصهاينة إنه لا يوجد شيء يستدعي أن نتوب عنه، لقد عانوا بما فيه الكفاية وهم الله.

وهذا ما يفسر خصوصية الدولة الصهيونية الحديثة، التي لا تعتمد فقط على “إسرائيل”، ولكن أيضًا على اليهود العلمانيين، والليبراليين اليهود، والشيوعيين اليهود، والرأسماليين اليهود، والمسيحيين اليهود، واليهود المسلمين، واليهود الهندوس، إلخ.  كل أولئك الذين يمثلون شبكة الفرانكو – يمكن لكل منهم القيام بخيانة مقدسة بأمان، وبناء دولة، وتأكيد الهيمنة على العالم، وفرض حظر على انتقاد الصهيونية (في بعض الولايات الأمريكية، فإن انتقاد دولة إسرائيل يتساوى مع معاداة السامية).

ثم لم يتبق لهم سوى خطوة واحدة – تفجير المسجد الأقصى والبدء في بناء الهيكل الثالث.  بالمناسبة، الكنيست خصص بالفعل أموالا للبحث في امور الحرم المقدسي – كل شيء يسير في هذا الاتجاه.

كيف يمكن إنهاء صراع في ظل هذه الأسس الميتافيزيقية العميقة من خلال مناشدة الأمم المتحدة، بعبارات مثل “دعونا نصنع السلام” أو “دعونا نحترم حقوق الإنسان”؟

في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي رأينا هذه الحقوق الانسانية تدفن مع الضحايا.  بالإضافة إلى ذلك، نسمع منهم المزيد والمزيد من التصريحات السخيفة – على سبيل المثال، اتهامات بمعاداة السامية لأولئك الذين يدافعون عن “سامية” الفلسطينيين…

إذا تجاوزنا التنويم المغناطيسي، وضباب اللامعنى، وإلغاء تجزئة الوعي ما بعد الحداثي، فسنرى صورة مثيرة ومخيفة للغاية لما يحدث في الشرق الأوسط.

** التوضيحات داخل الاقواس تعود للمترجم**

■ ■ ■

أعادت روسيا إلى إسرائيل 21 ضابطًا استسلموا في ماريوبول

موقع EER الروسي على تيليغرام

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

تنشر قنوات Telegram بنشاط المعلومات التي تفيد بأن إسرائيل استعادت من روسيا سراً خلال مطار دولة خليجية 21 جندياً من جيش الدفاع الإسرائيلي.

وتقول المصادر إن هؤلاء الجنود قاموا برحلة صعبة من ماريوبول حيث تم أسرهم بعد استسلام المحاصرين في مصنع أزوفستال.

في نهاية جميع التحقيقات، التي أظهرت عدم تورط مقاتلين من الجيش الإسرائيلي في المقاومة المسلحة أو قتل أفراد عسكريين من الجيش الروسي أو الميليشيات الشعبية لجمهورية دونيتسك، صدر قرار بناء على طلب الحكومة الإسرائيلية لإعادتهم إلى بلدهم.

ضباط الجيش الإسرائيلي يمكن أن يكونوا قد شاركوا في التدريبات في ماريوبول في الاستطلاع الجوي، واستخدام أنظمة الأقمار الصناعية ستارلينك، وكذلك الأنشطة التخريبية في المدينة، لكنهم هم أنفسهم لم يشاركوا في المعارك (بحسب الجانب الإسرائيلي).

وعلق مارات بشيروف على المعلومات في روسيا.  يعتقد الخبير السياسي أن الكرملين سمح لإسرائيل بتجنب فضيحة، لكنه (اي الكرملين) لم يشعر بالاسى على بريطانيا وتلقى اثنان من المرتزقة البريطانيين العقوبة القصوى في جمهورية دونيتسك – عقوبة الإعدام.

ولكن ما هو الثمن الذي دفعته او ستدفعه ” اسرائيل”؟

اولا، سيقلص رئيس الوزراء نفتالي بينيت التعاون العسكري التقني مع أوكرانيا إلى الحد الأدنى. ويشمل ذلك التوقفَ عن تزويد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة.

ثانيا، اعادة مجمع وكنيسة إسكندر نيفسكي في القدس للحكومة الروسية، علما بانه كان تابعًا للإمبراطورية الروسية حتى عام 1917.

(يذكر انه في خضم حرب أوكرانيا في شهر آذار هذا العام، محكمة القدس الغت ملكية روسيا لكنيسة ألكسندر نيفسكي التاريخية في البلدة القديمة.

وحكم القاضي أن الحكومة فقط هي القادرة على اتخاذ قرار بشأن ملكية الكنيسة، نظرا لاعتبارات سياسية ودينية. وجاء في الاخبار ان بوتين

 طلب شخصيا من بينيت تسليم الكنيسة لروسيا. وكشف النقاب في تل أبيب، عن أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وجه رسالة باردة وحادة – في نيسان الماضي- إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، يطالبه فيها بتحقيق الوعد الذي قطعه سلفه، بنيامين نتنياهو، وينقل إلى موسكو ملكية «مجمع كنيسة ألكسندر نيفسكي»، في القدس.

المعروف أن «مجمع كنيسة ألكسندر» يقع بجوار «مجمع كنيسة القيامة» في البلدة القديمة، الذي بني نهاية القرن التاسع عشر، وتحديداً في عام 1890، ويعدّ أهم موقع روسي في «الحوض المقدس»، ومركز استقطاب للحجاج الروس الذين يزورون المنطقة منذ عشرات السنين. وفي أعقاب ثورة 1917 في روسيا، ظلت الكنيسة تحت سيطرة المنفيين الروس في الغرب، وما تعرف بـ«الكنيسة الروسية البيضاء» التي تأسست سنة 1920، وظل الكرملين لسنوات عديدة يضغط لنقل الكنيسة إلى سلطته، على أنها مسجلة باسم «الإمبراطورية الروسية العظمى»، في وثائق الحكم العثماني، ثم البريطاني، ثم الأردني، وبعدئذ في “إسرائيل – توضيح من المترجم).

■ ■ ■

روسيا تتوقع إعادة إسرائيل لممتلكاتها في القدس مقابل جنود إسرائيليين من  آزوفستال

يلينا بانينا

عضو البرلمان الاتحادي، دكتوراه في الاقتصاد، ومديرة المعهد الوطني للإستراتيجية الإقتصادية والسياسية

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

في قنوات تيليجرام الشرق أوسطية، تنتشر معلومات مفادها أن إسرائيل أعادت سراً عبر مطار خليجي 21 جندياً إسرائيلياً كانوا في الأسر الروسي بعد استسلام المحاصرين في مصنع آزوفستال في ماريوبول.

ويُزعم أنه بعد كل عمليات التفتيش التي أظهرت عدم تورط جنود إسرائيليين في قتل جنود روس   أو من دونيتسك، بناءً على طلب إسرائيل، تقرر إعادتهم إلى بلدهم.

في المقابل، وعد رئيس الوزراء نفتالي بينيت بتخفيض التعاون العسكري التقني مع أوكرانيا إلى الحد الأدنى.  وأيضًا الإسراع بنقل حق الاستخدام غير المحدود وغير المشروط لمجمع الإسكندر في القدس إلى موسكو (حتى عام 1917 كان تابعًا للإمبراطورية الروسية).

لم يتم التحقق من هذه المعلومات.  ومع ذلك، في أبريل، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من بينيت نقل كنيسة ألكسندر نيفسكي الواقعة في الحوض المقدس إلى ملكية روسيا.  كن هذه العملية، وفقًا لرئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية (IOPS) سيرجي ستيباشين، توقفت بسبب الوضع في أوكرانيا.

يقع مجمع الإسكندر في القدس بجوار كنيسة القيامة.  تم شراء الأرض التي تقع عليها من رجال الدين الأقباط في عام 1859 بجهود فلاديمير دورغوبوجينوف، أول قنصل روسي في القدس.  تم تسجيل المبنى، الذي تم بناؤه في نهاية القرن التاسع عشر، على أنه منزل آل رومانوف (القياصرة الروس).

بعد عام 1917، بدأ نزاع حول الملكية. تسعى IOPS، جنبًا إلى جنب مع السلطات الروسية، إلى إستعادة المجمع لسنوات عديدة.  في مارس آذار، قضت محكمة منطقة القدس، مستشهدة بـ “قانون خاص للملك في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين”، بأن مصير المجمع ستحدده لجنة خاصة من الحكومة الإسرائيلية.

وتنتظر موسكو دعم تل أبيب في هذا الأمر الحساس، وتجري مراسلات دبلوماسية رفيعة المستوى لم يعلق عليه أحد.

✺ ✺ ✺

الأدمغة العربية والإسلامية.. الخطر الوجودي العلمي على “إسرائيل”.

أليف صباغ

محلل سياسي مختصّ بالشأن الإسرائيلي

اغتيال العلماء الإيرانيين ليس جديداً على إيران، كما أنه ليس مفاجئاً للعالم العربي أيضاً، لأن مسلسل اغتيال العلماء العرب، منذ بداية القرن العشرين ولغاية اليوم، لم يتوقف يوماً، وبلغ حصاده، وفق مصادرَ عربيةٍ، مئات العلماء، منهم من تمّ اغتياله في بلده ومنهم من اغتيل في البلد الذي هاجر إليه حين رغب بالعودة إلى بلده ليساهم في تطوّر مجتمعه. ولا يقتصر الاغتيال على علماء الذرّة فحسب بل شملت معظم العلوم التي يحتاجها العصر الحديث.

كانت أهمّ الاغتيالات، وفق المصادر المصرية، في العام 1940 حين تمّ اغتيال عالم الفيزياء النووية، المصري، د. إسماعيل أحمد أدهم، عالِم الذرّة المصري، الذي نشر أبحاثه العلميّة عام 1940 معلناً أنه اكتشف كيفية صناعة القنبلة النووية قبل أميركا والإتحاد السوفياتي آنذاك.  طالت الإغتيالات أيضاً الدكتورة سميرة موسى، عالِمة الذرّة المصريّة، التي تلقّت عام 1951 عرضاً للسفر إلى أميركا لاستكمال دراستها، وهناك سُمّيت “مدام كوري الشرق”، وحين رغبت بالعودة إلى مصر لتدريس علوم الذرّة، دهستها سيارةٌ “عابرة” على قارعة الطريق وأنهت حياتها. ومن العلماء الذين تمّ اغتيالهم أيضاً د. رمّال حسن رمّال اللّبناني عام 1989 ود. عبير عيّاش اللبنانية، ود. نبيل فليفل الفلسطيني عام 1984 الذي وُجدت جثّته بجانب قرية بيت عور في الضفة الغربية في ظلّ الإحتلال الإسرائيلي، ولم يحقّق في الحادثة أحد.

أيضاً د. سامية مومني الطبيبة والعالمة السعودية، المختصّة في جراحة الدماغ في الولايات المتحدة، وقد استفاد العلم من خبرتها في جراحة الدماغ فتحوّلت العمليات المعقّدة إلى عملياتٍ سهلة من خلال الأجهزة التي طوّرتها. رفضت دكتورة مومني عروضاً مغرية لبيع براءات اختراعاتها والبقاء في الولايات المتحدة مع جنسيةٍ أميركية، وأصرّت على العودة إلى بلادها، فلاقت حتفها خنقاً في ظروفٍ غامضة لم يحقّق بها أحد. العالم أردشير حسن بور، عالم الصواريخ الإيراني، اغتيل أيضاً عام 2007 على يد عملاء الموساد.

ولا يمكن أن ننسى أن نقطة الخلاف الأخيرة بين الإدارة الأميركية والرئيس صدام حسين كانت حول طلب أميركا تسليم قائمة بأسماء العلماء، بعد أن تم تسليمها كل المشاريع العلمية لتطوير الأسلحة غير التقليدية، مقابل الإمتناع عن غزو العراق، ولكن الرئيس صدام حسين رفض تسليم القائمة الأخيرة، فكان الردّ الأميركي بالغزو الوحشي، وكان مَن بقي من العلماء العراقيين هم أوّل المطارَدين وهم أوّل الضحايا، إذ تمّ اغتيال 48 عالماً في الأيام الأولى للغزو، واعتقال 18 منهم وتهجيرهم إلى الولايات المتحدة.

أما في سوريا، فقد تمّ اغتيال عالِم الصواريخ السوري د. نبيل زغيب، مع جميع أفراد أسرته في حزيران/يونيو 2012 على يد مجموعةٍ مدرّبةٍ على تنفيذ اغتيالاتٍ “مجهولة الهوية”. ولا تتّسع الصفحات لتوثيق مسلسل اغتيالات العلماء العرب والمسلمين من غير العرب، وكان آخرهم الشهيد البروفيسور محسن فخري زاده. فمن اغتاله يا ترى؟

رصد العلماء.. نهج إسرائيلي ثابت

مراجعةً بسيطةً للماضي غير البعيد، تشير إلى الجهة المنفّذة ومن يقف وراءها، خاصّةً أن إحدى أدوات التنفيذ هي درّاجات نارية تقودها مجموعةٌ مدرّبةٌ على الاغتيالات وهي ليست الحادثة الأولى في إيران بالذات. ففي عام 2012 نشرت شبكة N.B.C خبراً مفاده أن “إسرائيل موّلت ودرّبت وسلّحت جماعات مجاهدي خلق بهدف اغتيال علماء الذرّة الإيرانيين”، وكان هذا قبل عام 2007، وأن إدارة أوباما، وفق مصادر أميركيةٍ رسمية ورفيعة المستوى، كانت مطّلعة على ممارسات هذه الجماعات ولكنها ليست شريكةً فيها، لأن أميركا كانت تعرف مسبقاً أن جماعة “مجاهدي خلق” هي “منظمةٌ إرهابية” وفق القانون الأميركي.

ويقول الكاتب أن هذه المجموعات المدرّبة جيداً استخدمت الدرّاجات النارية في عملياتها، إضافة إلى الأجهزة الممغنطة التي تُلصق على سيارات من تخطّط لاغتيالهم. وتفيد مصادر أخرى أن هذه المجموعات قامت بعمليات اغتيالٍ ابتداءً من العام 2007 ونجحت في اغتيال 5 علماء إيرانيين بين 2007-2017 بالإضافة إلى زرع متفجرات عدة في مواقع المشروع النووي الإيراني.

يُشير الباحث الإسرائيلي في الشؤون الأمنية، رونين برغمان، في كتابه “الموساد وفنون الإغتيالات” أن “الموساد يعتقد أن اغتيال الأفراد يمكن أن يغيّر مسار التاريخ”. وفي محاضرةٍ للباحث الأمني شاؤول شاي، في المؤتمر السنوي لمعهد هرتسليا في حزيران/يونيو 2017 قال: “إن الإغتيالات تهدف إلى منع العدو من امتلاك السلاح غير التقليدي، وإن لم تدخل ضمن تعريفات العقيدة الأمنية الإسرائيلية بشكل علني، إلا أنها في أساس هذه العقيدة فعلياً منذ الخمسينات وحتى اليوم، وحان الوقت لكي تصبح الإغتيالات إحدى مركّبات العقيدة الأمنية علناً”.

لقد ذكّر شاي بما حصل للعلماء الألمان الذين حاولوا مساعدة مصر في إنتاج الصواريخ الباليستية في بداية الستينيات من القرن الماضي، ولاحقاً قصف المفاعل النووي العراقي، وما قيل إنه بناءٌ لمفاعل نووي سوري، وقد سُمّيت هذه العقيدة في “إسرائيل” “بعقيدة بيغن”.

يُذكَر أيضاً، تأكيد جميع المصادر المقرّبة من الأجهزة الأمنية أن اغتيال العلماء أو اختطافهم هو قرارٌ سياسيٌّ بالأساس، وأنه لا بدّ من أن يحصل نتيجة تعاون أجهزة المخابرات الدولية وعناصر محلية، وقد شهدت عمليات الاختطاف لعلماء إيرانيين سابقاً تنسيقاً بين الموساد الإسرائيلي وال C.I.A و M16 البريطاني بالاضافة إلى جهاز المخابرات الألماني، وتعاون مخابراتي تركي أحياناُ.

شمّاعة السلاح النووي الإيراني

يناقش المختصّون في “إسرائيل” حقيقة الخطر المزعوم من السلاح النووي الإيراني، بين الحقيقة والمبالغة، بينما تبقى وسائل الإعلام الصهيونية جميعها مصرّةً على تأكيد الخطر الوجودي على “إسرائيل” بسبب هذا السلاح. لكن، هل الخطر نابعٌ من “القنبلة” النووية أم من “القدرات” النووية؟ كانت هذه نقطة الخلاف بين باراك أوباما وبنيامين نتانياهو قبيل الوصول إلى الإتفاق النووي مع إيران، ففي حين كان أوباما يَعدُ “إسرائيل” بمنع إيران من امتلاك “السلاح” النووي، كان نتنياهو يؤكّد على ضرورة منع إيران من امتلاك “القدرة” النووية، لأن “القدرة” النووية تعني امتلاك العلوم النووية التي تُستخدم في عشرات مجالات التطوّر الصناعي والطبي، وهي مجالات سلميّة لا تتعارض مع القانون الدولي الخاص بالعلوم النووية، ولكنها تتعارض مع استراتيجية “إسرائيل” في منع امتلاك أي دولةٍ في الشرق الأوسط للعلوم والتكنولوجيا من شأنها تهديد استراتيجية الهيمنة الصهيونية في الشرق الأوسط.

في دراسةٍ لمجموعةٍ من علماء الذرّة في “إسرائيل” صدرت في 2.8.2009 عن معهد التخنيون، حيث يتركّز غالبية علماء الذرّة الإسرائيليون، وتحت عنوان “النووي بمنظار عملي”، يقول العالم النووي د. يهوشوع سوكول في الإستنتاج الرئيس لمقاله: “بالرغم من أن السلاح النووي لا شبيه له، لكنه مع ذلك محدود…. فخوف الجمهور مبالغٌ فيه إلى حدٍّ كبير، أما الفهم الصحيح للخطر، يقلّل من الأضرار المحتملة”. (يُذكر أن هذا الاستنتاج تمّ مسحه من النسخة التي طبعها المستوطنون لهذا المقال عام 2017). ويقول الكاتب في مضمون المقال الذي امتنعت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نشره أن “التقديرات الحاصلة من جراء وقوع قنبلة نووية على مدينةٍ ما، هي أكبر بكثيرٍ من الواقع، لأن الأضرار الفعليّة لا تأتي من القنبلة ذاتها بل من الهزّة التي تحدث من جرّائها وتدمّر البنايات المحيطة، وعليه إذا تمّ اتخاذ التدابير اللاّزمة فلن تكون الخسائر بالأرواح كبيرة”. ويعطي مثلين على ذلك، الأوّل أن غالبية ضحايا القصف الألماني لمدينة لندن خلال الحرب العالمية الثانية، كان نتيجة الهلع الذي أصاب المدنيين وليس نتيجة القصف بحدّ ذاته. أما المثل الثاني فيقول: إن ضحايا الإشعاع النووي المباشر في هيروشيما قتل 1000 شخص بينما قُتل 100 ألف نتيجة سقوط المباني على السكان وعدم القدرة على إنقاذهم من بين الركام.

من هنا، يقول د. سوكول، يمكن لـ”إسرائيل” تفادي خطر القنبلة النووية من خلال ثلاثة إجراءات مسبقة، الأوّل من خلال تدعيم المباني القائمة لمنع سقوطها على رؤوس ساكنيها، خاصةً في منطقة المركز (تل أبيب وضواحيها).

ثانياً، من خلال توزيع السكان خارج المركز المكتظّ بواسطة خطط بنيةٍ تحتيّة مناسبة، كما يمكن توزيع السكان في أماكن بعيدة خلال ساعاتٍ قليلة في حالات الحرب التي يُحتمل فيها استخدام أسلحةً نووية.

أما الإجراء الثالث، فهو الإختباء في المرافق تحت الأرضيّة، مثل الملاجئ ومواقف السيارات متعددة الطوابق تحت الأرض وأنفاق السكك الحديدية، وهي تتّسع حسب المعطيات إلى حوالى مليون شخص في تل أبيب وضواحيها. وهذا يمكن أن يحصل خلال دقائق في حالة الخطر. من هنا يقول الكاتب أن “التهويل بالخطر الوجودي أمرٌ مبالغٌ فيه إلى حدٍّ كبير”.

كيف ينظر الإسرائيليون إلى التطوّر العلمي لإيران؟

حقيقة الأمر أن الخطر الوجودي على “إسرائيل” يكمن في التطوّر العلمي والتكنولوجي لدولةٍ مثل إيران أو مصر أو العراق أو سوريا، لأن مثل هذه الدول، المؤهلة بقواها البشرية وتاريخها لتكون قوى إقليميّة، تهدّد المخطّطات الإستراتيجية التي أُنشئت من أجلها “إسرائيل”، وتهدّد الهيمنة الإسرائيلية المطلوبة استعمارياً للتحكّم بمقدّرات الشرق الأوسط وثرواته الطبيعية، نظراً لأهمية هذه الثروات في الإقتصاد العالمي.

استمراراً لمقال د. سوكول، يقوم معهد نئمان في حيفا، بمراقبة التطوّر العلمي والتكنولوجي لـ”إسرائيل” مقارنةً بدول العالم ودول الشرق الأوسط، خاصةً إيران وتركيا، ويرى فيهما خطراً داهماً نظراً لسرعة تطوّرهما العلمي والتكنولوجي، ويصدر ذلك  في تقريرٍ سنويٍّ يحثّ فيه دائرة اتخاذ القرار في “إسرائيل” على ضخّ الاستثمارات في العلوم والتكنولوجيا قبل أن تسبقهم إلى ذلك إيران وتركيا.

الفارق بين إيران وتركيا هو أن التطوّر التركي مرتبطٌ باستثمارات غربيّة يمكن توجيها، أما الإيراني فهو مستقلٌّ واستثماراته ذاتيّة ومعادٍ للغرب و”إسرائيل” وهو يسير بتسارعٍ كبيرٍ نتيجة القدرات الهائلة لإيران. وعليه، وجب إبعادها عن مصادر التمويل الإضافية في الخليج. من هنا جاءت مقولة شمعون بيريز بضرورة أن “تجتمع الأموال الخليجية مع العقل اليهودي لمواجهة الخطر الإيراني”، وهذا ما يسعى إلى تحقيقه نتنياهو وأميركا من خلال تحالفاتٍ إسرائيلية-خليجية، تُستثمر فيها الأموال الخليجية، بمليارات الدولارات، في الصناعات الإسرائيلية المتقدّمة ومعاهد الأبحاث العلميّة، في الوقت الذي تُفرض فيه العقوبات على إيران للحدّ من تطوّرها.

في مقالة صدرت في ملحق “ذي ماركر” عام 2011 تحت عنوان “إيران في طريقها لتكون دولةً عظمى في العلوم والتكنولوجيا”، يقول الكاتب إن “إيران تتقدّم و”إسرائيل” تراوح مكانها” ويأتي الكاتب بلوائح مقارنةٍ بين تطوّر العلوم والتكنولوجيا في إيران وتركيا مقارنةً بـ”إسرائيل”، مستشهداً بعدد المقالات العلمية المنشورة وعدد الإقتباسات من هذه المقالات، والمبالغ المالية المتوفرة في إيران للاستثمار في العلوم والتكنولوجيا مقارنةً بالضعف الإسرائيلي في ذلك. وحين أُطلقت إيران قمراً اصطناعياً إلى الفضاء السنة الماضية كتب د. عوزي روبين من “معهد القدس للاستراتيجية والأمن”، أن “برنامج الفضاء الإيراني قوةً استراتيجيةً مضاعفة للهيمنة الإقليمية والعظمة الدولية”. هكذا تفهم “إسرائيل” معاني التطور العلمي والتكنولوجي للدول المحيطة بها.

في الخلاصة، يتم اغتيال العلماء الإيرانيين بالذات، وقبلهم، أو معهم، العلماء العرب، بحجّة منع هذه الدول من التسلح النووي، ولكن الأساس هو منعهم من التطور العلمي. لأن العلم أساس التطور المتعدد المجالات والنهضة لأي أمة في العالم، وهو أساس التطوير التكنولوجي، وتعاظم القوة الاقتصادية والعسكرية والبشرية، وهو أساس السيادة والإستقلال ومواجهة الأعداء بعزة وكرامة وأنفة. وهو الذي يزرع في الشباب طموحاً لتحقيق الذات، وتعزيز الإنتماء والإستعداد للتضحية، وكل هذا يقلق المستعمر أيّما قلق.

أهمية العقوبات الإقتصادية في ذلك

الإقتصاد القوي ضروري لتطوّر التعليم في أي بلد، وبناء عليه يمكن الاستثمار في التعليم الإبتدائي حتى الجامعي، والاستثمار في المختبرات ومراكز الأبحاث لاستيعاب الخرّيجين، وإيجاد البنية التحتية لتطور التكنولوجيا محلياً لأنها ضمان للإستقلال الحقيقي والسيادة، ضمانٌ لمنع هجرة العقول وهي أكبر مصائب المجتمعات العربية، ضمانٌ للأمن بأدواتٍ وطنية دون الحاجة إلى الإستعانة بالمستعمر. العلم والتكنولوجيا هما الأساس لتطوير الأسلحة الدفاعية والهجومية، والوسيلة لغزو الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية، وبدونها تعيش الدول في ظلام وتحت رحمة الدول المتطورة، وهما الأساس لمنظومات السايبر التي أصبحت مركّبا أساسياً في التجسس العسكري والإقتصادي وفي إدارة الحروب في العصر الحديث.

العقوبات الإقتصادية لكل من يتعاون مع إيران حتى في صناعة الأدوية، لا علاقة له بالخطر من السلاح النووي المزعوم، وهو إجراءٌ مخالفٌ للقوانين الدولية ويشكّل جريمةً ضد الإنسانية، ذلك لأن التطور التكنولوجي، مهما بلغت الدولة من قوة، يحتاج، بدون شك، إلى تعاونٍ علمي مع دول وشركات أخرى وعلماء آخرين وإلى أموال طائلة.

هذه العقيدة ليست إسرائيلية بالأساس، بل هي العقيدة الإستعمارية على مدى التاريخ، وهي في صلب ملخصات مؤتمر كامبل-بنرمان للدول الإستعمارية، 1905-1907 في بريطانيا. هذا المؤتمر الذي أسّس لإنشاء كيانٍ غريب في فلسطين، برعاية المنظومة الإستعمارية الغربية، وفق مبادئ “التفوق” و”الهيمنة” على شعوب المنطقة، وتطوّرت فكرة هذا الجسم من خلال وعد بلفور في إنشاء “إسرائيل” وضروة تفوّقها العسكري والتكنولوجي والعلمي، وهدفه الإستراتيجي هو “السيطرة على الثروات ومفاتيح الإقتصاد في المنطقة عامة”، الأمر الذي يتطلّب، وفق توصيات المؤتمر، دعماً عسكرياً وعلميا غير محدودٍ “لإسرائيل”، و”إبقاء شعوب الشرق مفكّكة ومتخلّفة” في المجالات كافة، لضمان هيمنة الدولة التي يتوجب زرعها في فلسطين، وهي دولة “إسرائيل”.

::::::

موقع “طريق القدس”

✺ ✺ ✺

الآثار المنهوبة في المتحف البريطاني

موسى إبراهيم

بين سنتي 2002 و2004 أقمت في السكن الجامعي في حي “كينجز كروس” العتيق بلندن، على مسافة مشي مريحة من المتحف البريطاني العظيم.

كنت أقضي غالب وقتي (الذي أحتاجه في المذاكرة الجامعية وفي البحث الأكاديمي) بين جنبات هذه المؤسسة الفاخرة ذات الإبهار المعماري والمعرفي الكامل.

وكطالب في الدراسات العليا بجامعة لندن (كنت حينها أعد رسالة الماجستير في الفلسفة الإسلامية) كانت أبواب المتحف العمومية والخصوصية مفتوحة أمامي طوال اليوم.

ظللت لسنوات أجول أروقة المتحف وخفاياه الحضارية كروح عربية إنسانية تائهة تبحث عن معناها القومي ومصيرها الكوني الذي يوحدها ببقية خلق الله.

اطلعت مثلاً، وبإذن خاص وترتيب مسبق، على نسخ عتيقة للمصحف، ومخطوطات فلسفية بالغ القدم، ومقتنيات أثرية بديعة يرجع بعضها لعهد النبي الكريم وخلفائه المباشرين، كما تكلمت بأريحية مع كبار المتخصصين في المتحف في أصول الحضارة وجذور المدنية وأسس الثقافة الإنسانية.

ولم يكن هذا حكراً على أنا وعلى الحضارات العروبية فقط، فصديقي الياباني مثلاً كان يقول لي ضاحكاً (ومتأسفاً) وهو يشير إلى الجناح الياباني المهيب: في المتحف البريطاني من آلهتي وأساطيري الروحية ما يكفيني لطقوس العبادة وشعائر التقديس لعمرٍ كامل!

هذا الصباح، وبدافع من النوستالجيا والعطش المعرفي زرت موقع المتحف على الانترنت، لأجد فيه بالصدفة إحصائية رسمية غير كاملة بعدد القطع الأثرية التي يملكها المتحف من مختلف حضارات العالم (بالترتيب الأكثر ثم الأقل). هي كلها طبعاً (باستثناءات قليلة) نهبتها الإمبراطورية البريطانية (أيام مجدها الزائل) بقوة البارود والعلوم والفلوس والآلة الحديدية الفاعلة.

مرفق هنا، يا أصدقائي، ترجمتي وإعدادي لهذه الإحصائية المهمة لتبقى شاهداً حضارياً مهماً للأجيال! مع ملاحظة أن الأرقام هنا بالآلاف: 164 تعني 164 ألفاً من القطع الأثرية المنهوبة.

:::::

المصدر: صفحة الكاتب على الفيس بوك

____

  • تابعوا “كنعان اون لاين” Kana’an Online على موقعنا: https://kanaanonline.org/
  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org