المغرب – للذكرى
28 تشرين الأول/اكتوبر 2016 – 2022
ذكرى وفاة بائع السّمك “محسن فكري” الذي احتجزت السلطات أسْماكه (رأس ماله) بمدينة “الحُسَيْمَة”، بمنطقة الرّيف، شمال المغرب، مطحونًا داخل شاحنة نفايات، بأمر من ممثّل السّلطات المحلّية، وكانت هذه الحادثة المأساوية منطلقًا للتظاهرات التي عُرفت ب”حراك الرّيف” والتي دامت قرابة تسعة أشهر، وحازت تعاطفًا كبيرًا، داخل البلاد وخارجها، وواجهت السلطات المُحتجّين بالقمع والاعتقالات وأصدرت المحاكم أحكامًا بالسّجن النّافذ، وصلت إلى عشرين سنة…
يُذْكَرُ أن منطقة الرّيف كانت تُشكل جزءًا من جمهورية ( 1921 – 1926) الثائر محمد بن عبد الكريم الخطابي (1882 – 1963) الذي حارب الجيوش الفرنسية والإسبانية وانتصر في معركة “أَنْوال” سنة 1920، فاستخدم الجيش الفرنسي، بقيادة فليب بيتان (عميل ألمانيا النّازية لاحقًا) والجيش الإسباني بقيادة الجنرال فرانكو الطيران الحربي والقنابل الحارقة والأسلحة المحرّمة، فانهزمت الجمهورية ونُفِيَ الخطابي إلى جزيرة “لاريونيون” (مستعمرة فرنسية، قرب مدغشقر) ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1947، حيث أسّس مكتب تحرير المغرب العربي…
أهملت الدّولة المغربية الحديثة منطقة الرّيف (كما العديد من المناطق الأخرى) التي شهدت سنتي 1958 و 1959، أول انتفاضة بعد الاستقلال (1956)، وهي الخَلْفِيّة التي يُذَكِّرُ بها البعض، لكن المطالب الاقتصادية والاجتماعية، كالعمل والتعليم والرعاية الصحية، تصدّرت المشهد في انتفاضة 1983/1984 ضد برنامج التّكَيُّف الهيكلي، كما في انتفاضة 2017/2017، كما حصل في احتجاجات المناطق الأخرى، سابقًا (سيدي إفني جنوب البلاد ( 2005 و2008 ) وطنجة سنة 2015، ولاحقًا في جرادة شرقي البلاد ( 2017/2018) وغيرها.
لم يتغيّر الوضع، بل زادت حدّة القمع ليشمل الصحافيين والفنانين، واتّضحت عمالة النظام المغربي عبر تعزيز علاقات التبعية للإمبريالية الأمريكية والأوروبية والكيان الصهيوني…
ذكرى اغتيال المهدي بن بركة
وُلد بمدينة الرّباط (كانون الثاني/يناير 1920) وتم اختطافه بباريس، واختفاؤه يوم 29 تشرين الأول/اكتوبر 1965 بتعاون بين أجهزة الاستخبارات الفرنسية والمغربية والصهيونية
كان خلال عقد الأربعينيات من القرن العشرين أحد رموز المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، وبعد الاستقلال أصبح، بداية من سنة 1956، من أشدّ المُعارضين لسياسة الملك محمد الخامس ثم ابنه الحسن الثاني.
غادر حزب الاستقلال وأسّس، سنة 1959، حزب “الاتحاد الوطني للقوات الشعبية” الذي يدعو إلى وضع حدّ للنظام الملكي وتأسيس الجمهورية المغربية، وتمت محاكمته عندما كان بالمنفى، بداية من سنة 1963، واتُهم بالخيانة العظمى وحُكِم عليه غيابيا بالإعدام بذريعة على تنظيم مؤامرة مزعومة ضد الملك الحسن الثاني، وتم اختطافه واغتياله عن 45 سنة (سنة 1965) ولم يُعْرَفْ بعدُ مكان وطريقة قتله وإخفاء جثمانه، ولا تزال المنظمات الحقوقية المغربية والفرنسية تطالب بكشف تفاصيل جريمة خطفه وقتله.
ذاع صيته في الخارج، خاصة في دول أمريكا الجنوبية والدّول العربية وبعض الدول الإفريقية والآسيوية، وكان قبل اختطافه واغتياله يستعد للالتحاق بـ”مؤتمر القارات الثلاث” في هافانا (عاصمة كوبا) الذي يجمع العشرات من حركات التحرير والمنظّمات الثورية والأحزاب المناهضة للاستعمار…
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….