كوبا: حول أعمال اللقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية

  • البيان الختامي للقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية
  • خطة عمل اللقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية. هافانا، كوبا
  • خطاب رئيس الجمهورية الكوبي في اللقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية
  • قرار تضامني مع الثورة البوليفارية في فنزويلا

■ ■ ■

البيان الختامي للقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية

“تضامن مع كوبا وكل الشعوب المناضلة. بوحدتنا نكون أكثر قوّة في الكفاح المناهض للإمبريالية، إلى جانب الحركات الاجتماعية والشعبية، في وجه الرأسمالية وسياساتها، وتهديد الفاشية والحرب؛ دفاعاً عن السلام والبيئة وحقوق العمال والتضامن والاشتراكية”.

ينبّه المائة وخمسة وأربعون ممثلاً عن الـ 78 حزباً شيوعيّاً وعمّاليّاً من ستين بلداً، المشاركون في هذا اللقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية، المنعقد في هافانا، كوبا، من 27 إلى 29 تشرين الأول/أكتوبر 2022، إلى اللحظة الخطيرة التي تعيشها البشرية.

إن هيمنة الإمبريالية الراهنة تفرض نظاماً عالمياً ظالماً وغير مستدام، وتزيد الاستغلال كما تزيد ظروف الطبقة العاملة والشعوب سوءاً، وتولّد نزاعات متنامية وتناقضات وحروب، وتعرقل حلّ المشكلات الكونيّة، كجائحة “كوفيد-19″، التي واجهتها بلدان اشتراكية، تاريخيّاً، وكوبا اليوم، على وجه الخصوص، بنظامها للصحة العامة وتقدّمها العلمي، بفعالية، بحيث تجلّى تفوق الاشتراكية.  نحن الشيوعيون نعمل من أجل نظام عالمي جديد، يقوم على إلغاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وعلى العلاقات ذات الفائدة المتبادلة بين الدول والشعوب والسلام والتنمية المستدامة من أجل تلبية الاحتياجات الاجتماعية والعدالة الاجتماعية والتضامن.

كمحصّلة لعدوانية الإمبريالية المتزايدة والتشكُّل الجيو-سياسي الجديد الجاري، نواجه صعوداً جديداً في سباق التسلّح، وتعزيز حلف الناتو وتوسّيعه، وظهور تحالفات عسكرية جديدة، وتفاقم التوترات والنزاعات العسكرية، كما يحدث في أوكرانيا، وعودة وانبعاث الفاشية في أماكن عديدة من العالم و”الحرب” الباردة” وخطر نشوب حرب نووية، من واجبنا أن نرفضها.

نرى بأن طابع الرأسمالية الناهب يؤدي إلى زيادة التفاوت واستقطاب الثروة والإقصاء وموجات الهجرة وإلى تعميق الأزمة الغذائية، وإلى تفاقم الأزمة البيئية، بينما نحن نقترب بخطى متسارعة إلى نقطة “اللاعودة”.

إن النظام البرجوازي، المدافع عن مصالح الاحتكارات ومجموعات الشركات الكبرى، يدير الأزمة النظامية للرأسمالية لمصلحته، ويسعى من خلال الضغط والعنف للسيطرة على الاستياء الاجتماعي المتزايد عند العمال والشعوب.

إن الانحدار التدريجيّ لسطوة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، جرّاء أزماتهم الداخلية وفي وجه منافسيهم، قد عزّز الاستخدام التعسّفي لسياسة فرض الحصارات والإجراءات القسريّة غير المشروعة و”ازدواجية المعايير” والتهديدات والتدخلات العسكرية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وتنشر الإمبريالية ترسانة كبيرة من الأعمال التخريبية في إطار الحرب غير التقليدية، تبرز من بينها تلك ذات الطابع الدعائي، كوسائل لإثارة الاضطراب وتغيير الحكومات التي لا تنصاع لمصالحها.

إن معركة الطبقة العاملة العالمية في وجه نظام الاستغلال الرأسمالي، تستلزم في المقام الأول وحدة الحركة الشيوعية والعمّالية، إلى جانب الحركات الاجتماعية والشعبية والفلاحية والمدافعة عن السكان الأصليين، من أجل تعزيز النضال الطبقي ضد المخططات البرجوازية والإمبريالية وفي سبيل بناء عالم سلام وعدالة ومساواة اجتماعية.

في وجه محاولات الإمبريالية كبح نضال العمال والشعوب وتصديع وحدة وتضامن القوى الثورية والمناهضة للإمبريالية، قررت الأحزاب الشيوعية والعمالية، المشاركة في اللقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية، المنعقد في هافانا:

توحيد الجهود من أجل تعزيز النضال في وجه الإمبريالية والإسهام في استبدال النظام الدولي الحالي الظالم واللاديمقراطي، الذي تسود فيه المصالح الرأسمالية، بنظام دولي يقوم على السلام والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والتضامن، تمهيداً للطريق أمام بناء المجتمع الاشتراكي.

المطالبة باحترام مبادئ تقرير مصير الشعوب والاستقلال والمساواة بالسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخليّة، وكذلك الحق المشروع للشعوب بالسلام وباختيار طريقها للتنمية.

إدانة الحروب الإمبريالية كليّاً والتهديد بالقوة وباستخدامها في العلاقات الدوليّة، والترويج للنضال من أجل السلام. تكثيف التحرك والتضامن الدولي دفاعاً عن المصالح المشتركة للشعوب في وجه الطبقات البرجوازية.

تعبئة الجماهير وحشدها في إدانة ورفض سباق التسلّح والاستقطاعات الكبيرة من النفقات الاجتماعية المترتبة عنه، ووجود الأسلحة النووية وتحديثها، والقواعد العسكرية الأجنبية؛ في وجه حلف الناتو ومشروع توسيعه وتحويله إلى منظمة عسكرية كونية.

الكفاح لمنع انبعاث القوى المناهضة للشيوعيّة والرجعية والقومية المتطرفة والفاشية، في بقاع مختلفة من العالم، والتي تفاقم العنف وكره الأجانب والعنصرية وعدم التسامح السياسي والإيديولوجي والاجتماعي والعرقي والديني والنسائي، وتروّج للنزاعات العرقية-القومية.

تعزيز التضامن مع الشعوب التي تقاوم تدخلات الإمبريالية واعتداءاتها وإدانة سياسة فرض الحصارات والعقوبات والإجراءات القسريّة أحاديّة الجانب ومزدوجة المعايير كأدوات للضغط على حكومات وشعوب وابتزازها.

الدفاع عن الماركسية واللينينية ونشرهما ومواجهة الهجمة الفكرية والثقافية والرمزية التي تشنها الإمبريالية، والرامية لتشريع مظالم النظام الرأسمالي وإقصاء الاشتراكية والشيوعية وتشويه الهوية الثقافية لبلداننا أو تدميرها.

تكثيف النضال لصالح كل القضايا العادلة والتحررية للشعوب وزيادة التضامن مع العمال والفلاحين والسكان الأصليين والمنظمات الشبابية والنسائية دفاعاً عن حقوقها وفي وجه الرأسمالية. الوقوف إلى جانب اللاجئين وضحايا الحروب.

رفع الصوت ومكافحة نموذج التنمية القائم على المنفعة الرأسمالية الذي يدمّر البيئة ويعرّض بقاء الأنظمة البيئية والجنس البشري للخطر.

تطبيق خطة العمل المعتمدة في اللقاء الثاني والعشرين بهدف تعزيز وحدة الحركة الشيوعية والعمّالية العالمية، إلى جانب الحركات الاجتماعية والشعبية في وجه الهيمنة الإمبريالية، بهدف تكثيف النضال دفاعاً عن مصالح العمال والشعوب، ومن أجل تحوّلات ثورية تفضي إلى الإطاحة بالرأسمالية وبناء الاشتراكية.

بالجهد المتكامل للطبقة العاملة، إلى جانب المنظمات والقوى والحركات الاجتماعية والشعبية الديمقراطية ومن أجل إحقاق حقوق المرأة، سنكون قادرين على إلحاق الهزيمة بالرأسمالية كنظام عالمي مهيمن وتدميري وبلا مستقبل وتحقيق تحوّل ثوري حقيقي.

نشكر الحزب الشيوعي الكوبي وحكومته الثورية وشعبها على إسهامهم في تنظيم اللقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية، وعلى حسن استضافتهم للمشاركين.

نجدد التأكيد على تضامننا ودعمنا للشعب الكوبي وكفاحه من أجل الرفع الفوري وغير المشروط للحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الظالم والمجرم والمُشدَّد، الذي يخضع له منذ أكثر من ستين سنة ونطالب الحكومة الأمريكية بأن تسحب كوبا من القائمة الباطلة للبلدان الراعية للإرهاب.

نقف إجلالاً وإكباراً لإرث القائد التاريخي للثورة الكوبية، فيدل كاسترو روز، الذي يشكل إلى جانب تعاليم جنرال الجيش راؤول كاسترو روز، والجيل المكمّل، بقيادة السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس جمهورية كوبا، ميغيل دياز-كانيل بيرموديز، إلهاماً دائماً لكفاح الشعوب من أجل تحررها الحقيقي والنهائي، في الطريق نحو بناء مجتمع اشتراكي ومستقل وتضامني.

متحدون في الكفاح في وجه الإمبريالية والرأسمالية!

عاشت الاشتراكية!

هافانا، 29 تشرين الأول/أكتوبر 2022

■ ■ ■

خطة عمل اللقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية. هافانا، كوبا

حدّد اللقاء الدولي الثاني والعشرون للأحزاب الشيوعية والعمّالية، المنعقد من 27 إلى 29 تشرين الأول/أكتوبر 2022 في هافانا، كوبا، كمحاور وتحركات يقوم بها حتى انعقاد اللقاء القادم، ما يلي:

القيام بمسيرات دفاعاً عن السلام ورفضاً للحرب الإمبريالية والتدخلات العسكرية والأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل وللقواعد العسكرية الأجنبية، وكذلك لحلف الناتو وغيره من التحالفات الإمبريالية، مثل تحالف “أوكوس”.

القيام بتحرك عالمي واسع في الحادي والعشرين من أيلول/سبتمبر، يوم السلام العالمي، إدانةً للحرب ودعماً للسلام.

ضمان نجاح جمعية “مجلس السلم العالمي”.

الدعوة لحل جادّ وبنّاء وواقعي للنزاع في أوكرانيا، عبر السبل السلمية، من خلال الحوار والتفاوض.

حث الشبّان والشّابات على المشاركة السياسية والأساسية من أجل ضمان استمرارية الأفكار والمبادئ التي ندافع عنها. صون الذاكرة التاريخية للحركة الشيوعية والعمالية العالمية ونقلها إلى الأجيال الجديدة.

إحياء يوم الشباب العالمي، 12 آب/أغسطس.

إحياء يوم الطلاب العالمي، 17 تشرين الثاني/نوفمبر.

عقد ورشات وحلقات نقاش، حضورية وافتراضية، تسهم في مناقشة وتحليل ونشر المفاهيم النظرية والعملية للماركسية اللينينية وقيم الاشتراكية، كنظام وحيد يستجيب للمطالب العادلة والحقوق المشروعة للشعوب. في سبيل ذلك، النظر في النشاطات وفعاليات إحياء المناسبات التالية:

الذكرى المئوية لقيام الاتحاد السوفييتي.

الذكرى الأربعين بعد المائة لوفاة كارل ماركس (14 آذار/مارس 1883).

الذكرى الخامسة والسبعين بعد المائة لنشر “البيان الشيوعي” (21 شباط/فبراير 1848).

اللقاء الدولي الأول للمطبوعات النظرية للأحزاب والحركات اليسارية، الذي سينعقد في كوبا (10 – 12 شباط/فبراير 2023).

التنديد بمعاداة الشيوعية وبالفاشية، وكذلك بتشويه حقيقة المساهمة التاريخية للاتحاد السوفييتي والاشتراكية، في إطار إحياء الذكرى المئوية لقيام الاتحاد السوفييتي والذكرى الخمسين للانقلاب الفاشي على حكومة “الوحدة الشعبية”، برئاسة سلفادور أليندي، في تشيلي.

التعبير عن التضامن مع القضايا العادلة للشعوب، ومع الشيوعيين الذين يواجهون الملاحقة والمضايقات ومنعهم من ممارسة حقوقهم السياسية والاجتماعية بحريّة؛ في وجه الأنظمة الدكتاتورية والقمعية والتي تمارس التمييز في مجال حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية.

القيام بحملات دولية تضامناً ودعماً لكفاح طبقتي العمال والفلاحين والنساء والمهاجرين، في مطالبتهم المحقة بالانتساب إلى النقابات وبأجور وظروف عمل أفضل وبحقوقهم الديمقراطية.

تعزيز فعاليّات الثامن من آذار/مارس، عيد المرأة العالمي؛ والأول من أيار/مايو، عيد العمال العالمي.

القيام بنشاطات دفاعاً عن ثقافة وهوية الشعوب في وجه المشروع الثقافي الإمبريالي النيوكولونيالي.

المشاركة بنشاط في التحركات الشعبية التي تطالب بحماية وصون البيئة وترفض نموذج الإنتاج والاستهلاك الرأسمالي غير المستدام.

التعبير عن التضامن مع كل الشعوب التي تكافح ضد الاحتلال الأجنبي والحصارات والعقوبات والعدوان الإمبريالي.

المشاركة في حملات تضامنية مع الشعب الكوبي في سبيل الرفع الفوري وغير المشروط للحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المشدَّد، الذي تفرضه عليه الولايات المتحدة، وضد إدراج كوبا في القائمة التعسفية وأحادية الجانب للبلدان التي يُزعم بأنها راعية للإرهاب، والتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولاتها لقلب النظام الدستوري فيها.

تحقيق أوسع وأنشط مشاركة للأحزاب التي يتكون منها “اللقاء الدولي للأحزاب الشيوعية والعمّالية” في الحملات العالمية للتضامن مع كوبا، والتي تقام في آخر نهاية أسبوع من كل شهر.

تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني في كفاحه والمطالبة عبر كل الوسائل المتاحة بالإنهاء الفوري للاحتلال الإسرائيلي، وإرساء حقه بتقرير المصير وإقامة دولة مستقلة وذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين بالعودة، استناداً إلى القرارات ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة. إدانة ما تسمّى “صفقة القرن” وسياسة الولايات المتحدة وإسرائيل الإجرامية عبر ممارسة للاستعمار والأبارتهيد، بما في ذلك إقامة مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلّة وتوسيعها.

القيام بحملة دولية بمناسبة “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، في 29 تشرين الثاني/نوفمبر.

المطالبة بحلّ عادل ودائم لقضية الصحراء الغربية، والسعي لإيجاد حلول سلميّة وتفاوضية لنزاعات لم تجد حلولاً بعد، وذلك في إطار الأمم المتحدة ومع الالتزام بأعراف القانون الدولي.

القيام بتحرك عام تضامناً مع كفاح الشعب الصحراوي من أجل ممارسة حقوقه المشروعة في العاشر من أيار/مايو، ذكرى تأسيس “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” (بوليساريو).

الترويج للتضامن مع جمهورية فنزويلا البوليفارية في وجه العدوان والعقوبات غير الشرعية التي تفرضها عليها الإمبريالية الأمريكية والأوروبية. القيام بتحركات تطالب بالرفع الفوري للإجراءات القسرية وإعادة الأصول العائدة ملكيتها لفنزويلا، والتي سطت عليها القوة الإمبريالية.

دعم حق شعب بورتوريكو الثابت بحرية تقرير المصير والاستقلال.

دعم الحملة الدولية للتضامن مع بورتوريكو التي يتم إحياؤها في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر من كل سنة تكريماً لأول انتفاضة مسلحة ضد الاستعمار اليانكي.

دعم التحركات والنشاطات التي تقيمها الأحزاب السياسية التي يتكون منها “اللقاء الدولي للأحزاب الشيوعية والعمّالية” في أمريكا اللاتينية والكاريبي إحياء لذكرى الأحداث التاريخية التالية:

 الذكرى المئوية الثانية لاستقلال بلدان أمريكا الوسطى.

الذكرى السبعين بعد المائة لمولد خوسيه مارتيه، البطل الوطني لكوبا.

الذكرى السبعين للهجوم على ثكنتي “مونكادا” و”كارلوس مانويل دي سيسبيديس”.

التنديد بالتدخل الإمبريالي في أمريكا اللاتينية والكاريبي في إطار إحياء الذكرى المئوية الثانية لإعلان “عقيدة مونروي” والذكرى الأربعين للغزو الأمريكي لغرينادا.

القيام بأوسع تحرك للأحزاب الشيوعية والعمّالية والمنظمات الاجتماعية النسيبة لها من أجل تحقيق تكامل أكبر وتعزيز المنظمات العالمية المناهضة للإمبريالية، على الأخص منها “الاتحاد النقابي العالمي” و”مجلس السلم العالمي” و”الاتحاد العالمي للشبيبة الديمقراطية” و”الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي”.

تعزيز الوحدة والتفاعل والتعاون فيما بين الأحزاب الشيوعية والعمالية من كل مناطق العالم من أجل إحياء اللقاء الدولي الثالث والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية، عام 2023، في تركيّا، بنجاح.

■ ■ ■

الخطاب الذي ألقاه السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي ورئيس الجمهورية، ميغيل دياز-كانيل بيرموديز، في الجلسة الختامية للقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعالمية، في قصر المؤتمرات، في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2022، “السنة الرابعة والستون للثورة”

(الطبعات الاختزالية – رئاسة الجمهورية)

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق الأعزاء،

أيها الأخوة في النضال:

في زمن كهذا الذي نعيشه، بما يحمل من قسوة وإثباطاً للأمل بالنسبة للأغلبيات الواسعة، التي تذهب ضحية أزمات متزامنة متعددة، متولّدة عن الرأسمالية الآفلة التي تدفع بالعالم نحو الهمجية، يبعث الارتياح عقد لقاء كهذا الذي جمعنا هنا على مدار ثلاثة أيام في هافانا من أجل التباحث بواقعية حول خيارات وآمال مشتركة.

ها نحن هنا، نحلم ونعمل، وعلى الأخص نحاول جعل المستحيل ممكناً. أي، فعل ما قاله الأعداء عن الاشتراكية، وبالتالي عن التقدم الإنساني، بأنها مستحيلة، منذ أن ظهرت أفكار ماركس وإنجلز و”البيان الشيوعي” لحشد المستغَلين وإثارة الذعر في قلوب المستغِلِّين.

إن الإدراك بأن وجود عالم أفضل هو أمر ممكن لم يأتِ عبر الكتيّبات. إنما نحن آخذون بتأكيده في طريق البناء الاشتراكي ومع كل حزب نشاركه الأفكار في الكفاح الدؤوب من أجل التحرر الإنساني والعدالة الاجتماعية.

ما يزال أفقنا اشتراكيّاً، حتى ما بعد الاندثار المأساوى للمعسكر الاشتراكي في أوروبا وتفكك الاتحاد السوفييتي، وبالرغم من الحملات الشرسة المناهضة للشيوعيّة، التي حوّلتها قوى الرأسمالية العابرة للحدود إلى عقيدة للفكر الأوحد من خلال وسائل ذات سطوة على المستوى العالمي.

بالرغم من الشيطنة الدائمة لتاريخ الحركة الشيوعية العالمية المجيد، ومن التقييد المشين لحرية المشاركة السياسية في عدد متزايد من البلدان، باسم الحرية وفي خضم وضع دولي يبلغ من التعقيد ما بلغه في أسوأ لحظات التاريخ العالمي، نقوم اليوم باختتام أعمال منتدى جمع، وللمرة الأولى في كوبا، 145 وفداً من 78 حزباً شيوعيّ وعمّالي الفكر قدموا من 60 بلداً.

لقد وجّهت كوبا، المُشيطَنَة، كوبا المحاصَرة، كوبا موضع المضايقة والعقاب، الدعوة واستقبلت من يشاركون ويدافعون معها عن أفكار مشتركة، من أجل تبادل وجهات النظر والتداول حول قضايا ذات أهمية استراتيجية مثل الوحدة الضرورية لمواجهة هجمة الإمبريالية، وفورة اليمين المتطرف، وانبعاث الفاشية والحرب، وكذلك من أجل تنسيق التحركات في الدفاع عن السلام والبيئة وحقوق العمال والترويج لتضامن كل الشعوب المناضلَة.

نتوجّه بالشكر قبل كل شيء على ثقة أولئك الذين أتاحوا للحزب الشيوعي الكوبي فرصة تنظيم هذا اللقاء، في ذات الوقت الذي نقدّر فيه جهود كل المشاركين من أجل الحضور، وسط الوقائع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المأساوية وشديدة التعقيد التي تعانيها أغلبية البلدان التي أتيتم منها.

لم ندعوكم من أجل الثناء على النموذج. إنما دعوناكم من أجل البحث وتنسيق الجهود.

تمثّل كوبا تجربة ملموسة لبناء الاشتراكية في بلد صغير نامٍ، يخضع للمضايقة الهمجية من قبل أعتى قوة عظمى عرفها التاريخ وعلى مسافة تسعين ميلاً من سواحلها. يُمكن القول بأننا نعبّر عن تفهّم الحاجة لتغيير اجتماعي جرّاء قطع آرب منطق الرأسمال، وفي الوقت نفسه، تطوير طريقة القيام بالتغيير الاجتماعي الاشتراكي كتجاوز للمنطق الإمبريالي والارتقاء به.

يتعلّق الأمر بالتوفيق في التحدي بين الخيار الضروري ضمن العملية وبين المشروع، على نحو لا يتنافى فيه الممكن الحاضر للمشروع التاريخي مع ضروراته المستقبلية.

بتعبير آخر: الخيار المتاح لا يتخلّى عن الخيار المأمول، وإنما يغذّيه ويبنيه ويتقدّم به.

إن الماركسية هي عِلم ونحن موضع تحدٍّ دائم في إثبات النظرية بتطبيقها، من خلال تنسيق إجابات للتقدّم في تحقيق العدالة الاجتماعية.

في سبيل ذلك، من المهمّ أن يُؤخذ بعين الاعتبار جانبان جوهريّان: الحاجة لطليعة منظّمة، وهي في حالنا الحزب الشيوعي الكوبي، بتأهيل علمي وسياسي وإيديولوجي من أجل فهم تحوّلات الإمبريالية وأشكال النضال الجديدة، وفي الوقت نفسه التسليم بأن إيديولوجية التحوّل الاشتراكي هي الماركسية النقدية بجوهرها وأسسها، وذلك بطرحها تغيير الواقع بأسلوب علمي.

وعليه، فإن عملية الانتقال إلى الاشتراكية في كوبا ترسم أمامها محوران جوهريان وتروّج لهما في عملية التحول الاشتراكي: مركزية العمل ومركزية النموذج. في كلا الحالتين، يكون الإنسان موضع هذا التحول وموضوعه. نحن نسير في هذا الطريق “كاسرين في الجلد وقابضين على قلب”، كما يقول بيت شعر من أغنية لمغنّينا السياسي فيسينتي فيليوه في وصفه الشعري لمواجهة المواطن الكوبي لكل أنواع التحديات.

أيتها الرفيقات، أيها الرفاق:

من زوايا مختلفة، توافقنا الرأي بأن الأزمة المنتظمة للرأسمالية، والتي تفاقمت في السنتين الأخيرتين جرّاء انتشار جائحة “كوفيد-19″، قد عمّقت الحرمان والإقصاء والتفاوتات الاجتماعية والأنانية والتجهيل السياسي لصالح مشاريع اليمين المتطرف المحافظ، ما يغطي على عودة ظهور الأفكار المتطرفة والفاشية.

إن التقييمات التي أجراها كثيرٌ من الأحزاب المتواجدة هنا تثبت بأن المعركة من أجل العدالة الاجتماعية والاشتراكية تحتاج في المقام الأول لوحدة الحركة الشيوعية والعمّاليّة ولإقامة تحالفات مع المنظمات النقابية والحركات الاجتماعية والثورية والشعبية التي تعارض الهيمنة الإمبريالية.

لا بدّ من إدراك ذلك من أجل النموّ والتقدم في بلورة برامج سياسيّة تشمل قطاعات أخرى من المجتمعات تزداد تنوعاً يوماً بعد يوم من حيث تركيبتها وتغايراً من حيث احتياجاتها ومطالبها الاجتماعية، كعمّال الثقافة والنساء والطلاب والشباب والفلاحين والأقليّات المهمّشة وغيرها. إنما بالجهد والتنسيق بين الجميع يُمكن تحقيق التحول الثوري الحقيقي.

هذا هو هدف “البيان الختامي” و”خطة العمل” المعتمدين في هذا اللقاء الثاني والعشرين. إذا ما نجحنا في أن يكون لهذه الأهداف والتحركات أثر وفعالية حقيقية، يكون بوسعنا التأكيد بأن هذا الإطار كان وسيظل مفيداً وعامل تحوُّل.

لقد وصّفنا نحن الأحزاب الشيوعية والعماليّة الواقع الذي من واجبنا ونرغب بتغييره. نحن على إدراك بأن الإمبريالية تشكّل الخصم الرئيسي. نعرف الاستراتيجية الإمبريالية المنسّقة الرامية لتغذية الإحباط المعنوي لقوانا، والتوغل في تطبيق أسوأ ما في النموذج الاستهلاك والحرمان والنهب، وفرض القيم الأكثر رجعية وحرماناً في المجال السياسي والفكري علينا.

لنقف في وجه ذلك، كسيف ودرع للشعوب. القيم والمبادئ التي تجمعنا وتوحّدنا تشكّل مرجعيّات خلقية وأخلاقية، مثل المساواة، والعدل والعدالة الاجتماعية؛ الديمقراطية الثورية والاشتراكية، التي من واجبنا تعميق طابعها الشعبي والتشاركي؛ التضامن، انطلاقاً من ممارسة أصيلة محترِمة وتكميلية؛ والوحدة، على الصعيد الداخلي أولاً، ثم مع أحزاب سياسية ومنظمات وحركات اجتماعية وشعبية أخرى، بدءاً من بلداننا، ومن ثم على المستوى الإقليمي والعالمي.

في خضم الوضع الدولي الحالي المعقّد، كثيرة هي التحديات التي تواجهها كوبا. الحزب الشيوعي الكوبي ينهمك في مهمّات أساسيّة حددها مؤتمره الثامن، المنعقد في شهر نيسان/أبريل الماضي، والذي أسميناه “مؤتمر الوحدة والاستمرارية”. وهذه المهام هي المعركة الاقتصادية والكفاح من أجل السلام والصمود الإيديولوجي. وعلى ذات النحو، نعمل على تطبيق الأفكار والمفاهيم والتعاليم المشار إليها في منتدى الشيوعيين وكل الشعب الكوبي ذاك.

يولي الحزب الشيوعي الكوبي أهمية خاصّة للعلاقة الدائمة بالجماهير: “الإصغاء للأرض”، كما يسمّيها باللهجة الشعبية جنرال الجيش وقائد الثورة الكوبية، راؤول كاسترو روز؛ العلاقة المباشرة بمشكلات الشعب وتطلعاته والمعرفة العميقة للأحداث والظواهر والعمليات التي يواجهها المجتمع الكوبي.

في ما يتعلّق بالمصلحة العليا وهي بناء الاشتراكيّة، والتي حظيت بدعم الأغلبية الساحقة من الشعب الكوبي في استفتاء على الدستور تم إجراءه، تقع على الحزب مهمة الحفاظ على وحدة وتماسك الشعب والوفاق الاجتماعي، وهو ما قادنا إلى أن نقاوم بإبداع أمام تطلّع الإمبريالية لتقسيم صفوفنا وإحباط عزيمتنا وقدرتنا النضالية. في هذا المنحى، “منحى الارتباط الوثيق بصميم الشعب الصامد والجميل”، الحزب يعلّم ويتعلَّم، ويقوّي المسؤولية الفردية لأعضائه ويوطّد القيادة الجماعيّة.

 عمل الحزب في المجل الإيديولوجي يستند إلى النظرية الماركسيّة ورؤية مارتيه وإلى إرث فيدل العظيم وتعاليم راؤول، وإلى تقاليد الشعب النضالية وتجربته التاريخية وتجربة باقي الشعوب والأمم.

يا رفاق النضال:

فلنعطِي أولوية للأهداف الاستراتيجية التي تجمعنا، وفي الوقت نفسه، فلنعترف بما يكتنزه التنوُّع من قوة وعظَمة.

فلننظر بتواضع إلى التجارب والإنجازات الأكيدة المحرزة بفضل الكفاح الدؤوب والبناء الجماعي الذي حرّر بدون شك فئات هامة من الجماهير الشعبية والعمالية وأعاد للشعوب كرامتها.

نحترم مختلف أشكال التنظيم من أجل الكفاح التي حددها كل بلد وكل منطقة حسب واقعهما الملموس.

فلنتعلّم من التجارب المتمخّضة عن تواريخ نضال ومقاومة.

فلنراهن على التفهّم المشترك والتوافق والتنسيق.

فلننبذ الشخصانية والانقسام والتفرقة والممارسات التي تعمّق الخلافات وتثير عدم الثقة وتُضعف التوافق وتفيد الإمبريالية. فالانقسام سيصب دائماً في منفعة مصالح القوى التي تمثّل الرأسمال المالي الأجنبي والثورة المضادة والإمبريالية.

يجمعنا واجب لا مناصّ منه: تأهيل المنظمات السياسية الشبابيّة التي من واجبها، بدورها، أن تقود العمل الموجّه إلى مجموعات واسعة ومتعددة متضررة بشدة اليوم جراء الحرمان والتجهيل السياسي.

يشكّل الشباب وسيظلّ يشكّل أحد العناصر التاريخية الرئيسية وتقع علينا مسؤولية تعزيز مشاركتهم النشطة والملتزمة في الكفاح. إن لعب الأجيال الجديدة لدور رئيسي في بناء الحاضر وقيادته سيجعلها تتلقّف المستقبل بمسؤولية وحسّ بالانتماء.

الأهداف الرئيسية للقاء الدولي للأحزاب الشيوعية والعمالية موجهة لإتاحة فُسحة للتأمُّل والتبادل والتعاون؛ ولتنسيق المواقف والتحركات المشتركة؛ والتضامن الدولي. في سبيل تحقيق ذلك، من واجبنا تطوير علاقات شفافة، تقوم على الثقة والصراحة، مع احترام الاختلافات وتعزيز ما يوحّدنا.

إن الحزب الشيوعي الكوبي يقدّر عالياً هذه اللقاءات كفسحة مفيدة وضرورية للتبادل والتعاون فيما بين الأحزاب الشيوعية والعمالية حول العالم، وخصوصاً في لحظة تتّسم بهجمة شرسة من الرأسمالية على حقوق العمال وحملة عنيفة مناهضة للشيوعيّة وتهديدات متزايدة للسلام والاستقرار العالمي ومناورات لإثارة الاضطراب وازدواجية المعايير وتطبيق إجراءات قسريّة وحروب إعلامية وثقافية.

يقدّر الحزب الشيوعي الكوبي الدور التاريخي الفضيل للقوى السياسية التي أسهمت بشكل دائم في عقد هذه اللقاءات ويصادق على التزامه بمبادئها التأسيسية.

تجدد كوبا التأكيد على نزعتها الإنسانية والتضامنية دائماً مع الشعوب الشقيقة التي، ووفاء منها لتاريخها النضالي، تقاوم وتبني في أي مكان من العالم. إن ممارسة التضامن الأممي هي تسديدٌ لدين تجاه الذين دعموا عزمنا على بناء مجتمع اشتراكي يسوده القانون والعدالة دفاعاً عن السيادة والاستقلال الوطنيين.

وعليه، فإن كوبا فيدل المارتيئية والاشتراكية لن تكفّ أبداً عن الوقوف إلى جانب وطن بوليفار وهوغو تشافيز. والصداقة بين القائدين، التي تعمّدت بالنضال من أجل استقلال أمريكا اللاتينية الحقيقي وتكاملها لن تُخان.

يشكّل انتصار الثورة البوليفاريّة بالنسبة للشيوعيين الكوبيين فصلاً ما فوق العادي وحاسماً من مراحل الكفاح من أجل الاستقلال والتكامل وفي وجه الإمبريالية في أمريكا اللاتينية والكاريبي، ولذا فإننا نصادق على دعمنا الثابت لهذه العملية السياسية، ولتحالفها الأهلي-العسكري وللرفيق نيكولاس مادورو موروس (تصفيق).

يصادق حزبنا على تضامنه ودعمه للثورة الساندينية، التي تواجه اليوم حملة سياسيّة ودعائية ودبلوماسيّة محمومة من قبل الإمبريالية الأمريكية.

وقضايا شعوب بورتوريكو وفلسطين والجمهورية الصحراوية الديمقراطية ستحظى دائماً بدعمنا غير المشروط والمفتوح.

نحيّي الجهود التي تُبذل في بناء الاشتراكية التي تقوم بها الأحزاب الشيوعية في كل من جمهورية الصين الشعبية وجمهورية فيتنام الاشتراكية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وجمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية.

نهنّئ بشكل خاص الشيوعيين الصينيين على نجاح أعمال مؤتمرهم العشرين المنعقد مؤخراً (تصفيق).

أيها الرفاق الأعزاء:

انطلاقاً من الحضور ما فوق العادي لفكر القائد العام، فيدل كاسترو روز، نعود إلى تأمل تركه لنا في موعد مبكر جداً هو عام 1961، قال فيه: “لا بد من التحرك بمناهج ثورية، مناهج جديدة، مناهج ديمقراطية، من المناهج التي تليق بديمقراطية ثورية، ديمقراطية عمّالية؛ لأن هذا ما تعنيه الاشتراكية: تعني تحديداً حكم البلاد من قبل أغلبية البلاد، وهم الذين يعملون، الذين ينتجون، والذين يفرضون قانونهم الثوري، بقوة حقهم وبقوة طاقتهم…”.

بودي في الختام أن أتوجه بالشكر على التعبيرات المتعددة عن التضامن التي شهدها هذا المنتدى مع الكفاح البطولي الذي يخوضه الشعب الكوبي في وجه عدوان الإمبريالية الأمريكية الدائم في مسعاها لسحق الثورة.

لقد واجهنا بصمود وإبداع تطبيق الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي المشدَّد بصورة انتهازية في اللحظات التي كنّا نواجه فيها انتشار الجائحة.

لم يتراجع الشعب الكوبي أيضاً أمام الحملات الدعائية والتخريبية الرامية لتشويه الواقع وتقسيم الأمة، ولا أمام الآثار الاقتصادية المترتبة عن إدراج كوبا ظلماً في قائمة البلدان الراعية للإرهاب الباطلة، مما يخلق عثرات إضافية أمام التنمية وتلبية احتياجات شعبنا.

ليس هناك من عثرة قادرة على النيل من عزمنا على المقاومة والكفاح والنصر!

إن دعمكم في هذه المعركة يحفّزنا ويشحذ عزيمتنا.

وكوبا أيضاً وثورتها ستكونان دائماً إلى جانبكم!

عاشت الاشتراكية!

عاشت الأممية البروليتاريّة!

الوطن أو الموت!

سننتصر!

■ ■ ■

قرار تضامني مع الثورة البوليفارية في فنزويلا

نحن الوفود الموقّعة أدناه، المشاركة في اللقاء الدولي الثاني والعشرين للأحزاب الشيوعية والعمّالية، المنعقد في هافانا، كوبا، من 27 إلى 29 تشرين الأول/أكتوبر 2022، نعبّر عن تضامننا ومساندتنا للشعب والحكومة البوليفارية في فنزويلا، التي تقاوم كل نوع من الاعتداءات الاقتصادية والعسكرية والإرهابية كجزء من الهجمة المعادية للثورة التي تشنها الإمبريالية، وعلى رأسها حكومة الولايات المتحدة، ضد أمريكا اللاتينية والكاريبي.

إن التحفيز المتكرر للانقلابات وإثارة الاضطرابات وازدراء حق فنزويلا بالسيادة وتقرير المصير، إنما يعبّران عن الطابع الإمبرياليّ لاستراتيجية البيت الأبيض التي تستهدف الشعب الفنزويلي.

ندين ونرفض الإجراءات القسرية أحادية الجانب والنهب الوقح للأصول الفنزويلية، الذي يمنع النمو الاقتصادي والاجتماعي الطبيعي للشعب الفنزويلي. نستنكر تشديد حكومة الولايات المتحدة لعدوانها، على نحو انتهازي، خلال انتشار وباء “كوفيد-19”.

نوجّه نداءنا إلى الحركة الشيوعية والعمالية الدولية وشعوب العالم لكي تفعّل تضامنها مع الحكومة والمنظمات الثورية الفنزويلية التي تكافح من أجل خيار بديل عن الرأسمالية وتُسهم في التكامل الأمريكي اللاتيني والكاريبي الضروري.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/