في رفض نشر وذكر اسماء! عادل سماره

يسرُّني الاعتراف هنا بأنني اتلقى عتابا من كثير من الرفاق لأنني اذكر اسماء معينة في ما اكتب، وطبعاً اتلقى هجوما عنيفا ممرورا ايضا من كثيرين مضادين، وحتى هجوماً من محبين لم يفهموا سبب ذكر الأسماء أو من مثقفي البرحوازية الصغيرة الناعمين الذين يجرحهم حتى نقد غيرهم.
لكن ما يهمني ليس شخص هذا أو تلك حين اذكر اسمائهم/ن وليس لي موقف شخصي منهم قط. لم اذكر اي شخص من باب انه طويل او قصير، ماجن أو تقي، من بيت نظيف او سيئ، فقير أو ثري …الخ.
كل من أذكره لا يتعدى موقفه الوطني/السياسي/الفكري. وهذا أمر أعتبره ليس حقا وحسب بل واجب تنويري للناس لأنني أحب الناس العاديين. يُضايقني جدا أن اسمع او أقرأ مديحا او دعما لشخص انتهازي، تطبيعي، مرتزق مأنجز، منشبك…الخ.
لماذا؟ لأن عدم كشف هؤلاء يجعل منهم أيقونات وحتى قيادات تم ويتم انتخابهم!!!! وهذا بالطبع خطير وطنياً. وتوسيع شعبية هؤلاء هي على حساب الثوريين الحقيقيين افرادا أو قوى.
بعد صدور كتابي “مثقفون في خدمة الآخر: بيان ال 55 نموذجا 1993” إلتقاني د. موسى البديري في رام الله صباحا باكراً، وقال”مالك نازل هجوم على اصدقائك”؟ قلت له ابداً كنا اصدقاء وحين يقفون ضد العمليات الاستشهادية ويسمونها انتحارية، لا يعودوا اصدقاء لذا أنقدهم وطنياً.
لكن ما يُضعف موقفي، وهو نفسه الأمر الذي يجبرني على ذكر اسماء هو عدم تصدي أحد، تقريبا، لهؤلاء مع أن هؤلاء يعتدون على الوطن!
قد يقول البعض، وهل أنت مقاول مسؤول عن الوطن لوحدك، كما كتبت لي صديقة قديمة بعد ان اختلفنا (لو ذكرت أول أحرف اسمها لعُرفت)
طبعا لا مقاول ولا زعيم، ولكن كشف الحقيقة هو حق للناس وهذا واجب المثقف المشتبك.
ومع ذلك يبقى السؤال: لماذا يصمت من يعرفون هؤلاء؟ سواء صمت حزبيين او أكاديميين! هل هو التأدب البرجوازي الصغير؟ هل يعرف هؤلاء كم كان لسان لينين حاداً ولاذعاً. لست بصدد تفسير لماذا يصمتون، ولكن بلا شك أن هناك من الأمور ما يوجب الشك. ويبقى هذا السؤال برسم هؤلاء ورسم من يعتبون.
إحدى تهافتات مثقفين أنهم كأنما يقولون لك: أنقد الوطن والله والكون، ولكن أنا لا تنقدني فتكون انت الرائع.
وماذا عن رفض النشر؟
اذكر منذ أن كنت اكتب لجريدة الفجر 1973 وحتى 1977 حيث اشتغلت فيها ايضاً، كنت أرفض النشر في غيرها وكانت غيرها لاحقا ترفض النشر لي. وكان السبب في عدم النشر من جانبي أن اي موقع إعلامي ينشر لمتناقضين وطنياً هو مكان مغسلة لشطف المطبعين والمشبوهين.
في هذه الحالة يصبح موقف الشرفاء أداة لتلميع المطبعين/ات.
صحيح أن المواقع الكبيرة ورقيا أو إلكترونيا لها جمهور اوسع جدا، ولكن كلما كتبنا فيها نكون قد ساهمنا في تلميع المطبعين وتبهيت موقفنا. فالنشر في هكذا مواقع ليس مناظرة مباشرة حتى نقول: نواجههم.
طبعا من حق و/أو مصلحة صاحب موقع أو جريدة تجميع أكبر عدد ممكن من الكتاب للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشُراة أو القراء.
ولكن بالمقابل، من حق الكاتب اختيار اين يضع موقفه بحيث يخدم ولا يؤدي إلى ضرر ما وطنيا بالطبع.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/