سأل المعلم التلميذ: ما هو تعريف المطر:
التلميذ: إذا أبرقت وأرعدت وشقعت مزاريبها فاعلم أنها قد أمطرت.
وبعيداً عن براءة الوصف، فالتلميذ يفهم المطر ببراءة التعميم الاشتراكي فلا أحد يملك السماء ولا الماء فكيف ولماذا يحتل الماء إذن!
هو المطر الذي يغسل الطبيعة والناس، يروي الأرض بعدالة ولكن حين تصل اشتراكية السماء إلى الإنسان تُحاصَر وتصبح سيفا على جيوب وصحة الفقراء، ومع ذلك :لا يثوروا!!!
هذه الثروة المجانية تتحول من إكسير الحياة الحر إلى الاعتقال في زجاجات بلاستيكية مصنوعة من النفط المنهوب من أحشاء الأرض لتجويف هذه الكرة الأرضية أو أمنا الطبيعة كما يقولون ولتباع هذه الزجاجات ومن لا يدفع يعطش وتجف عروق جسمه ناهيك عن جسده. والنفط كالماء، الماء من السماء والنفط من الأرض، لكنه صار أداة حريق سواء للأمة العربية أو لثروتها في نموذج حريق مالي هائل في إمارة قطر لا لشيء ذي بال إلا ليستعرض غلام نفسه “أميراً!!!!” ولتباع أجسام الرياضيين في معرض نخاسة دولي معولم، ومع ذلك يشعرون بسعادة غامرة.
والعقل يشقى في النعيم بعثله…وأخو الجهالة في الضلالة ينعمُ
المتنبي
هذه هي إذن خصخصة الماء الذي بدأ اشتراكياً وانتهى سلاحا قاتلاً في ايدي راس المال. والنفط وغيره كذلك.
لك أن تتخيل أن مليارات البشر لا تملك الماء النظيف ولا ثمنه، فهل هناك سلاح دمار شامل أفتك من امتلاك الماء اغتصاباً. وماذا عن ثمن الطاقة؟ وأمر الطاقة أكثر إدهاشاً، فمعظم البشرية حتى اليوم “تُدفىء نفسها في النهار وتصطك أسنانها برداً في الليل” وقد اصبح هذا قانونا عاما على البيض كما كان على السمر والصفر والحمر. والمدهش أكثر أن ثروات النفط تُنفق على ذبح الأمم وخاصة عرب سوريا والعراق واليمن وليبيا ولا تذكر فلسطين وبلاد بوليساريو الساقية الحمراء ووادي الذهب بدل أن تُرسل إلى الشمس على شكل صفائح تُلقحها الشمس بحرارتها الكريمة!!
فهل هو شعر إن قلنا إن هذه الاشتراكية السماوية والأرضية تستحق ثورة لحمايتها وإبقائها مجانية للارتواء والاغتسال الجسماني والجسدي/الروحي وإضاءة النفس!
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….