كثيراً ما عاتبني رفاق على ذكر أسماء أوغاد المرحلة. ولكن الرفاق قد ينسون أن اوغاد المرحلة من المثقفين أخطر من أوغاد السلطات. فالسلطة الديكتاتورية وخاصة الإماراتية والملكية والمشيخية هي بيد شخص ولكن حوله حاملي السموم وليس الطِيْب وأغلبهم من المثقفين.
هذه المرة ليست عن صاحب الفضائيات والجرائد والمواقع الإلكترونية….الخ بل عن “أكاديمي” يغزو جامعة محلية قادم كي يُنظِّر على الطلبة وخاصة على مجلس طلبة يساري وعن ماذا؟ عن ضرورة طعن سوريا!
هكذا مشهد يذكرني بقول للراحل سميح البرغوثي:”في هذا الزمان آن للمرء أن يرسم وجهه على قفاه”.
نعم، فليس هناك ما يشرح اللحظة أفضل من هذا التجهم.
“الأكاديمي” الطالع بعزيمة وعزم يلوم على الدولة السورية بأنها لم تلبي مطالب المحتجين في البداية، ولو فعلت لما حصل ما حصل.
طيب: اقسم بالشياطين لو كنت أنافي جامعة تستضيفه أو تُعيِّنه (حتى لو راتبه مدفوع من جهة ما نفطية طبعا) لرفعت قضية حقوقية أكاديمية تطالب بإغلاقها او تحويلها إلى مدرسة ابتدائية.
هذا الشخص كما يبدو في حياته ما قرأ ولا كتب ولم يسمع سوى اكاذيب وجرائم الثورة المضادة بل حتى جزء منها.
قبيل اغتصاب فلسطين أكد بن غوروين وجابوتنسيكي وصولا إلى نتنياهو بأن بقاء الكيان مرهون بتفكيك سوريا.
ومنذ استقلال سوريا والغرب ضدها حتى يوم يبعثون.
قبيل الوحدة عام 1958 قرر الاستعمار التركي الهجوم على سوريا الأمر الذي دفع مصر للوقوف مع سوريا وكانت الوحدة.
ولذا اشترك الغرب والكيان وانظمة عربية وخاصة الأردن والترك وقوى الدين السياسي في تحطيم الوحدة المصرية السورية عام 1961.
وبعد أحد عشرة سنة من تقارير غربية وليس عربية وصهيونية تقول بأن الإمبريالية صنعت قوى الدين السياسي وجهزت قوى الاستشراق الإرهابي لتدمير سوريا وليس حتى تغيير النظام او الرئيس.
وبعد فيديوهات حمد بن جاسم (والله أعلم لماذا يقوم بذلك) ومنها أن امريكا وقطر والسعودية والإمارات وغيرها قررت تدمير سوريا وأن قطر وحدها دفعت 137 مليار دولار لإسقاط النظام في سوريا. وأن الأنظمة العربية المضادة للأمة العربية وللقومية العربية انفقت 2 ترليون دولار ضد الأمة العربية!
وأن كل هذا الكرم من أجل الديمقراطية في سوريا!!!
ترى هل هناك طالب جريىء ليصفع المحاضِر بحذاء ويقول له: شاعر قطري حٌكم 14 سنة على قصيدة! هذه تكفي ليخرج الطلبة كما فعل طلبة جامعة في كندا ضد دخول نتنياهو.
وبعد هذا وغيره، يأتي أكاديمي له من العبقرية ما ليس لدى أحد ليقول أن الخطأ من الرئيس الأسد.
من لا يرى كل هذه الحقائق التي بحجم نصف الكوكب، على مستمعيه وطلابه أن يغلقوا الباب أمامه على الأقل، أو كما فعل طلبة جامعة بير زيت حينما كانوا أكثر جذرية حيث نال أحد المطبعين علقة جامدة عام 1985.
فأي تجهيل وتحقير للجيل الشاب.
لو كانت هناك حركة طلابية شاملة لا مجزّأة كما الحركة الوطنية لمنعت أمثال هذا من دخول اية جامعة حتى لو في بطنه بئر نفط.
ولو كانت في البلاد جبهة ثقافية حقيقية وليس كثير من المستكتبين والمتثاقفين وخدم التسوية لقاموا بأكثر من هذا. فاين شرف الثقافة الوطنية العروبية؟
ومتى يثرثر أمثال هذا وينفثون سمومهم! في زمن الفدائيين الجدد! الذين يدركون بالفطرة او الوعي أن روح فلسطين في رحم سوريا وليست في يد الرئيس أو القيادة السورية. فالمسألة هي الوطن وليس أية قيادة.
ولكن حين تدافع قيادة عن بلدها تصبح هدفا للثورة المضادة.
بصراحة، لو كان ابني في جامعة كهذه، لقلت له يا ولدي إن شراء بغل وعود حراث تحرث الأرض ورائه اكثر فائدة لك من الاستماع لأمثال هذا. رغم ان ابن خلدون هاجم المحراث اليدوي!
وإلى من يستضيفوا هذا اقترح عليكم: تسجيل حديثه وترجمته للغات الأجنبية واستفتاء الرأي العام العالمي عليه لتعرفوا كيف تفكر الأمم.
ألم تشبع فلسطين غُزاة! ألم تشبع العروبة طعنات!
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/