من الجلي ان كرة القدم العربية، أو الأداء العربي على ارض ملاعب المونديال 22 نجح في فتح كوة صغيرة يطل منها الفرح المكبوت في عيون كلما مر بها انكسار عاودها انكسار آخر أكبر وأشد ايلاما.
الفرح العارم انتصار للحياة على الموت
البهجة انتصار على التزمت والتجهم
وكما ان الحزن يجمع البشر ويقطرهم في دمعة واحدة
يجمع الفرح البشر ويصهرهم في صيحة احتفال واحدة أيضا، هي احتجاج على الخنوع ورفض لهزيمة الروح.
أسود الأطلس حملوا الفرحة الى الكثير من الناس، أكثر بكثير مما نتصور، ولعلى لا ابالغ اذا قلت بأن اكثر من ثلثي سكان الكوكب قد فرحوا وتهللوا لفوز المغرب في لعبة محملة بالرموز، ربما اكثر مما تحتمل.
مسألة أخرى لها دلالة كبيرة، هي ان كل هذا الصهيل الذي سمعنا دويه تهليلا لأبطال المغرب، أمازيغ، عربا وأفارقة، جاء من خلال فرصة نادرة، ومسموح بها، للتعبير عن صيحة الفرح وهو يخرج من صدر شعوب تعودت ان تكبت ما يجول في صدرها من غضب او حزن او فرح، وكأنها جياد قايضوها الصهيل بمضغ اللجام.
الفرحة لم تكن مغربية فقط
كانت عربية
ولم تكن عربية فقط
كانت لكل سكان الغابة الذين استبعدهم أحد الاوربيين قبل بضعة أسابيع، من الحضارة متمثلة في أوربا، الحديقة الجميلة التي لا تليق بأحد غير ذويه واشباهه وبني جلدته.
مبارك لأسود الأطلس فوزهم على الفريق الاسباني المرهوب الجانب
والى الامام بلا تردد، فمن يدري، لعل الايدي السمراء القوية تسمو بالفرحة وهي ترفع الكأس عاليا أمام كل العيون.
لم لا؟
:::::
صفحة الفيس بوك
Wallid Hallis
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/