28/12/2022م
هل من تغير في العلاقات العدائية التي سادت أكثر من عشر سنوات؟
ورد في نشرات الاخبار اليوم أن اجتماعا عقد ضم وزراء الدفاع الروسي والتركي والروسي، وذلك بعد تمهيد ودعوات، وتفهم لفكرة اللقاءات بما فيها إعلان أردوغان المتكرر عن استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد.
ما هو التغير المطلوب في هذه العلاقات؟
كي نرصد التغيير المحتمل لا بد من العودة إلى الاساس، أي العلاقات القائمة منذ اندلاع الأزمة في سوريا وحتى اليوم:
اولا: نسجل أن تركيا هي في حلف الناتو، أي في اصطفاف سياسي وعسكري متناقض تماما مع اصطفاف كل من سوريا وروسيا وإيران. علما أن إيران وروسيا هما من مهدتا لعقد اللقاءات التي تمت اليوم والتي من الممكن أن تستكمل لاحقا كما هو متوقع.
ثانيا: إن تركيا من موقعها هذا قد مارست دورا عدائيا ضد سوريا الوطن والشعب. وكان الموقف التركي يستهدف الوصول إلى اسقاط سوريا وتقسيمها بالإضافة إلى إيقاع اكبر قدر من الدمار في اقتصادها وبنيتها التحتية وتخريب مجتمعها وكل ما من شأنه ان يضر بها. وكانت القيادة التركية تنتظر اليوم الذي يسقط فيه النظام والدولة في سوريا.
ثالثا: ارتباطا بذلك دخلت تركيا الحرب ضد سوريا بأشكال مختلفة سياسيا ودعم لا محدود لفصائل وقوى التخريب شمل التدريب والاعداد والتسليح وتسهيل إدخالهم إلى الاراضي السورية، وترتيب أوضاعهم وتبع ذلك التدخل العسكري المباشر واحتلال أراضي سورية وقصف أراضي سورية وحماية الفصائل المجرمة التي عبثت ولا زالت تعبث بسوريا.
رابعا: سهلت للمنشقين عن الوطن السوري ومن جاء لدعمهم كل ما يلزمهم من تشكيلات قيادية وتسهيل وصول الدعم المالي وكل ما يخص ضمان ترتيباتهم القيادية لتفعيل دورهم في الداخل السوري.
وهذا ليس كل شيء.
وقبل أيام قليلة كانت تركيا تجهز قواتها للتوسع في الشمال السوري وإدخال قوات جديدة.
المهم هنا كانت تقف تركيا منذ بداية الازمة السورية وحتى هذه الايام.
فما هو التغير المطلوب؟
علينا ان ننتبه اولا ان سوريا تعاني من اوضاعها الامنية الداخلية ومن عناصر التخريب المدعومة من تركيا وأمريكا بشكل مباشر ومن العدو الاسرائيلي بشكل مباشر وغير مباشر ومن الرجعيات العربية التي بذلت كل ما تستطيع لإسقاط سوريا بكل الوسائل بما في ذلك تجنيد الدين وقوى الدين السياسي وعلى رأسهم الإخوان المسلمين وكل من تم استقدامه من بلاد المسلمين ليخرب ويقاتل في سوريا تحت راية الاسلام.
وننتبه أن الصراعات التي جرت وبالشكل التي جرت فيه دمرت الكثير الكثير من الطاقات الاقتصادية في سوريا وان الحصار الامريكي الداخلي حجب النفط والمحاصيل الزراعية والخيرات التي كان يتمتع بها الشعب السوري وعلى شكل تجريف وتقويض من الداخل من الجزيرة وأنصار تركيا حجبوا خيرات الشمال.
ولكن ما الذي يجري الآن؟
لا بد من التسجيل أولا أن القيادة السورية صمدت في وجه كل هذه الاعاصير ومعها الجيش والقوى المشاركة في القتال وحققت صمودا بطوليا وتقدمت إلى الامام من انتصار إلى انتصار , أي أن الاهداف التي شكلت الموقف التركي لم تتحقق بل حصرت وحوصرت ,
وأن التدخل الروسي والايراني النزيهين شكلا روافع جدية في صمود سوريا وانتصاراتها وتقدمها.
وإذا بدأت مفاوضات جدية بين الأطراف فالسوريون يفاوضون على قاعدة الصمود فإن التغيير المطلوب هو في الموقف التركي وموقف القيادة التركية أساسا وليس الموقف السوري.
على تركيا أن تسلم:
أولا: ان برنامجها فشل فشلا ذريعا دون أن يقلل هذا من حقيقة ما نتج عن هذا البرنامج من صراعات ودمار واستنزاف للطاقات العسكرية والبشرية والاقتصادية. ويتوجب أن نؤكد على ذلك كي لا تدخل لغة الانشاء والخطاب كنوع من التغني بالفشل التركي وكأنه الدافع الأساس لتغيير المواقف أو كأن شيئا لم يحصل.
ثانيا: وعليه يتوجب أن تعلن تركيا تأييدها والتزامها بوحدة الاراضي السورية وسيادة الدولة السورية عليها بحرية وتشطب شعار اسقاط النظام نهائيا.
ثالثا: سحب القوات التركية من الاراضي السورية ووقف أي تهدي للسيادة السورية ووقف أي شكل من الحماية لفصائل تدمير سوريا في الشمال وغير الشمال.
رابعا: وقف كل أشكال الدعم للقوى المعادية لسوريا وسحب الفئات المرتبطة بتركيا مباشرة.
خامسا: فتح الحدود للاجئين السوريين ليعودوا إلى وطنهم بحرية.
سادسا: إعادة الممتلكات السورية المنهوبة إلى سوريا.
سادسا: عدم التقيد بقانون قيصر.
لم تكن العلاقة بين تركيا وسوريا علاقات صداقة فسوريا في حلف وتركيا في حلف آخر ولكن يمكن أن تكون علاقة طبيعية أو عادية مثل أي علاقة بين أي دولتين.و هذا قد يحتاج إلى سنة أو اثنتين أو أكثر فالمهم ان تكف تركيا عن ممارسة العداء من أجل أن يقف النزيف في سوريا وتستعيد السيادة على أراضيها وتعيد إعمارها وأن لا تقدم سوريا جزءا من كرامتها أو سيادتها على مذبح هذه العلاقات.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/