كان في العرب قبل الإسلام زواج المرأة جماعياً. لذا، حينما تاهت الرجال في إحدى القبائل عن والد مولود قالوا” لنسميه زياد إبن أبيه فكان من دُهاة العرب الأربعة: زياد بن ابيه، عمرو بن العاص، المغيرة بن شُعبه، ومعاوية بن أبي سفيان. ولكل منهم بصمته في التاريخ العربي وخاصة في فترة مجد الأمويين وخاصة معاوية مؤسس أول دولة قومية عربية. لكن مواليد الأنجزة بلا اي مجد قط، وحتى بدهاء مكشوف.
منظمات الأنجزة في الأرض المحتلة جميعها “بنت أبيها” لأن الاباء كُثر.
لكن في العرب سابقًا كان الأمر علاقات متنوعة/متعات ولا شروط.
أما في الأرض المحتلة فآباء الأنجزة لا يدفعون مهراً/صُداقاً بلا شروط. والشروط متدرجة طبقاً للظروف.
وما يحدد الشروط هو هدف المانح أي الرُخ (لنستخدم عبارة هرون الرشيد) والمتلقي هو (البيدق).
أولاً الهدف: هدف الأنجزة هو التطبيع وفك من يتلقى هذا النوع من المهر عن أي عمل وطني في عملية تدجين تأخذ من البعض وقتاُ حتى يركع ومن غيره لا يحتاج بالعامية سوى “غَلوة واحدة”. وخلال التلقي يبدأ الجنين الحرام في الكٍبر في رحم المتلقي. وحين يُطلب منه توقيع ورقة ضد ما يسمى الإرهاب اي نضال شعبنا، يتدرج المتلقي بين:
* الاستغراب
* العتاب
*طلب التأجيل
*ادعاء الرفض
*القبول سراً
وأخيرا حين يضع له المانح الخيار بين الحُقن المالية وبين القطع فيركع ويوقع وحتى يستقبل الأنجزة التي في الكيان ويأخذ معها الصور في مركز العاصمة المؤقتة _إن شاء الله” رام الله” لأن هذا هو الشرط.
في الأمر والركوع ينطبق بيت شعر لعمر ابو ريشه، مع تغيير الموقع حيث تصبح هي الموجب وهو السالب:
” طلَبَت فأعطى، واشرأبت فانحنى، وقسَت فلان”
وحينها يكون المتلقي قد غادر موقعه المسمى يساراً وصار لبرالياً من طراز “يا أبت إفعل ما تؤمر.”
ثانياً: المتلقي: وهو يسار بلا خلفية يسارية، هشاشة وطنية، يبحث عن دخل يقتلعه من ظروف اليسار التي بها الفقر وربما السجون والأهم الجاهزية للقبض.
ويزداد هؤلاء اندلاقاً كلما هبط السقف الوطني، فيتحول هؤلاء إلى ناقدين للفصائل والعرب والقومية والماركسية وحتى الهتاف للمثليين…الخ حتى ليَخال من يسمعهم حتى لو كان جيفارا بأنه يمينياً أو لبرالياً جديداً.
المعضلة إذن ليست في المانح الشبِق بل في المتلقي المريض باستقبال الفحل.
وكلما غرق المتلقي في هذه اللُجَّة كلما انقطع عن البيئة المجتمعية والثقافية حيث يتأورب، يتخارج، يعيش من دخل أعلى يقوده إلى رفض التخلي عن هذا الدخل والرجوع للخلف مليمتراً واحداً ويصبح من شريحة اسميها “شريحة العائدات غير المنظورة”.
وخلال عمل بعض في هذه الأنجوزات، يكتشف من به شبق أعلى للمال أن بوسعه الانشقاق عن الأنجوزة الأم فيدخل على خدر الفحل ويُنشىْ أنجوزة جديدة. وبالطبع يكون الفحل سعيداً بتعددهنَّ تحت فرجه لأن هذا هدفه اصلاً.
ومع ذلك لا يتخلى المتلقي عن:
1- مواصلة الرطن يساراً
2- ادعاء الجذرية ضد السلطة والفصائل.
3- التآخي مع أنجزوات الكيان
4- شطف الأنجوزات المانحة زاعماً أنها يسارية.
أخطر ظاهرة هي الأنجزات المحلية المتلقية من الفحل الألماني حزب “ديلنكه اليساري” الذي يعتبر التطبيع شرط “الفسق” عبر مأمورة “الأنكحة” فرعه المسمى “روزا لكسمبوررغ” مستخدماً هذا الاسم الماركسي المعروف من أجل أنجس علاقة .
وتُدير كل هذه العلاقات هنا وفي الأردن ولبنان إدارة روزا هذه في المحتل 1948.
شاهد هذا النص اليوم ما صدر من سلطة ألمانيا التي قررت عدم تمويل اي نشاط ينتقد الكيان، واعتبار ذلك “لاسامية”.
(أنظر: https://t.me/mayadeenchannel)
ماذا سيفعل الذين يرضعون هذا السُم؟ ويحقنون الثقافة المحلية به وخاصة لأن كل رضيع يسمي نفسه:
“مركز/مؤسسة/مرصد/مقر …التنموي!
ولا يقوم إلا بتوليد نصوص نظرية من الطراز الحادي والعشرين.
والبعض يصل إلى طلب الزعامة فينشط في المطالبة بانتخابات “ديمقراطية” في ظل الكيان ويزعم أن هذا مطلب الشعب!! والبعض يطلب انتخابات إلكترونية، والبعض له مكاتب في تركيا…ويا قلبي لا تحزن.
يُسعف هؤلاء أنفسهم باستخدام أكاديميات/يين من الطراز الضحل حيث يتقيئن/ون ابحاثا لا في العير ولا في النفير، وهذا أمتع للفحل!!!
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….