وقد طفح الكيل: حول زيارة “شيوعيون لبنانيون” لسورية

المسألة سياسية ايها الرفاق، هذه الهستيريا المستثارة في وجه زيارة مجموعة “شيوعيون لبنانيون” الى الشقيقة سوريا (والعلاقة مع المق… مة والمرجوة مع كل القوى الوطنية اللبنانية والعربية) ليست سوى دليل اضافي على اين اصبحت قيادة الحزب الرسمي في انحرافها.

المسألة ليست لا كيدية ولا تنظيمية ولا اضافة بائسة على سجالات غير مجدية، انها وفي وضح النهار تعبير عن التزامنا السياسي في وجهة لطالما عبرنا عنها، الشيوعيون جزأ من المواجهة الدائرة مع مشروع امريكي فشل في المواجهة العسكرية كي يتحول الي الحصار والتجويع.

لم نكن، ولسنا بحاجة الي ما اسميتموه “انتحال صفة”، المسألة فقط “تشابه اسماء”، فنحن كنا قد أعلنا عن اطار “شيوعيون لبنانيون” كي لا نكون جزأ من سجالات شكلية وكي نتحرر في خياراتنا، علماً ان هذا الاطار متمسك اكثر من اي وقت مضى، وسنعمل بجهد، على استعادة الجوهر السياسي والفكري للحركة الشيوعية اللبنانية والعربية، كمناضلين عضويين في المواجهة مع المشاريع الغربية لتفتيت المنطقة، لنهبها ولاستعادة السيطرة عليها.

ان الاستغلال الرخيص، وتحويل المسألة الى مسألة شكلية ليست سوى محاولة لكسب العطف عند الشيوعيين القاعديين الطيبين، الحريصين على حزبهم، هو الحزب الذي تقوم قيادته بتهريب تموضع سياسي خياني، هو خياني حيال الفكر والتاريخ المضيء، ولشهدائنا ا لابرار الذين نعرف جميعاً في اي ميدان استشهدوا، هو الميدان نفسه الذي نسعى الى العودة اليه، ميدان التواجه مع السياسات الامبريالية والاحتلال والهيمنة.

لم يكن ليعود ممكناً افتراض ان المسألة مسألة نقاش وحوار داخلي…. لقد بات هنالك فعل خيانة موصوفة تتطلب اسقاطها، نعم اسقاطها، فقد طفح الكيل حيال تموضع فاضح في خلايا المشروع الامريكي المتمثلة في منظمات ممولة واضحة الاهداف، وهذا مختلف تماماً عن الحياد السخيف، او الموقف الثالث، الذي كان يستدعي التحاور.

زيارة سوريا تعبير سياسي، فقد عبرنا فيها عن الفرح بنجاة هذا البلد الشقيق من حرب كونية عليه، وقمنا بالتعزية بشهداء الجيش العربي السوري، الذي حموا ايضاً لبنان وكل الامة، من غزوة القوى التكفيرية، هي سوريا قيادة وجيشاً وشعباً التي حمت خياراتنا ايها الاغبياء، فبقيت الدولة الوطنية الشبه وحيدة، والتي تشكل منطلقاً للعمل الوطني التقدمي المق… وم.

بكل فخر واعتزاز ننطلق ك “شيوعيون لبنانيون” من العلاقات المميزة مع سوريا والمق… مة، لمشروع إطلاق، ليس فقط مشروع استعادة روحية اليسار اللبناني والعربي، انما للسعي لإطلاق مشروع حركة تحرر وطني تسهم في اعلاء دور الشيوعيين والقوى الوطنية العربية، وفي تحصين تاريخنا وجسدنا من الاختراق بالثورات الملونة، وتوظيف تاريخنا في خدمة المشاريع الغربية الخبيثة.

أنتم من ينتحل صفة شيوعيين، بحجج واهية، ممكن تصويبها بالحوار والتواصل، ولا شيء يبرر التموضع في خندق الاعداء وتقديم الحزب كديكور يساري لأعداء الشعوب المضطهدة. أنتم من يزور تاريخنا المجيد، أنتم المصابون بالعمى اذ تتغاضون عن عودة اليسار الي التواجه مع الإمبريالية الامريكية في اميركا اللاتينية، وصعود التعددية القطبية، والتحول النوعي في منطقتنا، من استسلام هزيل للأعداء، الى الصعود الراسخ لوجهة المق… ومة والمواجهة مع الغزو والنهب والسيطرة.

ايها الرفاق، الشيوعيون خصوصاً، لسنا لنتسلى في جدل بيزنطي، يمر من بين اقدامه، انحراف خطير لا يشبه فكرنا ولا تاريخنا، لسنا من ليضحك علينا اقزام ممولين من الان جي اوز، قاوموا معنا الانحرافات وعمليات الانتقال الى صفوف الاعداء، تحت غطاء اوهام الحوكمة ومحاربة الفساد واعادة انتاج نظام ولىّ الى غير عودة.

ايها الرفاق نحن مشروع سياسي لاستعادة دور اليسار والحركات الوطنية العربية في المكان الصحيح، انهم يتعاملون معكم كعصب وليس كمناضلين، يستغلون خوفكم على الشكل ليعبثوا بالمضمون. لقد طفح الكيل ولم يعد مناسباً السكوت، نحن مثلكم مناضلين اخطأوا احياناً واصابوا احياناً، لكننا جيش الدفاع عن الفكر والتاريخ المجيد…. اطردوا تجار الهيكل، ساهموا معنا في تصويب المسار، لسنا نتسلى ومشكلتنا مع هذه القيادة ليست لا شخصية ولا تنظيمية، ولن نبادل الشتامين الشتائم، التي هي دليل على غياب الحجة وعلى العجز في الدفاع عن الخيارات.

من اجل حركة تحرر عربي من نوع جديد، من اجل الدفاع عن اوطاننا وشعبنا، في وجه الغزوة الامبريالية، من اجل عيون شهداء جبهة المق… مة الوطنية اللبنانية وكل المق.. ومات، من اجل امة متكاملة واقتصاد مستقل ومنتج….. نحن”شيوعيون لبنانيون”.

:::::

المصدر: صفحة الفيس بوك

Khaled Khaddaj

https://www.facebook.com/profile.php?id=100008061857912

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0rwzWYV8LLRZi2EAXjXm5VKyABk39XYFP3G1EmTWq8YrJ29pymbUuBKcD4wErawoKl&id=100008061857912&sfnsn=mo&mibextid=6aamW6

_____________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم… تابع القراءة….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/