- من جساس إلى بوش وبن جفير
- عصر القوميات وخيانة ساسة ومثقفين عرباً
- لأمريكا هدف غير معلن في حرب أوكرانيا
- بين المتوقع …و… المؤكد… حدِّد وسدِّد
(1)
من جساس إلى بوش وبن جفير
حينما قام جساس بقتل إبن عمه كُليب ملك بني مُرَّه وكان الزير سالم أبو ليلى المهلهل غائباً فرض جساس على قوم كليب أن لا يوقدوا ناراً فيخبزوا على الشمس، وأن لا يضيؤوا ليلا…الخ. إلى أن عاد الزير سالم وقتله.
قاد محمد علي مصر نحو نهضة صناعية حداثية مدنيا وعسكريا، ووصل جيشه حدود تركيا نفسها وأرسل حملة أدَّبت آل سعود ومرغت أنوفهم في الرمل، وحملة إلى السودان…الخ. ولكن تحالفت بريطانيا وروسيا القيصرية وتركيا العثمانية على مصر محمد علي وبعد هزيمة مصر عام 1840 فرض هؤلاء شروطاً تحدد عدد الجيش وسلاحه وعدد الجنرالات…الخ وتقريباً نفس الشروط فُرضت على العراق في عهد صدام حسين 1991 كما ذكر مكسيم رودنسون، طبعا فرضها بوش الأب، وها هو بن جفير يفرض على أهل الفدائيين كريم وماهر يونس أن لا يرفعوا العلم الفلسطيني وأن لا يحتفلوا وأن لا يقدموا الطعام…الخ بل واعتقلوا نديم يونس شقيق كريم، اي ان الكيان يصارع عائلة!!! فأية معركة على الأقل غير متوازنة.
ملاحظة: عام 1963، جُرحت في مظاهرات لصالح الوحدة المصرية السورية العراقية وكان أخي فريد رهن الإقامة الجبرية بعد فصله من الجيش العربي الأردني /الضابط الأحرار الناصريين. كانت قيادة كتيبة حرس وطني مقابل بيتنا: كان القائد عواد حامد يقول للجنود: “والله هالعيله ودها حرب”. عالم صغير.
(2)
عصر القوميات وخيانة ساسة ومثقفين عرباً
منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم على الأقل، إن لم نقل منذ وستفاليا، يعيش العالم عصر القوميات. ترتب على هذا:
1) اتضح فشل أوروبا في التحول إلى أمة وبالتالي قيادة سياسية واحدة. كل أمة أوروبية تمسكت بقوميتها.
2) هذا يؤكد أن الكيان الذي تم تجميعه من مئة قطع غيار سيارات مختلفة /مئة قومية، لن يتحول إلى أمة، وبأن ما يحافظ على تماسكه لأن الشعب العربي لم يُطبِّع معه ولأن التحرير لن يموت. هو متحد كي يبقى وليس متحداً لأنه أمة.
3) والسؤال: لماذا حكامنا وكثير من مثقفينا وفريق الدين السياسي يقاتلون ضد القومية العربية؟
4) تطبيقياً: هذه الحرب على الأمة العربية تُصاغ ثقافيا في قطر وتُطبَّق خاصة في الإمارات.
(3)
لأمريكا هدف غير معلن في حرب أوكرانيا
ألا وهو هو إعادة احتواء أوروبا، اي الاحتواء الثالث.
كان الاحتواء الأول باتفاقية “بريتون وودز” ومشروع مارشال فور نهاية الحرب الإمبريالية العالمية الثانية، أي إعادة تقوية أوروبا في مواجهة المد الشيوعي، وهذا التفسير صحيح ولكن ليس بريئا.
وإصرار امريكا على احتواء أوروبا وهذا نسميه الاحتواء الأول لأن استراتيجية أمريكا كدولة خططت للهيمنة والسيطرة على العالم، ولكونها بعيدة عن العالم القديم لا بد لها من جعل اوروبا مجرد امتداد لها في مواجهة آسيا التي كان قد كتب الجغراسيون مثل ماهان وماكندر منذ بداية خمسينات القرن العشرين بأنها، أي آسيا، هي المرشحة للسيطرة على العالم لاحقاً.
كان الاحتواء الثاني بخلق البترودولار، والثالث اليوم عبر تركيع أوروبا للقتال ضد روسيا حتى آخر أوروبي.
ملاحظة: سنناقش هذا وغيره قريباً في مجموعة” محاورات في الاقتصاد السياسي والراهن”.
(4)
بين المتوقع …و… المؤكد… حدِّد وسدِّد
فالمتوقع أسلحة الغرب وأموال حكامنا وأيادي الكيان، وحجيج المطبعين وعرائض دُعاة دولة واحدة مع المستوطنين بعد أن تراخت الأيدي عن الزناد وأغمضت على كمشة مال وكأس من الدم الأحمر القاني. عند هؤلاء جميعاً تُقبل التهاني.
أما المؤكد، فمن الزير سالم إلى أمل دُنقُل إلى جنين: لا تصالح. عند هؤلاء أقمار لا حصر لها.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/