السنة الثالثة والعشرون – العدد 6467
في هذا العدد:
■ هذا بيان للعروبة: ليكن طلاق الشعبي للرسمين عادل سماره
- اقطعوا الحبل السّري بين انظمتنا والكيان
■ هل تذكرون جبر الفلسطيني، محمود فنون
■ لماذا تستضيف إيران دعاة “دولة مع المستوطنين” وترعاهم؟ جاسم السميري
■ نص خطاب رئيس جمهورية كوبا ميغيل دياز-كانيل بيرموديز في القمة السابعة لـ “مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي”
هذا بيان للعروبة: ليكن طلاق الشعبي للرسمي
عادل سماره
- اقطعوا الحبل السّري بين انظمتنا والكيان
- الأنظمة العربية بين: من يقطع راس المثقف أو يحتوي موقفه
- الصهيونية الرسمية /التطبيع من التخندق إلى الهجوم
(إن قلت شعراً فأوجزه على عجلِ…قبل ارتخاء يد الراوي عن التر/احمد حسين في مرثية بغداد)
على عجلٍ فاق سرعة الضوء هبَّ الحكام العرب ممثلين للطبقات التجارية “الكمبرادورية” للثأر من النضال الفلسطيني، رغم أن مسافة يوم بين علقم ومذبحة جنين ناهيك عن المذبحة المستمرة ضد الأمة منذ ثلاثمائة سنة والتي يضطلع ها اليوم هؤلاء الحكام نيابة عن العدو الغربي والصهيوني.
أما الخاصرة الأخرى المضروبة أي مثقفي الأنظمة/الطابور السادس الثقافي ودُعاة دولة مع العدو وليس دولة موحدة للأمة ففي هذه الحالات يلجؤون للجحور إلى أن يتم غسيل الدم.
لا شيء تغير، تماماً كما قبل قرنٍ وعام وايام، كلما اشتد ساعد الشعب ضد الكيان العدو والغرب العدو انهالت الأنظمة عليه بالمعاول، والسبب جلِي: بأننا لم نهزم العدو الداخلي.
قبل أن يتحدث قادة الكيان سارعت ست انظمة عربية بشجب الدم الفلسطيني، ولاذت أخريات بالصمت أو شبه الصمت، ماذا يعني هذا؟
أولاً: إعلان تخندق الأنظمة إلى جانب الكيان ضد فلسطين لأن ارتفاع النضال في فلسطين يرفع منسوب الثورة في الوطن العربي. ويدعم ا/م/ق/ا/و/م/ة بالظهير الشعبي، لذا سارع هؤلاء لكسر ظهر الفدائيين.
ثانياً: مواصلة هؤلاء الحكام تفكيك الهوية العروبية وهو ما بدأ منذ المشاركة في تدمير العراق 1991 وصولا إلى ليبيا وسوريا واليمن.
ثالثاً: مواصلة هؤلاء الحكام لجم الشعب كل في القطر الذي يتحكم به للحيلولة دون استعادة الشارع العربي لدوره القومي مما يخدم قوى الدين السياسي.
رابعاً: الإعلان للولايات المتحدة وكل الغرب أن هذه الأنظمة ستبقى أداة لها تخدم مصالحها كما لو كانت جيوش الغرب هنا (استعمار الذات لصالح العدو) وهذا لا نظير له في التاريخ والعالم.
خامساً: أن التطورات الدولية التي تؤكد تراجع الغرب تزيد تبعية هذه الأنظمة للغرب وتزيد قمعها للأمة. أي أن هذه الأنظمة بحكم مصالحها ووجودها لن تغير تخندفها منذ سايكس-بيكو، حتى حينما يسقط الغرب ستلتئم على قبره لتبكيه.
سادساً: قامت هذه الأنظمة في السنة الأخيرة بمغازلة دبلوماسية لدمشق بهدف تفكيك محور المقاومة، هذا دون ان تفك الحصار عن سوريا.
سابعاً: إذا كان لسوريا بعد حروب اجتثاثها وخاصة من هذه الأنظمة وما نجم عن ذلك من دمار ما يرغمها على موقف دبلوماسي مع هذه الأنظمة العدوة، فهذا ليس شأن الشارع العربي وليس شأن المثقف المشتبك إطلاقاً والزمن القصير سيحكم ويُحاكِم.
ثامناً: إن مواصلة تعبئة وتوعية الشعب العربي ضد هذه الأنظمة هو الطريق الوحيد لإنجاز أهداف هذه الأمة في محق القطرية والطائفية وتحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية.
تاسعاً: اي تخلي عن هذه الأهداف يعني فشل التثمير في كل التضحيات.
عاشراً: إن تكرار “عفي الله عما مضى” هو مقولة رجعية عشائرية مهادنة من الجريمة تطبيقها على حقوق أمة ابداً.
حادي عشر: لا بديل للمشروع العروبي، اي لا قطرية ولا طائفية ولا مشرقية ولا غرب آسيا ولا شمال إفريقيا ولا اولوية لعلاقة بالحلفاء على حساب وحدة الأمة.
ثاني عشر: الحد الأدنى ونقطة البدء آن الأوان لجبهة ثقافية عربية مشتبكة تتصدى للكثير وخاصة للإعلام الذي يغني لفلسطين ولا يحرض الشعب العربي على الثورة.
ملاحظة1 تركية: تركيا وهي تغازل سوريا تطلق النار على الفدائيين لصالح الفاشية في الكيان
ملاحظة2 إيران قيادة محور ا/ل/م/ق/ا/و/م/ة تطلق النار على الفدائيين الجدد (شاهد من استضافت قناة العالم مساء 28 كانون اول 2023) أي دُعاة دولة مع المستوطنين!!! كيف يا سيد خامينئي!!! وللعلم صرخة دولة مع المستوطنين نُشرت أول مرة في طهران 8 ايار 2015 وإيران رسميا تعتبر الحل في فلسطين (ديني) أي طبعة من الإبراهيمية.
وهذا حديثي مع الفضائية السورية أمس:
✺ ✺ ✺
هل تذكرون جبر الفلسطيني
محمود فنون
27/1/2023م
هناك من يتذكرون الفدائي جبر الفلسطيني. هم الناس في بيت لحم والمناضلين وقليل غيرهم.
المهم من لا يتذكرونه.
من هو جبر هذا؟
هو مواطن فلسطيني، ظهر اسمه في انتفاضة الاقصى التي انطلقت عام 2000م ميلادي بعد اقتحام شارون للأقصى.
جبر امتشق احتقان الحمم ولفه بقطعة قماش وتوجه من بيت لحم الى الخضر سيرا على الاقدام عبر الاراضي القريبة متوجها الى حاجز النفق..
جبر بكل حزم الفدائي وجرأة المناضل خطا خطواته الواثقة ودخل ألى منطقة النفق المحروسة بالجيش والامن والكاميرات ونقاط الحراسة..
دخل جبر ووضع القماشة على كتفه وعمّر الكلاش وقذف العدو بحممه الغاضبة وأردى ثلاثة.
ما الذي حصل؟
هرب الباقون واحتموا من النيران الغاضبة التي يطلقها جبر.
جبر لف صديقه بالقماش وغادر ميدان المعركة بسلام وعاد الى قاعدنه سالما.
ما هذا؟ ما معنى هذا وما قيمته وما الدرس؟
قليلون سيفهمون رغم ان الدرس واضح جدا.
عندما لفّ جبر سلاحه وتوجه به الى ميدانه خلسة، كان أكثر من مئة وخمسون مسلحا فلسطينيا يحملون سلاحهم ويتجولون في شوارع بيت لحم.
وعندما يرون ذلك مناسبا يتوجهون إلى بيت جالا ويطلقون الرصاص الكثيف باتجاه مستعمرة جيلو وعن بعد، ثم يتوجهون شرقا باتجاه موقع آخر وربما موقع آخر ومن ثم يعودون وقد انجزوا مهمتهم إلى وسط المدينة حيث يقضون حوائجهم.
جبر الفلسطيني كان يرى هذه الظاهرة وربما يتعاطف معها.
درس جبر الموضوع بل قيّمه تقييم الراغب في الفهم واستخلاص الدرس فغادر هذه المسيرة وارتقى عليها فلف عدته في السجادة واختار الطريق.
من الذي لم يفهم الدرس؟
القيادات والمتنفّذون في الشعب الفلسطيني لا اقول لم يفهموه بل تجاهلوا الدرس عمدا وعن سبق إصرار. فجبر الاخرس لا يمثلهم وهم بالطبع لا يمثلونه. هو جبر الفلسطيني وهم المناصب والمكاسب والظهور وزجاجات العطر والسهر والسفر والامتيازات. فكان جبر يتيما ولم يجد حاضنة تحميه من الجواسيس والتنسيق الامني وبعد حين اجتثته يد العدو شهيدا بلقب الشهادة وهو يستحق لقب جبر الفلسطيني وهو الشهيد الفلسطيني.
هل ظاهرة المسلحين الفلسطينيين في مناطق شمال فلسطين فهمت درس جبر الاخرس؟
الذي فهمها هو خيري علقم.
خيري علقم الفلسطيني منفردا امتشق عدة الشغل بين شغافه وتوجه الى الميدان المدروس ونفذ خطته التي كان يطوي عليها شغافه بسرية.
فرد واحد قام بخير مما قامت به الكتائب الاخرى كلها. وبفاعلية عالية.
كل الكتائب غافلة عن درس جبر الاخرس ولا تقرأ جيدا درس خيري علقم ومئات من امثالهم.
وهذه الظاهرة تدفع كل يوم ضحايا جدد. ولديهم عدة الشغل. ولكنهم…
لا بأس. ولكن هل توجد قيادات للظاهرة الكفاحية بمختلف تلاوينها.
الظواهر الكفاحية الموجودة فعلا في الشعب الفلسطيني والمتأججة في كل الاحوال وطوال تاريخ الكفاح الفلسطيني والتي لم تتوقف أبدا وهي شديدة التنوع.
إن التجربة الفلسطينية من أغنى تجارب الكفاح الثوري وقد اشتملت فعلا على كل الظواهر وكل التحارب التي خاضتها الشعوب ولا زالت هذه التجربة تبدع الجديد. رغم ضياع البوصلة عند الصف القياديي وبقائها عميقة واضحة عند ضمير الشعب الفلسطيني ولا تتزعزع: ليس أمامنا سوى النضال حتى دحر الوجود الاستيطاني عن كل ارض الوطن الفلسطيني ولا تعايش مع هذا الاستيطان الذي يتوجب اجتثاثه من جذوره.
إن فقدان القيادة الصلبة يعني فقدان البوصلة والتوجيه والتحكم والاستفادة من الخبرة الذاتية والخبرة التاريخية وصوابية العمل الثوري الهادف.
كأنه ليس لدينا تركيم خبرة عدا عن تطويرها وكل شيء حولنا ضبابي.
ومن يتقلدون الالقاب يعزفون على ألحان بقائهم وليس النضال من أجل تفعيل العملية الثورية والتقدم بها إلى الأمام. ولا زالت فصائل السلام تتغلغل فينا من كل صوب وبمظاهر متعددة. النقد الآن وفي كل آن.
إن تغيير الحالة شديدة الانحطاط يوجب مبضع النقد الذي يكنس الرموز البائدة لتحل محلها قيادة ثورية وليس هنا وتحت الاحتلال بل هناك في محور المقاومة ولتذهب الصدور العريضة والطلات البهية إلى محفوظات التاريخ.
✺ ✺ ✺
لماذا تستضيف إيران دعاة “دولة مع المستوطنين” و ترعاهم؟
جاسم السميري
راعني في الأيام “المباركة” الأخيرة من ايام ثورة الشعب العربي الفلسطيني وملاحم البطولة في القدس وجنين..
راعني نوعية الضيوف الذين تستضيفهم بعض الفضائيات المحسوبة بشكل ما على إيران.
وهنا احدد بالضبط ومباشرة:
1) فضائية الميادين التي استضافت قبل أيام محمد الخطيب من مسار عزمي بشارة البديل و الذين يدعون لفدرلة سورية علناً في أبياتهم و لهم علاقة بقسد و قدري جميل و يعادون محور المقاومة و يسخرون من حزب الرب و السيد و حتى أن محمد الخطيب بنفسه كتب “قصة قصيرة” و نشرها في الآداب الممولة من عزمي بشارة و يهاجم فيها الجيش العربي السوري و بانه يقصف المدنيين الآمنين بالبراميل المتفجرة و أثناء هروبهم و عبر ممرات آمنة!!!
ثم تستضيف الميادين عصابة التنسيق الأمني مع الصهاينة امثال الرجوب وقادة فتح وكأنهم قادة الثورة!!
تستضيف الميادين صهاينة أتراك وامريكان وأعداء لسورية وتحت إطار حرية الرأي وبأسلوب دس السم في العسل. وتتحدث عن قسد وكأنها دولة صديقة وتدافع عن سورية وتتحدث عن الاحتلال الأمريكي وكأنهم ضيوف كرام مدعوون بواسطة الدولة السورية…
2) فضائية العالم التي استضافت مساء 28/1/2023 السيدة أمل وهدان الشريكة الاساسية مع الدكتور يحيى غدار في مشروع صرخة و نداء من الأعماق و الذي ينص صراحة على دولة مع المستوطنين و يعتبر الكفاح المسلح إرهاباً و عنفاً لا طائل منه ضد المحتلين الذين يكفي نزع صفة الصهيونية عنهم حتى تستقيم الأمور و “يا دار ما دخلك شرّ”.
تم إطلاق مشروع “صرخة من الأعماق” بداية من إيران نفسها عام 2015 والتي تتبنى بشكل ما الحلّ الديني الإبراهيمي للصراع مع الوجود الصهيوني وهو مع كل احترامنا لإيران ولدورها ليس الحلّ الذي نسعى له لان صراعنا مع الصهاينة هو صراع تناحري لا يقبل التعايش إلا بمعنى النفي المطلق للآخر.
د. غدار هو رئيس “التجمع العالمي لدعم المقاومة” وأما أمل وهدان فهي رأس حربة مشروع الفتنة “دولة مع المستوطنين” والتي بسببها وبسبب مشروعها تمت محاكمة أيقونة العروبة والباحث المفكر د. عادل سماره لمدة 7 سنوات متواصلة وأظن 36 جلسة وفقط بسبب رفض ذلك المشروع..
هذا وقد عثرت مصادفة على مقال لكاتبة شريفة وصاحبة ضمير وتضيء به أكثر على شخصية ودور وهدان التي استضافتها فضائية العالم و نعيد طرح السؤال: لماذا تستضيف إيران ومحطاتها الإعلامية جماعة دولة مع المستوطنين؟!
وأرفق رابط المقال:
في الصورة أمل وهدان وعلى يسارها يحيى غدار رئيس التجمع الذي أصدر صرخة التعايش مع المستوطنين وبجانبه ميخائيل عوض الذي يكتب له مقالاته بالأجرة.
من تجربتي مع آمال وهدان – نبض الوعي العربي (arabawarenesspulse.com)
:::::
المصدر: صفحة فيس بوك، بتاريخ 29 يناير 2023
الرابط:
✺ ✺ ✺
نص خطاب رئيس جمهورية كوبا ميغيل دياز-كانيل بيرموديز
في القمة السابعة لـ “مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي” (CELAC)، بوينوس إيريس، 23 كانون الثاني/يناير 2023
حضرة الرئيس ألبيرتو فيرنانديز؛
أصحاب السعادة رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود الأخرى؛
الأصدقاء الأمريكيين اللاتينيين والكاريبيين الأعزاء:
إن العودة إلى بوينوس أيريس إلى اجتماع الدول هذا، إنما هو دافع للغبطة والسعادة، وخاصة بعد أيام فرحة الجموع التي غصّت بها شوارعها الواسعة احتفاءً بنصر نشعر في أمريكا اللاتينية والكاريبي بأنه نصرنا جميعاً.
وتكتمل البهجة والإكبار بعودة البرازيل الكاملة بقرار من العزيز لولا، الذي نعبّر له عن دعمنا الكامل وتضامننا إزاء أعمال العنف والمنافية للديمقراطية التي قصدت نشر الفوضى وانتهاك حرمة إرادة أغلبية أبناء الشعب البرازيلي التي انتخبته رئيساً.
إن ما يجمعنا ويدعونا للقاء هو التكامل الأمريكي اللاتيني والكاريبي الذي لا غنى عنه ضمن هذه الآلية المتنوعة والتي تتسع للجميع، وتقوم على أساس النزعة المتجذرة للاستقلال.
في واشنطن، يتواصل السعي لتقسيمنا وشق صفوفنا وإلحاقنا بمصالحها، وذلك بعد نحو مائتا سنة على صدور “عقيدة مونروي”. هذا ما أثبته الاجتماع القاري الإقصائي المنعقد في لوس أنجلوس، حيث، وفي تمادٍ باستغلال سطوتها كمضيف وولوجٍ بإغماض العينين والأذنين أمام ما طالبت به الأغلبية، أقصت وصدّعت وتجاهلت.
لقد أثبت الفشل السياسي لذلك الاجتماع عزلة استراتيجية الهيمنة والسيطرة مقابل مشاعر الوحدة والسيادة التي تتشارك فيها بلداننا.
لقد واظبت كوبا على التحذير في جميع الاجتماعات الدولية من التصعيد الخطير للتحركات التي تسعى إلى إدامة الهيمنة الإمبريالية، ما يضرب تعددية الأطراف والسلام.
ستظل الحقيقة المكابرة أقوى دائماً من أي محاولة لشق صفوفنا، لأننا نتقاسم تحدّيات متأتية عن نظام دولي جائر وناهب ومنافي للديمقراطية يحول دون القدرة على تجاوز المستويات المخيفة من الفقر والبطالة وغياب الأمن الغذائي والإقصاء التي يتّسم بها المشهد الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، التي ما تزال الأكثر انعداماً للمساواة على وجه الأرض.
ولهذا فهي ماسّة الحاجة لرصّ الصفوف ووضع رؤية استراتيجية نحو التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، الذي يسمح لنا بالتقدم نحو التنمية المستدامة.
ما الذي يمنعنا من تكميل بعضنا البعض، والتجارة ضمن الداخل الإقليمي وتقوية الاستثمارات في مجالات موضع اهتمام مشترك؟
لا بدّ من إيجاد حلول لمشكلة الديون الخارجية، ومن المطالبة بوقف الإجراءات القسريّة أحادية الجانب والحصارات اللامشروعة.
في وجه نموذج ثقافي يسعى للهيمنة، تفرض نفسها الحاجة للدفاع عن ثقافتنا الواسعة والغنية، وهي الثمرة الأصيلة لقرون من التقاليد والخليط بين الأجناس، وحجر زاوية عملية تحرر شعوبنا وتكاملها.
في عالم ما بعد الجائحة بالغ التعقيد والمنطوى على تحديات هائلة، ويعاني إجمالاً الارتدادات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الحادة للنزاعات العسكرية، وآثار التغير المناخي التي لا تتوقّف، الفرصة الوحيدة المتاحة أمامنا نحن الذين أتينا من ماضٍ استعماري ونيوكولونيالي مشترك هي الوحدة.
في هذا المجال، تدعم كوبا فكرة تكوين “الشبكة الأمريكية اللاتينية للأدوية” كمشروع يبعث الاهتمام ومفيد.
حضرات الزملاء:
تصرّ حكومة الولايات المتحدة على تدمير نموذج النمو الذي قررنا نحن الكوبيون بناءه بصورة سيّدة، وذلك عبر سياسة خنق اقتصادي قاسية غير مشروعة وغير قانونية وغير أخلاقية.
إنها تستند إلى هيمنتها التكنولوجية وإلى سيطرتها على الوسائل والمنصّات الرقمية من أجل القيام بتنفيذ عملية إثارة للاضطرابات وحرب وسائل غير مسبوقة والترويج لما يسمّى “تغيير النظام”، وذلك بدعم عشرات الملايين من الدولارات من الموازنة الفدرالية.
إن قرارها الذي لا يستند إلى أساس وأحادي الجانب بإدراج كوبا في القائمة الباطلة للدول التي يُزعم بأنها ترعى الإرهاب، يؤثر بشدة على تطلعاتنا التنموية.
أتوجه بالشكر مجدداً إلى هذه “المجموعة” وإلى دولها الأعضاء، لمطالبتها الملحّة وبصوتٍ عالٍ بسحب كوبا من هذه القائمة وبرفع الحصار.
مثل هذه الاعتداءات لن ترعب كوبا. ونحن لن نخون تاريخ المقاومة والكرامة والدفاع عن العدالة الاجتماعية التي حوّلت الثورة الكوبية إلى قوّة محرِّرة للبشر.
ونحن لا نكتفي بالمقاومة. فكوبا لم تتوقف عن الإبداع في السنوات الصعبة من مواجهة الجائحة والحصار المشدَّد انطلاقاً من 243 إجراءً اتخذتها إدارة ترامب. اللقاحات والعشرات من الأدوية الجديدة وبروتوكولات العناية بالأمراض، وكذلك الأجهزة والعلاجات الجديدة، تؤكد جميعها قيمة هذه المقاومة الإبداعية.
حضرات الزملاء الكرام:
إنها لمشجعة لنا التغيرات في المشهد السياسي الإقليمي، والموجهة نحو العدالة الاجتماعية والسعي للسلام والسيادة.
في هذه اللحظات، يستحق الشعب البيروفي انتباهنا وتضامننا. يقع على عاتق أشقائنا البيروفيين أن يجدوا بأنفسهم حلولاً للتحديات التي يواجهونها.
بالبراهين الفائضة التي يقدمها لنا التاريخ، أقول أيضاً بأننا لا نعترف، ولن نعترف بأي سلطة كانت لـ “منظمة الدول الأمريكية”، وهي المنظمة التي دعمت وساندت تدخلات عسكرية وانقلابات وتدخل في أمريكا اللاتينية والكاريبي ضد حكومات شعبية وشرعية خدمةً للولايات المتحدة. إن “منظمة الدول الأمريكية” هي المنظمة التي لم تفعل شيئاً ضد الاغتيالات وأعمال التعذيب والاختفاء القسري والملاحقة التي تعرض لها قادة اجتماعيّون وتقدميّون ويساريّون في المنطقة، وهي أعمال ستبقى شاخصّة إلى الأبد في ذاكرتنا.
لقد صادقت كوبا تكراراً، لكن ذلك لا يمنع قوله اليوم، على دعمها وتضامنها الثابت والأكيد مع حكومات كل فنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا الشرعية، التي يجري إخضاعها لمحاولات متواصلة لزعزعة استقرارها.
كما أننا ندعم المطالب المحقة بالتعويض عن أضرار العبودية والاستعمار التي يعرضها الأشقاء الكارييون، الذين يحتاجون ويستحقون معاملة عادلة وخاصة وتفاضلية.
سنبقى واقفين دائماً إلى جانب القضايا النبيلة: استقلال بورتوريكو؛ الاستقرار والسلام في هايتي، على أساس الاحترام الكامل لسيادتها؛ عملية إحلال السلام في كولومبيا؛ وحق الأرجنتين بالسيادة على جزر المالوين وساندويش وجورجيا الجنوبية، والمناطق البحرية المتاخمة لها.
ندين الأعمال والتهديدات ضد وفد الرئيس نيكولاس مادورو، التي كشفت الحكومة الفنزويلية النقاب عنها.
ومن الأرجنتين العزيزة؛ التي سجّلت نساؤها علامة في التاريخ الإقليمي ببطولة لا مثيل لها، أنقل تضاممنا الكامل ودعمنا لنائبة الرئيس كريستينا فيرنانديز.
أيها الأصدقاء الأمريكيون اللاتينيون والكاريبيون:
تحت قيادة الأرجنتين، ورئيسها، ألبيرتو فيرنانديز، سجّلت “مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي” قفزة بارزة في عام 2022، من واجبنا المضي في تعزيزها. نعبّر عن دعمنا الكامل لسان فايسنت وغراينادين وللأخ رالف غونسالفيس خلال ترأسهما لـ “مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي” في عام 2023، مسترشدين دائماً بشعار الوحدة في التنوع والتضامن والتعاون، مع الالتزام الصارم بمبادئ “إعلان أمريكا اللاتينية والكاريبي والكاريبي منطقة سلام”.
وستكون كوبا إلى جانبكم أيضاً بصفتها رئيساً لـ “مجموعة 77 + الصين” خلال هذا العام، والتي سنعمل فيها بلا هوادة من أجل تمثيل مصالح بلدان الجنوب على أكمل وجه.
تُلهمنا الأفكار التكاملية لأبطال استقلال أمريكا اللاتينية والكاريبي. “مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي” هي عمل وإنجاز الجميع. وعندما تكون معزّزة، تشكّل ضرورة لا غنى عنها وواجب مشترك من أجل تحقيق وحدة وتكامل “أمريكانا”.
شكراً جزيلاً.
_______
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org