29/1/2023م
يبدأون بكلمة ” استنكار العنف ” ثم ينتقلون لاستنكار العنف بين الطرفين أي يستنكرون النضال الفلسطيني ثم ينتقلون إلى إدانة عمليات فدائية فلسطينية بعينها ويذهبون لتفسير العمليات بأنها بسبب ” انسداد الأفق السياسي ” وانها بسب السياسات والإجراءات الاحتلالية….
هم يستنكرون لصالح اسرائيل، ومن أجل عيوننا يحاولون التفسير ولكنهم يفسرون كذلك لصالح بقاء الاحتلال بأن يطرحوا أسباب آنيّة.
أولى بوادر الاستنكار كانت ضد عمليات خطف الطائرات بعد عام 1967م وعلى لسان ياسر عرفات. وقال محللوهم ومنظروهم في حينه “أن هذا تعبير عن درجة عالية من الذكاء ويفيد امام الراي العام الغربي”.
ثم أخذ ” مجرى” استنكار إيذاء المدنيين بأنهم أبرياء وليس لهم ذنب، ثم، ثم…
أليسوا مغتصبين لوطننا وارضنا وبيوتنا؟
إن هذا كان عبر مفاوضات ليس مع العدو بل مع العرابين بائعي النصائح والمطالبين بالنوايا الحسنة.
كان الاستنكار والشجب خجولا في البداية ولكنه أخذ يتخلص من الحياء قليلا قليلا ثم أصبح بلا حياء.
ثم اتخذ كموقف رسمي في أجواء اتفاقات أوسلو القبيحة ورسم على الورق تحت عنوان ” نبذ الارهاب ” والمقصود نبذ الارهاب الفلسطيني أي نبذ النضال الفلسطيني المسلح والتخلي عنه وإزالة كل ما يمت لجدية النضال الفلسطيني من الوثاق الرسمية بما فيها الميثاق الوطني الفلسطيني وكل أدبيان جهات النبذ والادانة والامتناع.
كان الأمر أكثر فحشا بعد أوسلو حيث كانت تصدر بيانات الشجب والاستنكار وعلى لسان ياسر عرفات وغيره.
ومن المهم كذلك ان ننتبه لما يطرحونه كتفسير للممارسات النضالية الفلسطينية: بأنها جاءت ردا على كذا وكذا. أي ان الأصل لا نضال ولكن يحصل أحيانا ردا على العنف والممارسات الصهيونية. بل أننا نسمع من الكثير من الناطقين عبارات “إن عدتم عدنا”، “الاقصى خط أحمر”، “إن فعلتم كذا لن نسكت”، سيكون ردنا مزلزلا وسنفتح عليكم أبواب جهنم ” وغير ذلك من التعبيرات التافهة.
علما أن الاصل أن يكون النضال متصلا وسببه وجود الاحتلال على أرض فلسطين وليس هذه الممارسة أو تلك. ومن يملك مفاتيح ابواب جهنم لماذا لا يفتحها الآن وفي كل آن لو كنتم صادقين! فالمحتلون لم يتوقفوا ولن يتوقفوا عن ممارساتهم ضدنا وطنا وأرضا وشعبا بل هم موجودون من اجل قمعنا وتهويد أرضنا وكل ممارساتهم خدمة لهذا النهج.
طيب – والملوك والرؤساء العرب الذين يستنكرون النضال الفلسطيني العنيف؟
هم عبيد ويرددون ما يطلب منهم ويبادرون بأنفسهم أو بدعوة من العرابين أو تعبيرا عن انخراطهم في هذا المعسكر المعادي.
” لفيف ” من الحكام والمسؤولين العرب انبروا بكل ما لديهم من رخاصة شاجبين ومستنكرين عملية المناضل خيري علقم كجوقة متراصة، قي الوقت الذي عبرت فيه الجماهر عن اعتزازها وفخرها وتشجيعها للبطولة الفلسطينية التي اخترقت حائط الامن ونفثت حممها بعد مجزرة جنين مباشرة.
ومع الاسف فإن باب التطبيع العربي والاستنكار العربي قد فتحته قيادة أوسلو التي نصبها فريق الأعداء والرجعية لتكون جزء من التيار العربي الرجعي المتصهين.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….