- “في الأشهر المقبلة، سيتقرر مصير الحرب – إما نحن أو هم”: حوار مع الخبراء
- وأخيرا شربت برلين حليب السباع
- إذا أردنا ان نفهم أهداف الحرب … فيجب ان نفهم أهداف روسيا
✺ ✺ ✺
(1)
“في الأشهر المقبلة، سيتقرر مصير الحرب – إما نحن أو هم”
حوار مع الخبراء
ديمتري كورنيف، خبيرعسكري، محرر موقع MilitaryRussia
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
14/1/2023
هذا الأسبوع، استولت قواتنا على سوليدار، وهذا هو أول نجاح كبير لـلعملية العسكرية الخاصة منذ الصيف. ما هي النتائج المحددة التي يمكن أن يحققها الهجوم الحالي للجيش الروسي؟ وهل التغييرات الحالية مرتبطة بتعيين رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف قائداً لمجموعة القوات المشتركة في أوكرانيا؟ تمت الإجابة على اسئلة بوابة “بيزنس أون لاين” من قبل فلاديسلاف شوريجين، وفيكتور ليتوفكين، وسيرجي ماركوف، وديمتري كورنيف، وأليكسي ليونكوف وآخرين.
ديمتري كورنيف يوضح محاور النقاش
– ربما سنسمع لأسبوع آخر بعبارات مختلفة أن سوليدار قد سقطت. يبدو الأمر مشابها لما كنا نسمعه عن قرية “اوبتنويه” منذ عدة أشهر. بالمناسبة، حدث ذلك مرة أخرى بالأمس.
ونقول بكل جدية، فإن الاستيلاء على سوليدار هو جزء من العملية لتحرير باخموت، حيث الهدف الرئيسي هو المدينة نفسها. الاقتراب من باخموت عبر سوليدار من الشمال محاولة لتغطية المنطقة. تم السيطرة بالنار على جزء من شرايين النقل في باخموت. إذا بدأت حركة أخرى باتجاه الجنوب الغربي من سوليدار، فسيتم السيطرة على طرق النقل المتبقية التي تربط باخموت بالبر الرئيسي. وبمجرد الوصول إلى المحاصرة بالنيران، فمن المرجح أنها ستنتقل تدريجياً إلى الحصار الكامل لهذه المنطقة (باخموت) ما لم تسحب أوكرانيا قواتها من باخموت، لأنهم لا ينوون الدخول في الحقيبة (الحصار).
ثمة سؤال صعب للغاية يطرح نفسه. الآن كل شيء افتراضي. مع وجود احتمال كبير، فهذه هي بداية عملية كبيرة. لا أعتقد أن الاستيلاء على المدينة مرتبط بطريقة ما بتعيين قائد جديد للمجموعة المشتركة للقوات في أوكرانيا، هو رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف.
أولاً، بدأت عملية الاستيلاء على سوليدار منذ بضعة أيام وتم إجراؤها تحت قيادة مجموعة فاغنر. بالطبع، دعمت وزارة الدفاع الشركة الخاصة، ولكن من نواح كثيرة هذا هو عملها.
التغييرات في القيادة حدثت منذ أيام. على الأغلب، يعد هذان الحدثان مؤشرا لأحداث أخرى ستحدث في المستقبل. لذلك، من غير المحتمل أن تكون بينهما اي صلة. يمكن اعتبار ظهور غيراسيموف بمثابة دعم لسوروفيكين، الذي أصبح الآن نائبا له.
على الجانب الأخر، تخضع لغيراسيموف كل القوات المسلحة الروسية والقوات المتحالفة معها جزئيًا. ليس لديه مشاكل في تنظيم، على سبيل المثال، نقل شاحنات الوقود من كامتشاتكا بحيث يمكن إسقاطها من الطائرات في مكان ما. بالطبع، هذه مزحة بالفعل.
يمكنه استخدام سلطته بالطبع. ستكون مثل هذه الشخصية في هذا الموقف معقولًة إذا كانت هناك أحداث خطيرة تنتظرنا في منطقة العملية العسكرية الخاصة. يمكن أن تكون سوليدار مناورة لتشتيت انتباهنا. وبينما ينصب كل الاهتمام هناك، قد يكون هناك انتشار للقوات الرئيسية التي لا تشارك في سوليدار وباخموت. وستبدأ عملية هجومية ضخمة ستؤدي إلى تحرير أوروبا.؟!
ستحدث تغييرات كبيرة خلال الشهرين المقبلين. يتزامن هذا مع تقييم سكرتير الأمن القومي والدفاع الأوكراني دانيلوف، الذي قال في وقت سابق إن مصير الحرب سيتحدد في الأشهر المقبلة. من حيث المبدأ، أتفق مع تقييمه – إما نحن أو هم.
فلاديسلاف شوريجين، خبير عسكري وناشر
– طبعا هذا النجاح منطقي وطبعا نحن ننتظر تطوره. على الأقل في إطار نفس العملية، يجب أن يتم تحرير باخموت في المستقبل القريب، لأنها مركز دفاع موحد (باخموت – سوليدار). والاستيلاء على هذه المدن هو اختراق لقوس دونيتسك، الذي أنشأته أوكرانيا خلال 8 سنوات وما فتئت تدافع عنه بشدة لمدة عام حتى الآن. هذه أول نتيجة أنتظرها. وبالطبع، بالنسبة لي، هذه نتيجة طبيعية تمامًا لكل تلك الجهود الضخمة التي تم بذلها منذ سبتمبر للوصول بالجيش إلى المعايير والمستوى الذي حددته العملية العسكرية الخاصة.
لأننا كنا نستعد لسنوات عديدة لحرب مختلفة تمامًا. وبالتالي، في هذه الحالة، لا يمكن كسب أي حرب عن طريق الدفاع وحده. لذلك، أتوقع، نعم، أن الهجوم سيستمر، وسيستمر تحرير الأراضي ولدينا، في رأيي، كل ما هو ضروري لذلك.
عالم السياسة سيرجي ماركوف
– “إنني أتطلع إلى استمرار النجاح التكتيكي وتحويله إلى نجاح عملياتي. المهمة التالية هي،
أولاً، السيطرة على الطريق في الغرب على طول تكتل باخموت – سوليدار – سيفيرسك. وبعد ذلك، على التوالي، تحرير باخموت وسيفيرسك. إذا تم أخذها، سنواصل إلى سهوب كراماتورسك وسلافيانسك دون أي مناطق محصنة قوية. الآن، إذا تم الانتهاء من هذه المهام، فإن القوات الروسية ستأخذ باخموت – سوليدار – سيفيرسك وتذهب إلى كراماتورسك وسلافيانسك، وهذا يعني أن النجاح التكتيكي قد تحول إلى نجاح عملياتي.
ثانيا – تعيين غيراسيموف وتشكيل جيش جديد قوامه 300 ألف من الاحتياط. إذا تم تشكيله، إذن، ربما، سيبدأ هجوم استراتيجي كبير في مكان ما.
أليكسي ليونكوف الخبير العسكري ورئيس تحرير مجلة أرسنال
– بالفعل، إن تحرير سوليدار هو أول عمل ناجح لجيشنا عندما بدأ بتحرير البلدات بعد توقف. كانت هذه المدينة نقطة رئيسية في الخط الدفاعي، وتتألف من المناطق التي أنشأها الجيش الأوكراني في دونباس بمساعدة مهندسين من دول الناتو خلال 8 سنوات. هذا هيكل تقني معقد ومترابط. تشتهر سوليدار بوجود مناجم ملح تحتها، يمكنك السير فيها بالدبابة أو القطار.
بالضبط كانت هناك مستودعات الذخيرة التي تم تزويد الجيش الأوكراني بها. سيؤدي تحريرهذه البلدة إلى صعوبة في تزويد مناطق محصنة أخرى ويمكن أن يتسبب في تأثير تراكمي كمنزل من ورق اللعب.
من الواضح أن القتال لن ينتهي بتحرير سوليدار. تستمر الآن المعارك بنشاط في منطقة باخموت، مارينكا، واتجاه أوغليدار. لا نعطي العدو برهة للاستراحة، لقد استعانوا بقوات مهمة للدفاع عن سوليدار. وفقًا للبيانات الأولية، لقد دفعوا ثمناً باهظاً – قتل أو جرح حوالي 25 ألف من الأوكران. هذا رقم تقريبي غير رسمي. من الواضح أن هذه ليست الخسائر النهائية. إذا حكمنا من خلال ذلك، يمكننا القول أن العدو بالقرب في سوليدار وباخموت حشد مجموعة كبيرة من القوات، كانت مهمتها الحفاظ على البلدة بأي ثمن. لكنهم لم ينجحوا. بعد أن أخذنا معظم سوليدار، حاولت الدعاية الأوكرانية إقناع سكان البلاد بأن كل شيء غير صحيح. لكن هذه “حقيقة طبية” كما يقولون. وهذا ما تؤكده صور الأقمار الصناعية والاستخبارات الأجنبية. من نتائج الهجوم – تدمير القوة البشرية للعدو ومعداته.
فاسيلي كاشين مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة، الجامعة الوطنية للبحوث، المدرسة العليا للاقتصاد
– أعتقد أن الهجوم على باخموت سيستمر رغم كل التصريحات من روسيا. من المستحيل التنبؤ بكيفية تطور كل شيء، فكل شيء يتحرك ببطىء. على ما يبدو، فإن الهدف الرئيسي – هو تدمير القوات الأوكرانية، وليس احتلال الأراضي. نعم، يمكن أيضًا ربط تعيين رئيس هيئة الأركان العامة غيراسيموف بهذا. في المستقبل، هناك هجوم واسع النطاق من قبل القوات الروسية. كانت هناك تصريحات أفادت ان الأمر لا يتعلق باستبدال القيادة، بل بتغيير مكانة العملية العسكرية الخاصة وحجمها، وكذلك القوات المشاركة فيها.
ميخائيل تيموشينكو خبير عسكري في صحيفة كومسومولسكايا برافدا، مضيف برنامج Military Review
– لنبدأ من سوليدار. يمكنك القول أنه تم تحريرها. لكن بشكل عام، هذا ليس صحيحًا تمامًا. هذا عندما يكون لديك عدو يطلق النار بحماقة في كل الاتجاهات، فاقدا للسيطرة ولا يفهم ما يحدث، لكنه يواصل إطلاق النار، هذا لا يعني أن المدينة قد تم الاستيلاء عليها. لا تزال هناك جيوب مقاومة. الحقيقة هي أن “بان زالوجني” (قائد الجيش الأوكراني – المترجم) عرض مرة على بان زيلينسكي سحب القوات من سوليدار. زيلينسكي لم يوافق. لذلك استمروا في الدفاع. قال إنه يجب عليهم القتال حتى الموت، لكن لا يسلموا المدينة. وعندما أصبح واضحًا أن الوضع كان ميؤوسًا منه، وأن مقاتلي فاغنر سوف “يسحقونهم”، تخلى الضباط عن مرؤوسيهم و “انسحبوا”. والآن لا سيطرة هناك، جيوب المقاومة مبعثرة، لكن يتم القضاء عليهم بالتدريج. وهرب جزء منهم، على ما يبدو، إلى الأنفاق. لأنه يوجد تحت المدينة عشرات الكيلومترات من مناجم الملح، والتي، على عكس مناجم الفحم، يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 50 مترًا ويمكنك قيادة شاحنة كاماز هناك! تم استخراج نصف الملح في الاتحاد السوفياتي هناك، في سوليدار.
هل تم القضاء على كل الهاربين أم لا – من الصعب القول. لذلك، نعم، لم تعد سوليدار موجودة كمركز للمقاومة المنظمة. لكن في الوقت الحالي، لن أقول أنه تم تحريرها بالكامل. لم يتم تطهير المدينة. ما هي الفرص التي يفتحها الاستيلاء على سوليدار؟
تفتح إمكانية الهجوم من الجناحين في اتجاه سيريشيفو – بيلوغوروفكا والوصول المباشر إلى كونستانتينوفكا، وهو ما يعني خط التحصينات سلافيانسك-باخموت، وكان يسمى أيضًا “خط Mannerheim”، الذي يغطي خاركوف. لذلك، هناك تهديد مباشر لخاركوف. وهجوم خاص في اتجاه باخموت التي تسمى أيضًا أرتيموفسك. وإذا سقطت باخموت، فسوف تسقط أفدييفكا وفقًا لذلك. ثم تنهار الجبهة. سنتخلص من القصف المستمر لدونيتسك وغورلوفكا وماكيفكا ونبعد خط الجبهة عن المناطق الماهولة.
الكسندر جيلين خبير عسكري، عقيد احتياط، صحفي
– سيعتمد الكثير على ما تخطط له هيئة الأركان العامة والإجراءات التي تتخذها.
حتى الآن، لا أرى المتطلبات الأساسية لتطور هذا النجاح، لأنه… بقدر ما يمكن للمرء أن يحكم من خلال المعلومات التي تصل لنا، فإن الأمر سيستغرق الكثير من الوقت للتعويض عن الخسائر وحشد القوات اللازمة. لقد رأينا ما هي الجهود وبأي ثمن تم تحقيق هذه العملية للاستيلاء على سوليدار. وبناءً على ذلك، يجب تعويض كل هذا: فقدان الأفراد والمعدات وما إلى ذلك. لذلك، لا أرى حتى الآن مثل هذه الاحتمالات بحدوث نقطة تحول حاسمة قد تتدحرج الموجة بعدها.
كل شيء يعتمد على قرارات هيئة الأركان العامة.
فيكتور ليتوفكين، وكالة تاس للأنباء، مراقب عسكري، عقيد متقاعد
– طبعا أنا أنتظر هذه النتائج ويجب أن تحدث. سوليدار، أرتيموفسك، التي تسمى باخموت في النسخة الأوكرانية، ثم سيفرسك، وهكذا. هذا هو القوس بأكمله، الذي كان شديد التحصين وكان ذا أهمية كبيرة لأوكرانيا ولنا. بالنسبة لأوكرانيا – لأن طرق السكك الحديدية والسيارات كانت متقاربة هناك، وصلت الأسلحة والذخيرة والوقود والزيوت إلى هناك بكل سهولة. خاصة وأنهم أتوا بكميات كبيرة. علاوة على ذلك، نظرًا لوجود مساحات ضخمة تحت سوليدار وبالقرب من أرتيموفسك – مناجم الملح بعمق عدة طوابق، حيث يمكنك تخزين أي شيء تريده. الذخيرة والوقود والزيوت، حتى الدبابات يمكن وضعها هناك، قطع مدفعية ذاتية الدفع. وكانت هناك مستشفيات. كانت هناك هياكل دفاعية من الخرسانة والخرسانة المسلحة.
لذلك، فإن الاستيلاء على هذا المعقل القوي يعد نجاحًا كبيرًا للجيش الروسي.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بأنه نجاح كبير. هذا يجعل من الممكن إبعاد المدفعية الأوكرانية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة بعيدًا عن دونيتسك وماكيفكا وغورلوفكا، بحيث لا تصل يدها لضرب المناطق السكنية والمدنيين في هذه المدن. علاوة على ذلك، فإن الاستيلاء على سوليدار وباخموت يفتح الطريق إلى كراماتورسك، آخر مدينة كبيرة محتلة من أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية. وهذا يقترب من التحرير الكامل لجمهورية دونيتسك الشعبية من الفاشيين والنازيين الجدد. لذلك أعتقد أن هذا النجاح مهم جدًا.
فيكتور سوبوليف عضو لجنة مجلس الدوما للدفاع، جنرال متقاعد
– أتطلع إلى الكثير. أنا أعتبر أنه من الإيجابي أن رئيس الأركان العامة قد ترأس هذا التجمع بأكمله، في الواقع، كل قواتنا المسلحة موجودة هناك. بالطبع علينا حل المهام وتحقيق الأهداف التي وضعها الرئيس امام القوات المسلحة. تحتاج القيادة الجديدة إلى استكشاف وتقييم الموقف وتقييم قواتها وقدراتها وإمكانياتها وما إلى ذلك، واتخاذ القرار الصحيح المناسب ووضع هذه المهام موضع التنفيذ. تعتمد كيفية حلها أيضًا على الوحدات نفسها، وعلى أفعالها وتدريبها، وعلى الإدارة الماهرة لقيادة التجمع وقيادة التشكيلات والوحدات الكبيرة.
يوري كنوتوف مؤرخ عسكري، مدير متحف قوات الدفاع الجوي
– في رأيي، المهمة الرئيسية الآن هي تحرير باخموت-سيفيرسك، بالتوازي مع مارينكا و أوغليدار. أي أن هذا في الواقع اختراق للحائط الشرقي، والذي كان زيلينسكي يراهن عليه. كما راهن عليه هتلر نفسه في عصره.
هذا هو تحرير المدن-الحصون، الذي نسخه زيلينسكي أيضًا من هتلر. وبالتالي فإن تصفية الخط من Seversk إلى Ugledar ستعني في الواقع خروج وحداتنا إلى التجمع الأخير في Slavyansk – Kramatorsk. وهناك، في الواقع، مجموعة قوية إلى حد ما، وأخطر وأقوى التحصينات. سيستغرق كسرها وقتًا طويلاً، لكن هذا سيحرر دونباس. وخلف دونباس، بشكل عام، هناك مكان مسطح، سهوب، ليس للعدو ببساطة مكان يضع فيه موطئ قدم، باستثناء عدد من المدن الكبيرة مباشرة على نهر الدنيبر. لذلك، فإن المعارك التي تجري الآن، رغم طبيعتها الموضعية في كثير من النواحي، والمدن الكبيرة التي نحررها، هي في الواقع، استراتيجية. وستكون ذات أهمية أساسية للحملة بأكملها التي ستتكشف في عام 2023.
هل يرتبط الهجوم الحالي بتعيين رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف قائداً لمجموعة القوات المشتركة في أوكرانيا؟ بشكل عام، أعتقد أن الخطط الهجومية قد تم وضعها في وقت سابق، وأن هيئة الأركان العامة ووزارة الدفاع تقف دائمًا وراء كل الخطط. يقوم قائد المجموعة، كقاعدة عامة، بإعداد خطط عملياتية تتعلق بقطاعات معينة في الجبهة. لذلك، في رأيي، كان كل من هيئة الأركان العامة وغيراسيموف على علم. وسيؤدي تعيين غيراسيموف ببساطة إلى تحسين التفاعل بين القوات وفروعها وزيادة الكفاءة في حل المهام القتالية.
(2)
وأخيرا شربت برلين حليب السباع
خبير عسكري، مؤلف قناةpanzwaffle
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
25/1/2023
وافقت برلين على تزويد أوكرانيا بدبابات Leopard 2 وستسمح بإعادة التصدير لآخرين يملكون هذا النوع. ماذا يعنى ذلك؟
وفقًا للبيان الرسمي للحكومة الألمانية، “الهدف هو تشكيل كتيبتين سريعًا من دبابات Leopard 2 لأوكرانيا. أولاً، ستسلم ألمانيا 14 دبابة من طراز Leopard 2A6، فضلاً عن توفير تدريب الطاقم الأوكراني واللوجستيات والذخيرة والصيانة “.
لم يتضح بعد ما إذا كان الهدف الذي أعلنته برلين نهائيًا أم مرحليا.
ماذا نعرف حاليا؟
أولاً، سيتعين على الجيش الأوكراني التكيف مع المعدات الجديدة، والتي تختلف حتى على مستوى عدد أفراد الطاقم. تحتوي الدبابات السوفياتية التصميم على ثلاثة، ومعظم دبابات الناتو بها أربعة جنود.
ثانيًا، لن تكون الدبابات ولا الأطقم قابلة للتبديل. في حالة الخسائر الكبيرة، لن تتمكن الوحدة من إكمال طواقم T-72 أو T-64. إذا تم تدمير فصيلة ليوبارد في المعركة، فسيكون من المستحيل تعويض الخسائر بالمركبات السوفياتية.
بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك حاجة إلى 93 دبابة على الأقل لإكمال لواء دبابات واحد على الأقل من الجيش الأوكراني. يضم لواء الدبابات القياسي للجيش الأوكراني ثلاث كتائب دبابات من 31 دبابة لكل منها، بالإضافة إلى كتيبة آلية، ووحدات دفاع جوي ومدفعية ودعم.
فصيل واحد من دبابات ليوبارد هو قطرة في المحيط، خاصة على نطاق الجبهة في أوكرانيا. ومع ذلك، حتى فصيل واحد سيحتاج إلى إنشاء بنية تحتية كاملة حوله، بدءًا من الصهاريج ومركبات القطر القادرة على إخلاء المعدات التي يزيد وزنها عن 60 طنًا في حالة حدوث ضرر.
على الأرجح، سيكون من الصعب على أوكرانيا إصلاح وصيانة ليوبارد مقارنة بـ “الزملاء” الألمان في عام 1944. كان لدى Tiger and Panther طاقم صيانة خاص بهم في متناول اليد، وكان الضرر الأكثر خطورة فقط يتطلب إرسال الدبابات لإصلاحها إلى الورشات في ألمانيا.
بعد تسليم المعدات إلى أوكرانيا، بسبب أي عطل أو ضرر في المعارك، يجب إرسال الدبابة إلى الخارج. لقد حدث هذا بالفعل في مع المدافع ذاتية الدفع Panzerhaubitze 2000. فقط هناك فرق مهم: المدفعية تتواجد
خلف خط الجبهة، ومن المفترض أن تقوم الدبابة بالهجوم. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم حتى الآن إخلاء جميع المركبات المتضررة.
في الوقت نفسه، بلغت حدة معارك الدبابات في أوكرانيا درجة أن فصيل الدبابات الذي يتم تشكيله وتدريبه بصعوبة كبيرة يمكن أن “يحترق” في غضون أيام قليلة. بالقرب من سوليدار، على سبيل المثال، حدث هذا: فقد خسر لواء دبابات كامل من الجيش الأوكراني حوالي 14 دبابة في ثلاثة أيام.
ما هي النتيجة؟
نتيجة لذلك، في الوقت الحالي، يعتبر الحدث بأكمله مع تسليم دبابات Leopard بمثابة لفتة رمزية أكثر من كونها ذات قيمة عسكرية قتالية عملية. سيتطلب بناء تشكيلات كاملة تحتوي على مجموعة متنوعة من معدات الناتو وقتًا وموارد كبيرة، وهي غير متوفرة في أوكرانيا حالياً.
(3)
إذا أردنا ان نفهم أهداف الحرب … فيجب ان نفهم أهداف روسيا
دوميتي زافولسكي، مؤرخ وكاتب
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
26 /1/2023
تم إطلاق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا عندما أصبح من الواضح أنه لم يعد من الممكن تأجيلها، أعرب المؤرخ والكاتب دوميتي زافولسكي عن رأيه لوكالة أنباء ريكس REX.
كان نظام كييف مستعدًا لمهاجمة دونيتسك ولوغانسك على غرار عملية العاصفة، التي قامت خلالها القوات الكرواتية في عام 1995 بتصفية جمهورية كرايينا الصربية، التي أعلنت قبل ذلك بأربع سنوات ردًا على انفصال كرواتيا عن يوغوسلافيا.
علاوة على ذلك، هناك كل الأسباب للاعتقاد بأن السيناريو اليوغوسلافي لروسيا لم يكن لينتهي في هذه المرحلة: كانت أجهزة الاستخبارات الغربية مستعدة لاستخدام كل إمكانيات زملائها في كييف لتقويض المجتمع الروسي، الذي صُدم بمثل هذه النتيجة.
إذا تتبعنا رد فعل المجتمع الروسي في وسائل التواصل الاجتماعي على إجبار المواطنين الروس على التطعيم ضد فيروس كورونا في عام 2021، كان من الصعب عدم ملاحظة أن عملاء “المركز الأوكراني للحرب الإعلامية والنفسية” سيئ السمعة (وقتها كان ما زال غير معروف في روسيا) حاولوا استغلال هذا الموضوع وتحويله إلى تمرين كبير لعملهم ضد الناطقين بالروسية.
علاوة على ذلك، لم يتم استخدام تعابير استفزازية ضد “مطاعيم بوتين” فحسب، بل تم أيضًا استخدام استعداد الجمهور للانخراط في موضوع مختلق مثل “ضباط الجيش الفقراء”، الذين يُفترض أنهم لا يملكون أحذية شتوية وليس لديهم رواتب كافية لشراء الجزر الذي ارتفعت أسعاره في الصيف!
جيوش الذباب الالكتروني الذين بدأوا اعتبارًا من 24 فبراير 2022، داخل وخارج الاتحاد الروسي، في وضع جدول أعمال الهجرة الجماعية لـ “الشباب والناجحين” من روسيا، و “العلم الأبيض والأزرق والأبيض” و “إنهاء الاستعمار”، أيضًا لم يتم الاستعداد لذلك من بداية الأسبوع (الذي بدأ باعتراف الكرملين بجمهوريتي دونيتسك و لوغانسك) ولا حتى من حشد القوات الروسية الذي بدأ بالفعل في نهاية عام 2021.
شيء آخر هو أنه إذا تم إطلاق السيناريو اليوغوسلافي، فإن الاحتجاجات الليبرالية، التي ثبت أنها مثيرة للشفقة للغاية، لن تعتبرها أجهزة المخابرات الأجنبية سوى فتيل للاحتجاجات على مستوى قومي، ولكن مدمر.
ان السيناريو الذي كانت تحضر له كييف بدعم الناتو كان من المخطط له ان يحدث صدمة بسقوط دونيتسك ولوغانسك والخوف من “الميدان الليبرالي”. لذلك فإن “مناهضة الميدان” ستكون حقيقية بسبب هبوط معنويات المجتمع، وضرب هيبة الدولة الفاسدة، وزعزعة استقرار الوضع من خلال الهجرة الجماعية من دونباس وتدهور الفكرة اليسارية الوطنية الروسية، التي اتخذت طابعًا عدميًا منذ حوالي عام 2017، وتجديد روح “المعارضة التي لا يمكن التوافق معها” كما في التسعينيات.
كان الهدف الأساسي للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا هو منع هذا السيناريو المتوقع بشكل كبير. لقد تم تأجيل تنفيذه، ولكن السؤال: هل تم إلغاؤه؟ ما إذا كان من الممكن جعل هذا السيناريو غير قابل للتحقيق يعتمد على كل من نتائج الحرب وعلى السياسة الداخلية المعقولة لروسيا، بما في ذلك الإعلامية والأيديولوجية بشكل أعمق.
لسوء الحظ، بدلاً من الأيديولوجية الوحدوية التي تستند أساسًا إلى فكرة استمرار دور الدولة الروسية، والتي جعلت من الممكن نسج مصير مشترك وحددت طابع جميع شعوب روسيا اليوم – فإن الاتحاد الروسي ما بعد السوفياتي، لأسباب مختلفة، لفترة طويلة دعم تقديس ترسيم حدود جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية، ليس فقط سياسيًا، ولكن قوميا.
على الرغم من حقيقة أن التجربة الناجحة لسياسة ألمانيا الغربية السلمية والمتواصلة بشأن إعادة توحيد ألمانيا كانت أمام أعينها، حاولت روسيا مواجهة انقسام الفضاء الروسي بفكرة وهمية على نحو متزايد مفادها “الاندماج في مرحلة ما بعد- الفضاء السوفياتي “.
ليس من المستغرب أن جزءًا كبيرًا من المواطنين الروس (وقادتهم) ما زالوا لا يرون البعد الروسي لمشكلة جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفياتية السابقة (على عكس معارضي روسيا).
وفي غياب قرارات من جانب روسيا، أولاً قاسية وحازمة، ثم وحدوية، حتى دولة كييف المهزومة عسكريًا ستبقى مادة مستهلكة بالنسبة للغرب في مشروع “إنهاء استعمار الاتحاد الروسي”. (مصطلح غربي عدواني يتضمن تقسيم أراضي روسيا الشاسعة الى دويلات على اساس عرقي – المترجم).
للولوج في هذه المشكلة، ولفهمها من قبل الناس داخل الحدود الحالية لروسيا وخارجها، من الضروري تطوير جدي لفكرة المشروع الروسي – ليس فقط استراتيجيًا، ولكن أيضًا روحيًا وجماليًا.
في سياق التحضير للسيناريو اليوغوسلافي، حاول الغرب بكل وسيلة ممكنة نشر الفكرة بين جماهيرنا: ” روسيا ليست بلدنا، لأنها لم تعد تتمتع بالعدالة الاجتماعية والروحانية”.
هذه الفكرة شائعة اليوم على نطاق واسع، ليس بأي حال من الأحوال في الدوائر الليبرالية – ولكن حتى أكثر من ذلك في تلك الدوائر الليبرالية، والتي على عكس الصورة النمطية اليسارية لما بعد الاتحاد السوفيتي، ليست كلها بأي حال من الأحوال من مؤيدي “الرأسمالية المتوحشة وانعدام الروحانية”.
من المؤكد أن هناك ما يكفي من المشاكل الاجتماعية في روسيا، والتي لا ينكرها أحد. لكن المشكلة الرئيسية في نظرتها لنفسها حيث أنها لا تزال تعتبر نفسها اتحادًا سوفياتيًا مهزومًا أو متضررًا نفسياً.
ربما يكون هذا هو السبب الرئيسي لسوء الفهم – بطرق مختلفة – لكل من أهداف العملية العسكرية والطرق التي يجب حلها بشكل كامل من أجل تحقيق الهدف الرئيسي – إخراج روسيا من أزمة ما بعد الثورة (ومن خلال الأزمة العالمية) إلى مستوى أعلى وجديد.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/