لا تكرروا مذبحة العراق، عادل سماره

كانت مذبحة العراق مزدوجة تجويعية وتدميرية. شاركت فيها معظم الانظمة العربية وخاصة الحصار الذي التزمت به إيران كذلك. ربما كان العراق الحالة الوحيدة في التاريخ التي التزم الجميع بحصاره. وكل ذلك تحت ذريعة الموقف من صدام. كما شاركت أنظمة عربية في العدوان ضد العراق عام ١٩٩١ بحجة حماية الكويت شاركت لإثبات حسن النية تجاه أمريكا ونيل الغفران الذي لن تنله. شاركت إيران في تحريض الجنوب ضد بغداد. لكن الجريمة الأكبر من الحكام العرب الذين من جهة خدموا الغرب والكيان ومن جهة ثانية خدموا عر وشهم لان مشاركتهم لو بدبابة واحدة قد أسسوا لاجتثاث القومية العربية لصالح الانظمة القطرية. لذا تبعت ذلك سلسلة حروب من نظام عربي ضد آخر في خدمة الصهيومريكي . ومر هذا بشكل عادي وصار الحديث اليوم عن التسامح وهذا استكمال للجريمة.

ولننظر اليوم نتائجه على فلسطين حيث تقف مختلف الانظمة العربية ضد عملية القدس شجبا واضحا وبعد يوم واحد من عدم اكتراثها بمذبحة جنين.

هذا الشجب هو تخندق ضد فلسطين وامتداد لاجتثاث البعد القومي العربي وتتويج الكيان كمندمج مهيمن على الوطن العربي.

صحيح ان العدوان الاقتصادي ضد إيران لم ينجح كما يهدف ربما لان بعض الدول لم تلتزم به. ولكن المخيف ان تلتزم الانظمة العربية بالعدوان الحربي ضد إيران سوا ء بالتقسيط او بالجملة. وهو عدوان إذا ما نجح ولو نسبيا سيقود إلى تصفية سور يا وفلسطين بلا شك ويضع الأمة العربية في تبعية تامة يحرسها حكامها وإلى عقود! أي تصبح السلطات المحلية استعمارا أو إمبريالية على أمتها ولكن في خدمة الغرب والكيان.

قد يغتبط بعض العرب في او لصالح العدوان ضد إيران. هذا استخدام غبي للتاريخ وحتى الزمن القريب والجاري من زمن التاريخ المديد. فالأمم الحية لا تقف عند الثأر خاصة أن العرب والايرانيين وقعوا في صراع متبادل. لكن إلى متى. فالثأر على المستوى القومي هو استبدال الأمة بالقبيلة وعودة لعقلية وثقافة الاقطاع.

إذا سقط الحكام العرب في هذه الجريمة الخطيرة فإنهم سيضعون الأمة تحت أقدام الكيان لعقود.

وأما بيت القصيد فإن هذه الانظمة التي فعلتها ضد العراق غالبا ستفعلها ضد إيران لأنها ترى في أمريكا والكيان ضمان وجودها في السلطة وتقلق على أمريكا في الصراع الدولي خشية تعدد القطبية وتراجع أمريكا.

وهنا يصبح الشعب العربي أمام امتحان تاريخي. فاذا صمت عن خيانة وغدر الانظمة سيكون الشريك الاكبر فيها وهي طبعا ضد نفسه. وان حصل تكون القلعة الاخيرة ضد الكيان اي قلعة الطبقات الشعبية قد قتلت نفسها.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….