- اسقاط الحصار عن سوريا هو الحل
- تعقيب من عادل سماره
في اوقات الكوارث الطبيعية يفترض ان يتوحد العالم في انسانيته من قبل الناس والمؤسسات والأنظمة، ولكن للأسف فانه وفي الواقع المعاش وفي اكثر من كارثة طبيعية سابقه كانت المواقف تؤخذ على اساس سياسي وأيديولوجي تكشف عهر الادعاءات بالحيادية بل اكثر من ذلك حيث وضفت تلك الكوارث لتحقيق اهداف سياسيه آنيه واستراتيجية.
وفي قراءة اوليه لردة الفعل الرسمية عربيا ودوليا على المأساة الإنسانية التي لا زالت تتفاعل في كل من تركيا وسوريا على اثر الهزة الأرضية التي ضربت البلدين يتضح ومنذ البداية وقاحة التوظيف السياسي ذلك لأهداف لا علاقة لها بالإنسانية المحايدة حتى على مستوى التغطية الإعلامية للحدث حيث يلاحظ المراقب دون عناء الانحياز المخجل للإعلام العربي والدولي وكأن ضحايا الزلزال في سوريا هم بشر من نوع آخر عن أولئك في تركيا.
صحيح ان تركيا طالها نصيب اكبر نسبيا من الدمار والضحايا في ظل امكانيات وبنية تحتيه وتدفق مساعدات دوليه لا تقارن بواقع سوريا مما يؤدي بالضرورة لمقاربة غير عادله ما بين نتائج الزلزال وفاعلية مواجهة نتائجه , صحيح ان حجم الخسائر البشرية والمادية في سوريا يبدوا اقل حجما نسبيا مما لحق بتركيا , الا ان ذلك لا يلغي حقيقة ان حجم الضحايا والدمار في شمال شرق سوريا تتضاعف تأثيراتها ومتطلبات اغاثتها بحكم عوامل موضوعيه لا تخفى على احد واولها حالة الحصار السياسي والاقتصادي التي فرضت ظلما وتجبرا على الشعب السوري لأكثر من عشر سنوات , وثانيا بحكم الواقع السياسي للمناطق التي تأثرت بالكارثة في سوريا واغلبها مناطق تخضع لسيطرة القوى المجرمة التي استباحت دماء السوريين قادته تركيا وقطر وبدعم من المراكز الإمبريالية وتحالف اكثر من ٨٢ دوله سيتصدر قادتها ابواق الانسانية المزيفة لمساعدة الضحايا في سوريا .
سياسات المجرم اوردوغان ربما تسببت بالزلزال
في سياق التوجهات الاوردوغانيه الاستعماريه واحلامه العسمليه للسيطرة والتأثير على الوطن العربي وان توشح بلباس الاسلامويه المقيتة الا انه نجح ولو جزئيا بذلك سوائا من خلال ولاءات سياسية وازنه من تفريخات الاخوان المسلمين على امتداد الوطن وبهلوايانته المعهودة بخصوص قضية العرب الاولى – فلسطين كل ذلك في ظل تحالف وعلاقات وثيقه مع الكيان الصهيوني على كل المستويات وخاصة العسكرية والاقتصادية.
وقد امعن اوردوغان في استراتجيته تلك وصولا لاحتلا مباشر لأجزاء من محيطه العربي في كل من العراق وسوريا بما يشمل ايضا محاولة خنقهما بشحة الموارد الطبيعية وخاصة الثروة المائية من خلال التحكم بمصادر دجله والفرات وبناء سد اتاتورك والذي تضخم في احتجازه لكميات هائلة من المياه رغم تحذير اكثر من مؤسسه دوليه متخصصه بما يمكن ان ينتج عن ذلك من تبعات بيئية ومن ضمنها زيادة الضغط على الصفائح التكتونيه في عمق الارض في منطقة هي اصلا معروفه بحكم بنيتها الجيولوجية متهيئه للهزات الأرضية العنيفة، الا ان اردوغان وفي سبيل تطلعاته الاستعمارية وحلمه بإعادة الاحتلال العسملي للوطن العربي واحلام امبراطوريته المنهارة بعد الحرب العالمية الاولى كان ولا يزال على استعداد لإلحاق اكبر الضرر والدمار بمحيطه العربي وانما ايضا حتى على حساب شعبه , ومن ضمن ما تم نشره من العشرات من الدراسات والابحاث المتخصصة والموثوقة بما له علاقة ما بين سد اتاتورك والهزات الأرضية دراسة يعود تاريخها نيسان ٢٠٢١
والذي شارك بها معهد كاندالي ومركز مراقبة الهزات الارضيه لجامعة بوجازي-استانبول التركيين.
والملفت للنظر تواطئ الاعلام العالمي بتغييب تلك الدراسات والابحاث خلال تغطيتها لأخبار الزلزال الحالي. فلماذا ولاي اسباب يتم التغاضي عن تلك الدراسات؟؟؟
وعطفا على الجغرافيا والواقع السياسي، فان معبر باب الهوى ما بين سوريا وتركيا هو المنفذ الوحيد من الخارج للوصول للمناطق السورية المنكوبة وكأن تلك الجغرافيا تتأمر ايضا لاستغلال الزلزال لاستمرار سياسات الحاق الاذى بالشعب السوري على امتداد وطنه، أضف الى ذلك حقيقة سيطرة قوات الاحتلال الامريكي على المناطق السورية الشرقية الغنية بالنفط والمتحكمة جزئيا بعقدة المواصلات ما بين سوريا وكل من الاردن والعراق.
ان كل تلك الحقائق ستوظف بالحد الاقصى لاستغلال الكارثة لاستمرار حصار سوريا واضعاف موقف النظام واظهاره وكأنه عاجز في لحظة الحاجة الملحة عن الوقوف امام مسؤولياته اتجاه شعبه.
وهنا تأتي اهمية ان تدرك الجماهير والمؤسسات العربية الوطنية والقومية الفاعلة للحقائق سالفة الذكر من اجل النهوض بمهماتها ليس فقط بالتصدي لمهمات الإغاثة والدعم الراهن المباشر على اهميته وربما عبر الاردن ودون الوثوق بالمؤسسات الدولية ايا كانت ولكن ايضا ان تضع مهمة فك وانهاء الحصار الظالم عن سوريا كمهمة يوميه حتى يتم تحقيقها.
نعم، ورغم قناعتنا ان الحكومة السورية ستبذل كل مجهوداتها للنهوض بمتطلبات الإغاثة الانيه وطويلة المدى من حيث اعادة بناء ما دمره الزلزال ولكنه من غير الواقعي ان نتوقع ان تنجح الحكومة بذلك بحكم الحصار والاحتلالات في شمال وشرق سوريا وتبعاتهما.
في مواجهة الزلزال
اسقاط الحصار عن سوريا هو الحل
وهذا يعيدنا للمربع الاول وللمسألة المركزية بان مأساة الشعب السوري المزمنة هي نتاج مباشر واستهداف استراتيجي للقوى المناهضة ليس للشعب والنظام السوري فقظ وانما باستهداف النهوض الوطني والقومي العربي بمجمله.
صحيح ان اشد الوجع هو الحاضر، الا انه صحيح ايضا ان علاج اسباب الوجع هو الحل الجذري، فك الحصار عن سوريا وشعبها من اولويات الجماهير العربية وقواها الفاعلة في سياق التصدي للمشروع الرجعي الصهيوني الامبريالي للمنطقة وفي المركز منها التصدي لاوردوغان وسياساته.
:::::
من صفحة الفيس بوك للكاتب
Issam Hijjawi
·
تعقيب على مقال عصام حجاوي
عادل سماره
نعم الاحتمال وارد طالما اوضحت ذلك الدراسات المتخصصة. إن كل من اقامة السد والذي كما اعتقد بدأت فكرته منذ حكم تورجوت اوزال الذي خطط لتعطيش سوريا والعراق والصمت عنه دوليا كل ذلك لتدمير سوريا والعراق. نعم يجب فك الحصار بما هي حرب. وقد جاء الزلزال كنذير اول. ولكن اعتقد ان فك الحصار لن يحصل كما ثبت من مواقف الانظمة العربية. صحيح ان الواجب التركيز لفك الحصار. وإضافة الى ذلك يجب تحريك الشارع العربي ضد حكامه العملاء ولو بالحد الأدنى بضرب مصالح أعداء العرب وتفكيك مفاصل القوى الامنية لهذه الانظمة تمهيدا لاسقاطها. إن الحصار تنفيذا رسمي عربي ويجب مواصلة تعرية هذه الجريمة. لو نظرنا لموقف نظام الاردن لتصورنا ان كاليفورنيا هي جنوب شرق سوريا.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/