- المكتب الأمريكي لإصدار التصاريح للحكام!
- الصين لا تتوجه شرقاً!!!
كشفت الكارثة التي حلت بسوريا وتركيا أن سلطات الغرب وخاصة الأمريكية تحكم معظم أنظمة العالم وذلك ليس بالسطوة فقط بل بتطوع كثير من الأنظمة كأدوات لها ضد رعاياها وضد الإنسانية.
صحيح أن حرب العقوبات كانت مثالاً شديد الوضوح على هذه السيطرة، ولكن صحيح ايضاً أنه تمت التغطية عليها بخبث ماهر.
لكن كارثة سوريا خاصة كشفت بأن ثقافة الجريمة في الغرب الحاكم هي التي تسيطر وبشكل معلن بفجاجة.
كنت كتبت في كتابي Development by Popular Protection vs development by State 2005 …أن أمريكا هي الدولة المستقلة الوحيدة وأوروبا حكما ذاتيا وبقية العالم مستعمرات. وها قد اتضح هذا اليوم مع اختلاف ظهور قطبيات غير أمريكا ولكن لسن بقوتها بعد.
بعض دول العالم لم تفكر قط في مساعدة الشعب العربي السوري بل قامت فوراً بإرسال عواطفها وأموالها إلى تركيا وخاصة قطر قاعدة:
· قوى الدين السياسي عدو العروبة
· وقاعدة قوات أمريكا الجوية
· وقاعدة نخاسة مثقفي الطابور السادس
· وقاعدة فضائية التآمر “الجزيرة.
أما بقية دول العالم، فمنها من بادر لتقديم المساعدات لتركيا بعد مباركة أمريكا طبعاً. لذا حتى يوم أمس 9 شباط 2023 كان عدد الدول التي ساعدت تركيا سبعين دولة بينما التي ساعدت سوريا فهي أربع عشرة دولة فقط. وبالطبع، فالمساعدات لسوريا معظمها لم يذكر الغذاء بل تقيد بأوامر أمريكا أي بمواد طبية وأدوات طبية متواضعة! طبعاً لا نفرق بين ضحايا سوريا وتركيا، لكن حضارة الإنجلو ساكسون وعملائها يفرقون.
لقد وقفت معظم الأنظمة التابعة لأمريكا بل اصطفت لتأخذ الإذن الأمريكي في تقديم مساعدات لسوريا. لذا ما عليكم إلا ن تبدؤوا من اليوم الأول لتروا أن بضعَ أنظمة بادرت لمساعدة سوريا دون إذن أمريكي: الجزائر إيران وروسيا.
ثم أخذت تتلوها أنظمة أخرى بعد أن أخذت الإذن الأمريكي.
وكلما تأخر نظام تكون مساعداته شكلية لأن الحاجة الأعلى هي في اللحظات الأولى وكلما تأخرت المساعدة كلما كانت اقل فائدة وإسعافاً.
كثير من المساعدات دخلت إلى مواقع الإرهابيين أو عن طريقهم ومن معابر حددتها أمريكا كي لا تكون من خلال الدولة السورية وذلك ضمن مشروع إثبات أن الدولة فاشلة.
لم تُخفِ أمريكا وأوروبا موقفها بأنها ضد اية مساعدات لسوريا. هذا مع أن المساعدات واجب بلا مواربة وليست تبرعاً ولا مِنّةً.
وهذا يفتح على سؤال: اية شعوب تعيش هناك؟ وكيف تقبل أن تكون أنظمتها ذئاباً توغل في لحم الضحايا والمصابين.
والأنكى، هو تهافت معظم الأنظمة العربية التي لم تجرؤ على تقديم مساعدة سوريا فوراً مما كشف بأن الوضع الرسمي العربي هو الأشد انحطاطاً على صعيد العالم. بل إن القلة من أنظمة العرب التي ساعدت سوريا زحفت على رموش حكامها كي يُسمح لها امريكياً. والمضحك أن ممثل كل نظام كان يقول :”هذه المساعدة بأمر جلالته، فخامته ههههههه”
لقد كان التعاطي مع الكارثة صورة طبق الأصل عن التعاطي مع حرب الإرهاب ضد سوريا سواء من أنظمة وقوى الدين السياسي العربية والإسلامية ومن قوى الاستشراق الإرهابي اي نظمة الغرب وخاصة أمريكا.
أوضحت الكارثة أن معظم هذا العالم تحت الاحتلال الأمريكي إما:
· بتحالف وتبعية حكام هذا البلد أو ذاك
· وإما رهبة من وحشية أمريكا خوف الحكام على عروشهم ومصالحهم كمغتصبين لسيادة شعوبهم
وفقط هي الأنظمة المستقلة والوطنية والتقدمية التي خرجت عن الطوق الأمريكي.
بقي أن نقول بأن القطبية/ات الأخرى لم تتبلور كما يجب بعد. لقد نقدنا تأخر الصين في تقديم المساعدات لسوريا، هذا دون أن نغفل أن الصين استخدمت الفيتو ضد محاولات أمريكا العدوان المباشر باسم مجلس الأمن ضد سوريا.
لقد إحتج بعض الرفاق على نقدنا للصين.
وهذا يعيدنا إلى تجربة بغيضة حصلت في عقود طويلة من القرن العشرين حيث كان الكثير من اليسار العربي مجرد ظلٍ للاتحاد السوفييتي حيث كانوا مجرد كمبرادور/مستوردي ثقافة وإيديولوجيا.
إننا نخشى من تبلور تيارات يسارية عربية تابعة للصين بنفس النهج السابق أو تابعة لإيران أو لروسيا. وهنا يجب التفريق بين الصداقة الندِّية وبين التبعية.
في السياسة وحتى في الإيديولوجيا لا توجد ملائكة. فمن تقدم له ظهرك يمتطيك ولا يقول لك انهض إلا إذا كان ثورياً حقيقياً وأممياً حقيقياً.
لم تُخفِ أمريكا أنها عدو لصين، ولم تخف أنها ستقاتلها، لذا كان يمكن للصين أن تنتهز فرصة العدوان الأمريكي على أطفال سوريا لتُغرق سوريا بالمعونات قبل الكارثة وخاصة حين الكارثة. وحيث تصرفت كدولة صغيرة عادية فإن هذا:
· إما يعني استصغار الصين لنا كعرب
· أو رهبة صينية من أمريكا.
كما يفتح على أسئلة عديدة أخرى.
لكن العبرة في النهاية، في وجوب تشديد الشغل لخلق وطن عربي موحَّد آخر وحينها سوف تتزلف لنا ليس الصين فقط بل أمريكا.
ملاحظة1: اصطفاف الحكام التوابع لأخذ الإذن الأمريكي لمساعدة سوريا ذكرني بمعاناة شعبنا تحت الاحتلال على جسور التطبيع بين فلسطين والأردن حيث وصفها الراحل الشاعر عبد اللطيف عقل في رائعته “الحسن بن زريق… ما زال يرحل”
“يكفيك ذلُّ التصاريح
على الجسرٍ
وقوفك في آخر الصف…”
ملاحظة 2: حول رأيي في الصين في كتابي: “صين إشتراكية أو كوكب إشتراكي”
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/