السنة الثالثة والعشرون – العدد 6476
في هذا العدد:
■ عادل سماره:
تحليلات إرتدادية
حول استدعاء سفراء أمريكا ودول أوروبية من تركيا قبل الكارثة!
أين الصين!!!
■ أمريكا الجنوبية، بين الهيمنة الإمبريالية الأمريكية ومحاولات الإنعتاق، الطاهر المعز
■ مُعاناة زلزال سوريّة تفضح: زيف ديمقراطية الغرب وبؤس أنظمة العشائر العربيّة! رشاد أبوشاور
■ هل تطبع جريدة (المصري اليوم) .. مع الدراما الصهيونية .. مجانا؟ رفعت سيدأحمد
✺ ✺ ✺
عادل سماره:
- تحليلات إرتدادية
- حول استدعاء سفراء أمريكا ودول أوروبية من تركيا قبل الكارثة!
- أين الصين!!!
▪️▪️▪️
(1)
تحليلات إرتدادية
المؤكد: أن أمريكا/ وكل الغرب/والكيان ومعظم الأنظمة العربية: النفطيات والممالك ومثقفيهما وخاصة قطر هي بصدد تدمير سوريا
التساؤل: إن صح القول والتحليل وحتى المعطيات بأن هناك دور غربي علمي في كارثة سوريا وتركيا، وبأن من يملك هذه الآليات ثلاثاً: امريكا وأوربا وروسيا
ما العمل؟: نعم يصبح السؤال ما العمل؟ من اين نبدأ؟ أي من هو العدو اللصيق تحت جلدنا؟
قد يقول البعض: علينا أن نتطور مثلهم على الأقل لندافع عن أنفسنا. وهذا قول جميل، ولكن، لم يحصل رغم وجود البشر والمال. فمن السبب؟
إنه وجود عشرين نظام قطري عربي وجود ومصالح وثروات الحكام والطبقات عند الأعداء. هذا التحالف المعولم/أو ما يسمى الثورة المضادة نجح فيما يخص الأمة العربية في تشغيل نظام قُطر في حرب ضد قطر آخر حتى لو أوصله للإبادة! بدأ هذا 1991 واتسع جنونيا منذ 2011 أي اجتثاث جذوة القومية العربية. لأن تقويض العروبة هو إكسير حياة التجزئة وبقاء تافهون كحكام وتخليد الكيان الغاصب.
بدل أن يُلاحظ كثيرون منا كيف أن الأنظمة العربية أمطرت سوريا بالكلام بعد أن احرقتها ل 11 سنة بالنفط! انخرط كثيرون في تلاسُن بين مؤيدي نظام ضد آخر، هتاف هذا لنظام وذاك لآخر! اي تكريس للتجزئة عبر ضخ يأخذ المرء بعيدا عن الهدف الرئيس وهو تجاوز كافة هذه الأنظمة. بل البعض أخذ يدافع حتى عن تأخر الصين في المساعدات! المهم تكاثر “التغميس خارج الصحن”
قد يقول أحد الناس: أين أنت ذاهب؟ هذا مشروع طويل في أحسن الأحوال.
نعم طويل وشاق ولكن ليس غيره. بل وبدونه سنغرق في غياهب الزمان ونتحول إلى قطيع اشبه بالحيوانات الهائمة والتي لا ينقصها سوى سلك شائك يحيط بنا من المحيط إلى الخليج.
كل حدث جللٍ كهذا أو عابر كقتل خاشقجي أو خبيث كمركز نخاسة المثقفين في قطر يجب أن يأخذنا إلى تكوين جبهة ثقافية عروبية يتولد عنها تيار سياسي عروبي اشتراكي على الأقل. فالعدو الداخلي هو قاتل الأمة واليوم خاصة سوريا.
أنظر، من الذي نفَّذ أوامر امريكا بحصار العراق حتى سقط بسهولة، ومن الذي ينفذ حصار سوريا في حرب التجويع، ومن جنَّد الذين يقتلون أهل اليمن، ومن جند قتلة مئات الآلاف في سوريا والعراق، ومن الذي يقف من المغرب على حدود الجزائر بانتظار أوامر العدوان عليها وعلى الصحراء؟
إنهم أبناؤكم، إخوتكم، جيرانكم…الخ إنها الطبقات الشعبية التي تقتل مساهمة في مشروع أن تُقتَل!
التهديف الغلط يرتد ليقتلك.
لا خيار سوى خيار عروبي موحد.
(2)
حول استدعاء سفراء أمريكا ودول أوروبية من تركيا قبل الكارثة!
فكروا: استدعاء سفراء أمريكا و٩ دول أوروبية لسفرائها من تركيا قبل الكارثة بثلاثة ايام بحجة احتمال حصول ارهاب وتطابق هذا مع تحذير الخبير الهولندي يطرح عدة أسئلة. هل صحيح وجود تطور علمي بل وحشي يمكنه تحفيز الزلزال. نعم ممكن. ثم هل يمكن لسلطة ان تفعل ذلك. نعم ممكن فالذي ضرب النووي ضد اليابان ١٩٤٥ بدون ضرورة يمكن أن يفعل ما هو أفظع. والذي يقوم بحرب تجويع بحجة الدمقراطية ويمنع الدول التافهة من مساعدة سوريا هو مرشح لأية جريمة.
هذا الغرب ينكشف أكثر مما يجب. على العالم التكتل لخلع انيابه. ويبقى فهم الأمر إلى حين كشف بعضهم عنه كما حصل مع زعم نووي العراق. راس المال الغربي وخاصة الأمريكي وحش جريح يمكن أن يفعل كل أمر حتى النووي كي لا يخسر ايغاله في حياة الأمم.
بقى ان نقول ان الذي خلق ودعم ارهاب قتل في سوريا مئات آلاف هل يقلق على من تحت انقاض كارثة طبيعية حتى لو لم يساهم بالسبب بها. وخاصة ان الهدف تقويض الدولة السورية
انظر: “مغادرة البعثات الدبلوماسية الإمريكية والأوروبية المفاجئة تركيا تثير الشك والريبة”
(3)
أين الصين!!!
أولاً: سألني مراسل القناة الصينية شنخوا :
ما رأيك في إصرار الولايات المتحدة على إبقاء العقوبات ضد سوريا خلال الكارثة التي حصلت فيها.
طبعاً لاحظت أن القناة الصينية طلبت منه إخذ إجابة على سؤالها نكاية في العدو الأمريكي، اي استغلال الحدث لتعرية خصمها الأمريكي وحسب!!!
أجبته كما أكتب دائماً، أن هذه حرب وليست عقوبات، وأن امريكا هي العدو وأننا لا نفرق بين ضحية عربي سوري أو تركي أو حتى من الإرهابيين طالما الكارثة طبيعية.
ولكن: قلت له اين الصين فيما يخص المساعدات! فقد لاحظت ما قاله وزير الإدارة المحلية حيث ذكر الدول التي قدمت المساعدات ولم يرد ذكر الصين؟
بصراحة: هذه بداية سيئة جدا من السلطات الصينية مهما كانت المبررات. مع أن البراجماتية ، والدبلوماسية يجب أن تشجعها على تقديم مساعدات أكثر واسرع من اية دولة وأن لا تتقيد بالحرب الوحشية الاقتصادية ضد سوريا.
✺ ✺ ✺
أمريكا الجنوبية، بين الهيمنة الإمبريالية الأمريكية ومحاولات الإنعتاق
الطاهر المعز
السياق العام
تعرضت بلدان أمريكا الجنوبية إلى عدة محاولات انقلابية، في الأرجنتين وبيرو والبرازيل. أما كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا فتتعرض لتهديد أمريكي دائم، منذ عُقُود.
في الأرجنتين، لا تزال نائبة الرئيس الحالية والرئيسة السابقة للأرجنتين، كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، هدفًا لليمين المدعوم أمريكيا، وصَدر في حقّها حُكْمٌ، في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2022، بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة الفساد، مع مَنْعِها من الترشح لأي منصب، وبذلك تم استبعادها من الانتخابات الرئاسية التي من المقرر أن تجري في تشرين الأول/أكتوبر 2023 والتي كان من الممكن أن تفوز بها، بدعم من قُوى اليسار، وهذه ثالث محاولة لإبعادها عن الحياة السياسية.
في بيرو سُجن الرئيس اليساري بيدرو كاستيلو، يوم السابع من كانون الأول/ديسمبر 2022، بعد انقلاب برلماني مدعوم من الجيش ومن سفيرة الولايات المتحدة “ليزا كينا”، العميلة السابقة بوكالة المخابرات المركزية، في حين لا تزال النقابات العمالية والقوى اليسارية والفقراء والسكان الأصليون يقاومون ويعارضون هذا الانقلاب، رغم من استخدام العنف العسكري والذخيرة الحية ضد المُحتجّين، ولم تمنع حالة الطوارئ وعنف الجيش الإضرابات والتظاهرات الحاشدة، بحسب صحيفة “الغارديان” في 19 كانون الثاني/ يناير 2023.
في البرازيل، حاول اليمين المُساند للرئيس المهزوم جاير بولسونارو، بدعم من وكالة المخابرات المركزية والمبشرين الأمريكيين (المسيحيون الصهاينة اليمينيون المتطرفون)، تنفيذ انقلاب في 8 كانون الثاني/يناير 2023، من خلال غزو القصر الرئاسي وبناية المحكمة العليا والكونغرس. لكن، وخلافًا لما حصل في بيرو والأرجنتين، فشلت محاولة الانقلاب اليمينية هذه، وطلب بولسونارو تمديد إقامته بالولايات المتحدة، بعد فَشَلِ أنصارِهِ.
كما تحاول الولايات المتحدة منذ عقود تغيير أنظمة نيكاراغوا وكوبا وفنزويلا، ولا تزال شعوب هذه البلدان الثلاث تواجه صعوبات اقتصادية خطيرة بسبب الحصار الأمريكي والتدخلات المباشرة في شؤونها.
هذه لمحة موجزة عن الوضع في أمريكا الجنوبية، بنهاية سنة 2022 وبداية سنة 2023
عودة المشاريع المُشتركة
أطلق المكسيك مبادرة لاستبدال منظمة الدول الأمريكية بهيئة إقليمية جديدة، لأن منظمة الدول الأمريكية دعمت الانقلابات الرجعية والموالية للولايات المتحدة في فنزويلا وبوليفيا وبيرو وغيرها.
بعد عودة “إينياسيو لولا دا سيلفا” لرئاسة البرازيل، عاد الحديث عن إعادة بناء “أوناسور”، واقترح الرئيس ” لولا ” عملة مشتركة بين الأرجنتين والبرازيل والدول الأخرى التي ترغب في الانضمام إلى هذه المبادرة، وعادت قضايا التكامل الإقليمي إلى جدول الأعمال، كما أصدرت حكومات المكسيك وبوليفيا والأرجنتين وكولومبيا بيانًا مشتركًا يعتبر “بيدرو كاستيلو” رئيسًا شرعيًّا لجمهورية بيرو، غير أن حكومة تشيلي، المحسوبة على كتلة التقدّميين، تعترف بحكومة الإنقلابيين بقيادة “دينا بولوارت”، ولا تلتزم بهذا البيان المشترك، كما أعطت تشيلي الأولوية للتكامل الإقليمي من خلال تحالف المحيط الهادئ، ذي الصبغة التجارية والإقتصادية، ولم تُشارك في المبادرات ذات الصّبغة السياسية التي قد تثير غضب الإمبريالية الأمريكية، وبخصوص فنزويلا، رَعت الدول التقدمية (باستثناء تشيلي) الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المعارضة والحكومة الشرعية، لتنظيم الانتخابات المقبلة سنة 2024، ما يُوفِّرُ فرصة ثمينة لحكومة فنزويلا ولكافة بلدان المنطقة، لوضع حد لزعزعة الاستقرار في أمريكا الوسطى، وما قد يؤدّي لرفع التجميد عن أصول الدولة الفنزويلية في القطاع المصرفي الدولي، خاصة بعد المحادثات بين القادة الأمريكيين والأوروبيين مع الرئيس “نيكولاس مادورو” بشأن أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، وربما يتم رفع الحظر عن القطاع النفطي الفنزويلي قريبًا.
اتفقت حكومات شيلي والأرجنتين وبوليفيا، في تشرين الأول/اكتوبر 2022، على العمل معًا لبناء كارتل الليثيوم لتنظيم الأسعار والإنتاج، ووضع خطط لتطوير البحوث العلمية والصناعات والتكنولوجيا… ويمكن السعي إلى تحالف مماثل بين شيلي وبيرو لتنظيم استغلال وإنتاج وتسويق النحاس، من أجل بناء مسار تكامل إقليمي استراتيجي مستدام.
في الأرجنتين، أعلن وزير الإقتصاد “سيرجيو ماسا”، يوم 27 كانون الثاني/يناير 2023: “سنبدأ تصدير الغاز إلى تشيلي في الأيام القليلة المقبلة وقد يتم تصديره إلى البرازيل بدءا من أيلول /سبتمبر2023، ليتحول بذلك ميزان الأرجنتين التجاري الخاص بالطاقة من عجز تجاوز خمسة مليارات دولار سنة 2020، إلى فائض يبلغ نحو 12 مليار دولار سنة 2025″، ما سوف يُمَكّن الأرجنتين من تسديد ديونها الضّخمة، حتى سنة 2027، حتى دون استثمارات إضافية، بحسب الوزير.
أصبحت الأرجنتين دولة مُصدّرَة للغاز والليثيوم ومعادن أخرى، ما يمنحها فرصة نمو استثنائية، وما يُمكّنها من تسديد الدّيون التي اقترضها الرئيس اليميني السابق ماوريسيو ماكري (57 مليار دولارا، سنة 2018) من صندوق النقد الدّولي، بعد أن تخلّفت الدّولة عن سداد الدّيون، سنة 2020، فيما ارتفعت نسبة التضخم إلى 100% وارتفع سعر الدّولار في السوق الموازية، ولا تزال الدّولة مدينة بأربعة وأربعين مليار دولارا لصندوق النقد الدّولي.
تم اكتشاف الغاز الصّخري في منطقة “فاكا موريتا” بمقاطعة “فاثاغونيا”، ولم تكن الأموال متوفرة لبدء استغلال هذا الحقل الذي يتوقع أن يكون ثاني أكبر موقع للغاز الصخري في العالم، وتمكنت الدّولة من توفير الإستثمارات، وإتاحة المجال لتُحقّقَ البلاد الإكتفاء الذّاتي من الغاز، من خلال خط أنابيب غاز يُعزز الإستهلاك المحلي بنحو 25%، بداية من شهر حزيران/يونيو 2023، والبدء في التصدير، قبل نهاية العام 2023، عبر خط أنابيب آخر قُدِّرت تكاليف بنائه بنحو 1,8 مليار دولار، يتم تمويلها من قِبَل مصرف التنمية البرازيلي وشُركاء إقليميين آخرين.
أكّدَ رئيس البرازيل، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال زيارة إلى بوينس آيرس، أنه سيهيئ الظروف لتمويل خط الأنابيب،
ويسجل التعدين ( في الأرجنتين) أداء قويا مع وجود 95 مشروعا لليثيوم والنحاس ومعادن أخرى قيد التنفيذ، بعد انتقال هذه المشاريع من طور التنقيب إلى مرحلة التطوير، لكن يشير اقتصاديون أرجنتينيون إلى حاجة الحكومة إلى إعادة تمويل 85 مليار دولار من الدين قصير المدى المقوم بالعملة المحلية (بيزو) سنة 2023، في حين تُطالب النقابات برفع الأجور لتدارك ارتفاع الأسعار والتضخم الذي بلغت نسبته 100% بنهاية سنة 2022، بينما ألحق الجفاف أضرارًا كبيرة بمحاصيل القمح وفول الصُّويا، ما قد يُخفض عوائد التصدير.
أصدرت حكومة الأرجنتين عفْوًا عن المُتهربين من الضّرائب والأثرياء الذي حوّلوا ثرواتهم (أو جزءًا منها) إلى الملاذات الضريبية، أملاً في “استعادة البلاد بعضا من ثروتها”، وفق وزير الإقتصاد الذي قَدّر الأموال العائدة بنحو 117 مليار دولارا، بينما لا يزال الأثرياء يحتفظون بما قيمته 300 مليار دولار في الولايات المتحدة، أي ما يعادل نصف الناتج المحلي الإجمالي للدولة المُثْقَلَة بالدّيون، مع الإشارة أن وزير الإقتصاد “سيرجيو ماسا” يطمح أن يُصبح رئيسًا للجمهورية، بعد استبعاد “كريستينا فرنانديز دي كيرشنر”، إثْرَ حُكْم قضائي جائر.
عودة البرازيل
في البرازيل، أقال الرئيس لويس إيناسيو لولا داس يلفا” بعض قادة الجيش وأجهزة المخابرات، إثر اقتحام أنصار الرئيس اليميني المتطرف السابق “جايير بولسونارو” بعض المباني التي تُمثّل سيادة الدّولة، بتواطؤ بعض الأوساط العسكرية والبوليسية… أما في مجال السياسة الخارجية فكانت الأرجنتين – ثالث أكبر مُستورد للسلع البرازيلية بقيمة 15 مليار دولارا، سنة 2021- أول بلد يزوره “لولا”، ليلتقي بحليفه الرئيس “ألبرتو فرنانديز”، والتباحث في مجالات التجارة والعلوم والتكنولوجيا والدفاع، قبل مشاركتهما في قمة لتجمع دول أميركا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي، وإعادة روابط البرازيل (أكبر دولة وأكبر اقتصاد بأمريكا الجنوبية) مع محيطها بجنوب القارة الأمريكية، بعد إهمال الرئيس السابق بولسونارو لبلدان الجوار وتآمره على فنزويلا والأنظمة التقدمية، والتباحث مع الرئيس الكوبي “ميغيل دياز كانيل” والرئيس الفنزويلي “نيكولاس مادورو”، الذي أعاد الرئيس البرازيلي التواصل معه، بعدما اعترف “بولسونارو” بالبيدق الأمريكي “خوان غوايدو” رئيسًا مُؤقّتًا لفنزويلا، كما يتوقع أن يلتقي “لولا” برئيس الأورغواي اليميني “لويس لاكال بو”، بمناسبة مُشاركة هؤلاء في القمة السابعة لمجموعة دول أميركا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك التي تضم 33 دولة) بالعاصمة الأرجنتينية “بيونس آيرس” وكان الرئيس البرازيلي “لولا” أحد مؤسسي هذه المنظمة التي عَلَّقَ “بولسونارو” مشاركة البرازيل بها، بسبب معاداته لكافة الأنظمة التقدمية، ومقاطعته لكل من فنزويلا وكوبا ونيكاراغو وبوليفيا وتشيلي وكولومبيا والأرجنتين، وكل حكومة محسوبة على اليسار.
من أهم المشاريع التي ناقشها رؤساء أهم اقتصادَيْن بأمريكا الجنوبية، إطلاق عملة مشتركة ( وليست عملة مُوحّدة) بين البرازيل والأرجنتين، لتكون ثاني أكبر عملة بعد العملة الأوروبية الموحدة اليورو، وهو مشروع قديم، أوقف “بولسونارو” المفاوضات بشأنه، سنة 2019، رغم ما يتيحه المشروع من فُرص تعزيز التجارة بين البلدين ( 26,4 مليار دولارا خلال إحدى عشر شهرا من سنة 2022) دون اللجوء إلى الدّولار الأمريكي، من دون إلغاء الريال البرازيلي أو البيزو الأرجنتيني، والعملات الأخرى للدول التي قد تلتحق بالمبادرة ، كخطوة أولى نحو عملة موحدة، بعد سنوات…
تكمن أهمية تعزيز التعاون بين البرازيل والأرجنتين في قوة اقتصادهما التي تُعتبر أكبر قوة في تجمع “ميركسور” التجاري، وقد يؤدّي التبادل التجاري بالعملة المشتركة إلى خفض الضغط على احتياطي العملات الأجنبية، والمساهمة في تقويض هيمنة الدّولار الأمريكي على المعاملات التجارية والمالية الدّولية، إذ من المتوقّع أن تلتحق بالبرازيل والأرجنتين، دول أخرى، ولو بعد سنوات، لحل أزمة نقص العملات الأجنبية التي تعرقل التجارة، مع تجنّب التقلب في سعر العملات، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” (20/01/2023)
أمريكا الجنوبية والصين
تميزت دورة القمة السابعة لمجموعة دول أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي التي استضافتها بوينس آيرس، عاصمة الأرجنتين، بعودة البرازيل، بعد سنتَيْن من الغياب، وتميزت كذلك باهتمام الصين التي أشار رئيسها إلى أهمية التعاون مع أمريكا الجنوبية في إطار المشروع الصيني ” الحزام والطريق “، ومبادرات التنمية العالمية، ومبادرات الأمن العالمي، وتسعى الصين إلى ضم دول أمريكا الجنوبية لبرامجها “للتعاون بين بلدان الجنوب”، بهدف توسيع دائرة نفوذها من خلال الاستثمار في البنية التحتية ومشاريع التنمية الاقتصادية، وهو ما بدأت الصين تنفيذه منذ سنوات في نيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان وفنزويلا وبوليفيا وإكوادور وأورغواي، وشملت التجارة الصينية كافة الميادين (عدا الأمن) التي أهملتها الولايات المتحدة، وتتخوف الأرجنتين والبرازيل، وكذلك المكسيك (المرتبطة باتفاقيات مع الولايات المتحدة وكندا) من توسّع نفوذ الصين بأمريكا الجنوبية بنفس الطريقة التي توسّع بها في إفريقيا، ما قد يُعرقل التجارة المشتركة لبلدان أمريكا الجنوبية، ضمن “ميركوسور”…
تُعاني شُعوب أمريكا الجنوبية من موقعها جنوب الولايات المتحدة التي تعتبر جنوب القارة الأمريكية مَرْتَعًا لشركاتها ومخابراتها وجيشها، لكن صُمُود شعوب القارة وصمود بلد صغير مثل جزيرة كوبا، منذ ستة عُقُود، يُعتَبَرُ نموذجًا للكفاح ومُقاومة أكبر وأشرس قُوّة امبريالية…
✺ ✺ ✺
معاناة زلزال سوريّة تفضح:
زيف ديمقراطية الغرب
وبؤس أنظمة العشائر العربيّة!
رشاد أبوشاور
هل هناك من راهن على أن يُحرج الغرب بقيادة أميركا وأوربة التابعة من مشاهد الدمار الذي أحدثه الزلزال في مناطق شاسعة في شمال سورية، في حلب واللاذقية وحماة وإدلب، فتحركه (مشاعر) إنسانية يغطي بها جرائمه، فيبادر لتقديم العون لسورية المحاصرة والتي تعاني من حرب شرسة وحشية منذ 11عاما توجت بقانون قيصر الذي شدد عملية الخنق الوحشي على الشعب العربي السوري؟!
بادرت أمريكا ومعها أوربة فورا بتقديم التعازي لتركيا، وبتوجه طائرات تحمل كل انواع الدعم والمساعدة لتركيا، رغم حقدها على أردوغان ومشاكساته، وعدم انضباطه وتنفيذه للأوامر في العلاقة مع روسيا، ولأخذه موقف لا يرضيها في الحرب الروسية –الأوكرانية الغربية الأمريكية…
ولكن الغرب وقائدته أمريكا لم يقدموا التعازي لسورية، ولا وجهوا المساعدات فورا لمن أوقعهم حظهم السئ تحت الدمار، ولتخفيف مصاب الجرحى، وألوف المشردين الذين تركوا بيوتهم ولاذوا بالشوارع، والحدائق العامة، والمساجد والكنائس والمدارس دون غطاء أو غذاء أو دواء…
العقوبات الأمريكية هلى سورية لم تخفف، وشعب سورية لم يُنجد، ومصيبته الفادحة لم تحرّك مشاعر حكّام أميركا وفي مقدمتهم بايدن الرئيس الديمقراطي,,ولا عجب!
أمّا قادة الدول الأوربية الديمقراطيون فهم يمشون كالقطيع تأمرهم أمريكا فيطيعون وينفذون، وهم في الجوهر أعداء لسورية التي لبعضهم معها معارك وحروب، وبخاصة فرنسا التي طردها شعب سورية العريق وانتزع استقلاله بالدم منها.
ما جرى وما يزال يجري أمام العالم يفضح جوهر وحشية أميركا ولؤمها ويفضح الشّر المتأصّل في سياستها وممارساتها الوحشية ضد الشعوب التي ترفض أن تكون تابعة ومستخذية وممتهنة الكرامة والحقوق.
ما جرى ويجري أمام العالم علنا يفضح أن رؤساء العشائر(العربيّة) التي يسمونها دولاً، الذين ينفقون الملايين على شراء أندية كرة القدم، واستئجار لاعبي كرة قدم مُستهلكين وفي آخر أعمارهم وبمئات الملايين من الدولارات، وعلى شراء أندية كرة قدم في أوربة بالمليارات..ليسوا معنيين بالمصيبة التي ألمّت بسورية العروبة، لأنهم منبتون عن الانتساب للعروبة، ولأنهم يطيعون أوامر أمريكا سيدتهم، ولأنهم مُطبعون مع الكيان الصهيوني، ويتأمرون على قضية فلسطين ومقاومتها، ويدمرون اليمن العربي الأصيل ، ويحاولون الهيمنة على جُزره وموانئه ليضعوها في خدمة الكيان الصهيوني حليفهم وراعي مشيخاتهم ودول عشائرهم!
لكن لسورية أصدقاء في هذا العالم، تتقدمهم إيران، وروسيا، والصين، والجزائر، وهؤلاء يجمعهم رفضهم للهيمنة الأمريكية الصهيونية، وتجمعهم مواقف ورؤية ومشاعر إنسانية نبيلة أصيلة، وأخوّة إنسانية حقيقية، ترى أن البشر جميعا أخوة، وأنه ليس من حقق دولة أن تستبد بالبشر، وتفرض هيمنتها على البشرية، وأن السيادة هي للبشر جميعا، للشعوب جميعا في هذا العالم…
ما حدث ويحدث خلال هذه الأيام يزيد من وعينا جميعا كبشر، وتحديدا كجماهير عربيّة منتمية، ويفضح ويعرّي الوجه الزائف لكل أعدء البشرية بقياة أميركا…
ما حدث ويحدث يقدّم وجه الأخوّة الإنسانية الحقيقية الذي تجلّى في الوقوف مع سورية من جديد، والذي تمثله إيران، روسيا، الصين، الجزائر..وكل الأحرار الذين يُعبرون عن مشاعرهم مع سورية، وهو أقل ما يملكون…
سورية ستصمد وتنهض من تحت الدمار كما صمدت في وجه الحرب الأمريكية الصهيونية الممولة من دول العشار النفطية التي لا هوية لها ولا انتماء لها…
✺ ✺ ✺
هل تطبع جريدة (المصري اليوم) ..مع الدراما الصهيونية .. مجانا؟
رفعت سيدأحمد
( مصر)
أولا: فؤجئت اليوم (٧/٢/٢٠٢٣) بجريدة المصري اليوم وعلى موقعها، وعلى صفحة كاملة بعرض مع إشادة ( وقليل من النقد الخافت والخجول!)لمسلسل صهيوني يعرض علي(نتفلسكس) اسمه فوضي)..يتناول بالصورة المضللة والاكاذيب التي اعتدنا عليها من الصهاينة وهي تشويه المقاومة الفلسطينية واللبنانية وإعتبارهما جماعات إرهابية وأن فرق( المستعربين الصهاينة) الذين يعذبون ويقتلون الفلسطينين ..( ابطالا).. هذا المسلسل الذي يعرض منذ سنوات .. يجد اليوم من صحف للاسف تنطق بالعربية مثل ( المصري اليوم) إشادة به وبأنه قمة في الحرفية والحبكة وفن الدراما وأن ١٩٠ دولة بما فيها دول عربية تشاهده في موسمه الرابع، ( إنظر تغطية المصري اليوم) دون محاولة جادة من الصحيفة ومسئوليها لوضع مثل هذة المسلسلات في إطارها الحقيقي وهو إطار ( التطبيع والغزو الاعلامي وتشويه النضال والحق الفلسطيني)..للاسف المصري اليو م تعاملت مع المسلسل بإنبهار ومحبة وكأنه مسلسل عربي وهذا في عرفنا وعرف كل مقاوم للعدو الصهيوني يعد (( تطبيعا) وترويجا لثقافة ( القتلة) دون إبراز حقيقتهم الاجرامية حين يتم تناول هكذا أعمال
ثانيا: لم تلتفت هذة الصحيفة لما نشرته هي قبل عامين عن هذا المسلسل وتناقضت تماما معه فلقد نشرت موقف ( الصليب الاحمر الدولي ) الرافض له وقالت نصا :…((الإثنين 28-12-2020 21:26 | كتب: سوزان عاطف
انتقدت هيئة الصليب الأحمر الدولي، في سلسلة تغريدات عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي تويتر، مسلسل “فوضى” الإسرائيلي، الذي يتحدث في جزئه الرابع عن عمليات لقوة إسرائيلية خاصة في قطاع غزة.
ووجه الصليب الأحمر انتقاده بشكل أساسي، لاستخدام قوة إسرائيلية في المسلسل، سيارة طبية بهدف الدخول لغزة لمساعدة قوة أخرى كشف أمرها داخل القطاع، إلى جانب ملاحقة مطلوبين.
واعتبر الصليب، أن مثل هذا العمل يخالف القانون الإنساني، إلى جانب تعذيب شخص للإدلاء باعترافات، كما وجه انتقادات كما يظهر في الفيديو استخدام مجمع طبي لأغراض عسكرية.))
ثالثا:. عندما سألنا عن إسم الصحفية التي قامت بهذا العرض والاشادة بالمسلسل الصهيوني قالوا لنا أنها زوجة أحد مسئولي الجريدة وأنها تعمل في ( التنمية البشرية في شركة إمارتية- مصرية )..لها سوابق في التطبيع !!!/فهل يعلم المسئولين في الجريدة ذلك ؟ وما هو موقف نقابة الصحفيين من هكذا تطبيع ..وهي النقابة التي إتخذت منذ ١٩٨٠ قرارات قاطعة ورافضة للتطبيع والمطبعين وفرضت عقابهم ؟ أين هو مجلس النقابه ؟ إننا اذ ندين هذة التغطية والاشادة الخطأ بفن وثقافة القتلة الصهاينة .. نطالب في الوقت نفسها بموقف وإعتذار عاجل من مسئولي الجريدة وبموقف واضح وقاطع من مجلس نقابتنا المحترمة: نقابة الصحفيين المصريين ..يرفض التطبيع ويجدد ثقافة مقاومته : صحفيا وإعلاميا / عاشت فلسطين عربية حرة والعار للمطبعين الناشرين لثقافة القتلة الصهاينة والمتضائلين أمامها الي حد الانسحاق.
:::::
صفحة الكاتب على الفيس بوك
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org