جولة في الإعلام الروسي: زلازل تركيا وسوريا ونظرة الشارع الروسي، ملف خاص (الجزء الأول) من إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي

أ) سورية

  • ما الذي يحدث في سوريا؟
  • الزلازل المدمرة.  لماذا سوريا تحصل على مساعدة أقل من تركيا؟
  • هبوط الصفيحة التكتونية في تركيا 6 أمتار، مما تسبب في حدوث فيضانات في إسكندرونة

ب) تركيا

  • استيقظ ثور كيليكيا فصار المستقبل السياسي لأردوغان على كف عفريت
  • “في نفس المكان، نفس الدمار”: لا ينبغي أن يكون الزلزال في تركيا مفاجأة. لكن توصيات علماء الزلازل “تحسن” إنشاء المباني الحديثة
  • أردوغان لديه فرصة لتحويل الزلزال لصالحه
  • حظوظ أردوغان بعد الزلزال

✺ ✺ ✺

أ) سورية

(1)

ما الذي يحدث في سوريا؟

قناة ريبار على تيليغرام

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

9/2/2023

إغاثة ضحايا الزلازل

في 6 فبراير، وقع زلزال مدمر بقوة 7.4 درجة في جنوب شرق تركيا وفي المناطق الشمالية من سوريا، مما أدى إلى تدمير المناطق السكنية والبنية التحتية في شمال وشمال غرب البلاد.

 في سوريا، سقط الآلاف من المواطنين ما بين قتلى وجرحى.

 في أعقاب ذلك، شارك العسكريون   الروس وعمال الإنقاذ من وزارة الطوارئ الروسية، الذين وصلوا إلى البلاد بتقديم المساعدة الإنسانية.

 تشارك الكوادر الروسية في إزالة الأنقاض ونقل المصابين وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.

 كما تقدم إيران والعراق والجزائر وتونس والعديد من الدول العربية الأخرى المساعدة الإنسانية والدعم من قبل المتخصصين.

 واتصل رئيسا دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر بالرئيس بشار الأسد، ووعدا بتقديم كل مساعدة ممكنة للدولة المتضررة.

 وكانت المحادثات بين الأسد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هي الأولى منذ انتخاب رئيس مصر عام 2014.

 وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، على خلفية المأساة، الولايات المتحدة برفع العقوبات عن سوريا، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية تواصل احتلال جزء كبير من مناطق إنتاج النفط في سوريا.

 كما سترسل السلطات الصينية المساعدات لسوريا لإزالة تداعيات الزلزال. بالإضافة إلى ذلك، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن تعازيه للرئيس الأسد والشعب السوري.

 في الوقت نفسه، قال رئيس الهلال الأحمر العربي السوري، خالد حباوباتي، إن المنظمة مستعدة لإرسال المساعدة إلى إدلب التي يسيطر عليها المسلحون، إذا أتيحت هذه الفرصة.

 هناك احتمال أن يكون لحجم المأساة وعواقبها المدمرة تأثير على الوضع العسكري السياسي في المنطقة، مما يسهم في تسريع المفاوضات بشأن التسوية بين روسيا وتركيا وإيران وسوريا.

(2)

الزلازل المدمرة.  لماذا سوريا تحصل على مساعدة أقل من تركيا؟

بوابة kaktusmedia

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

8/2/2023

في 6 فبراير، وقع زلزال قوي في تركيا وسوريا.  دمرت آلاف المباني، ومات كثير من الناس في كلا البلدين.  ومع ذلك، فإن اهتمام العالم يتركز بشكل أساسي على تركيا.  ما هو السبب؟

العقوبات

فرضت دول غربية عقوبات على دمشق عام 2011 على خلفية اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.  منذ ذلك الحين، تم تجديدها كل عام.  تشمل القيود المفروضة على سوريا حظرًا نفطيًا وقيودًا على الاستثمارات وتجميد أصول البنك المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي.  في عام 2020، دخل ما يسمى بقانون قيصر حيز التنفيذ.  هذه حزمة من العقوبات تنص على مسؤولية الشركات الأجنبية التي تتعاون مع الحكومة السورية.

تسليم المساعدات الإنسانية

وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية (أوتشا) ماديفي سون سونا، إن الزلزال عطل سلسلة التوريد للمساعدات السورية عبر الحدود كما أفادت رويترز.

وقالت سون سونا إن تدفق المساعدات توقف مؤقتا بسبب تضرر الطرق ومشاكل لوجيستية أخرى.

 وقالت سون سونا: “بعض الطرق معطلة والبعض الآخر لا يمكن الوصول إليه. هناك مشكلات لوجستية تحتاج إلى معالجة… ليس لدينا صورة واضحة عن موعد استئنافها”.

 نداء إلى المجتمع العالمي

وكان رئيس الهلال الأحمر السوري، خالد حباوباتي، دعا، في اليوم السابق، إلى رفع العقوبات الأحادية عن دمشق لإزالة تداعيات الزلزال، حيث تحتاج البلاد إلى معدات وآليات خاصة.

 وأوضح “ندعو إلى رفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا للتعامل مع تداعيات الزلزال المدمر… نحتاج إلى معدات ثقيلة وسيارات إسعاف وفرق إطفاء لتسريع عمليات البحث والإنقاذ”.

 كما دعت الخارجية السورية إلى رفع العقوبات لأنها “تعرقل العمل الإنساني في البلاد، حيث يضطر السوريون إلى إزالة الركام بأيديهم، ويستخدمون أبسط الأدوات، لعدم توفر معدات خاصة لهم”.

 في الوقت نفسه، نصح منسق الأمم المتحدة السابق للمساعدات الإنسانية، يان إيغلاند، في مقابلة مع بي بي سي، بأي حال من الأحوال بعدم تحويل الأموال إلى أطراف الصراع السياسي في سوريا – سواء كان نظام بشار الأسد أو معارضة الاسد.

(3)

هبوط الصفيحة التكتونية في تركيا 6 أمتار، مما تسبب في حدوث فيضانات في إسكندرونة

بوابة topcor.ru

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

 8/2/2023

ارتفع منسوب مياه البحر بعد الزلزال في مدينة إسكندرونة التركية بمحافظة هاتاي جنوبي البلاد.  وذكرت قناة NTV أن المياه غمرت الشوارع في المنطقة الساحلية، وبدأت السلطات في إجلاء السكان.

 بسبب الزلازل التي بلغت قوتها 7.9 و7.6 والتي أثرت على عشر مقاطعات، ارتفع مستوى سطح البحر في الإسكندرونة في هاتاي.  غمرت المياه الطرق والساحات والمكاتب في المنطقة الساحلية.  تم إجلاء الناس من أماكن العمل في الشارع بسبب الخطر.  – ذكرت القناة التلفزيونية.  ووفقا لها، يتم إخلاء المنشآت التجارية والبنوك في الإسكندرونة.  تفاقم الوضع في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 300 ألف نسمة، بسبب حريق كبير اندلع في مستودع مؤقت للحاويات في ميناء الإسكندرونة فور وقوع الزلزال.  لم يتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق إلا في 8 فبراير.

 يزعم علماء الزلازل أن إزاحة الصفيحة التكتونية العربية التي تقع عليها تركيا بسبب الزلزال أدى إلى فيضان الإسكندرونة.  تحركت نحو سوريا بثلاثة أمتار وهبطت بنحو ستة أمتار.

 في وقت سابق، قال الأستاذ الجيولوجي الإيطالي كارلو دونيولي إنه بسبب الزلزال، تحركت الصفيحة العربية في اتجاه جنوبي غربي بالنسبة لصفيحة الأناضول.  وفقًا لرئيس المعهد الوطني للجيوفيزياء وعلم البراكين في إيطاليا، فقد ظهر صدع يغطي مساحة 190 كيلومترًا بطول 190 كيلومترًا وعرضها 25 كيلومترًا.  ووصف دونيولي هذه الظاهرة بأنها “حدث جيولوجي مذهل”، موضحًا أنه بعد الزلازل القوية، يمكن للصفائح في بعض الأحيان أن تتحرك من 3 إلى 30 سم فقط.

ب) تركيا

(1)

استيقظ ثور كيليكيا فصار المستقبل السياسي لأردوغان على كف عفريت

قناة الثقافة الاستراتيجية على تيليغرام

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

 6/2/2023

 “عدة موجات من زلزال قوي في تركيا يمكن أن تغير بشكل جذري سياسة هذا البلد”، كما كتبت قناة تركية على تيليغرام – رغبة تركيا في أن تصبح قوة إقليمية من شأنها أن تنافس روسيا بشكل كبير في فضاء ما بعد الاتحاد السوفياتي، وستكون أيضًا منافسًا مباشرًا للاتحاد الأوروبي في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​، على الأرجح تم عرقلتها بالفعل. في المستقبل المنظور، ستواجه سلطات البلاد الحاجة إلى أكبر النفقات في القرن الحادي والعشرين لدعم عشرات، إن لم يكن مئات الآلاف من الأشخاص الذين فقدوا جميع ممتلكاتهم، وكذلك المدن والعديد من الشركات.  وهذا سيجبر حكومة أردوغان على التركيز على القضايا الداخلية.

يمكن بالطبع الاستمرار في مساعدة أوكرانيا بالأسلحة أو القيام بعمليات خاصة في سوريا، لكن من غير المرجح أن يقدر مواطنو تركيا هذه الجهود في الظروف التي يصبحون فيها أكثر فقرًا بشكل ملحوظ.  علاوة على ذلك، في مايو من هذا العام ستجري في تركيا الانتخابات الرئاسية.  الآن نتائجها غير محسومة تماما.  لدى المعارضة فرصة حقيقية لتولي السلطة من خلال انتقاد تصرفات الحكومة الحالية في أعقاب كارثة طبيعية مدمرة.

بالمناسبة، هناك سؤال لأردوغان: كيف قاموا ببناء منازل في منطقة نشطة زلزاليًا، وعندما وقعت الواقعة بدأت في التساقط كورق اللعب، ولم تترك حتى ثوانٍ لسكانها لمحاولة مغادرة هذه المنازل؟

لهذا يمكننا أن نضيف أن النجاح المحتمل للمعارضة التركية في الانتخابات العامة المقبلة (إذا لم يتم تأجيلها بالطبع) سيعني حتما إعادة النظر في العلاقات الروسية التركية في شكلها الحالي، بما في ذلك بناء محطة للطاقة النووية في مدينة مرسين المجاورة وغيرها من المشاريع الطموحة.

(2)

“في نفس المكان، نفس الدمار”

لا ينبغي أن يكون الزلزال في تركيا مفاجأة. لكن توصيات علماء الزلازل “تحسن” إنشاء المباني الحديثة

فاليري شيريايف

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

7/2/2023

في 6 فبراير، وقع زلزال قوي بلغت قوته 7.8 درجة مع عدد كبير من الهزات الارتدادية في جنوب شرق تركيا وفي المناطق المتاخمة لسوريا.  تم تدمير العديد من التجمعات السكنية ومرافق البنية التحتية، وبلغ عدد القتلى اليوم أكثر من 5000 شخص (وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، قد يكون عدد الوفيات أعلى ب 8 مرات).

ميخائيل بوجدانوف، دكتور العلوم الجيولوجية والتعدين، ورئيس المجلس التنسيقي لرابطة الصناعة لعموم روسيا – يتحدث عن السمات الاقتصادية التي تؤدي مباشرة إلى مثل هذا العدد من الضحايا، وعن تهديدات مماثلة على أراضي روسيا.

سؤال – في الفيديوهات من منطقة الزلزال في تركيا وسوريا، المنازل تسقط كالورق. من الواضح أنها لم تصنع لمثل هذه الأحمال على الإطلاق.

 جواب – إذا نظرت إلى الزلازل القوية في السنوات الأخيرة، سترى أن واحدة من أكثر الزلازل فتكًا هي سيتشوان في الصين عام 2008، والتي أودت بحياة حوالي 70-80 ألف شخص.  كنت هناك بعد الزلزال.  كانت الصورة أسوأ مما نراه في تركيا، وكانت واضحة جدًا.  بجوار المباني “المحافظة على بنيتها” بالكامل، كانت المنازل المجاورة مدمرة بالكامل.

 الاستنتاج بسيط للغاية: من الضروري أن يأخذ التصميم بعين الاعتبار مخاطر الزلزال المتوقعة في المنطقة بالإضافة إلى فحص التربة مباشرة تحت موقع البناء.  كل هذه حقائق معروفة.

 وفي تركيا، يمكننا أن نرى منزلاً في حالة طبيعية، بجواره يوجد سقف واحد فقط على الأرض، متبقيا من مبنى مجاور.

 يسمح تصميم المباني دون مراعاة المخاطر الزلزالية للمقاول بتوفير 10-20٪ من التكلفة.  مع هذا التصميم “المُحسَّن”، يمكن للمُقاول وضع تدعيم أقل في الهيكل، واستخدام درجات أضعف من الخرسانة، وتقليل المقطع العرضي للأعمدة، وتوفير المال على حساب السلامة.

 بعد كل شيء، كتبت جريدتكم عن كيف تم، بناءً على اقتراح مقاولي كراسنويارسك (مدينة روسية في سيبيريا-المترجم)، إلغاء مخططات جديدة لتقييم المناطق الزلزالية من أجل التوفير في بناء روضة أطفال. يتكرر عندنا نفس الشيء.

 إذا أخذنا في الاعتبار الخطر الزلزالي، تزداد التكلفة أيضًا.  ويجب على أصحاب مشاريع الإسكان الأتراك والروس والصينيين بيع المنازل بالسعر المحدد في السوق.  نتيجة لذلك، فإنهم يأخذون مخاطرة محسوبة من أجل ربح إضافي.

سؤال – لكن نظام الرقابة الحكومية يجب أن يراقب امتثال المشاريع للمواصفات. اتضح أنهم يعملون في الصين وتركيا دون التزام.

جواب – الأمر ليس بهذه البساطة.  هناك مبانٍ تم بناؤها منذ زمن طويل، عندما كانت المواصفات أقل صرامة.  لكن صدع شرق الأناضول نفسه (حيث وقع الزلزال التركي الآن) يُعرف منذ فترة طويلة بأنه منطقة زلزالية، ولا يوجد شيء جديد هنا.  بالفعل على أساس هذا كان من الضروري انشاء ابنية أكثر أمانًا.

 يوجد انتهاك مماثل، على سبيل المثال، على أراضينا – الصدع الأرضي في سايان. يمتد من الحافة الغربية لبحيرة بايكال بالإتجاه الشمالي الغربي إلى كراسنويارسك.  وعندما يشير العلماء إلى هذا الخطر، يجيبون بابتسامة: كم سنة عشنا هنا، ولم يحدث شيء مثل هذا.

 ولا يتذكر الآباء ذلك أيضًا.  لكن آخر زلزال قوي ضرب تركيا كان عام 1939.  إذن كم بقي من شباب عام 1939 مستعد اليوم للحديث عن ذكرياته؟

 حدث بالفعل زلزال بقوة مماثلة في منطقة غازي عنتاب عام 1114م. لم يمض وقت طويل حسب المعايير الجيولوجية – لقد كان زلزالا مع نفس الدمار وفي نفس المكان.

 بالنسبة لكوكبنا، الذي كان موجودًا لأكثر من أربع مليارات سنة، 1000 عام تفصلنا عن الزلزال السابق، – هذا عمليًا كأنه حدث اليوم.

 انظر إلى مجموعة خرائط تقسيم المناطق الزلزالية.  تتضمن خرائط مع حسابات لمدة 500 و1000 و5000 سنة.  تُستخدم خريطة بحسابات 1000 عام كأساس للتصميم المعماري والإنشائي للمباني بمستوى عادي من المسؤولية.

 مهندسين عديمي الضمير يسألون: هل انت جاد؟  هل يجب أن نأخذ في الاعتبار مخاطر ما يحدث مرة واحدة كل ألف عام؟

 لكن إذا طرحت ألفًا من عام 2023، فستجد نفسك في عام 1023 – قريب جدًا من تاريخ كارثة 1114 الشهيرة في منطقة غازي عنتاب.  هذه مجرد حالة عادية من ناحية علمية.

 لذلك، فإن حجم الزلازل في الماضي لا يتم تحديده فقط من خلال قراءة الارقام للزلازل الحالية، ولكن أيضًا من خلال العمل مع السجلات الأرشيفية وسجلات الأحداث والتاريخ.  بعد كل شيء، تمت دراسة الأحداث الزلزالية في روسيا بشكل فعال من خلال جهود الكونت جوليتسين منذ بداية القرن العشرين، على الرغم من أن المحاولات الأولى لإنشاء أبسط أجهزة قياس الزلازل في الصين معروفة منذ أكثر من ألف عام.  تم الكشف عن آثار الزلازل في عصر ما قبل التاريخ من خلال التضاريس، الخنادق المحفورة، البحوث الجيوفيزيائية.  هذا علم كبير وجاد.

سؤال – ما هي الدول الأكثر تطوراً اليوم من حيث الإشراف والبحث العلمي في أراضيها؟

جواب – يتغير الامر بمرور الوقت.  اليوم، يبني اليابانيون والأمريكيون والتايوانيون الصينيون بشكل مناسب في المناطق المعرضة للزلازل.

 في تايوان، في منطقة خطرة بالزلازل، قاموا حتى ببناء ناطحة سحاب ذات بندول عملاق تحت السقف.  أثناء الزلزال، ينحرف الجزء العلوي من المبنى ويثبت في مكانه.

 لقد رأيت شخصيًا في اليابان مجسما لاختبار الزلازل للمباني، يمكنك بداخله بناء منزل من سبعة طوابق ومعرفة كيف يتصرف تحت الصدمات المختلفة.  لا يوجد مثل هذا المجسم في روسيا.

سؤال – ولكنها كانت موجودة؟

جواب – كانت أصغر حجما في الاتحاد السوفيتي.  كانت هناك أشياء كثيرة موجودة، إليك مثال هام.  تعد هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية واحدة من الأكثر تقدمًا في علم الزلازل.  لديهم مركز علمي خاص لدراسة واختبار معدات قياس التسارع أثناء الزلازل.  وهو يقع في نيو مكسيكو في قاعدة كيرتلاند الجوية.  هناك، عند قاعدة منصة الاختبار، تنخفض التربة الصخرية عن السطح لمسافة كيلومترات.

 يتم تثبيت الجهاز بدقة فائقة. منصة الاختبار نفسها مصنوعة من المعدن الأزرق، بحجم 80 × 90 × 70 سم تقريبًا، وقال علماء محليون إنه بفضل هذا المجسم يمكنهم إجراء مثل هذا البحث عالي الدقة.

 وعلى جانب هذا الجهاز شديد الدقة يوجد نقش: “صنع في الاتحاد السوفيتي“.  كما قيل لي، تم صنع ثلاثة من هذه المجسمات في ايام الاتحاد السوفياتي.

 في أوائل التسعينيات، استبدل علماء الزلازل الأمريكيون المجسم بجهاز كمبيوتر شخصي واحد.  ومصير المجسمات الباقية مجهول.  ربما تم بيعها كخردة.

 في تركيا، لا شك في أن علم الزلازل يحظى بالاهتمام.  لا أعرف مدى إحكام الإشراف المحلي الذي يتحكم بالمقاولين.  لكن عواقب هذا الزلزال تذكرنا مرة أخرى أنه لا يمكن إهمال العلم وتوصياته إذا كنت لا ترغب في إحصاء الضحايا بالآلاف.

 في سخالين في نيفتيغورسك عام 1995، مات أكثر من 2000 شخص في 17 ثانية، على الرغم من وجود جميع علامات النشاط الزلزالي السابق هناك قبل بدء التصميم والبناء.  لم يرغبوا في الالتفات والدراسة…هذا يشكل خطرا كبيرا.

(3)

أردوغان لديه فرصة لتحويل الزلزال لصالحه

 ستانيسلاف تاراسوف

 وكالة ريجنوم للأنباء

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

 8/2/2023

 قد تصل خسائر تركيا من عواقب الزلزال إلى حوالي 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

 لكن الخبراء يركزون انتباههم على العواقب السياسية المحتملة للكارثة الطبيعية التي حدثت عشية الانتخابات البرلمانية والرئاسية.  هنا تظهر الفروق الدقيقة المهمة.

عندما عرض التلفزيون التركي، قبل أيام قليلة من الزلزال الذي ضرب تركيا، أسرابًا من الطيور في جنوب شرق البلاد، اعتبر الكثيرون هذا فألًا سيئًا، قد يشير إلى المزيد من سوء الاحوال الجوية.  وحلقت الطيور في سماء محافظة كهرمان مرعش التركية شمال غازي عنتاب قرب الحدود السورية.  لكن لم يربط أحد ذلك باحتمال وقوع زلزال، لأن هذا الجزء من البلاد لا يعتبر خطرًا زلزاليًا.

 ذكر أن اسطنبول تعتبر أكثر الأماكن إثارة للقلق من حيث النشاط الزلزالي.

 في هذا الصدد، كان هناك نقاش نشط في الصحافة، حيث يجري بناء عملاق في المدينة والاستعدادات جارية لبناء قناة البوسفور -2 البحرية.  وحذر الخبراء من ضرورة نقل ملايين الأطنان من التربة لتنفيذ المشروع، مما سيؤثر على النشاط الزلزالي في بحر مرمرة.

 لكن الضربة في ليلة 6 فبراير جاءت على جنوب شرق البلاد التي غطتها موجة من الزلازل القوية.

في الوقت نفسه، شعرت دول أخرى بالهزات الأرضية – من لبنان إلى جورجيا.  وبحسب وزارة الداخلية التركية، فقد تضررت عشر مدن هي: غازي عنتاب، كهرمان ماراش، هاتاي، عثمانية، أديامان، ملاطية، سانليورفا، أضنة، ديار بكر وكيليس.  في سوريا – محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة.

 إن حجم الدمار غير المسبوق واضح بالفعل.

 وقارن أردوغان الكارثة الحالية بزلزال عام 1939 الذي أودى بحياة أكثر من 32 ألف شخص وجرح أكثر من 100 ألف.  مثل هذه المقارنة لا توحي بالتفاؤل، ويبدو أن عدد الضحايا سينمو بسرعة، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للبلاد، بما في ذلك الطاقة والاقتصاد ككل، لم تقم السلطات التركية بتقييمها بعد.

 تم نشر بيانات المسح الجيولوجي الأمريكية فقط، والتي بموجبها يمكن أن تصل خسائر تركيا إلى حوالي 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

 ومع ذلك، بدأ العديد من الخبراء الآن في تحويل انتباههم إلى العواقب السياسية المحتملة للكارثة الطبيعية التي حدثت عشية الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

 هنا تظهر الفروق الدقيقة المهمة.

 والحقيقة أن مركز الزلزال وقع في شرق وجنوب شرق تركيا، حيث يعيش الأكراد تقليديًا، والذين تربطهم علاقات صعبة بالحكومة.

 يذكر أن الأكراد خسروا في وقت سابق تمثيلهم السياسي في البرلمان، حيث انسحب حزب الشعوب الديمقراطي من العملية السياسية، وزعيمه صلاح الدين دميرتاش في السجن.  وسابقا، تم تقسيم أصوات الأكراد في المناطق التي ضربها الزلزال بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الديمقراطي المعارض.

 الآن، كما حدث دائمًا من قبل، قد يحاول معارضو أردوغان خلق خلفية تراكمية سلبية لتشويه سمعة الحكومة الحالية، متهمين إياها بالبناء السيئ في هذه المنطقة من البلاد.

 ربما ستكون هناك تحقيقات حول البيوت المدمرة – الشركات التي بنتها، والمقاولون، والمتعهدون، وما إلى ذلك.  بعد كل شيء، قدم الحزب الحاكم مشكلة توفير السكن الاجتماعي كأحد أسس حملاته الانتخابية سابقاً.

 من الواضح أنه كان من المستحيل التنبؤ بالمأساة الحالية.

 اتضح أنها غير متوقعة، وعلى الرغم من التقليل من المخاطر الزلزالية، تم تصميم المنازل وبناؤها بمستوى أقل من الأمان. في الوقت نفسه، كتبت صحيفة Sözcü التركية أنه اتضح أنه في 3 فبراير (قبل ثلاثة أيام من المأساة)، تحدث عالم الزلازل من هولندا، فرانك هوجربتس، عن زلزال محتمل في الجزء الجنوبي الشرقي من تركيا.  في الوقت نفسه، أشار إلى تموضع الكواكب بشكل خرج.  في هذه الحالة، يمكن اعتبار هذه المعلومات بمثابة اتهام للسلطات التي تجاهلت التحذير.  هذا اولا.

 ثانيا.  حتى حقيقة أن 45 دولة، بما في ذلك روسيا، قد أعلنت لأنقرة استعدادها للمساعدة في التغلب على آثار الكارثة، قد تقدمها قوى المعارضة على أنها عجز السلطات عن التعامل مع الوضع بمفردها.

 في هذا الصدد، كانت هناك تكهنات بأن الانتخابات المقبلة في تركيا قد يتم تأجيلها.

لكن حتى الآن، لم يعلق قادة المعارضة على الوضع على المستوى الرسمي، رغم أنهم يراقبون عن كثب تصرفات حكومة أردوغان ورد الفعل الدولي على الزلزال. ولم يسمِّ تحالف أحزاب المعارضة الستة بعد مرشحه الرئاسي، باختياره بين عمدة أنقرة منصور يافاش وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليجدار أوغلو.

 وقال الأخير إن قرارا بشأن مرشح للرئاسة يمكن أن يتخذ في اجتماع لزعماء “التحالف السداسي” في 13 فبراير، غداة انتهاء الحداد على المستوى القومي بسبب الزلزال.

 ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان مثل هذا الاجتماع سيعقد. فقد سافر سياسيو المعارضة إلى المناطق المتضررة من أجل دراسة الوضع بالتفصيل.  عندها فقط يمكن أن تظهر تعليقاتهم الرسمية.

 في الوقت نفسه، يجب الاعتراف بأن الحكومة التركية لديها منهجية ثابتة للتعامل مع الظروف القاسية وقادرة على بدء أعمال الترميم بسرعة.

 وبحسب الخبير التركي في مجموعة أوراسيا، إمري بيكرا، فإن “الحزب الحاكم سيستجيب بقوة للأزمة في المناطق المتضررة من الزلزال، وستستمر هذه الديناميكيات حتى الانتخابات”.

 من الناحية الموضوعية، لدى أردوغان فرصة حقيقية لتحويل الوضع لصالحه وحشد مواطني البلاد حول مصيبة مشتركة وحول نفسه.  كل شيء سيعتمد على السرعة التي يتخذ بها القرارات المهمة، لأن الزلزال المدمر تسبب في عواقب اجتماعية واقتصادية هائلة.

(4)

حظوظ أردوغان بعد الزلزال

سيرغي ماردان، صحفي روسي مشهور وناشط سياسي واجتماعي ومقدم برامج

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

9/2/2023

زلزال رهيب في تركيا قد يؤثر على نتيجة الانتخابات الرئاسية في البلاد التي يجب أن تتم في 14 مايو 2023، وفرص أردوغان تتراجع بصراحة.

تركيا دولة علمانية، لكن لم يقم أحد بإلغاء العنصر الإسلامي، لذا فإن معارضي الزعيم التركي يبالغون في الفرضية القائلة بأن “الزلزال هو مظهر من مظاهر غضب الله على السلوك الطموح، للغاية، للرئيس”.

 يمكن أن تؤدي الاستجابة السريعة والفعالة للكارثة إلى معالجة الوضع، لكن حجم الدمار يشير إلى أنها لن تعمل بسرعة.

بالإضافة إلى خسارة الموسم السياحي، وهو يدر على تركيا مبلغ سنوي قدره 56 مليار دولار تدعم الميزانية.

 علاوة على ذلك، يدرك الأتراك جيدًا أسماء المقاولين الذين اتهموا منذ فترة طويلة برداءة البناء، لكنهم جميعًا مرتبطون بعلاقات عائلية وفساد مع دائرة أردوغان المقربة.

على خلفية الصرخات المتأخرة لعلماء الزلازل الأتراك، “التي حذروا منها منذ فترة طويلة”، تنخفض تقييمات الزعيم التركي وهناك شك في أن روسيا ستتعلم في الصيف التحدث إلى رئيس تركي آخر.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….