تحليلات ارتدادية (5 والأخيرة)، عادل سماره

  • بين المصالح والحقد والعنصرية وتصنيع الزلزال

ربما يصعب الفصل بين الأمرين المصالح والحقد لأنهما حقاً يتداخلان بقوة تؤكد استحالة فصلهما. لذا يتمظهران تبادلياً. لكن هذه قراءة عاطفية ذلك لأن المصالح والتي تتخذ أسماء متعددة: الاقتصاد، المصالح المادية، التوسع، الاستعمار الإمبريالية، العولمة…الخ هي التي تقود وتقرر في التحليل الأخير دون أن تُهمل أو لا توظِّف لخدمتها العوامل الأخرى سواء الحقد أو الكراهية أو السياسة أو الثقافة أو الإعلام أو الدين أو علم النفس، وحتى الجنس…الخ.

وحين تكون المصالح أكبر يكون العداء بحجمها، ومن هنا نفهم حقد وكراهية وتعالي الغرب الرأسمالي الإمبريالي على مختلف الأمم الأخرى، ووصول هذا إلى مأزق مزدوج للغرب نفسه:

·       فمن جهة، لا بد من إبادة الآخرين

·       ومن جهة ثانية، يتساءلون:  كم يجب أن يُباد لنبقى ننهب ونستغل المنتجين ونعيش على جهدهم.

ولكن من يدري، فربما يصل توظيف التكنولوجيا إلى درجة القدرة على إبادة جغرافيا وحصرها ليبقى غيرها في خدمتهم. هل هذا من قبيل الخيال العلمي أم العاطفي؟ حقاً لا أدري.

وقد لا تكون خطورة العقل الإبادي في دوره الوحشي بمقدار ما هي في إطاره السرِّي، في قدرته على التخفي أي صناعة “الديمقراطية وحقوق الإنسان” والتخفي ورائهما ليبدو نموذجا للإنسانية!!!!

بصراحة، إنه عقل هائل الذي قام على إبادة الآخر وغطى ذلك بغطاء من التوهيم والكذب الديمقراطي لم تتم تعريته تماماً بعد.

الإبادة كنهج وتلذٌّذ

لا يمكن إدراج حروب الأمم وصراع الطبقات باعتبار كل التاريخ البشري هكذا.

لكن دخول أوروبا على خط التاريخ البشري غيرَّ حتى طبيعة الحروب والفتوحات وصراعات المصالح…الخ.

يمكننا رصد جرائم أوربا هذه:

·        بغزوات الفرنجة /فرنجة الإقطاع ضد الوطن العربي إذ كانت من الوحشية بمكان بحيث ذبحت المسيحيين كالمسلمين العرب لأن هدفها كان حلول الأوروبيين محل أهل البلاد، لكنهم هُزموا أخيراً.

·       أدى فائض السكان في أوروبا مجدداً إلى الكشوفات الجغرافية وبالتالي الاستيطان الأبيض حيث جرى تصدير أكثر الأوروبيين وحشية إلى أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا ولاحقا الكيان في فلسطين. واتسمت هذه جميعها بقرار إبادة السكان الأصليين ولكن بتفاوتات ومن هنا كانت الرأسمالية التجارية فالصناعية فالتكنولوجيا في معسكر متخندق ضد البشرية جمعاء..

في الرحم الموبوء للرأسمالية الغربية هذه وُلد القس مالثوس بلباس رجل دين، وبلا شك ليس المسيحية الشرقية وانشغل في وضع إستراتيجية إبادة الكثير من البشر حيث رأى أن الحروب والمذابح والأوبئة تؤدي إلى تقليص عدد العالم كي يبقى من الغذاء ما يكفي الآخرين، أي الأوروبيين فهو لا شك لم يكن قلقاً على الأفارقة أو العرب. ونظراً لوحشية تفكيره لم يدرك أن بوسع الأرض إطعام البشر إذا ما اقتلعت النظام الرأسمالي.

في مركز تفكير مالثوس يمكننا العثور على عامل دموي آخر غير مرئي هو: قوى الدين السياسي التي لا تعبأ بالإنسان وتقتله بالمجان. ولكن تم الاحتفاظ بهذه المدرسة كرصيد للجريمة إلى وقت محدد ومخصص للعرب.

إلى أن ولد من رحم العقل الإبادي هنري كيسنجر الذي لم يتورع عن تكرار ما قاله مالثوس ولكن في عصر أكذوبة الديمقراطية المعممة وحقوق الإنسان ليقول في السبعينات عن المجاعة: “من يتحكم في الإمدادات الغذائية يتحكم في الناس” – يستمر الاقتباس قائلاً،” من يتحكم في الطاقة يمكنه التحكم في قارات بأكملها ؛ من يتحكم بالمال يمكنه التحكم في العالم”.

لذا، كان على امريكا، مع ظاهرة حزب الدين السياسي في امريكا “المحافظين الجدد” والذين أمسكوا بالسلطة مباشرة وبقي تأثيرهم ودورهم حتى اليوم متخصصين في إبادة العرب والتحكم بالنفط منذ 1973 وأن تذبح العراق 1991 وأن تجند أنظمة الخليج للمذابح في ليبيا وسوريا واليمن.

وهنا عُقد التحالف بين الدين السياسي لمسلمين وخاصة في قطر والسعودية وولد من رحم ذلك كيسنجر العربي الشيخ يوسف قرضاوي الذي برر موت ثلث الشعب السوري كي يسقط النظام. وبهذا التحالف تكونت ظاهرة إرهاب الدين السياسي بقيادة الأمريكي والأوروبي لتبلور ظاهرة الاستشراق الإرهابي:

·       استشراق من الغرب

·       وإرهاب من الشرق ضد الشرق.

 ولم يتردد هذا الإرهاب في تجنيد المرضى نفسيا، والمثليين وخاصة مجلة المثليين “شارل ابيدو/وقد ذكرت هذا في كتابي جهاد النكاح”، والبسطاء والمجرمين وعلى صعيد عالمي.

صحيح أن هذا الإرهاب أدى لاستشهاد مئات آلاف السوريين وشرد الملايين وجوَّع الملايين ومع ذلك لم ينتصر فيجئ بالحرب الاقتصادية تحت تسمية خبيثة متعجرفة متعالية “العقوبات”.

هذا إلى أن كان الزلزال في سوريا وتركيا ليحصد ضحايا بين الاستشهاد والإصابات والجوع والتشرد.

ولكن ما أكمل دائرة إبادة مليارات من العالم كان حديث بيل جيتس وزوجته ثم ألن ماسك وصاحب الفيس القبيح!

وهذا يسمح لنا بأخذ القراءات التي ترى أن الزلزال ليس طبيعياً محضاً. ومن الدلائل على ذلك:

ثِقل السدود التركية التي أهم اهدافها تعطيش سوريا والعراق كي لا تكونا جبهة عربية في مواجهة العنصرية والقومية الشوفينية التركية، وليس الشعب التركي بتعدده وربعه من العرب.

وتوسع أمريكا في إنتاج ما يسمى HAARP وهو السلاح الذي يُسرِّع ويوسع الدمار الزلزالي. وإذا لم تكن أمريكا بصدد استخدامه، فلماذا أنتجته وطورته؟ أما من حيث العقلية التي تستخدمه بلا شك فهي نفسها التي استخدمت النووي ضد اليابان رغم أن اليابان كانت مهزومة بلا مواربة. وكانت العبرة أن اليابان بقيت مهزومة وأداة امريكية حتى اليوم!

في كتاب عن الاقتصاد العالمي، قرأت بأن الرأسماليين الأمريكيين في نهاية القرن التاسع عشر كانوا يضعون لمنافسيهم الأمريكيين ألغاماً من الديناميت بحيث تنسف الرجل وعربته!

ذات يوم كتب ماركس: “لقد جاء راس المال إلى العالم يقطر دماً من رأسه إلى أخمص قدميه”

ولذا، حتى الزلزال الذي اباد ما اباد في سوريا وتركيا هو أكثر رحمة من راس المال الذي بالاستخدام الإجرامي للعلم عقد تحالفاً مع الزلزال.

أما الأخطر من الجميع، فهم العرب الذين يتمتعون بموت السوريين اليوم باسم الدين!!!

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….