- التحليل المنشبك رقَّاصْ يستثني الشعب ولذا هو خطير
- أي تحليل يرتكز على بعد واحد هو أعرج، خطير، قصير النَفَس
تسابق محللون لإبراز الأهم في حديث صاحب العمامة والعدوان ضد سوريا. طالب معظمهم بالرد فوراً وأكد آخرون أن الإمكانية متوفرة، وربما لأنهم سمعوا هذا من مصادر عليمة لقربهم منها إلى حد الانشباك. وحصر بعضهم الأمر في وجوب الرد ضمن جولة محدودة بمشاركة سوريا، الأرض المحتلة: ا.ل- ح/ز/ب واليمن والعراق. دعنا نقول بأن الجميع جاهز وقادر على الرد.
ودون الجدل في: هل من ضمان بأن الرد أو عملية واسعة لكن محدودة كسيف القدس يمكن وقفها عند هذا الحد، فإن ما يهمني هنا:
أولاً: إن كثيراً من المحللين يركضون رغائبياً باتجاه نهاية سريعة للصراع فيحصرون الرد في فريق واحد، وهذا يذكرني بما كنا نسمعه من أهلنا منذ 1948: “رح يرجعوا اللاجئين بعد ثلاثة أشهر.”!
وثانياً: ولأن لهؤلاء هذا التفكير الراكض إلى الأمام، فهم لا يضعون في الصراع سوى ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة!
وثالثاً وهو الأهم: حتى لو كنتم تقصدون وتجزمون بأن الصدام المطلوب حالياً هو في حدود ويمكن حصره هكذا، فلماذا التوهان عن ثلاثة عوامل من الحتمي أخذها بالاعتبار في مطلق وقت:
1) من الخطورة بمكان حصر التصدي في ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة وحدها أي تماماً كما عودتنا الأنظمة في الاعتماد على الجيوش فقط.
2) لماذا حتى اليوم لم يتم الشغل، مهما كان صعبا، على إسناد ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة بالشعب لتفعيله وليس إعفائه وإغفائه!! ف ا.ل.م.ق.ا,و.م.ة. ليست مجرد مقاول تُسند له مهمة مدفوعة الأجر لتغدو واجبه وحده. أليست مشكلة لبنان أن قرابة نصف الشعب ضد الوطن!! وللمقارنة لننظر للغرب حيث الشارع في أوروبا مع الأنظمة رغم أنها معتدية! والدليل أن الاحتجاجات لا تزال شكلية رغم الصعوبات. أي ان عدوان الناتو مسنود شعبياً.
3) معظم المحللين يتجاهلون أو يجهلون أن تقارب الأنظمة مع سوريا ليس خروجاً عن الأمر الأمريكي، بل بحسابات دقيقة في حدود ما تسمح امريكا. بل إن البعض يزعم أن هذه الأنظمة سوف تنقذ سوريا! وهذا خطير. هذه الأنظمة تستغل مأزق سوريا كي تركع. ولذا يجب نقد وتحريض وتحريك الشارع ضدها وضد التطبيع. وإذا كانت سوريا في وضع لا يسمح لها بصد هؤلاء أو هي سعيدة بهذا، فهذا ليس شأن المثقف المشتبك الذي عليه التأسيس دائما إلى ما بعد لأن الصراع طويل.
4) لأن موقف حركة التحرر العربية من التطبيع والمقاطعة مائعاً، لم نبني جبهة عربية ضد التطبيع ومن أجل المقاطعة ولذا يغيب موقف الشعب في الوقت العصيب.
خطير التفكير ببعد واحد وأخطر إذا قبض الشعب هذا البعد ولم يكن سندا وظهيراً ل ا.ل.م.ق.ا,و /م/ ة سواء بالمقاطعة وحرق بضائع الأعداء وتفكيك مفاصل مستعمراتهم لدينا الثقافية والاقتصادية والعسكرية…الخ. هذه هي حرب الشعب بدءاً بالحماية الشعبية في التنمية والصراع والتحرير.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/