هل يجوز النقد الان لكتائب المسلحين في فلسطين؟ محمود فنون 

22/2/2023م  

الجواب نعم. النقد في حينه، والنقد قبل فوات الأوان. وشلال الدم هو الذي يستحضر النقد

وذلك جوابا على سؤال: هل تستطيع كتائب المسلحين المجيشة مجابهة قوات الاحتلال على المكشوف؟ 

أولا: المجد كل المجد للشهداء والجرحى ولهم العزة في كل وقت. 

ثانيا: هم مستعدون لكل تضحية وهذا واضح جدا ولكن الطريقة المتبعة لا تصلح في مجابهة الجيش في مواجهات مسلحة. فالعدو يتقدم بعد رصد واستخبارات وجواسيس وتنسيق أمني وبقوة متفوقة برا وجوا وأي وسائل تتطلبها العملية العسكرية. 

إن الاصل في مجابهة الاحتلال في مقاومة مسلحة تكون بالعمل السري. “الفدائيين “غير المكشوفين والذين تنكشف عنهم الارض في الزمان والمكان المحددين بما يفاجئ العدو. ويشنون هجومهم. 

ويتلقى العدو الضربة وتقع فيه الإصابات وتنسحب القوة المهاجمة قبل أن يلتقط العدو أنفاسه وفق قاعدة ” أضرب واهرب”. فتكون الخسائر مؤكدة في صفوف العدو مهما كان تفوقه بالعتاد والتدريب، وتتمكن المجموعة المهاجمة من الانسحاب بسلام. 

تكون المجموعة الفدائية في حالة هجوم والعدو في حالة دفاع. 

المقاومون سريون ولا يعرفهم العدو من قبل ومن بعد ويعودون تحت الأرض استعدادا لنضال آخر. 

في الحال القائم الأمر معكوس. الفدائيون مكشوفون والعدو يأتي مستورا وينفذ مهمته ويفاجئ الكتائب ويوقع بهم الخسائر ويعود سالما. 

هذا يتناقض مع كل حقائق النضال والتجارب التاريخية؟ 

بل إن تجربة الكتائب المسلحة في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي حصدت الفشل الذريع في النتيجة بالإضافة إلى الخسائر البشرية وتفوق العدو. وكان التجييش علنيا وتظاهريا كما كان الهجوم من قبلهم تظاهريا ومكشوفا فيجابههم العد بجاهزيته وتفوقه ويردهم محملين بالشهداء والجرحى والفشل. 

وكذلك تجربة انتفاضة عام 2000م حيث تتبع العدو المسلحين وقصف بعضهم وفجر بعضهم وحصد بعضهم وأجهز على التجربة. واليوم وبعد عشرين عاما يتكرر المشهد بسذاجة وبدرجة عالية ومن التظاهر والمباهاة ويهجم العدو في أريحا ويصفي الظاهرة وهاجم ويهاجم في جنين ونابلس ويحقق أهدافه ويعمل على تصفية التجربة. أما الخسائر فهي في جانبنا وكذلك الخسران. 

هل المسألة على علاقة بالغباء. 

الجواب لا: بل هو الاصرار المدعم بتشجيع القيادات السياسية الفاشلة. 

يصرحون بتباهي تشجيعا للظاهرة وفخرا بها وبتكويناتها ةلا يوجهونها التوجيه الثوري وكلهم يعرفون الحقيقة فيكون الشبان ضحايا كراسي المسؤولين المشبعين بدرجة عالية من التفاهة لسنا في مناطق محررة. وإن تواجد مسلحون في أي حيّ فيكون بشكل سريّ ومخفي. لو جرب العدو مداهمة الحيّ يخرجون له من حيث لا يحتسب ويدموه ويفشلوا حملته ويعود محملا بضحاياه. 

ناطق باسم حماس يصرح من غدوة : نحن نراقب ونتابع ما يجري !! 

طيب كل معني يستطيع أن يراقب الاخبار ويتابع ما يجري. 

وكل واحد يستطيع أن يحمّل العدو المسئولية.  

ولكن العدو ليس عاجزا عن تحمل المسئولية ولا يتأثر بهذ التصريح وبغيره. 

وغدا يقف الكبار خطباء في المآتم وبصدور منفوخة ويخطبون ويتصدرون والكل يرى فشلهم الذريع. 

إن القيادات المسئولة هي المسئولة عن وقوع الضحايا والفشل. 

وأخيرا: كانت زيارة الوزير الامريكي من أجل دعم إسرائيل واقناع السلطة بالتعاون في تصفية الظاهرة والنتيجة حتى الآن عشرة شهداء ومئة واثنين جرحى. 

هذا يجب ان لا يستمر. 

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….