- “هم الذين أطلقوا العنان للحرب”
- “تذكر الحرب”
(1)
“هم الذين أطلقوا العنان للحرب”
دور الغرب في تهديد السلم العالمي، مهام العملية العسكرية الخاصة: الاقتباسات الرئيسية من خطاب بوتين أمام الجمعية الفيدرالية
سيرجي إستومين
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
21/2/2023
روسيا وحلف الناتو
القى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابه امام الجمعية الفيدرالية في موسكو. هذه المرة، لم يكن جمهور الحاضرين أعضاء في مجلسي البرلمان فحسب، بل كانوا أيضًا جنود وضباط الجيش الذين شاركوا في العملية الخاصة في أوكرانيا، وهو الموضوع الرئيسي لعام 2022-2023.
حول توقيت الحدث
إنني أتحدث في وقت صعب ومحدد بالنسبة لبلدنا. في فترة تغيرات أساسية لا رجوع فيها في جميع أنحاء العالم، وفي خضم أهم الأحداث التاريخية التي تحدد مستقبل بلدنا وشعبنا. عندما يتحمل كل منا مسؤولية جسيمة.
حول أسباب بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
قبل عام، من أجل حماية الناس على أراضينا التاريخية، ولضمان أمن بلدنا، والقضاء على التهديد الذي يشكله نظام النازيين الجدد الذي يحكم في أوكرانيا بعد انقلاب 2014، تم اتخاذ قرار بإجراء عملية عسكرية خاصة.
حول مسار العملية الخاصة
سنحل المهام التي نواجهها خطوة بخطوة بعناية وبشكل متواصل
حول مساعدة دونباس
منذ عام 2014، كان دونباس يقاتل، ويدافع عن الحق في العيش على أرضه، والتحدث بلغته الام، وقاتل ولم يستسلم في ظل ظروف الحصار والقصف المستمر. (…) امن وانتظر أن تأتي روسيا لمساعدته.
حول الحل السلمي للمشكلة
لقد بذلنا قصارى جهدنا لحل هذه المشكلة بالطرق السلمية. تفاوضنا بصبر لإيجاد مخرج سلمي من هذا الصراع الصعب. لكن تم إعداد سيناريو مختلف تمامًا من وراء ظهورنا. لقد تحولت وعود الحكام الغربيين، وتأكيداتهم حول الرغبة في السلام في دونباس، كما نرى الآن، إلى تزييف، كذبة قاسية. كانوا يلعبون من أجل الوقت فقط ويقومون بالخداع.
حول التهديد النووي
كما نتذكر محاولات نظام كييف لامتلاك أسلحة نووية. بعد كل شيء، تحدثوا عن ذلك علنًا.
حول المختبرات بالقرب من حدود روسيا
نشرت الولايات المتحدة وحلف الناتو بسرعة قواعد جيشهم ومختبراتهم البيولوجية السرية بالقرب من حدود بلدنا، وتدربوا على مسرح العمليات العسكرية المستقبلية في سياق المناورات العسكرية. لقد أعدوا نظام كييف الخاضع لهم، وأوكرانيا المستعبدة لهم، لحرب كبيرة.
حول الدول المدمرة
لقد تصرفوا بنفس القدر من الوقاحة والازدواجية، ودمروا يوغوسلافيا والعراق وليبيا وسوريا. من هذا العار لن يتم غسلهم أبدًا.
حول القواعد العسكرية الأمريكية
لا يوجد بلد في العالم لديه هذا العدد من القواعد العسكرية في الخارج مثل الولايات المتحدة الأمريكية. هناك المئات منها. الكوكب كله مغطى.
حول خطط أوكرانيا لعمل عسكري
لم تترك المعلومات الواردة أي شك في أنه بحلول فبراير 2022 كان كل شيء جاهزًا لهجمات عقابية دموية أخرى في دونباس من قبل أوكرانيا.
عن الحرب
لقد بدأوا هم الحرب. ونحن نستخدم القوة لوقفها.
عن المال والقيم
مع الضحايا والمآسي البشرية، لا يحسبون لهم اي حساب. لأنه، بالطبع، تريليونات الدولارات معرضة للخطر، والقدرة على الاستمرار في سرقة الجميع، والاختباء وراء الكلمات حول الديمقراطية والحريات، وغرس القيم النيوليبرالية الشمولية بطبيعتها، ووصم بلدان وشعوب بأكملها بأبشع الأوصاف، وإهانة قادتها علنًا، وقمع المعارضة في بلدانهم.
عن النازيين في ألمانيا
في الثلاثينيات من القرن الماضي، فتح الغرب الطريق أمام النازيين للوصول إلى السلطة في ألمانيا. وفي عصرنا، بدأوا في جعل أوكرانيا “معادية لروسيا”.
حول لواء الجيش الأوكراني “إديلويس” Edelweiss
في الآونة الأخيرة، أطلق على إحدى كتائب الجيش الأوكراني (…) اسم “إديلويس” – مثل فرقة نازية شاركت في ترحيل اليهود، وإعدام أسرى الحرب، والعمليات العقابية.
عن تصرفاتهم الشيطانية
هم، آسف على العبارة، لا يهتمون. نحن لا نأبه لمن يراهن على القتال ضدنا، على القتال ضد روسيا. (…) هذا يعني أنه يمكن تجنيد الجميع، وقد رأينا ذلك، وقد حدث – إرهابيون ونازيون جدد، على الأقل يمكن استخدام اي كان، سامحني الله، طالما أنهم ينفذون إرادتهم.
حول خطة “دفع التهديد” بعيدا عن الحدود
كلما ازداد وصول الأسلحة الغربية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، سنضطر إلى إبعاد التهديد بعيدًا عن حدودنا
حول استحالة هزيمة روسيا
من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة. لذلك، يتم شن المزيد والمزيد من الهجمات الإعلامية العدوانية ضدنا.
عن الأخلاق
يتم الإعلان عن الانحرافات، واستغلال الأطفال، وحتى الاعتداء الجنسي على الأطفال، باعتبارها قاعدة في حياتهم، ويُجبر رجال الدين على مباركة زواج المثليين. لهم الله، دعهم يفعلوا ما يريدون. للكبار الحق في العيش كما يريدون.
عن أولئك الذين اتخذوا “خطوة جانباً”
لن نكون أبدًا مثل نظام كييف، الذي يمارس مطاردة الساحرات. لن نصفي حسابات مع من أخذ خطوة جانبا وانسحب من وطنه. عليهم أن يتعايشوا مع ذلك.
مساعدة أهالي الضحايا
واجبنا هو دعم العائلات التي فقدت أقاربها وأحبائها، ومساعدتهم على رعاية أطفالهم وتربيتهم، ومنحهم التعليم والمهنة. يجب أن تكون أسرة كل مشارك في العملية العسكرية الخاصة في موضع الاهتمام المستمر، ويحيط بها الرعاية والشرف. يجب الاستجابة لاحتياجاتهم على الفور، دون روتين.
عن الإجازات للمقاتلين على الجبهة
من الضروري تحديد إجازة منتظمة لجميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة، بما في ذلك المتطوعين، ولجميع قوات الاحتياط الذين تم استدعاؤهم، لمدة 14 يومًا على الأقل ومرة واحدة على الأقل كل ستة أشهر، عدا وقت السفر.
حول الدعم الاجتماعي للمشاركين في العملية العسكرية الخاصة
يجب أن يكون متوفرا للجميع مع سهولة الاستفادة من الدعم على جميع المستويات.
حول “الجبهة الاقتصادية” التي فتحها الغرب
[الغرب] لم يحقق شيئاً في أي مكان ولن يحقق شيئاً.
عن المعاناة
إنهم يحاولون جعل شعبنا يعاني. لكن حساباتهم خابت.
بشأن عدم تجريم “الهياكل الاقتصادية”
أرى أنه من الصواب العودة إلى مسألة مراجعة عدد من قواعد القانون الجنائي فيما يتعلق بما يسمى بالجرائم الاقتصادية. (…) من المستحيل السماح بالتساهل الكامل هنا، لكن لا داعي للمبالغة أيضًا. من الضروري التحرك بنشاط أكبر نحو إلغاء التجريم هذا.
حول إلغاء إعفاء الشركات المملوكة من الخارج من الضرائب.
أطلب من الحكومة، في اتصال وثيق مع البرلمان، اقتراح إجراءات إضافية من شأنها تسريع عملية إلغاء ترخيص الشركات المملوكة من الخارج.
شفقة الشعب على رجال الأعمال
لم يشعر أي من المواطنين العاديين بالأسف لأولئك الذين فقدوا رؤوس أموالهم في البنوك الأجنبية. ولم يندم على الذين فقدوا يخوتهم وقصورهم في الخارج ونحو ذلك. وفي النقاشات التي جرت في المطابخ، ربما تذكر الناس كلاً من خصخصة التسعينيات (…)، والرفاهية الباهظة التي تميز ما يسمى بالنخب الجديدة.
حول رغبة الغرب في “إشعال النار” في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي
طوال السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يتوقف الغرب عن محاولة إشعال النار في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي. والأهم من ذلك – القضاء على روسيا في النهاية.
حول السادة والنبلاء ورؤساء البلديات
حان الوقت لفهم أنه بالنسبة للغرب، كان هؤلاء الأشخاص وسيظلون غرباء من الدرجة الثانية يمكنك أن تفعل معهم ما تريد. والمال، والاتصالات، والألقاب المشتراة للسادة، والنبلاء، ورؤساء البلديات لن تساعد هنا على الإطلاق. يجب أن يفهموا: إنهم من الدرجة الثانية هناك.
حول “على من تعول روسيا”
يجب أن يكون أولئك الذين نشأوا في دونباس ونوفوروسيا وقاتلوا من أجلها الركيزة الأساسية في العمل العام لتطوير هذه المناطق. أريد أن أخاطبهم وأقول: روسيا تعول عليكم.
حول الانتخابات الرئاسية عام 2024
وستجرى انتخابات السلطات المحلية والإقليمية في سبتمبر من هذا العام والانتخابات الرئاسية في عام 2024 في التزام صارم بالقانون، مع الالتزام بكافة الإجراءات الدستورية الديمقراطية.
حول الهجمات على قواعد الطيران الاستراتيجي الروسية
نحن نعلم أن الغرب متورط بشكل مباشر في محاولات نظام كييف لضرب قواعد طيراننا الاستراتيجي. تم تجهيز الطائرات بدون طيار المستخدمة لهذا الغرض وتحديثها بمساعدة متخصصين من الناتو. والآن يريدون أيضًا تفتيش منشآتنا الدفاعية؟
حول أهداف الولايات المتحدة والناتو
تقول الولايات المتحدة وحلف الناتو صراحة إن هدفهما هو إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
عن العالم حسب الوصفة الأمريكية
لقد تدهورت علاقاتنا. وهذا تماما بسبب الولايات المتحدة. هم الذين، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأوا في مراجعة نتائج الحرب العالمية الثانية وبناء العالم على الطريقة الأمريكية.
حول الاستعداد للتجارب النووية
بعض السياسيين في واشنطن، ونحن نعلم ذلك على وجه اليقين، يفكرون بالفعل في إمكانية إجراء تجارب طبيعية لأسلحتهم النووية. بما في ذلك مراعاة حقيقة أن الولايات المتحدة تطور أنواعًا جديدة من الأسلحة النووية. لدينا مثل هذه المعلومات.
في هذه الحالة، يجب على وزارة الدفاع الروسية وشركة Rosatom ضمان الاستعداد لاختبار الأسلحة النووية الروسية. بالطبع، لن نكون أول من يفعل ذلك. لكن إذا اختبرت الولايات المتحدة، فعندئذ سنفعل. لا ينبغي لأحد أن يتوهم بشكل خطير أن التكافؤ الاستراتيجي العالمي يمكن تدميره
عن الحقيقة
الحقيقة على جانبنا.
✺ ✺ ✺
“تذكر الحرب”
ألكسندر بروخانوف
كاتب روائي روسي مخضرم، ناشط سياسي واجتماعي
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
12/1/2023
نحن نحارب قوة سوداء غاشمة قادمة من الغرب الأوروبي إلى الشرق الروسي
ترتفع كاتدرائية ضخمة في كرونشتادت (مدينة روسية تقع على جزيرة كوتلين في بحر البلطيق قبالة سانت بطرسبرج-المترجم) – يكسوها الذهب والرخام، وهي آخر كاتدرائية للإمبراطورية الروسية غرب البلاد، حيث نقشت على الجدران أسماء السفن والأطقم التي فقدت في الحرب الروسية اليابانية 1904-1905.
أمام المعبد نصب تذكاري رائع للأدميرال ماكاروف – جبار، ملتح، مثل إله البحر، يقف على صخرة، محاطًا بالمراسي، وعلى قاعدة التمثال محفورة مقولته الشهيرة “تذكر الحرب”.
لم يتذكر القيصر نيكولاس الاول الحرب. كانت هناك مسيرات في Champ de Mars، وقف حرس الفرسان، وتعددت الاحتفالات والألعاب النارية. ولكن عندما اندلعت الحرب، انطفأت الألعاب النارية.
هزمت البوارج اليابانية بالقرب من تسوشيما الأسطول الروسي بقيادة الأدميرال روجيستفينسكي – كانت حركته بطيئة وبنادقه قد عفا عليها الزمن، والادهى من ذلك، لم يكن يعرف تكتيكات القتال البحري الحديث.
قتل الأدميرال ماكاروف على متن البارجة “بتروبافلوفسك” بالقرب من بورت آرثر (يعد بطلا للحرب كان ذلك 1904-المترجم). وتوفي معه الفنان الروسي الكبير فيريشاغين الذي كان في صفوف الجيش الروسي في آسيا الوسطى والبلقان والشرق الأقصى. “تذكر الحرب” – بدا صوت ماكاروف من أعماق المحيط.
بعد أن نسي الحرب، فقد نيكولاس الإمبراطورية ومات ميتة رهيبة في قبو منزل إيباتيف.
ستالين “تذكر الحرب”. كان يستعد للمعركة الحتمية مع الفاشية. من خطة خمسية إلى خطة خمسية، بنى صناعة عملاقة، وأنشأ جيشًا، وطور أسلحة جديدة، وأعد مناطق احتياطية خلف جبال الأورال وفي سيبيريا، وجهز قواعد خرسانية، نُقلت عليها أدوات آلات المصانع في عام 1941 – مصانع بيلاروسيا وأوكرانيا التي تم اخلاؤها عند الحرب. وقبل ذلك، هزم المعارضة حتى لا تضع السكين في ظهر الدولة أثناء الحرب. أصبح مبدعا لأيديولوجية الحرب والنصر. اوكل للملحنين كتابة الأغاني والمارشات العسكرية. ومخرجي الأفلام – لصنع أفلام حربية. جعل بوشكين أشهر شاعر سوفيتي.
ستالين “تذكر الحرب” وبالتالي فقد انتصر.
لم تتذكر حكومتنا الحرب. هي مغرمة جدًا بالعروض ومسابقات الدبابات (البياتلون) واحتفالات الذكرى السنوية والمناسبات. واتضح أن الجيش الذي تمتلكه روسيا غير مستعد للحرب، صغير جدًا وضعيف التدريب.
الصناعة، بعد أن مرت بإصلاحات جايدار المدمرة، لم تكن مستعدة لتجهيز الجيش بأسلحة حديثة. لم يكن لدى الجيش ضباط جاهزون للقتال.
الأموال الضخمة، التي يحتاجها الشعب الغلبان والصناعة العسكرية بشدة، أبحرت إلى الخارج وغرقت هناك إلى الأبد.
الأوليغارشية، الذين يُبجلون بصفتهم نخبة البلاد، أقسموا بالولاء للعدو، وتبرعوا بالمليارات لتجهيز الجيش المعادي. إن المثقفين الليبراليين، الذين طردوا الوطنيين من التعليم، والثقافة، ومجال الإعلام، وهؤلاء المثقفون اللاذعون، الذين يحتقرون روسيا، قد انتقلوا إلى الخارج ومن هناك يشوهون روسيا.
لقد دمرت الأيديولوجية المسالمة، وعشق الغرب، وازدراء تاريخنا – المناعة “العميقة” التي كانت موجودة بين الناس. والآن، مع تأخير ملحوظ، عبر الدم والدموع، نبدأ في “تذكر الحرب”.
ظهر يسوع لجون كريستيانكين شيخ بسكوف – بيشيرسك وقال له: “لا تَلُومَنَّ أحداً. عليك بالصلاة. كن حذرًا دائمًا وفي كل شيء.”
وانا أكرر، لا تلوموا أحدا، لا تسقطوا في الهستيريا، لا توزعوا صرخات الهزيمة نحو اليمين واليسار. ولكن كلنا للقتال والعمل، قابضين على أسناننا، ونقوم بكل ما في وسعنا للفوز بالنصر، وجعله أقرب – بمدفع رشاش ومخرطة وصلاة.
التحمل والحذر واليقظة. حتى لا يؤدي الأمر العشوائي إلى ضحايا عبثًا. حتى لا تقوض الكلمة الساخرة إرادة وروح الجنرال. حتى لا تزعج الببغاوات الضاحكة في الأعمال الاستعراضية دموع دفن الجنود.
يخرج البلد من فقدان الوعي ويبدأ في “تذكر الحرب”. إن الحرب التي تخوضها روسيا اليوم مع الغرب القوي الذي لا يرحم لا تخوضها فقط أنظمة الأسلحة، وليس فقط الجنود والجنرالات، وليس فقط من خلال الاستراتيجيات العسكرية وتقنيات الدفاع. في هذه الحرب تقاتل الصور والمعاني. من الضروري إعادة بناء صورة روسيا – منتصرة وجميلة، تحلم بالعدالة الاجتماعية والإلهية. بلد صورته حاضرة بشكل غير مرئي في روح كل مواطن في روسيا. صورة تندلع في لحظات الخطر الشديد وتجعل الشخص العادي بطلاً، والحاكم – منتصرا لامعًا.
دع الفنان يأتي إلى الحرب ويرسم، مثل فيريشاغين، جنديًا روسيًا بكل عظمته المضيئة الهائلة. دع الموسيقيين والملحنين يأتون للحرب، ويبدعون أغانيهم وسمفونياتهم الخاصة، مثل شوستاكوفيتش وليبيديف كوماخ. دع الكتاب والشعراء ينزلون إلى الخنادق ويكتبون القصائد والقصص وسط صافرة الصواريخ، كما فعل شولوخوف وسيمونوف.
صورة الجندي، صورة الجيش، صورة القائد – هذا السلاح ليس أقل قوة من فرقاطة الأدميرال جورشكوف المجهزة بصواريخ الزركون.
من الضروري صياغة المعاني التي تشجع الشخص الروسي على ترك عتبة بيته والذهاب إلى الحرب، والعمال على خطوط إنتاج الدبابات – للعمل ليل نهار في ثلاث أو أربع نوبات، والمتطوعين – لجمع تبرعات الناس وإرسال المسيرات والدروع الواقية إلى جنودنا في الخنادق على الجبهة. المعاني التي دفعت يوليا تشيشيرينا إلى أداء أغاني النصر المبهجة في خنادق دونيتسك، وجينادي زيفوتوف، الفنان الوحيد تقريبًا من فناني اليوم، لرسم لوحاته حول الحرب. هذه المعاني موجودة في عقيدة الحلم الروسي – حلم روسيا الخالدة، السماوية، الإلهية العادلة.
يتم إعلان هذه المعاني من قبل دين العدل، الذي يحمي في دونباس سكان دونيتسك ولوغانسك من السحق والإبادة.
ويوحد الناس الذين تم تقسيمهم بلا رحمة. ويعيد الأراضي، التي استولوا عليها بلا ضمير، إلى روسيا. إنه يحارب القوة السوداء الغاشمة القادمة من الغرب الأوروبي إلى الشرق الروسي، القوة التي تريد تحويل روسيا إلى صحراء ضخمة بين ثلاث محيطات، ورشها بالملح حتى لا ينمو أي شيء فيها. ملؤها بالخرسانة لبناء “لاس فيغاس” عالمية جديدة على هذا الخرسانة، حيث تتألق الكازينوهات الشيطانية بالأضواء، وستخسر شعوب العالم التي تأتي إلى هذا الكازينو حتماً.
في أفران الحرب تحترق الأجمة
ضباب قاتم يرتفع فوق العالم
قطار مدرع روسي مدوي
ينطلق من جديد.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….