نشرة “كنعان”، 25 فبراير 2023

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6488

في هذا العدد:

محظور علينا النسيان أو التوهان، عادل سماره

عام على الحرب الدفاعية الروسية:

1) ملف خاص، (الجزء الثاني)، إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي

  • “هم الذين أطلقوا العنان للحرب”
  • “تذكر الحرب”

2) عام على الحرب في أوكرانيا.. نتائج بينية وتوقعات، ألكسندر نازاروف

تقرير حول ندوة ” اليسار والحرب”، تونس، محمد صالح التومي ـ المعروفي

✺ ✺ ✺

محظور علينا النسيان أو التوهان

عادل سماره

حكام وطننا المحكومون يرسلون للشام ببعض الأدوية بعد أن امطروها بطوفان الإرهاب والمفخخين وكافأوا الكيان بالتطبيع سرا وعلانية وشجبوا الفدائيين الجدد ورهنوا ثروات الأمة في مصارف الغرب، قاموا بتجويف الوعي لتسهيل تجريف الثروة. تذهب أنظمة كل أمة لشعبها لتحديد ما يجب، ويذهب هؤلاء إلى العدو ليأخذوا أجندة الإجهاز على الأمة!  هم بمجموعهم أدوات الإمبريالية نيابة عنها في تقويض حتى الوجود البشري للأمة. لقد وصلوا مرحلة ملخصها:

– أمَّا وأن لا قوة شعبية تردعنا

– فلنستغل اللحظة كي ننتزع رحم هذه الأمة

فماذا نقول فيهم بعد؟

هل يختلفون عن عدوان الكيان وداعش وأمريكا وتركيا؟ في الشكل نعم، وفي الجوهر لا.

قد يسأل البعض، لِمَ هذا القول اليوم!

وأقول: إن هذا اليوم هو يوم هذا القول لأن الأرض والسماء في حالة النضوج لاستقبال فحلهما الثورة العربية التي تأخرت حتى لتكاد لا تولد، والشجرة التي لا تكاد تورق والكاعب التي لا تكاد تحمل.

فمن استمات لاقتلاع حتى التراب السوري لن يتغير.

 أفهم أنه يكذب ويُمثِّل.

أفهم أن الشام في فمها ماء.

ولكن، ماذا عن الأوغاد المحتفلين بنفاق وكذب وتآمر معظم الأنظمة العربية، هؤلاء الذين أصبحوا اليوم بلا خجل يحركون السنتهم بالاتجاه الآخر بعد أن كانوا أبلغ منَّا في الوقوف ضد هؤلاء الحكام. أخجل أن أخدش كرامة النساء إذ أشبههم ب”امرأة” تبيع جسمها لكل عابر جنس ولا تنام إلا تحت الرجال طوعاً لا اغتصاباً..

أحدهم مغتبط بأن السعودية قد تعود إلى علاقة بالشام في الملف اللبناني، يا إله الكفر: أليست كارثة العصر أن يقرر نظام السواطير مصير وطن فيروز وهزيمة الكيان! فهل يجوز لنا عدم تحذير الشعب من هذا النظام وأمثاله؟ هذا التطامن هو بين الارتشاء والخداع والخيانة. والبعض يُطري الإمارات لإرسالها بعض الدواء بينما قلبها مع الكيان وسيفها في قلب اليمن.

لن أُطيل هنا، بل سأورد بعض حقيقة أنظمة عربية. وللناس أن تحكم.

“محتوى الفيديو التالي لا يزال متاحًا حيث قال حمد بن جاسم وزير خارجية مستوطنة قطر السابق إن أنظمة الخليج العربي مدعومة من الولايات المتحدة وتركيا دفعت 2 تريليون دولار في الحدث الذي أطلق عليه الربيع العربي الذي بدأ عام 2011 لتدمير الأنظمة العربية”.

والفيديو التالي لحمد نفسه لكنه ليس متاحاً وفيه يقول:  أنفقت قطر 132 مليار دولار لإسقاط النظام في سوريا.

والفيديو التالي لوزيرة خارجية أمريكا الأسبق/ة هيلاري رودني كلينتون وهي تصدق وتكذب في نفس اللحظة:

تقول:

“الأشخاص الذين نحاربهم اليوم قمنا بتمويلهم قبل عشرين عامًا، نسقنا مع القوات الباكستانية والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى جلبوا علامتهم التجارية الوهابية ضد الاتحاد السوفيتي.”

ها هي تكذب بوقاحة، فأمريكا لا تحارب هؤلاء بل هي خلقتهم مطايا تعلفهم حيناً وتركبهم حينا آخر في مشروعها الدموي الاستشراق الإرهابي: منها التخطيط وتدريب القتل ومن أوغاد الخليج والممالك المال والإرهابيين وعلى سوريا والعراق واليمن وليبيا الدم.

ثم يأتي محلل منشبك ويتفاءل بأن هؤلاء أرسلوا لسوريا بعض الدواء. ثم يخرس عن القول:

هذا بالتوقيع والإذن الأمريكي!  تباً لك، لكم/ن.

احذروا هؤلاء المحللين وتلكم الفضائيات! شاهدوهم بنفس الحذر الذي تشاهدون إعلام الكيان، لأن هؤلاء حجارة في طريق الثورة العربية.

قال الشاعر إبراهيم طوقان ذات يوم:

إن العدو وإن أتاك مسالما…ففؤاده تغلي به الأحقادُ

هؤلاء لن يتغيروا وسوف يساوموا سوريا على كرامتها وشرفها.

أما أردوغان والذي زعم تغيير عدوانه ضد سوريا، فيتذرع بالزلازل كي لا يفي بشروط سوريا.

خديوي مصر أرغمته أمريكا أن يرسل تبرعات الشعب العربي المصري بحراً كي لا تحط طائرة مصرية على تراب الشام. واليوم يهدد الفلسطينيين إذا ثأروا لشهداء نابلس بأن الكيان سينتقم بوحشية!!! كم تافه أنت! فهذه الوحشية أنت من يجب أن يلجمها أو يرد بأقسى لو كنت غير ما أنت لكانت مصر مصراً.

أكد المؤرخ “الإسرائيلي” آفي شاليم في مقابلة:

“… أن العاهل الأردني الملك عبد الله الأول كان ضمن تسوية مع الإمبريالية البريطانية وقادة المستوطنين الصهاينة في فلسطين حيث وافق على تقسيم فلسطين بين الصهيوني ونظامه. “.

والمفارقة أن الملك نفسه أرسل جزءًا من جنوده، بقيادة جنرال بريطاني!!! لمحاربة المستوطنين الصهاينة عندما طردوا ما يقرب من مليون فلسطيني من وطنهم عام 1948. وفي وقت لاحق، كتب عبد الله التل قائد الكتيبة الأردنية التي دافعت ببسالة  عن القدس في مذاكرته، أنها كانت مؤامرة بين الملك والصهاينة.

“أما ملك الأردن الحالي عبد الله فيخبر العدو الأمريكي عن أماكن الأسلحة العراقية! وأخبر  هو وحاكم مصر السابق حسني مبارك الولايات المتحدة أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وساعد الجيش الأمريكي في العراق.

وتتواجد القوات الأمريكية في الأردن بأعداد ضخمة” الجنرال الأمريكي تومي فرانك

 
Alaa Alfazza https://youtu.be/FOFY5oTgwkw

وهذا رابط للخبر الذي نشرته الواشنطن بوست عام 1977 وكشفت فيه مستر بيف/ أي ملك الأردن السابق حسين بن طلال: أكتب في محرك البحث “غوغول”. عبارة مستر بيف :

http://r.search.yahoo.com/_ylt=A0LEVvRXzaVYekYAOT0nnIlQ;_ylu=X3oDMTBy CIA Paid Millions to Jordan’s King Hussein

ومع ذلك يتراقص “محللون” مديحا لزيارة وزير خارجية النظام الأردني للشام حيث غمغم بضع كلمات لا تفهم منها سوى أن امريكا تجلس في دماغه وعلى لسانه.

أكتب هذا كي يكون ذخيرة لكم كي تطلقوا النار على هذه الأنظمة، فالحروب معها قادمة لأنها مقدمة العدوان الغربي وعدوان الكيان.

سيدتي وسيدي هذا الحديث، هذا التقوُّل من جانبي تعبئة وتحشيد وتوعية للغد وليس لمناحة اليوم.

 ✺ ✺ ✺

ملف خاص: عام على الحرب الدفاعية الروسية

(الجزء الثاني)

إعداد وتعريب د. زياد الزبيدي

  • “هم الذين أطلقوا العنان للحرب”
  • “تذكر الحرب”

✺ ✺ ✺

(1)

“هم الذين أطلقوا العنان للحرب”

دور الغرب في تهديد السلم العالمي، مهام العملية العسكرية الخاصة:

الاقتباسات الرئيسية من خطاب بوتين أمام الجمعية الفيدرالية

سيرجي إستومين

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

21/2/2023

 روسيا وحلف الناتو

 القى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطابه امام الجمعية الفيدرالية في  موسكو.  هذه المرة، لم يكن جمهور الحاضرين أعضاء في مجلسي البرلمان فحسب، بل كانوا أيضًا جنود وضباط الجيش الذين شاركوا في العملية الخاصة في أوكرانيا، وهو الموضوع الرئيسي لعام 2022-2023.

 حول توقيت الحدث

 إنني أتحدث في وقت صعب ومحدد بالنسبة لبلدنا.  في فترة تغيرات أساسية لا رجوع فيها في جميع أنحاء العالم، وفي خضم أهم الأحداث التاريخية التي تحدد مستقبل بلدنا وشعبنا.  عندما يتحمل كل منا مسؤولية جسيمة.

 حول أسباب بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا

 قبل عام، من أجل حماية الناس على أراضينا التاريخية، ولضمان أمن بلدنا، والقضاء على التهديد الذي يشكله نظام النازيين الجدد الذي يحكم في أوكرانيا بعد انقلاب 2014، تم اتخاذ قرار بإجراء عملية عسكرية خاصة.

 حول مسار العملية الخاصة

 سنحل المهام التي نواجهها خطوة بخطوة بعناية وبشكل متواصل

 حول مساعدة دونباس

 منذ عام 2014، كان دونباس يقاتل، ويدافع عن الحق في العيش على أرضه، والتحدث بلغته الام، وقاتل ولم يستسلم في ظل ظروف الحصار والقصف المستمر.  (…) امن وانتظر أن تأتي روسيا لمساعدته.

 حول الحل السلمي للمشكلة

 لقد بذلنا قصارى جهدنا لحل هذه المشكلة بالطرق السلمية.  تفاوضنا بصبر لإيجاد مخرج سلمي من هذا الصراع الصعب.  لكن تم إعداد سيناريو مختلف تمامًا من وراء ظهورنا.  لقد تحولت وعود الحكام الغربيين، وتأكيداتهم حول الرغبة في السلام في دونباس، كما نرى الآن، إلى تزييف، كذبة قاسية.  كانوا يلعبون من أجل الوقت فقط ويقومون بالخداع.

 حول التهديد النووي

 كما نتذكر محاولات نظام كييف لامتلاك أسلحة نووية.  بعد كل شيء، تحدثوا عن ذلك علنًا.

حول المختبرات بالقرب من حدود روسيا

 نشرت الولايات المتحدة وحلف الناتو بسرعة قواعد جيشهم ومختبراتهم البيولوجية السرية بالقرب من حدود بلدنا، وتدربوا على مسرح العمليات العسكرية المستقبلية في سياق المناورات العسكرية.  لقد أعدوا نظام كييف الخاضع لهم، وأوكرانيا المستعبدة لهم، لحرب كبيرة.

 حول الدول المدمرة

 لقد تصرفوا بنفس القدر من الوقاحة والازدواجية، ودمروا يوغوسلافيا والعراق وليبيا وسوريا.  من هذا العار لن يتم غسلهم أبدًا.

 حول القواعد العسكرية الأمريكية

 لا يوجد بلد في العالم لديه هذا العدد من القواعد العسكرية في الخارج مثل الولايات المتحدة الأمريكية.  هناك المئات منها.  الكوكب كله مغطى.

 حول خطط أوكرانيا لعمل عسكري

 لم تترك المعلومات الواردة أي شك في أنه بحلول فبراير 2022 كان كل شيء جاهزًا لهجمات عقابية دموية أخرى في دونباس من قبل أوكرانيا.

 عن الحرب

 لقد بدأوا هم الحرب.  ونحن نستخدم القوة لوقفها.

 عن المال والقيم

 مع الضحايا والمآسي البشرية، لا يحسبون لهم اي حساب.  لأنه، بالطبع، تريليونات الدولارات معرضة للخطر، والقدرة على الاستمرار في سرقة الجميع، والاختباء وراء الكلمات حول الديمقراطية والحريات، وغرس القيم النيوليبرالية الشمولية بطبيعتها، ووصم بلدان وشعوب بأكملها بأبشع الأوصاف، وإهانة قادتها علنًا، وقمع المعارضة في بلدانهم.

 عن النازيين في ألمانيا

 في الثلاثينيات من القرن الماضي، فتح الغرب الطريق أمام النازيين للوصول إلى السلطة في ألمانيا.  وفي عصرنا، بدأوا في جعل أوكرانيا “معادية لروسيا”.

 حول لواء الجيش الأوكراني  “إديلويسEdelweiss

 في الآونة الأخيرة، أطلق على إحدى كتائب الجيش الأوكراني (…) اسم “إديلويس” – مثل فرقة نازية شاركت في ترحيل اليهود، وإعدام أسرى الحرب، والعمليات العقابية.

 عن تصرفاتهم الشيطانية

هم، آسف على العبارة، لا يهتمون.  نحن لا نأبه لمن يراهن على القتال ضدنا، على القتال ضد روسيا.  (…) هذا يعني أنه يمكن تجنيد الجميع، وقد رأينا ذلك، وقد حدث – إرهابيون ونازيون جدد، على الأقل يمكن استخدام اي كان، سامحني الله، طالما أنهم ينفذون إرادتهم.

 حول خطة “دفع التهديد” بعيدا عن الحدود

 كلما ازداد وصول الأسلحة الغربية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، سنضطر إلى إبعاد التهديد بعيدًا عن حدودنا

 حول استحالة هزيمة روسيا

 من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة.  لذلك، يتم شن المزيد والمزيد من الهجمات الإعلامية العدوانية ضدنا.

عن الأخلاق

 يتم الإعلان عن الانحرافات، واستغلال الأطفال، وحتى الاعتداء الجنسي على الأطفال، باعتبارها قاعدة في حياتهم، ويُجبر رجال الدين على مباركة زواج المثليين. لهم الله، دعهم يفعلوا ما يريدون.  للكبار الحق في العيش كما يريدون.

 عن أولئك الذين اتخذوا “خطوة جانباً”

 لن نكون أبدًا مثل نظام كييف، الذي يمارس مطاردة الساحرات.  لن نصفي حسابات مع من أخذ خطوة جانبا وانسحب من وطنه.  عليهم أن يتعايشوا مع ذلك.

 مساعدة أهالي الضحايا

 واجبنا هو دعم العائلات التي فقدت أقاربها وأحبائها، ومساعدتهم على رعاية أطفالهم وتربيتهم، ومنحهم التعليم والمهنة.  يجب أن تكون أسرة كل مشارك في العملية العسكرية الخاصة في موضع الاهتمام المستمر، ويحيط بها الرعاية والشرف.  يجب الاستجابة لاحتياجاتهم على الفور، دون روتين.

عن الإجازات للمقاتلين على الجبهة

 من الضروري تحديد إجازة منتظمة لجميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة، بما في ذلك المتطوعين، ولجميع قوات الاحتياط الذين تم استدعاؤهم، لمدة 14 يومًا على الأقل ومرة ​​واحدة على الأقل كل ستة أشهر، عدا وقت السفر.

 حول الدعم الاجتماعي للمشاركين في العملية العسكرية الخاصة

 يجب أن يكون متوفرا للجميع مع سهولة الاستفادة من الدعم على جميع المستويات.

 حول “الجبهة الاقتصادية” التي فتحها الغرب

 [الغرب] لم يحقق شيئاً في أي مكان ولن يحقق شيئاً.

 عن المعاناة

 إنهم يحاولون جعل شعبنا يعاني.  لكن حساباتهم خابت.

 بشأن عدم تجريم “الهياكل الاقتصادية”

 أرى أنه من الصواب العودة إلى مسألة مراجعة عدد من قواعد القانون الجنائي فيما يتعلق بما يسمى بالجرائم الاقتصادية.  (…) من المستحيل السماح بالتساهل الكامل هنا، لكن لا داعي للمبالغة أيضًا.  من الضروري التحرك بنشاط أكبر نحو إلغاء التجريم هذا.

 حول إلغاء إعفاء الشركات المملوكة من الخارج من الضرائب.

 أطلب من الحكومة، في اتصال وثيق مع البرلمان، اقتراح إجراءات إضافية من شأنها تسريع عملية إلغاء ترخيص الشركات المملوكة من الخارج.

شفقة الشعب على رجال الأعمال

 لم يشعر أي من المواطنين العاديين بالأسف لأولئك الذين فقدوا رؤوس أموالهم في البنوك الأجنبية.  ولم يندم على الذين فقدوا يخوتهم وقصورهم في الخارج ونحو ذلك.  وفي النقاشات التي جرت في المطابخ، ربما تذكر الناس كلاً من خصخصة التسعينيات (…)، والرفاهية الباهظة التي تميز ما يسمى بالنخب الجديدة.

 حول رغبة الغرب في “إشعال النار” في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي

 طوال السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي، لم يتوقف الغرب عن محاولة إشعال النار في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي.  والأهم من ذلك – القضاء على روسيا في النهاية.

 حول السادة والنبلاء ورؤساء البلديات

 حان الوقت لفهم أنه بالنسبة للغرب، كان هؤلاء الأشخاص وسيظلون غرباء من الدرجة الثانية يمكنك أن تفعل معهم ما تريد.  والمال، والاتصالات، والألقاب المشتراة للسادة، والنبلاء، ورؤساء البلديات لن تساعد هنا على الإطلاق.  يجب أن يفهموا: إنهم من الدرجة الثانية هناك.

 حول “على من تعول روسيا”

 يجب أن يكون أولئك الذين نشأوا في دونباس ونوفوروسيا وقاتلوا من أجلها الركيزة الأساسية في العمل العام لتطوير هذه المناطق.  أريد أن أخاطبهم وأقول: روسيا تعول عليكم.

 حول الانتخابات الرئاسية عام 2024

 وستجرى انتخابات السلطات المحلية والإقليمية في سبتمبر من هذا العام والانتخابات الرئاسية في عام 2024 في التزام صارم بالقانون، مع الالتزام بكافة الإجراءات الدستورية الديمقراطية.

 حول الهجمات على قواعد الطيران الاستراتيجي الروسية

 نحن نعلم أن الغرب متورط بشكل مباشر في محاولات نظام كييف لضرب قواعد طيراننا الاستراتيجي.  تم تجهيز الطائرات بدون طيار المستخدمة لهذا الغرض وتحديثها بمساعدة متخصصين من الناتو.  والآن يريدون أيضًا تفتيش منشآتنا الدفاعية؟

 حول أهداف الولايات المتحدة والناتو

 تقول الولايات المتحدة وحلف الناتو صراحة إن هدفهما هو إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.

 عن العالم حسب الوصفة الأمريكية

 لقد تدهورت علاقاتنا.  وهذا تماما بسبب الولايات المتحدة.  هم الذين، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأوا في مراجعة نتائج الحرب العالمية الثانية وبناء العالم على الطريقة الأمريكية.

 حول الاستعداد للتجارب النووية

 بعض السياسيين في واشنطن، ونحن نعلم ذلك على وجه اليقين، يفكرون بالفعل في إمكانية إجراء تجارب طبيعية لأسلحتهم النووية.  بما في ذلك مراعاة حقيقة أن الولايات المتحدة تطور أنواعًا جديدة من الأسلحة النووية.  لدينا مثل هذه المعلومات.

 في هذه الحالة، يجب على وزارة الدفاع الروسية وشركة Rosatom ضمان الاستعداد لاختبار الأسلحة النووية الروسية.  بالطبع، لن نكون أول من يفعل ذلك.  لكن إذا اختبرت الولايات المتحدة، فعندئذ سنفعل.  لا ينبغي لأحد أن يتوهم بشكل خطير أن التكافؤ الاستراتيجي العالمي يمكن تدميره

 عن الحقيقة

 الحقيقة على جانبنا.

✺ ✺ ✺

“تذكر الحرب”

ألكسندر بروخانوف

كاتب روائي روسي مخضرم، ناشط سياسي واجتماعي

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

12/1/2023

 نحن نحارب قوة سوداء غاشمة قادمة من الغرب الأوروبي إلى الشرق الروسي

 ترتفع كاتدرائية ضخمة في كرونشتادت (مدينة روسية تقع على جزيرة كوتلين في بحر البلطيق قبالة سانت بطرسبرج-المترجم) – يكسوها الذهب والرخام، وهي آخر كاتدرائية للإمبراطورية الروسية غرب البلاد، حيث نقشت على الجدران أسماء السفن والأطقم التي فقدت في الحرب الروسية اليابانية 1904-1905.

 أمام المعبد نصب تذكاري رائع للأدميرال ماكاروف – جبار، ملتح، مثل إله البحر، يقف على صخرة، محاطًا بالمراسي، وعلى قاعدة التمثال محفورة مقولته الشهيرة “تذكر الحرب”.

 لم يتذكر القيصر نيكولاس الاول الحرب.  كانت هناك مسيرات في Champ de Mars، وقف حرس الفرسان، وتعددت الاحتفالات والألعاب النارية.  ولكن عندما اندلعت الحرب، انطفأت الألعاب النارية.

هزمت البوارج اليابانية بالقرب من تسوشيما الأسطول الروسي بقيادة الأدميرال روجيستفينسكي – كانت حركته بطيئة وبنادقه قد عفا عليها الزمن، والادهى من ذلك، لم يكن يعرف تكتيكات القتال البحري الحديث.

 قتل الأدميرال ماكاروف على متن البارجة “بتروبافلوفسك” بالقرب من بورت آرثر (يعد بطلا للحرب كان ذلك 1904-المترجم).  وتوفي معه الفنان الروسي الكبير فيريشاغين الذي كان في صفوف الجيش الروسي في آسيا الوسطى والبلقان والشرق الأقصى.  “تذكر الحرب” – بدا صوت ماكاروف من أعماق المحيط.

 بعد أن نسي الحرب، فقد نيكولاس الإمبراطورية ومات ميتة رهيبة في قبو منزل إيباتيف.

ستالين “تذكر الحرب”.  كان يستعد للمعركة الحتمية مع الفاشية.  من خطة خمسية إلى خطة خمسية، بنى صناعة عملاقة، وأنشأ جيشًا، وطور أسلحة جديدة، وأعد مناطق احتياطية خلف جبال الأورال وفي سيبيريا، وجهز قواعد خرسانية، نُقلت عليها أدوات آلات المصانع في عام 1941 – مصانع بيلاروسيا وأوكرانيا التي تم اخلاؤها عند الحرب. وقبل ذلك، هزم المعارضة حتى لا تضع السكين في ظهر الدولة أثناء الحرب.  أصبح مبدعا لأيديولوجية الحرب والنصر.  اوكل للملحنين كتابة الأغاني والمارشات العسكرية.  ومخرجي الأفلام – لصنع أفلام حربية.  جعل بوشكين أشهر شاعر سوفيتي.

 ستالين “تذكر الحرب” وبالتالي فقد انتصر.

 لم تتذكر حكومتنا الحرب.  هي مغرمة جدًا بالعروض ومسابقات الدبابات (البياتلون) واحتفالات الذكرى السنوية والمناسبات.  واتضح أن الجيش الذي تمتلكه روسيا غير مستعد للحرب، صغير جدًا وضعيف التدريب.

 الصناعة، بعد أن مرت بإصلاحات جايدار المدمرة، لم تكن مستعدة لتجهيز الجيش بأسلحة حديثة.  لم يكن لدى الجيش ضباط جاهزون للقتال.

 الأموال الضخمة، التي يحتاجها الشعب الغلبان والصناعة العسكرية بشدة، أبحرت إلى الخارج وغرقت هناك إلى الأبد.

 الأوليغارشية، الذين يُبجلون بصفتهم نخبة البلاد، أقسموا بالولاء للعدو، وتبرعوا بالمليارات لتجهيز الجيش المعادي.  إن المثقفين الليبراليين، الذين طردوا الوطنيين من التعليم، والثقافة، ومجال الإعلام، وهؤلاء المثقفون اللاذعون، الذين يحتقرون روسيا، قد انتقلوا إلى الخارج ومن هناك يشوهون روسيا.

 لقد دمرت الأيديولوجية المسالمة، وعشق الغرب، وازدراء تاريخنا – المناعة “العميقة” التي كانت موجودة بين الناس.  والآن، مع تأخير ملحوظ، عبر الدم والدموع، نبدأ في “تذكر الحرب”.

ظهر يسوع لجون كريستيانكين شيخ بسكوف – بيشيرسك وقال له: “لا تَلُومَنَّ أحداً. عليك بالصلاة. كن حذرًا دائمًا وفي كل شيء.”

وانا أكرر، لا تلوموا أحدا، لا تسقطوا في الهستيريا، لا توزعوا صرخات الهزيمة نحو اليمين واليسار.  ولكن كلنا للقتال والعمل، قابضين على أسناننا، ونقوم بكل ما في وسعنا للفوز بالنصر، وجعله أقرب – بمدفع رشاش ومخرطة وصلاة.

 التحمل والحذر واليقظة.  حتى لا يؤدي الأمر العشوائي إلى ضحايا عبثًا.  حتى لا تقوض الكلمة الساخرة إرادة وروح الجنرال.  حتى لا تزعج الببغاوات الضاحكة في الأعمال الاستعراضية دموع دفن الجنود.

يخرج البلد من فقدان الوعي ويبدأ في “تذكر الحرب”.  إن الحرب التي تخوضها روسيا اليوم مع الغرب القوي الذي لا يرحم لا تخوضها فقط أنظمة الأسلحة، وليس فقط الجنود والجنرالات، وليس فقط من خلال الاستراتيجيات العسكرية وتقنيات الدفاع.  في هذه الحرب تقاتل الصور والمعاني.  من الضروري إعادة بناء صورة روسيا – منتصرة وجميلة، تحلم بالعدالة الاجتماعية والإلهية.  بلد صورته حاضرة بشكل غير مرئي في روح كل مواطن في روسيا.  صورة تندلع في لحظات الخطر الشديد وتجعل الشخص العادي بطلاً، والحاكم – منتصرا لامعًا.

 دع الفنان يأتي إلى الحرب ويرسم، مثل فيريشاغين، جنديًا روسيًا بكل عظمته المضيئة الهائلة.  دع الموسيقيين والملحنين يأتون للحرب، ويبدعون أغانيهم وسمفونياتهم الخاصة، مثل شوستاكوفيتش وليبيديف كوماخ.  دع الكتاب والشعراء ينزلون إلى الخنادق ويكتبون القصائد والقصص وسط صافرة الصواريخ، كما فعل شولوخوف وسيمونوف.

صورة الجندي، صورة الجيش، صورة القائد – هذا السلاح ليس أقل قوة من فرقاطة الأدميرال جورشكوف المجهزة بصواريخ الزركون.

من الضروري صياغة المعاني التي تشجع الشخص الروسي على ترك عتبة بيته والذهاب إلى الحرب، والعمال على خطوط إنتاج الدبابات – للعمل ليل نهار في ثلاث أو أربع نوبات، والمتطوعين – لجمع تبرعات الناس وإرسال المسيرات والدروع الواقية إلى جنودنا في الخنادق على الجبهة.  المعاني التي دفعت يوليا تشيشيرينا إلى أداء أغاني النصر المبهجة في خنادق دونيتسك، وجينادي زيفوتوف، الفنان الوحيد تقريبًا من فناني اليوم، لرسم لوحاته حول الحرب.  هذه المعاني موجودة في عقيدة الحلم الروسي – حلم روسيا الخالدة، السماوية، الإلهية العادلة.

 يتم إعلان هذه المعاني من قبل دين العدل، الذي يحمي في دونباس سكان دونيتسك ولوغانسك من السحق والإبادة.

ويوحد الناس الذين تم تقسيمهم بلا رحمة.  ويعيد الأراضي، التي استولوا عليها بلا ضمير، إلى روسيا.  إنه يحارب القوة السوداء الغاشمة القادمة من الغرب الأوروبي إلى الشرق الروسي، القوة التي تريد تحويل روسيا إلى صحراء ضخمة بين ثلاث محيطات، ورشها بالملح حتى لا ينمو أي شيء فيها.  ملؤها بالخرسانة لبناء “لاس فيغاس” عالمية جديدة على هذا الخرسانة، حيث تتألق الكازينوهات الشيطانية بالأضواء، وستخسر شعوب العالم التي تأتي إلى هذا الكازينو حتماً.

 في أفران الحرب تحترق الأجمة

 ضباب قاتم يرتفع فوق العالم

 قطار مدرع روسي مدوي

 ينطلق من جديد.

✺ ✺ ✺

عام على الحرب في أوكرانيا.. نتائج بينية وتوقعات

ألكسندر نازاروف، كاتب صحفي ومحلل سياسي

 23/2/2023

لا يمكن القول بالطبع إن عاما مضى على بداية الحرب في أوكرانيا. فما يحدث هناك هو حدث محلي صغير في إطار الحرب الهجينة الكبرى التي يشنها الغرب ضد روسيا، والتي لم تتوقف منذ قرون.

حرب تخفت أحيانا، ثم تتصاعد أحيانا أخرى على هيئة غزو لنابوليون أو هتلر تارة أو دعم غربي للانفصاليين في الشيشان وغيرها من المناطق تارة أخرى، أو انقلاب في أوكرانيا عام 2014. فليست أوكرانيا وإنما هذه الحرب الكبيرة هي ما يحدد حجم المهام الاستراتيجية التي تواجه روسيا ومنطق التدابير التي يتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أعتقد، في رأيي المتواضع، أن أهم ما حدث في فبراير من العام الماضي هو بداية تأميم النخب الروسية، وقد ساعدنا الغرب كثيرا في ذلك بعقوباته. هنا نجد بوتين حذرا للغاية أيضا، ففي خطابه الأخير أمام الجمعية الفدرالية، شرح بهدوء لرجال الأعمال الروس، ولمدة نصف ساعة، أنهم يتعرضون للسرقة في الغرب، ولن يكون هناك أمامهم سبيل سوى المشاركة في تطوير روسيا. لا يهدد بوتين بالتأميم، وإنما يسعى إلى تجنب الاضطرابات وإعادة توزيع الممتلكات والحرب الأهلية. إنه يخلق فحسب الظروف لتطور البلاد في الاتجاه الصحيح، ومن عام لآخر يوضح أن هدفه الرئيسي هو التنمية الاقتصادية لروسيا، أما الأحداث في أوكرانيا فهي أقل أهمية، ويجب ألا تصرف الانتباه عن هذه المهمة، إنها ليست سوى انحراف مؤسف بسبب الظروف السائدة.

لقد كنت شخصيا مستعد للوم بوتين بسبب افتقاره إلى الحسم المطلوب، إلا أنني أعود وأقارن ما كانت روسيا عليه قبل 20 عاما، وأين هي الآن، لأفهم كيف حدثت التغييرات الضخمة والسريعة، وفقا للمعايير التاريخية، ودون أن نلاحظها بالمرة.

يبدو لي أنه في إطار هذا المنطق، وبعد عام من بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، لم تصل روسيا بعد، لكنها اقتربت من الوضع الذي كان قائما في الفترة من 2014 وحتى 24 فبراير 2022: وضع الصراع المتجمد. أظن أن هذا بالتحديد ما يسعى إليه بوتين في الوقت الراهن.

أخشى أن خط الجبهة سيتجمد لسنوات، على الأقل في النصف الجنوبي من الجبهة. حتى أن بوتين عرض بناء عاصمة مؤقتة لمنطقة خيرسون بدلا من مدينة خيرسون! في الشمال، ستواصل القوات الروسية دفع العدو تدريجيا إلى الغرب من أجل وقف الهجمات الإرهابية على المناطق السكنية في دونباس.

والآن، لم تعد التقارير اليومية من الجبهة تثير اهتمامي، بل إنها، علاوة على ذلك، لم تعد مهمة في رأيي. أعتقد أن بوتين يحاول تطوير هذا الوضع لدى جميع العالم. يجب أن تصبح الحرب في أوكرانيا خلفية مملة، ويجب أن يتراجع الاهتمام العام بها، وألا تترك الصفحات والعناوين الرئيسية فحسب، وإنما تتوارى حتى إلى الصفحة العاشرة، بل ويجب أن ينخفض عدد قراء قناتي على تطبيق “تليغرام” إلى النصف. يجب أن يهدأ العالم، وأن تتغير السياسات الغربية، وأن تترك أوكرانيا جدول الأعمال الحالي. فبعد إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا، تحمس الغرب أيضا، وحاول مقاطعة روسيا، لكنه نسي بعد عامين.

هذا هو النموذج الذي يجب اتباعه، ومن غير المرجح أن يتحقق بسبب الأزمة العامة المتزايدة للغرب، والتفكك المتسارع للعالم أحادي القطب، إلا أن هذا، فيما أظن، سيكون لبعض الوقت هو هدف روسيا.

في واقع الأمر، يقول بوتين ما هو أوضح من ذلك لفهم خططه: “الدجاجة تنقر الحبوب حبة حبة حتى تشبع”، وأعتبر ذلك المثل الروسي الشائع شعارا لعهد بوتين بالكامل. في وقت سابق، قال إن الوضع بالنسبة لروسيا ليس جديدا، فقد تعين عليها فيما سبق أن تقاتل لعقود تحت حكم بطرس الأكبر وغيره من الحكام من أجل استعادة الأراضي الروسية الأصلية التي احتلها الغرب.. عقود!

ودعوني أذكركم بأن محاولات بوتين لإعادة دونباس إلى أوكرانيا ضد إرادة سكانها استمرت 8 سنوات، لكن الهدف حينها كان استراتيجيا: حيث كان من المفروض أن يمنع دونباس الروسي تحول أوكرانيا كلها إلى رأس الحربة النازية الموجهة من الغرب ضد روسيا. لقد حاول بوتين تجنب الحرب في أوكرانيا لثمان سنوات، وهو الآن بعيد كل البعد عن السعي إلى حرب مباشرة وواسعة النطاق مع الغرب.

بالطبع، هناك خطة بديلة إذا ما فشلت خطط “تهدئة الغرب”. فقد أصبح السياسي الأوكراني المعارض فيكتور ميدفدتشوك، الذي تم القبض عليه في وقت سابق بأوكرانيا، واستبداله بالأسرى النازيين من فوج آزوف، نشطا للغاية في الأشهر القليلة الماضية، فيما يكتب المقالات ويجري المقابلات مع القنوات التلفزيونية المركزية الروسية، والتي تعرض في وقت الذروة. ميدفيدتشوك يبلغ من العمر 68 عاما.

بمعنى أن “مدة صلاحيته” تبقى منها 5 سنوات، من المستبعد أكثر من ذلك.. ويمكن أن تكون تلك الفترة مفيدة إذا ما تجسدت في شكل رئيس أوكرانيا الموالية لروسيا، أو بالأحرى ما تبقى منها. فضم عدد من المناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا، في رأيي، يشهد على طبيعة الخطط الخاصة بالنصف الروسي البحت من أوكرانيا، من خاركوف إلى أوديسا.

لكن من غير المرجح أن يحدث هذا التوسع على الفور، حيث تظل الأولوية هي الحفاظ على الاستقرار الداخلي لروسيا، فقد استغرقت عملية نقل شبه جزيرة القرم إلى المعايير الروسية 8 سنوات، وقد بدأت للتو هذه العملية في دونباس. كما سيستغرق هضم منطقتي خيرسون وزابوروجيه عدة سنوات. بهذه الطريقة فقط، وبالتدريج، خطوة بخطوة، مع مراعاة الفرص المالية والاستقرار الداخلي، ستعود روسيا إلى أراضيها النائية في الجنوب الغربي (دعونا نتذكر أن كلمة أوكرانيا في اللغة الروسية تعني “الأراضي القريبة من الحدود”)، وسوف يستغرق هذا الأمر سنوات أو حتى عقود.

بطبيعة الحال، سيسعى الغرب إلى منع ذلك عن طريق حرق أوكرانيا في هذه العملية، واستخدام سكانها كعلف للمدافع ضد روسيا.

الوضع في الغرب أصعب من الوضع في روسيا، حيث تمتلك روسيا كل ما هو ضروري للبقاء، هناك فائض من الغذاء والطاقة وقاعدة صناعية للصمود لسنوات طويلة. على الرغم من أنه يجب الاعتراف بأنه بعد عقدين أو ثلاثة عقود من العزلة، فإن التخلف التكنولوجي أمر لا مفر منه، ومحفوف بخطر الخسارة، إلا أن هيمنة الغرب ستنتهي قبل ذلك الوقت، لهذا فلا عزلة ولن تعاني روسيا من العزلة.

 لذلك، فإنني أميل إلى توقع هجوم أوكراني كبير وليس من جانب روسيا في الربيع والصيف. وليست الضجة في الغرب حول الهجوم الروسي الكبير الوشيك سوى غطاء دعائي لزيادة إمدادات الأسلحة من أجل الهجوم الأوكراني.

وقد سمحت التعبئة الجزئية في روسيا بالحصول على ما يكفي من الجنود لتولي الدفاع بشكل آمن عن خط الجبهة، ولكن ليس للسيطرة على كل أو حتى معظم أوكرانيا. أعتقد أن روسيا، على الأقل في عام 2023، ستكون في موقف الدفاع. ولكن، في عام 2024، عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتمال زعزعة الاستقرار الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية قد تغير تكتيكاتها من الدفاع إلى الهجوم. فسوف تكون حربا طويلة على أي حال.

:::::

موقع RT

✺ ✺ ✺

تقرير حول ندوة ” اليسار والحرب”، تونس

محمد صالح التومي ـ المعروفي

تحياتي رفيقاتي ورفاقي،

انعقدت الندوة حول “اليسار والحرب” في ميعادها أي يوم السبت 18 فيفري 2023 بنزل “الكرمل” بمنطقة باب العسل بتونس العاصمة،

كانت القاعة صغيرة نسبيا…ولكنها امتلأت بالحضور…

وقد صوّر الرفيق وجدي مسلمي بعض لحظات الندوة، 

وكذلك فعلت الرفيقة فائزة خوجة،

وكانت منظمة “ألبا” قد دعت إلى هذه الندوة عبر مواقعها على امتداد أيام قبل وقوعها، 

كما كان ساهم في الإعلان عنها المحامي الفاضل الأستاذ عدنان العبيدي عبر صفحته بمجال التواصل الاجتماعي، 

كانت مداخلات:

1.عالم الاجتماع الجزائري سعيد بوعمامة عبر الفيديو، وهو الذي ألف في المدة الأخيرة كتابا جيدا حول اليسار والحرب بالاشتراك مع المفكر البلجيكي ميشال كولون

2. والمناضل الفلسطيني المعروف عادل سمارة،         

3. والمناضل الماليّ سليمان مانغانا، الباحث بمركز ” مسارات” للدراسات الفلسفية،

4. والناشطة التونسية نائلة جراد التي قدمت كتابها حول والدها المناضل علي جراد الأمين العام السابق للحزب الشيوعي التونسي الذي تمت إقالته من حزبه لتمسكه بضرورة الانخراط في معركة الاستقلال الوطني واعتبارها أولوية الاولويات في النضال، 

 كانت… كلها مداخلات كثيرة الأهمية،

كما كان للصحفية الإيطالية مارينيلا كوريجيا مساهمة عبر شريط وثائقي بعنوان:” كل شيء سيُنسى”… وهي المساهمة التي دعمتها بمداخلة عبر الفيديو… 

وقد نالني بعد مساهمة الرفيق الجزائري شرف التقديم مباشرة لمداخلة تحت عنوان: ” حول الحرب”… لاقى محتواها تقييما إيجابيا من طرف الحضور،

 وقد التقت أغلب المداخلات حول التنديد بالحرب الظالمة وضرورة وضع المسألة الوطنية في الصدارة في مواجهة مخططات الامبريالية…

وكان من ضمن الحضور:

الدكتور حمادي بنميم، وهو مؤلف جملة من الكتب حول الحركات الاجتماعية بتونس والجزائر والسودان منذ 2011،

والدكتور خميس العرفاوي، صاحب الإسهامات التاريخية المتعددة،

والرفيق محمد الكحلاوي،

والرفيق محمود البوزازي،

وهما وجهان بارزان من وجوه الحركة الوطنية الديمقراطية ببلادنا،

والمناضل رضا التليلي ابن المناضل النقابي أحمد التليلي،

والصحفي المصري حسني عبد الرحيم الذي تحدث من داخل انتمائه للتيار التروتسكي كما أكد على ذلك مرارا، 

والاستاذ المحامي حبيب الباروني،

والأستاذ المحامي نور الدين عجايلية،

والمناضلة هادية جراد،

والصحفية الإيطالية أليسّاندرا باجاك،

والرفيقة فائزة خوجة،

والرفيق نجيب شلوف،

والرفيق سامي الحشيشة،

والرفيق وجدي المسلمي، 

وهناك آخرون طبعا حضروا أو تدخلوا في النقاش، ولكنني لم أتمكن من الاحتفاظ في ذاكرتي بأسمائهم او لم يقع تقديمهم إليّ. 

 وكان هناك جملة من المناضلين أعلنوا عن رغبتهم في الحضور ولكن لم يتمكنوا وهم الرفيقات والرفاق:

منية بن نصر العيادي من منزل بورڨيبةن ،

وعلي الڨراوي من الڨصرين،

وريما بن عامر من صفاقس،

وغسان بن خليفة الذي بلّغ بكامل أسفه اعتذاره عن الحضور،

وصلاح عمامي لالتزامات مهنية طارئة في ميدان نشاطه، 

وقد اتفق الكثيرون بعد نهاية الندوة علي نجاحها في الدفاع عن رؤية وطنية تقدمية حول موضوع الحرب.

علما بأن إدارة الندوة تمت من طرف المناضلة سينيا بنيڨاسان الشيلية من منظمة آلبا ڨرانادا ، وهي المنظمة صاحبة الدعوة، وقد  كانت إدارتها لها بدرجة عالية من الاقتدار من حيث الربط ببن جميع مفاصلها والدقة في إبراز الإشكاليات المطروحة. 

هذا ما يمكن الإعلام به بإيجاز حول هذه الندوة،

              وشكرا.

محمد صالح التومي ـ المعروفي

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:

https://kanaanonline.org/

  • توتير:
  • فيس بوك:

https://www.facebook.com/kanaanonline/

  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org