السنة الثالثة والعشرون – العدد 6493
في هذا العدد:
■ اعتذار وعدم اعتذار: تجديد محكمتي ضد التطبيع، عادل سماره
■ وماذا عن: عرب للعرب! عادل سماره
■ أين فشل الحزب السوري القومي الاجتماعي؟ صفية سعادة
■ حوار مع المعارض الوطني السوري فاتح جاموس
- “من دون حوار حقيقي مع الأسد لا يمكن الوصول إلى أفق”
✺ ✺ ✺
اعتذار وعدم اعتذار
تجديد محكمتي ضد التطبيع
عادل سماره
ملاحظة:
نشرت النيابة العامة استئنافا ضدي منذ فترة، لكن احداث العسف من الكيان والزلزال في سوريا أحرجتني أن اكتب عن نفسي، مع أن قضيتي هي ضد التطبيع اي ليست شخصية.
أُبلغ المحاميان مهند كراجه وظافر صعايده بتعيين موعد تجديد محاكمتي على أن تكون الجلسة رقم 39 يوم 27 آذار 2023 للعام السابع. وتضمن البلاغ رفض قرارَيْ المحكمة:
الأول: قرار سيادة القاضي عمار القواسمي برَد القضية وذلك في 9 حزيران 2022 .
وفي تموز من نفس العام اصدرت النيابة نقضا لقرار القاضي وتقرر إعادة فتح القضية لتكون الجلسة رقم 37 يوم 20 نوفمبر 2022. وتم تأجيل الحكم إلى يوم 30 نوفمبر 2022.
والثاني: وصدر القرار الثاني برد القضية في جلسة رقم (38) للقضية 2518 /2016 في محكمة صلح رام الله صباح يوم 30 تشرين الأول 2022 برئاسة الأستاذ القاضي آسي حمدان.
وهذا يعيدني إلى يوم 29 حزيران 2016 حيث نظر المحقق حمَّاد في أوراق الادعاء لربع ساعة ثم ضربها على الطاولة وقال: ما في هون قضية! ولكن أُحلت إلى محقق آخر اسمه نشأت حيث حاول لأربع ساعات أخذ موافقتي على أنني كتبت البيان الذي يدين دُعاة دولة مع المستوطنين، علماً بأنني وضعت توقيعي عليه ولكن لم أكتبه.
وبغض النظر عن رفض النيابة العامة لقراريْ محكمة الصلح برفض الادعاء مبدئياً فإن الصحيح هو التالي:
أولاً: إن القضية سياسية وطنية ضد التطبيع والمطبعين. وأهم شاهد يؤكد أن القضية سياسية وطنية لا شخصية هو بيان الفصائل الفلسطينية في الشام يوم 10 تموز 2016 بإدانة المؤسسة الغريبة المسماة التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة (حولت اسمها إلى التجمع العالمي لدعم المقاومة-كي تخفي جريمتها في الدعوة لدولة مع المستوطنين!!!! كيف لا تخفي فعلتها وقد وصل المستوطنون جميعا إلى حريق بلدة حواره!
وكانت الفصائل الفلسطينية يوم 16 آذار 2016 قد منعت المدعية من عرض مشروع دولة مع المستوطنين هي واللبناني د. يحيى غدار حيث هدف غدار ومن معه أن تتبنى الفصائل الفلسطينية هذا المشروع التصفوي!!!
ثانياً: لذا، فإن إصرار النيابة العامة على تصوير القضية كقضية حقوق شخصية لا اساس لها قطعياً، والوثائق الأخرى التي قدمتها للمحكمة الموقرة تؤكد ذلك.
ثالثاً: ـ للابتعاد عن الجوهر الوطني السياسي للقضية تستند التهمة الموجهة من النيابة ضدي على الزعم بوجود تهديد شخصي! وليت النيابة تقول للناس: تهديد على ماذا!
لقد تورطت المدعية في إفادتها يوم 30 حزيران 2016 في الزعم بوصول تهديدات لها ووعدت بجلب ارقام الهواتف منذ سبع سنوات ولم تفعل. ولذا لجأت إلى السيد محمد جميل شريتح من قرية المزرعة الغربية وهو صديق المدعية طالبة منه أن يتصل بها هاتفيا ويهددها على انه د. عادل سماره ووعدته بتمويل محل تجاري له على حسابها! لقد جاء محمد جميل بعد الجلسة الأولى للمحكمة إلى مكتبي وأخبرني انها عرضت عليه دفع تكاليف محل تجاري له بشرط أن يتصل بها هاتفيا ويهددها على أنه د. عادل سماره وأكد لي انه سيأتي للشهادة. ولكن رغم بلاغات المحكمة له بالحضور لمدة اربع سنوات لم يأتي وأنا استغرب: لماذا لم يتم جلبه للشهادة. ولكن من اللافت وجود مفردات في مراسلاته معي تشي بأنه في جهاز أمني. وهذا موجود في ملف قدمته للمحكمة.
إن تكرار الزعم بالتهديد رغم مرور سبع سنين على العجز عن تقديم اي اتصال هاتفي يؤكد زيف مزاعم التهديد والإهانة…الخ.
رابعاً: وللإمعان في تجنب الجوهر السياسي الوطني للقضية تستند التهمة الموجهة من النيابة ضدي على الزعم بوجود إهانة! وهذا بلا اساس قطعا. فما ورد في البيان الذي أدان المدعية وزميلها اللبناني د. يحي غدار وما يسمى “التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة” هو وصف المدعية ب “العرابة”. علماً بأن عراب في العربية ليس إهانة بل تضخيما حسب القواميس. والأهم أنني لم أكتب البيان.
خامساً: لقد أرفقت شهادة د. ربحي حلوم إلى المحكمة كتابة وفيديو والتي تفيد أن المدعية حاولت تنظيمه معها في الدعوة لدولة مع المستوطنين وقد ذكر د. حلوم أنه هو الذي كتب البيان وليس د. عادل سماره. ولذا سأطلب من المحكمة الموقرة مشاهدة الفيديو كما تم في محاكمة الراحل د. عبد الستار قاسم مشاهدة المقابلة التي أجرتها معه قناة القدس الفضائية.
سادساً: إن الزعم بأن البيان الذي يدين المذكورين أعلاه قد خرج من جهاز كمبيوتري في محاولة للزعم أنني كتبت البيان فيه تلفيق مكشوف لأن البيان دخل كمبيوتري قبل خروجه بثلاثة ايام فهل ترى التكنولوجيا الخارج قبل الداخل! كل ما قمت به أنني وقعت البيان، وبعدها نشره د. حلوم وعرب آخرون في كل الوطن العربي وخروجه من كمبيوتري إلى نشرة كنعان ليس سوى نقطة في بحر. بل إن انتشاره عربيا هو الذي استفز المدعية وغدار وتجمعهما.
سابعاً: إذا ما قُبل الاستئناف الذي طلبه الطرف المدعي فستكون فرصة مناسبة لأعرض تفاصيل القضية وأنشرها للراي العام باللغتين العربية والإنجليزية، ذلك لأنني يوم قدمت شهادتي للمحكمة الموقرة كانت صدفة وبلا تحضير وذلك لأن السيد القاضي يومها وجد أن لديه وقتا إضافياً وسألني إن كنت اود الإدلاء بإفادتي فوافقت. وربما كان ذلك خطئاً مني وخاصة لأنني لم أكن أتوقع أن هناك من سيحول القضية إلى شخصية. وبالمناسبة من الناحية الشخصية هناك الكثير مما يستحق القول علانية ليخدم الوطن والأخلاق العربية.
أخيراً، إذا كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع فلسطين بمعنى التحرير كما يكتب مؤيدوها المنشبكون فكيف تحتضن تجمع غدار الداعي لدولة مع المستوطنين! أم أن رؤية الخامنئي لحل ديني في فلسطين ينسجم مع دولة مع المستوطنين.
✺ ✺ ✺
وماذا عن: عرب للعرب!
عادل سماره
أرسل لي الصديق سوكانت شندان/بريطانيا مانشيت في جريدة جيروزالم بوست الصادرة في القدس الشريف المحتلة، وهي جريدة يمينية حتى في زمن المزاعم بأن في الكيان يسار واشتراكيين، فكيف اليوم! وهي منذ البداية تصدر بالإنجليزية قبل الطبعة الإنجليزية لجريدة “هآرتس” وغيرها.
مفاد الخبر: “أن الرئيس بوتين يشتري فلسطينيين من مخيمات لبنان للقتال ضد أوكرانيا”.
بداية، تعرف الجريدة بأن في كل شعب أناس يسقطون بلا تردد وخاصة في حالة الفلسطينيين كشعب جرى إقتلاعه وتعرض لما تعرض. فلا غرابة أن يكون بينه مرتزقة. ولكن هل يُعقل أن يكونوا بحجم خبر في جريدة توزع عالمياً وهم في لبنان بضعة مآت من الآلاف!
أعتقد أن الخبر عن عدد تافه والهدف تشويه الشعب الفلسطيني.
وهل روسيا بهذا الفقر البشري؟ أم أن أحد الأهداف إظهار الفلسطيني كإرهابي شبيه بالنازي؟ ويمكن إدراجه في تدهور أكثر في مصداقية الكيان بعد أن صاغ أكاذيباً فنَّدها الواقع العالمي الذي يزخر بالمعلومة.
تذكرت ما كتبه بنيامين نتنياهو في تبرئته لهتلر من دم اليهود حيث زعم أن الحاج أمين الحسيني هو الذي اقنع هتلر بمحرقة اليهود. بينما النازية في المجتمع الألماني حتى منذ الفيلسوف جورج ولهلم هيجل في القرن التاسع عشر. فليس هتلر بحاجة لنصيحة الحاج الذي تعرف إليه خلال الحرب الإمبريالية الثانية أي بعد سنوات عديدة من صعود النازية ووصولها للحكم. والمثير للقرف أن التروتسكي اللبناني/الفرنسي جلبير أشقر روَّج لهذه الأكذوبة وأصبحت كتابته عن هذا الأمر مرجعاً ضد العرب والفلسطينيين
كتب الأستاذ علاء اللامي قبل بضع سنوات نقلاً عن رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي قوله أي المالكي بأن معظم (وكما أذكر 90 في المئة) ممن قاموا بتفجيرات إرهابية في العراق هم من الفلسطينيين! فهل يُعقل هذا، وهل الفلسطينيون ضد المواطنين العراقيين! أو حتى هل يستهدف الفلسطينيون العرب الشيعة المتأمركين؟ لا أعتقد ذلك.
كما أنه يتقاطع مع حديث جيروزلم بوست والذي يوحي كأن الفلسطينيين مئة مليو ن شخص بينما هم في لبنان تقلصوا إلى بضع مئات الآلاف!
المهم أن كاتب المقال في جيروزالم بوست هو فلسطيني!
وهذا سبب كتابتي هذا السؤال الحامض بمعنى:
نجد اليوم عرباً لأمريكا وعرباً لفرنسا وعربا لبريطانيا وعربا للكيان وعربا للصين وعربا لروسيا، وعربا لتركيا وعربا لإيران، ولم يبق إلا أن نبحث فربما نجد عرباً لجزيرة غرينادا. وكل هؤلاء إنعكاسات لمشروع التفتيت العربي.
ولذا، يصبح السؤال: ترى هل بقي عرب للعرب!
لماذا هذه الأمة مستهدفة حتى من باطنها؟
هذا ما يدفعني جداً للشغل على ولصالح العروبة كي تبني تحالفات وتقتلع ما للغير من أدوات. فلا خيار لهذه الأمة سوى عروبتها.
✺ ✺ ✺
أين فشل الحزب السوري القومي الاجتماعي؟
صفية سعادة *
ملاحظة من “كنعان”:
ننشر هذا التقييم النقدي المتزن كتشخيص حالة قد لا تنطبق على الحزب السوري القومي الاجتماعي فقط، بل على العديد من الأحزاب القومية سواء ذات البعد العروبي العام أو أقل. فحركة القوميين العرب بعد هزيمة 1967 حلت نفسها.
صحيح ان الحزب السوري القومي تحوصل قُطرياً وتقريبا بقي في لبنان، لكنه لم يصل درجة إلغاء الذات. لا ندري إن كان مناسباً ان تلامس الكاتبة في هذا المقال مسألة هامة جدا وهي الانتشار الواسع لقوى الدين السياسي بما هي النقيض لعلمانية أنطون سعادة. ونقصد هنا الإخوان المسلمين والنموذج الإيراني الذي هو قومي ولكن بغطاء ديني. وهذا إعادة البشر إلى ما قبل اليوم بقرون، والمهم أنه يدفع اتجاه تقويض العروبة بما فيها سوراقيا.
▪️▪️▪️
أين فشل الحزب السوري القومي الاجتماعي؟
صفية سعادة *
بمناسبة الأول من آذار
تحديد ماهية الفشل
قد نختلف حول الأسباب التي أدّت إلى فشل الحزب السوري القومي الاجتماعي، والغالبية إجمالاً تستعمل الوصول إلى السلطة كمقياس للفشل أو النجاح، فيُعتبر الحزب ناجحاً إن استطاع الحصول على عدد محترم من النواب في المجلس التشريعي، أو وزراء في المجلس التنفيذي. والبعض الآخر قد يلقي اللوم على أسباب خارجية، من تنكيل ومطاردة من قبل السلطات المحلية والغربية، ويزكي سياسات الحزب التي لا غبار عليها. كل هذه العوامل موجودة ومن الممكن دراستها، لكن العامل الأساس الذي يحدد في ما إذا نجح الحزب أو فشل، لا يجب أن يرتكز على تطلعاتي، أو تطلعات غيري، بل بناءً على الأهداف التي حدّدها أنطون سعادة في تأسيسه للحزب، فهو لم يأت رئيساً لحزب مؤلف في السابق، بل أنشأه من لا شيء، ولم يرتكز فيه على أيديولوجية غربية أو شرقية، بل اجتهد منفرداً، وقدّم مشروعاً يصبو إلى إخراج بلاده من براثن الدمار الذي ولّده الاستعمار الغربي في بداية القرن العشرين. معيار مقدار فشل الحزب أو نجاحه يتوقف إذاً على الأهداف التي وضعها سعادة للحزب السوري القومي الاجتماعي. في المادة الأولى من دستور الحزب، ينص سعادة بوضوح كامل على غاية إنشاء الحزب: «بعث نهضة سورية قومية تعيد إلى الأمة السورية حيويتها وقوتها، وتنظيم حركة تؤدي إلى استقلال الأمة السورية استقلالاً تاماً، وتثبيت سيادتها وتأمين مصالحها، ورفع مستوى حياتها، والسعي لإنشاء جبهة عربية».
كل المواد الأخرى التي تلي هذه المادة هي مواد تنفيذية في كيفية تنظيم الحزب من أجل الوصول إلى غاية إقامة أمة سورية (أو سوراقية) والمساهمة في نهضتها. نستطيع أن نتشعب، وأن نختلف حول كيفية الوصول إلى توحيد هذه «الأمة السورية»، لكننا لا نستطيع أن نلغي أو نستبدل الهدف، وإلا أصبحنا خارج مبادئ سعادة. لذلك، وضْع الحزب كهدف بحد ذاته، وعدم اعتبارِه وسيلة لبناء الأمة «السوراقية»، هو إلغاء لمشروع سعادة، لأننا حين نضع الحزب كهدف، يصبح الحزب حزباً سياسياً كبقية الأحزاب يتصارع مع غيره للوصول إلى السلطة، فيتماهى أعضاء الحزب مع السياسات الفردية للقيادات الحزبية، ويضيع المعيار الذي على أساسه بُني الحزب، والذي على أساسه أيضاً اعتبره سعادة أهم منجزاته على صعيد العمل المؤسساتي، أي بناء وسيلة تنفيذية لمشروع إقامة «سوراقيا»، لذلك أضاف كلمة «اجتماعي» في تسمية حزبه، لأن هدفه هو بناء المجتمع السوراقي. السياسة ليست هدف الحزب، بل وسيلة من وسائله لبلوغ الهدف.
هذه المؤسسة الحزبية التي اعتبرها سعادة من أهم منجزاته التنفيذية لخططه، تحوّلت إلى حلبة صراعات سلطوية ضمن الجهاز الحزبي، وانتهت صراعات دموية. فمنذ استشهاد سعادة لا نجد أي ورقة، أو كتاب أو تعميم على القوميين يحدد الخطة الآيلة إلى تنفيذ مشروع سوراقيا أو سوريا الطبيعية. لم يقدّم لا رؤساء الحزب، ولا المجالس التشريعية والتنفيذية والقضائية، أي مشروع، صغير أو كبير، في سبيل الوصول إلى إقامة سوراقيا، واستُعيض عن ذلك في ممارسة السياسة ضمن الكيانات التي قسّمها الغرب.
هدف إنشاء الحزب
لم يأت أنطون سعادة قبل أوانه كما يظن البعض. أتى في أوانه، لا بل تأخر قليلاً، لأنه في العام الذي وصل فيه إلى بيروت، أي عام 1930، كانت سوراقيا، وبلاد الشام قد قُسمت من قبل البريطانيين والفرنسيين، ضد رغبة السكان الذين كانوا يودون البقاء متحدين كما بينت بوضوح بعثة كينغ-كراين، وهي بعثة أميركية أرسلها الرئيس الأميركي ودرو ويلسون عام 1919 مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، واندثار الإمبراطورية العثمانية، لتحديد مصير المنطقة. غفل الحزب عن المشروع الذي وُلد من أجله، أي رفض التقسيم الذي لم ينبع من إرادة الشعب، بل من قهر واستعباد المستعمر للمنطقة وخيراتها، وعلى رأسها النفط، عبر بناء دول طائفية وإثنية وإذكاء الصراعات والحروب في ما بينها.
لم يكن المشرق العربي مقسماً قبل سايكس-بيكو كي نتكلم عن مشروع أنطون سعادة وكأنه أيديولوجية يريد خلقها من العدم، وبالتالي استحالة تنفيذها. منذ القدم، مثلّت منطقة الهلال الخصيب حضارة واحدة، اجتاحتها جيوش أجنبية غربية وشرقية عديدة لثرائها وموقعها الجغرافي، من اليونان إلى الرومان، إلى التتر والمغول، إلى الفرنجة، إلى العثمانيين، لكن كل هذه الامبراطوريات لم تقسّم المنطقة إلى دول مصطنعة إلا مع وصول الاستعمارين الفرنسي والبريطاني من أجل إضعافها واستغلالها والسيطرة الكاملة عليها. هذا الواقع الذي فرضه الغرب، رفضه أنطون سعادة، كما والده الدكتور خليل سعادة من قبل، وغالبية اللبنانيين أيضاً. فجيل خليل سعادة، ومن بعده جيل أنطون سعادة، وُلد على أرض سورية كون اختراع لبنان من قبل الفرنسيين لم يتم قبل العام 1920. بالتالي حين قدّم سعادة مشروعه كان يتكلم باسم غالبية أهل بلاد الشام والعراق، وضد وجود الكيان الصهيوني المصمم على إلغاء فلسطين وشعبها. كان سعادة ووالده يسابقان الزمن، لخوفهما من حلول كارثة سيعاني منها الشعب السوراقي لأجيال وأجيال، وهذا ما حصل. من بين كل المشاريع للأحزاب المختلفة في عصره، سعادة هو الوحيد الذي ركّز على العامل الجغرافي كمحدد للهوية، لأن الهوية الوطنية/القومية لا تتصل بعنصر أو دين معين، بل تنبع في العالم الحديث من مكان الإقامة، وهذا ما يدوّن في جوازات سفرنا. إقامة شعب على أرض معينة، وتفاعله معها عبر قرون مديدة وإنتاج حضارة مختلفة عن جواره، هو الذي يحدد هوية الدولة-الأمّة. وتجدر الملاحظة أن التنظيم الاجتماعي القائم على أساس وجود شعب على أرض محددة، لم يظهر قبل القرن السابع عشر، لذلك كل حديث عن دول قومية قبل هذا التاريخ هو تناقض تاريخي (historical anachronism). من هنا أتى مشروع أنطون سعادة حاضناً لكل الفئات الإثنية والدينية المتواجدة على الأرض، بناء على مبدأ تشارك الأرض. ولأن الأرض هي الجامع، لم ينتج من تصورّه إشكاليات كالتي حصلت مع أحزاب أخرى تقدم أيديولوجيات مختلفة تنتج منها أسئلة مثل: هل المسيحيون عرب، أم أن المسلم فقط هو العربي؟ أو، هل الإثنيات الأخرى التي تعيش في العالم العربي تُعتبر عربية؟ وهل نعتبر من لا يتكلم اللغة العربية، عربياً؟
توحيد «سوراقيا» مهمة الحزب الأولى، التي من دونها لا نستطيع أن ننهض، فمبادئ سعادة «الأساسية» تتمحور حصراً حول وحدة واستقلالية الأمة السوراقية. هو سمّاها المبادئ الأساسية، أي أن لا بناء إلا على هذا الأساس، أمّا أن نقبل بتقسيمات سايكس-بيكو الطائفية، ثم نبدأ بالعمل على تنفيذ المبادئ الإصلاحية من ضمن هذه التقسيمات، فوهم وسراب، لأن تقسيمات سايكس-بيكو للهلال الخصيب تقف حائلاً أمام بناء دولة وطنية جامعة وتمنعنا من الاستقلال الحقيقي. فمهما حسنّا في لبنان الحالي مثلاً، لن نصل إلى نتيجة لأن حجم الكيان اللبناني الصغير وسلخه عن امتداده الطبيعي يمنعه من الاستقلال، وهذا تماماً هدف الغرب الاستعماري الذي يعي خطر توحيد «سوراقيا». لذلك أرى أنه لم يتم اضطهاد واغتيال أنطون سعادة بسبب مناداته بفصل الدين عن الدولة، بل بسبب إنشائه حزباً يقاتل لوحدة سورية الطبيعية. هذا ما لم تفقهه القيادات الحزبية، فأخذت تعمل ضمن نطاق الكيان اللبناني، وتنادي بتطبيق فصل الدين عن الدولة، وكأن هذه هي رسالة سعادة الأساسية. لم يقم الحزب بعدَ سعادة بأي خطوات للم شمل دول سوراقيا، لا بل أهمل العراق نهائياً، مع أنه الأكبر جغرافياً، ولم يضع أي تصور أو برنامج عملي في سبيل تفاعل إيجابي بين سوريا ولبنان، حتى وصل الأمر ببعض قيادييه الوقوف ضد وحدة سوريا ولبنان، وحين قيل لجورج عبد المسيح، رئيس الحزب السابق، أنه بقتل عدنان المالكي دُمر الحزب نهائياً في سوريا، أجاب: بقي عندنا لبنان! هل هذا جواب رئيس حزب يعي ما يقول؟ هل لبنان يوازي سوريا استراتيجياً، وسياسياً، واقتصادياً وديموغرافياً؟ وهل لبنان يوازي العراق في أهميته ومكانته بين الدول؟
واليوم، اهتمام القوميين والقيادات الحزبية منصبٌّ فقط على لبنان، أي أن الحزب لم يعد فاعلاً في العراق أو سوريا والأردن وفلسطين، ولبنان لا يستطيع أن يكون مستقلاً إذا لم يتحد مع جواره، ما يعني أن العمل الحزبي لسبعة عقود ماضية ذهب هباء، فلبنان لا يستطيع أن يكون مستقلاً إلا بإلغاء مفاعيل سايكس-بيكو. قام أنطون سعادة بجهود كبيرة وإمكانات متواضعة لنشر مشروعه في الكيان السوري بعد عقد من تقسيمه، بدءاً من عام 1930 وما بعد. مكث في سوريا سنة، وحين عاد إلى بيروت تابع زياراته إلى المناطق السورية، وانضم العديد من القوميين إلى الحزب، ثم أدخل العراق والكويت في المنظومة السوراقية عام 1947، لكن لم يتسنّ له الوقت لزيارتهما، وتقاعس الحزب بعد استشهاده عن متابعة السعي في نشر رسالته في كيانات سوراقيا، لا بل بدأ نفوذه بالانحسار حتى في المناطق التي انتشر فيها هذا الفكر.
أعزو فشل الحزب إلى عدم التزامه بمشروع سعادة التوحيدي، وتمنّعه عن بناء استراتيجيات وخطط طويلة الأمد لتوحيد كيانات سوراقيا على مراحل، من فتح حدود، وتبادل بضائع، وإنشاء عملة موحدة، والاتفاق على سياسة خارجية واحدة، وإقامة نظام دفاع مشترك، والاتفاق على من هو العدو، ومن هو الصديق. هذا هو المشروع الذي من أجله بنى سعادة المؤسسة الحزبية، وعبّر سعادة بصراحة تامة أنه مستعد لحل الحزب إن هو خرج عن أهدافه.
لولا استشراف أنطون سعادة لمجريات الأحداث قبل قرن من الزمن، وصوابية رؤيته، ولولا كونه الوحيد بين جميع المفكرين السياسيين والاجتماعيين الذي صمم مشروعاً نابعاً من أرض سوراقيا، وليس مستعاراً من أي أيديولوجيات غربية، لما صمد الحزب. ولسخرية القدر، بدلاً من أن تكون المؤسسة الحزبية هي الرافعة لمشروع سعادة كما أرادها، أصبح الحزب يعتاش من النظرية الفذة والمبتكرة التي قدمها سعادة، والتي هي ملك كل أبناء شعب سوراقيا.
ما العمل؟
الحل الوحيد ليس بإلقاء المحاضرات كما أفعل الآن، إنما في بناء مواطن سوراقي، وهذا لا يحصل إلا ببناء مدارس قومية في أرجاء كيانات سوراقيا بدلاً من تأليه السلطة. والنتائج ستكون مبهرة لو فعل ذلك القوميون، لأن لا أحد كان سيعترضهم على بناء مدارس بدلاً من التنطح على السلطة. لو فعلوا ذلك لكانوا غيروا التاريخ، وأمامنا مثال ساطع وواضح: انظروا إلى تركيا أتاتورك العلمانية، أين أصبحت اليوم؟ ومن الذي غيّرها؟ أليست مدارس غولن الإسلامية هي التي نقلتها من ضفة إلى ضفة معاكسة؟ لو وضع الحزب ماله وجهده في إقامة مدارس ابتدائية سوراقية، لكان بنى جيلاً يؤمن بالوحدة ويعمل لها، ولكان الشعب قد أصبح مصدر السلطات كما أراده سعادة.
حين أسس سعادة الحزب أسسه كمدرسة تهدف إلى التغيير على الأصعدة كافة، من قومية واجتماعية واقتصادية ونفسية. فهو أشاد مؤسسة هدفها الثورة على كل تقاليد بلاده البالية: من حرية فكر مطلقة في البيت وخارج البيت، ومن رفض قمع الأهل لأولادهم، وقهرهم لأحلامهم. من حرية المرأة ومساواتها مع الرجل في كل المهام، والمطالبة بحرية الفلاحين من نير الإقطاع، وتحرير «رعايا» الأديان من رجال الدين، والتعامل معهم كمواطنين لهم كل الحق في تقرير مصيرهم، والفصل فصلاً تاماً بين الدين والدولة، وبناء مبدأ المواطنة الذي يلغي الفروقات المجتمعية، ويساوي بين الجميع بمعزل عن إثنيتهم ومللهم الدينية. وكل ذلك لا يستقيم من دون ترسيخ الدولة السوراقية، لأنها وحدها قادرة على تطبيق هذا البرنامج. لقد قسمت سايكس بيكو المنطقة من أجل أن تكون الكيانات ضعيفة وعاجزة عن الاستقلال. فلو قبلنا جدلاً بفصل الدين عن الدولة في لبنان، هل ينفعنا ذلك بشيء، فيما نحن فاقدون لاستقلالنا الذاتي، ويديرنا الأجنبي كما تشاء مصالحه؟ وفي حال وضعنا قوانين مدنية، ماذا ستفيدنا ونحن تحت نير العبودية؟ وكيف نستقل اقتصادياً، ولا إمكانات عندنا إلا بالتكامل والتضامن مع البر الذي يجاورنا؟ ولماذا ترفض الولايات المتحدة الأميركية رفضاً قاطعاً أن يتم التواصل بين سوريا ولبنان والعراق والأردن؟ أليس لأن ذلك يوصلنا إلى التحرر الحقيقي؟
لسوء الحظ، هذه المدرسة الثورية التي استقطبت أحلام الجيل الشاب في ربوعنا السوراقية، انطفأت مع غياب سعادة. ومن المؤلم بالنسبة لي، رؤية القيادات الحزبية وقد تنازلت عن هذه المدرسة الثورية، لا بل قمعتها وشردتها وأقصتها من صفوف الحزب، وتمسكت بالتقاليد والممارسات البالية، المدمرة التي أتى سعادة من أجل تغييرها.
لم يفت الأوان، إنما أصبح الأمر أكثر صعوبة بعد انهيار دول سوراقيا، وحصار اقتصاد المنطقة، حيث لم يعد أحد يصغي إلا إلى تدبير أموره المعيشية. ومن المحزن أن نرى مشروع سعادة الذي تبين أنه الوحيد الذي يستطيع إنقاذ المنطقة، وباعتراف قياديين ميدانيين كجورج حبش ووديع حداد وأنيس النقاش، قد تنازل عنه الحزب وأصبح همّه وغمّه إيصال نائب من هنا، وآخر من هناك، في هذه الدويلة أو تلك، ويعتبر ذلك انتصاراً مبيناً.
التحدي المطروح علينا هو كيف نعيد اللحمة بين كيانات سوراقيا. هذا التباعد لم يكن موجوداً في حياة سعادة القريبة من وضع ما قبل تقسيمات سايكس-بيكو، حيث يتداخل السوري واللبناني والعراقي والفلسطيني في تداول السلطة في هذه البلدان من دون تفرقة أو تمييز بين دولة وأخرى! هذه الأكثرية من السكان المندمجة مع بعضها اختفت، وتحولت إلى أقلية بالكاد يسمع صوتها، لذلك مسؤوليتنا تحتم علينا إيجاد الخطوات المناسبة لبناء أكثرية تطالب بفتح الحدود، والتبادل التجاري الحر في ما بينها، ومواجهة إجراءات الولايات المتحدة التي تطالب بفتح الحدود في العالم قاطبة من أجل العولمة، لكنها تمنعنا من فتح حدودنا مع جيراننا؛ هذه الحدود التي لم تكن أصلاً موجودة قبل قرن من الزمن.
* أستاذة جامعية
::::
“الأخبار”
✺ ✺ ✺
المعارض الوطني السوري فاتح جاموس واطلالة على واقع الاحداث بصراحة وشفافية ..
تحت عنوان
“من دون حوار حقيقي مع الأسد لا يمكن الوصول إلى أفق”
المصدر: الميادين نت
المعارض السوري، فاتح جاموس، يتحدث للميادين عن واقع المعارضة في سوريا، وتعاملها مع كارثة الزلزال، ويتناول العلاقات السورية مع دول الخارج، وخصوصاً تركيا.
أكّد المعارض السوري، مؤسس تيار “طريق التغيير السلمي”، فاتح جاموس، ضرورة الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد من أجل الوصول إلى أفق.
وفي حوارٍ مع برنامج “بإيجاز” على شاشة الميادين، أوضح المعارض السوري، أنّه “من دون حوار حقيقي بين المعارضة ورئيس الجمهورية أو من ينوب عنه، فإنّه فعلياً لا يمكن الوصول إلى أفق”.
ولفت جاموس، إلى أنّ “المعارضة السورية اليوم هي على درجة عالية من التفكك، ولاسيما المعارضة التي تتبع القوانين الأممية”.
ووفقاً له، فإنّ “نشاط المعارضة تراجع منذ عام 2011 حتى اليوم، وذلك مع تراجع القوانين الأممية، وتقدم فعالية السلطة السياسية من خلال تحالفاتها الخارجية، وخصوصاً روسيا وإيران”.
وأشار إلى أنّه “يجري إعادة النظر بمنظومة المعارضة بسبب الانقسامات العميقة فيما بينها، والتناقضات بين تركيا والسعودية والإمارات وغيرها من العوامل، رغم تشجيعنا الكامل لكثيرين من معارضة الخارج”.
ونصح المعارض السوري المعارضين في الخارج “من ذوي البنية الأخلاقية والوطنية” بأن “يعيدوا النظر ويعودوا إلى سوريا”.
القسم الكاسح من المعارضة حاولت الاستثمار سياسياً بكارثة الزلزال
وبالحديث عن المعارضة في سوريا وتعاملها مع الزلزال الذي ضرب البلاد، أشار المعارض السوري، إلى أنّ “القسم الكاسح منها توجّه إلى الاستثمار السياسي في كارثة الزلزال من خلال التشكيك بمواقف السلطات السورية ونبش كل المسائل التحريضية”.
وأضاف للميادين، أنّ “الكتلة الكاسحة من المعارضة السورية، وحتى التي اختلفت في ما بينها بالتأثيرات السعودية والتركية والأميركية، توجّهت إلى الاستثمار السياسي والضغط على السلطة السورية”.
وتابع أنّ “كتل واسعة من المعارضة السورية كانت تعلم أن دولاً كثيرة بدت وكأنها تتدخل إنسانياً في سوريا، لكنها في الأساس تعمل على تطوير الحل السياسي من خلال ممارسة الضغوط على السلطة السورية”.
وأوضح المعارض السوري للميادين، أنّ “الدول القوية تفكر بالاستثمار السياسي في مثل الكارثة التي وقعت في سوريا حتّى ولو كانت دوافعها ذات طابع إنساني بالشكل”.
وأعرب عن اعتقاده، بأنّ “عملية منع المساعدات من الدخول إلى بعض المناطق السورية هي نوع من إعادة الحياة للاستثمار السياسي تماماً كما يحصل بمحاولات إعادة العنف إلى بعض النقاط في سوريا”.
وأكّد أنّ “الدافع الإنساني في المساعدات كان مقتصراً على الكتل الاجتماعية الواسعة داخل سوريا وعلى الدول التي تضامنت بشكل سريع بعد وقوع الزلزال”.
وأضاف للميادين، أنّ “معظم الدول لم تتضامن في البداية مع سوريا باستثناء البعض، وعلى رأسها العراق مثلاً، الذي مر بمحن عبر التاريخ وقد تضامنت سوريا معه دولة وشعباً بشكل كبير”.
المعارضة تدعم الدولة لا السلطة
وعن توجّهات المعارضة في سوريا، أكّد المعارض السوري، فاتح جاموس، للميادين، أنّ “المعارضة تدعم الدولة لا السلطة السورية”، مضيفاً أنّ “التمييز في هذا الأمر مهم جداً خصوصاً في الأزمات، لأنّه لولا وجود مؤسسات الدولة لما تمكنّا من مواجهة تداعيات الزلزال”.
وقال، إنّ الفصائل الفاشية في شمال غربي سوريا تحاول الاستثمار السياسي، وهي تستغل الحالة التركية من أجل رفع مستوى تناقضها مع السلطة السورية، وهذا يأتي في إطار استقطاب التحالفات الخارجية”.
وتابع: “عندما ندعم الجيش السوري ضد الجماعات الفاشية الخطرة، لا نكون بذلك داعمين للسلطة للسورية”.
وبيّن للميادين، أنّ “السلطة السياسية السورية لم تقم بالاستفادة من معارضة الداخل ذاتياً، بل هي استفادت منا موضوعياً تماماً كما تقدم المعارضة الخارجية موضوع استفادة لأميركا”.
ووصف خطاب الرئيس السوري بشار الأسد بـ “الخطاب المنطقي والطبيعي من قبل القوة الفعلية في السلطة، والقادرة على إصدار القرارات وتنفيذها”، مؤكّداً أنّه “خطاب ذو حالة وطنية من حيث المحتوى والشكل”.
ولفت المعارض السوري إلى أنّ “المشكلة ليست بمحتوى خطاب الرئيس الأسد وشكله، إنّما بالهامش الواسع الذي ابتعدت فيه السلطات السورية عن الفئات الشعبية التي كانت تمثلها سابقاً وعلى رأسها الطبقة الوسطى”.
ووفقاً له، فإنّ “الابتعاد الحاصل بين الطبقة الوسطى والسلطات السورية هو بسبب طبقة الفساد وحمايتها من قبل القانون من جهة، والتأثير الخارجي من جهة أخرى”.
الوضع الكارثي في سوريا وتركيا سيسهّل التقارب بينهما
وبشأن تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا سياسياً، أشار المعارض السوري إلى أنّ “الوضع الكارثي في هذين البلدين سيسهل التقارب بينهما”، مضيفاً أنّ هذا التقارب “سيتخطى الحاجة التكتيكية إلى الحاجة الاستراتيجية للخروج من المستنقع”.
ورأى أنّ “أي تقارب بين دمشق وأنقرة يأتي لصالح فتح نوافذ في عمليات التراكم السيئة بين البلدين بسبب الحرب”، مشيراً إلى أنّ الزلزال “سيسهّل هذا المسار”.
وشدّد للميادين على أنّه “من حق الدولة السورية أن ترد سياسياً على كل المواقف التي ظهرت من أعلى الهرم العالمي وصولاً إلى الداخل السوري بسبب مستوى الحصار القائم عليها”، لافتاً إلى أنّ “سوريا، كان عليها تحريك الأمور ما بعد الزلزال سياسياً كيلا تتفاقم بصورة قاتمة”.
وأضاف المعارض السوري، في السياق، أنّ “هناك محاولات للتفاهم مع سوريا من بعض دول الخليج بوساطة الإمارات”، لافتاً إلى أنّ “أزمة الزلزال جاءت لتسرع هذا الأمر، لكن ليس لأسباب إنسانية وأخلاقية، إنّما سياسية”.
وفيما يتعلّق بالموقف الغربي من سوريا، قال المعارض السوري للميادين إنّ “كل الدول الغربية بالمطلق، وعلى رأسها أميركا، وحتى أدواتها في الداخل السوري، هي لا تهتم بتحسين حالة الكتلة الاجتماعية السورية”.
وبحسب المعارض السوري، فإنّ “جميع الدول كان لديها رهاب من الموقف الأميركي حيال سوريا، وهي لم تتلكأ بعد الزلزال فحسب، بل استمرت بمواقفها السابقة التي تتلاءم والسياسة الأميركية”.
* ارفعوا العقوبات عن سوريا*
شاهد نص الحوار على الرابط التالي:
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org