أرسل لي الصديق سوكانت شندان/بريطانيا مانشيت في جريدة جيروزالم بوست الصادرة في القدس الشريف المحتلة، وهي جريدة يمينية حتى في زمن المزاعم بأن في الكيان يسار واشتراكيين، فكيف اليوم! وهي منذ البداية تصدر بالإنجليزية قبل الطبعة الإنجليزية لجريدة “هآرتس” وغيرها.
مفاد الخبر: “أن الرئيس بوتين يشتري فلسطينيين من مخيمات لبنان للقتال ضد أوكرانيا”.
بداية، تعرف الجريدة بأن في كل شعب أناس يسقطون بلا تردد وخاصة في حالة الفلسطينيين كشعب جرى إقتلاعه وتعرض لما تعرض. فلا غرابة أن يكون بينه مرتزقة. ولكن هل يُعقل أن يكونوا بحجم خبر في جريدة توزع عالمياً وهم في لبنان بضعة مآت من الآلاف!
أعتقد أن الخبر عن عدد تافه والهدف تشويه الشعب الفلسطيني.
وهل روسيا بهذا الفقر البشري؟ أم أن أحد الأهداف إظهار الفلسطيني كإرهابي شبيه بالنازي؟ ويمكن إدراجه في تدهور أكثر في مصداقية الكيان بعد أن صاغ أكاذيباً فنَّدها الواقع العالمي الذي يزخر بالمعلومة.
تذكرت ما كتبه بنيامين نتنياهو في تبرئته لهتلر من دم اليهود حيث زعم أن الحاج أمين الحسيني هو الذي اقنع هتلر بمحرقة اليهود. بينما النازية في المجتمع الألماني حتى منذ الفيلسوف جورج ولهلم هيجل في القرن التاسع عشر. فليس هتلر بحاجة لنصيحة الحاج الذي تعرف إليه خلال الحرب الإمبريالية الثانية أي بعد سنوات عديدة من صعود النازية ووصولها للحكم. والمثير للقرف أن التروتسكي اللبناني/الفرنسي جلبير أشقر روَّج لهذه الأكذوبة وأصبحت كتابته عن هذا الأمر مرجعاً ضد العرب والفلسطينيين
كتب الأستاذ علاء اللامي قبل بضع سنوات نقلاً عن رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي قوله أي المالكي بأن معظم (وكما أذكر 90 في المئة) ممن قاموا بتفجيرات إرهابية في العراق هم من الفلسطينيين! فهل يُعقل هذا، وهل الفلسطينيون ضد المواطنين العراقيين! أو حتى هل يستهدف الفلسطينيون العرب الشيعة المتأمركين؟ لا أعتقد ذلك.
كما أنه يتقاطع مع حديث جيروزلم بوست والذي يوحي كأن الفلسطينيين مئة مليو ن شخص بينما هم في لبنان تقلصوا إلى بضع مئات الآلاف!
المهم أن كاتب المقال في جيروزالم بوست هو فلسطيني!
وهذا سبب كتابتي هذا السؤال الحامض بمعنى:
نجد اليوم عرباً لأمريكا وعرباً لفرنسا وعربا لبريطانيا وعربا للكيان وعربا للصين وعربا لروسيا، وعربا لتركيا وعربا لإيران، ولم يبق إلا أن نبحث فربما نجد عرباً لجزيرة غرينادا. وكل هؤلاء إنعكاسات لمشروع التفتيت العربي.
ولذا، يصبح السؤال: ترى هل بقي عرب للعرب!
لماذا هذه الأمة مستهدفة حتى من باطنها؟
هذا ما يدفعني جداً للشغل على ولصالح العروبة كي تبني تحالفات وتقتلع ما للغير من أدوات. فلا خيار لهذه الأمة سوى عروبتها.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….