نشرة “كنعان”، 7 مارس 2023

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6495

في هذا العدد:

عادل سماره:

  • الاعتداء … ليس على حلب!
  • ما قيمة حراس بوابة بلا أبواب؟
  • الاقتصاد السياسي لرحيل الشركات

الزيارة لأسباب إنسانية! رشاد أبوشاور

لا يا حضرة المرشد خامنئي! زهراء جمال

✺ ✺ ✺


عادل سماره:

  • الاعتداء … ليس على حلب!
  • ما قيمة حراس بوابة بلا أبواب؟
  • الاقتصاد السياسي لرحيل الشركات

✺ ✺ ✺

(1)

الاعتداء … ليس على حلب!

البنتاغون وأداته الكيان يعتدون. لكن ليس على حلب! هذا الاعتداء بدأ من العقبة، ومن زيارة جنرالات امريكا للنتف المحتل.
وأما لماذا ليس على حلب؟ لأن كل العرب الرسميين في سوريا فالاعتداء كمن يقول لهم: لا تتعدوا إرسال الطعام والكلام لسوريا بل أوقفوا هذا، وها هو قصف المطار! فهل تجرؤون على استنكار حتى مجرد استنكار!!!
والأخطر هو اعتداء على كل المدن العربية التي حصرت موقفها من حرب “قيصر” في كلام “ارفعوا الحصار”!
فالعدوان على العرب رسميين وشعباً.
والعدوان على كل شخص في محور المقاومة يقول ويردد “نحن كذا نملك كذا، نُخيف كذا”.
كفى يا شباب! أنتم تحديداً لا داع أن تتكلموا إلا حينما تفعلوا.
لم يكذب عبد الناصر حينما كان يقول: لسنا جاهزين لحرب.
ولكن من يكذب هو كل من لا يقول بوضوح أن الحرب هي بيننا كعرب وبين كل الغرب والكيان.
لاحظوا، تتحقق فرصة توضيح الأزمة من تصرفات العدو. ولن تخفيها عنتريات محللو الفضائيات، كفى رقصاً كما يقول المثل “بعصا خرفيش” (نبات عصاته ثخينة لكنها فارغة).
قال الشاعر ابراهيم طوقان ذات يوم في قصيدته الفدائي قبل ثمانين عاماً:
” وأخو الحزم من تكن…يده تسبق الفما
يا فلسطين شدَّ ما حمل الضيم شدَّما
مرَّ حينا كاد يقتله الياس إنما
هو في الباب واقف
والردى منه خائفُ
فاهدئي يا عواصفُ خجلاً من بسالته”

(2)

وحدة الجبهات، الساحات بل التصريحات:

ما قيمة حراس بوابة بلا أبواب؟

أولاً: استكمل العدو الصهيمريكي عدوانه على مطار حلب بدخول وزير حربيته لمطار بغداد المحتل هكذا بأمان. هل يُعقل أن الحشد الشعبي لا يراه والحرس الثوري لا يراه.!!! ومع ذلك يقولون بلا خجل عقلي: العراق جزء من محور المقاومة! رجاء: لا تحترمونا فلسنا بحاجة لذلك، إحترموا أنفسكم. العراق قاعدة عملاء وامريكان وحسب. توقفوا عن الغزل بقوافل الطعام !!!أين قوافل الشرف؟

ثانياً: معارك في مخيم جنين بطائرات وآليات الكيان والشهدءا في ارتقاء متواصل.المسدس في مواجهة الأباتشي.

ثالثاً: تخيلوا لو تم اليوم ضرب صاروخ من لبنان وصاروخ من غزة وصاروخ من سوريا نعم صاروخ واحد من كل بلد وحجارة من الضفة الغربية وحجرا حجرا على كل سفارة للعدو الغربي في كل عاصمة عربية، فقط حجرا حجراً على أن يحصل كل هذا في نفس اليوم. وانظروا النتائج.

انقلوا الاحتجاج بالكلام إلى التخريب الشعبي.

أما الحكمة والعبرة، فالشعب يقاتل والقيادات تنام في الصف الآخر…ولكن إلى حين.

ملاحظة: صورة من مخيم جنين وصورة فالح الفياض مع وزير حرب أمريكا (2014) وصورة وزير حرب امريكا مع جنرال امريكي في مطار بغداد اليوم.

(3)

الاقتصاد السياسي لرحيل الشركات

جانب مغيَّب في تحليل أزمة الكيان الحالية. طبعاً بعيداً عن تحليلات الرقاصين ومطربي الجمهور باللغة، هناك مسألة رأس المال أو الشركات عابرة القارات. حينما ضغطت امريكا على الكيان عام 1985 وكان بيرس وزير الخارجية حيث طالبته بالتسريع في اللبرلة التي بادر بها فوز الليكود في انتخابات 1987 وكنت قد كتبت عنها عام 1981 في مقال في مجلة الشراع التي أغلقها الكيان وعنوان المقال “أربع سنوات ليكودية” حيث أشرت إلى التحولات الطبقية في قمة الشرائح الحاكمة في الكيان وخاصة الشريحة البرجوازية المالية في قمة الليكود والتي، وللطرافة استندت على اصوات اليهود الشرقيين. (سأكتب عن هذا). حين الضغط الأمريكي صنف النظام الشركات في ثلاثة:1-جزء مفتوح لأي مساهم و2- جزء مفتوح لليهود في الخارج والداخل و 3- جزء مفتوح لليهود في الكيان فقط وهذا الأكثر أهمية وتقنية.

ما يحصل مؤخراً من هروب لشركات أو نقل أعمالها للخارج بسبب الصراع الطبقي الايديولوجي الاثني معاً في الكيان كشف اين يكون الانتماء الحقيقي لرا س المال حتى في دولة الكيان المحكومة بزعم إيديولوجي/دين سياسي عميق. هنا يأتي البعد الأهم لنتخيل أن هناك وحدة ساحات محور ا.ل.م.ٌقا.و.م.ة سواء تزامناً مع الانقلاب السياسي على بنية دولة الإشكنازيم أو لوحده، أعتقد كنا سنرى نفس الرحيل المالي لا سيما وأن راس المال المعولم ليس قومياً. قد يساعد في فهم هذا المأزق الأمريكي. فليس صحيحاً أن امريكا لم تكن تعلم أن رحيل شركاتها حتى غير المتطورة جدا إلى الصين سوف تسمح للصين باهتبال الموقف. ذلك لأن الحقيقة هي أن رأس المال يسير طبقا لقانون ماركسي “الانسحاب والغزو” وحتى قانون رأس المال الهروب من المناطق الخطرة أو عدم الذهاب إليها. لقد حاول ترامب استرجاع تلك الشركات ولكن بنجاح ضعيف، وها هي، هنا المفارقة شركات أوروبية ترحل من أوروبا إلى الصين بعد حرب أوكرانيا أو حتى إلى امريكا مما يضاعف ربح امريكا من الحرب. باختصار، جميل أن نلتقط سحر الاقتصاد السياسي بجوهره الطبقي طبعا. (انظر كتاب ” صين اشتراكية أم كوكب اشتراكي.)

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….

✺ ✺ ✺

الزيارة لأسباب إنسانية!

رشاد أبوشاور

عجبي.. وكمان عجبي!

هل توافدتم إلى دمشق لأسباب إنسانيةّ!

وهل معنى ذلك أن تدمير أعرق أحياء مدن سورية لم يُحرّك نوازعكم الإنسانية؟!

هل أحد عشر عاما من الدمار، والتهجير والتشريد..لم تلامس شغاف قلوبكم، ولم تُحرّك مشاعركم الإنسانية التي ظلت طيلة سنوات قتل السوريين، العرب الأقحاح، متبلدة، فلم ترفعوا أصواتكم مستتنكرين لاستئجار ألوف الوف المرتزقة بلحى وبغير لحى، وزجهم في سورية لتدمير مدنا في مقدمة أعرق المدن في العالم، وهل هناك أعرق من دمشق وحلب وتدمر التي نهبت آثارها، وحطمت تماثيلها الدينية والتاريخية الحضارية، واجتثت بهدف تصحير سورية ثقافيا كما فعل الغزاة الأميركان ببغداد، وكما فعل التتار والمغول من قبل؟!

لأسباب إنسانية تزورون دمشق قلب العروبة النابض، بعد أن هدّم الزلزال أعرق أحياء حلب، واللاذقيّة، وحماة، وعشرات القرى العريقة، وغطّى أجساد ألوف السوريين تحت الدمار، فاندفع الأحياء من السوريين لإنقاذ أحبتهم، وذويهم، بالنبش بأظافرهم، ودفعت أجهزة الدولة السورية بما تبقّى لديها من آلات ثقيلة هي كل ما أبقاه الحصار الأمريكي الذي توّج جرائمه في سورية بقانون قيصر الذي تفرضه أمريكا بقرار أُحادي إجرامي لا صلة لمجلس الأمن به، ولا لأي جهة دولية، ولكنه حقد أمريكا والكيان الصهيوني، وتآمر بعض العرب تطوعا وتصفية لحسابات مفضوحة من مطبعين موتورين، ومنتمين لمصالحهم الضيقة، وحاقدين على سورية العروبة التي ما زالت متشبثة براية فلسطين، وبرفض الهيمنة الأمريكية والعربدة الصهيونية، وبالتواطؤ التركي الذي طاش صوابه بعد فشل وعود الربيع العربي ( الإسلاموي) الذي فتح البطن التركي لابتلاع المشرق والمغرب العربي لتكريس تبعيته من جديد للباب العالي!

هل كان يجب أن يموت ستة آلاف سوري دفعة واحدة، وينتشر الدمار في ربوع سورية حتى تتحركوا متأخرين جدا، ومتثاقلين جدا..وأنتم تتلفتون حواليكم مرتعبين من أن يحاسبكم أولياء أموركم على فعلتكم ب..زيارة سورية رغم 11 سنة من القتل والدمار والخراب و..الرهان المسعور على إنهاء سورية حضورا ودورا وجغرافيا وتاريخا، وأملاً بنهوض عربي يتهدد المخططات الأمريكية الصهيونية؟

ولكن سورية أمل العروبة، وقلب العروبة، ثبتت واستعادة ما احتلته قوى التحالف الدولي بقيادة أميركا، وطارد جيشها الباسل الأعداء وكنسهم مّما اضطر اميركا أن تتدخل بنفسها، وتحتل شمال شرقي سورية، وتضع يدها على ثروات سورية من النفط والغاز والقمح..وترعى العملاء الغادرين بالوطن السوري ليبقوا خنجر غدر..يا للعار!

كان بإمكانكم أن تعلنوا أنكم تقفون مع سورية وشعبها العربي العريق، وأنكم ترفضون حصار سورية، وترفعوا الصوت بأن قيصر ليس قراراً دوليا ولذا ترفضونه، وتعلنون إدانته..ولكنكم لم تفعلوا ولن تفعلوا، وشعب سورية يعرف، ولذا لم يبن آملا على زيارتكم التي لم تحمل بشائر أخوّة ونجدة حقيقية تفرّج كربة سورية والشعب الصابر رغم جراح خناجر الأخوة المتقاعسين والمتواطئين والبائعين…

سورية في كل ضيقة ألمت ببلد عربي كانت السبّاقة لمد اليد، وسورية هبت لنجدة كل بلد عربي محتاج، وأرسلت ألوف المعلمين إلى الأقطار التي تحتاجهم، فقد كان نشر اللغة العربية، نشر النور في بلاد العرب رسالة تقترن بالعلم…

سورية من قلبها، من دمشق النابضة بدم العروبة، من ارتفع صوتها عندما قصفت طائرات العدوان الثلاثي عام 1956 إذاعة القاهرة وصوت العرب: هنا القاهرة من دمشق، وهكذا ارتفع صوت مصر المقاوم للعدوان رغم أنوف المعتدين الإنقليز والفرنسيين والصهاينة…

سورية ترفع راية فلسطين منذ زمن بعيد، منذ زمن صلاح الدين الأيوبي، وهي مع مصر، حررتا بلاد العرب واجتثت جيوشهما الغزاة من بلاد العرب، وانقذت القدس..ولن تطبّع مهما اشتد عليها التآمر والحصار، وستظل فلسطين هي سورية الجنوبية والتي قاد ثوراتها أبطال وفدوا من جبلة وحماة ودمشق واستشهدوا على ثرى فلسطين، وستبقى فلسطين سورية الجنوبية  حتى تحريرها وما بعد تحريرها…

لا تنتظر فلسطين، سورية الجنوبية، وسورية العروبة أي خير حقيقي ممن يُطبعون مع الكيان الصهيوني، ويتفرجون على جرائم الصهاينة في فلسطين، وفي قلب أقدس مقدسات العرب والمسلمين في القدس والخليل وبيت لحم…

هبّ لنجدة سورية شعب العراق، وإيران الإسلامية، والجزائر الحرّة سيدة قرارها، وحزب الله .. وعرب أحرار شرفاء في الأردن وفلسطين، رفعوا أصواتهم مطالبين بإسقاط قيصر وتحديه مهما تكن التكلفة.

لقد ثبت إن بلدانا كفنزويلا وماليزيا وصربيا هي أصدق في مشاعرها ممن يدّعون العروبة، ولا عروبة في مواقفهم!

من يملكون المليارات ويتفرجون على شعب سورية المحتاج الذي لا يمد اليد، غير مقبول منهم الإدعاء بأنهم يقفون موقفا إنسانيا – شفقة يعني- لأن شعب سورية العربي الأنوف ذو الكبرياء والعراقة لا يرضى بأن يكون في موقع الشفقة..فأرض سورية أطعمت شعوبا عربية، وقطنها كسا شعوبا عربية عندما عريت..وبردى أروى الظامئن..ويا سورية الحبيبة مرّ الكثير وبقي القليل وأيّام عزّك لن يطول انتظارها…

✺ ✺ ✺

لا يا حضرة المرشد خامنئي!
زهراء جمال

العراق


‏بتاريخ ١٨/٢ من العام الحالي، نشر المرشد الإيراني تغريدة في غاية الخطورة ولكن للأسف لم ينتبه لها أحد!
وكمواطنة عربية بسيطة أود التعليق عليها لأهمية ذلك وكجزء من واجب الدفاع عن هويتنا الوطنية والثقافية ومنع تزوير مستحقات الحضارة الإنسانية،
وأقول؛
أولاً يا حضرة المرشد الإيراني، كان يجب أن تقول الدول العربية ومن ثم الإسلامية على الأقل،
 لأن فلس​​طين دولة عربية أولاً وقبل كل شيء،
وفيها مسيحيين كانوا يشكلون حينها ٢٠٪؜ من مجموع السكان، تم تهجريهم والاستيلاء على منازلهم وقد قدموا ولازالوا يقدمون المناضلين والشهداء والمثقفين، فلماذا يتم تجاهلهم كفلسطينيين عرب مسيحيين؟ كما أن العرب وُجدوا قبل الإسلام، وكذلك الفرس، فهل نشطبهم ونعتبر أن التاريخ بدأ مع الإسلام!
أليس هذا خلل تاريخي ومعرفي!
والاحتلال ليس احتلالاً دينياً بل احتلال سياسي إمبريالي ضد العروبة والوطن العربي،
والكيان الصهيوني يستخدم الدين السياسي في حين والعلمانية في حين آخر، والدين السياسي والعلمانية لديه هي دوره كأداة للإمبريالية الغربية،
كما أن حكام الدول العربية في تلك الفترة كانوا يتعينون ويتنصبون غربياً، ورغم ذلك، قاتل العرب كمواطنين لا ملوكاً أو أمراءً من المغرب إلى الأحواز بإمكاناتهم المتواضعة تحت الحصار قتال الأبطال فكيف غابت عنك هذه الحقيقة وراهنت على تلك الأنظمة وأنت الرزين والخبير !
أم أنكم تريدون معايرة العرب وتنسون أن الضباط العرب كانوا يستشهدون في فلسطين المحتلة عندما كان الضابط الإيراني يركع لتقبيل كعب زوجة الشاه !هل قرأت مذكرات الضابط الأردني عبد الله التل الذي حمى القدس الشرقية بقوات محدودة عام ١٩٤٨؟ هل سمعت بالشيخ ياسين البكري من الخليل الذي ساهم مع التل في حماية القدس؟ وحينما حصل احتلال ١٩٦٧ اعتقله جيش العدو في بلدة شعفاط شمال القدس وأخذود إلى الجنرال الصهيوني عوزي نركيس قائد المنطقة الوسطى،
نركيس عرفه وقال له: “لن أمنحك الاستشهاد على يدي”!!!
بل كيف غاب عنكم أن الأنظمة العربية الحديثة ولدت مرتبطة بحبل سُري مع الكيان منذ ١٩١٦ ووعد بلفور كان عام ١٩١٧ تماماً كما كان حال الكيان الإيراني عقب الحرب العالمية الأولى!
ولعلمكم أن لينين الشيوعي هو الذي فضح اتفاقية سايكس-بيكو قبل كل رجال الأديان والحكام العرب والمسلمين.
لأنه يعرف أن الصراع رأسمالي سياسي اقتصادي وبعضه ثقافي، والدين الإسلامي مع محبتنا له واعتزازنا به ونحن من أدخل بصليل سيوفنا غير العرب إليه جزء من الثقافة وبالتحديد ثقافتنا العربية،
والمستغرب هو حديثكم عن غرب آسيا !
فهل يتم تقسيم العالم بهذه الطريقة العجيبة؟! الغرب والشرق والشمال والجنوب جهات جغرافية يمكن أن تضم أمماً متناقضة مختلفة لا يجمعها الأمر الجغرافي قطعياً !
 الكيان الصهيوني أقيم في قلب وطن اسمه الوطن العربي، على الأقل هذا حسب وثيقة بانرمان الخطيرة عام ١٩٠٧،
وإذا لم تكن لدى مستشاريك نرسلها لكم باحترام.
بصراحة أستغرب تجاهلك للأمة العربية ونظامكم يستمد شرعيته من العمامة الهاشمية!
ولا تنس أن تسمية غرب آسيا مشابهة لما يسمى الشرق الأوسط أو الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أي تسمية صاغها الاستعمار البريطاني ثم كرستها الإمبريالية الأمريكية،
أزعم بأنني مطلعة بشكل لا بأس به على الوثائق التأريخية، ولكنني لم أسمع قط بهذا المصطلح “غرب آسيا” إلا من قبلكم!
إذا كنتم تودون تسمية إيران غرب آسيا، فهذا شأنكم وحقكم، لكن وقطعاً ليس من حقكم فرض هذه التسمية الغريبة والمريبة علينا !
هل لديكم مشكلة من ذكر العرب ؟
 لقد ذكرتني هذه التغريدة بموقع إيراني يديره مستعربو إيران ويسمى “Cradle”
أي المهد ويضع خارطة تضم إيران وتركيا والمشرق العربي باستثناء مصر،
لكن مهد ماذا؟!
هذا تزوير تأريخي وثقافي خطير !
المهد الديني عندنا وعند البشرية هو فلسطين وسوريا،
والمهد الحضاري هو مصر والعراق،
وإذا كان لا بد من وصف المهد فهو مصر والعراق وسوريا الكبرى، أي الوطن العربي من المغرب إلى الأحواز،
أما تركيا فهي مؤخرة أوروبا وهي ضائعة بين الشرق والغرب، والأتراك مستوطنون منذ بضعة قرون بعد ذبح وتهجير العرب والسريان والأرمن وحتى الأكراد من أراضيهم، فكيف بالله عليك اعتبرتها من المهد؟!
هل تعلم ماذا يسمونها علماء الجيوبوليتيك؟
إنها كالعضو التناسلي للبقرة، لا في الجلد ولا في اللحم”، ولذا نرى أن كل سياساتها شذوذ،
والمسألة الخطيرة الأخرى تتعلق بمصادرة جهود الرعيل الأول من المقاومين العرب،
فالحقيقة أن كثيراً من المثقفين العرب والفلسطينيين (راجع الصحافة الفلسطينية والمصرية) حذروا من الكيان وكثير من رجال الدين كالقسام قاتلوا بالسلاح، وحتى الإخوان من مصر قاتلوا في فلسطين وكثير من المواطنين العرب تطوعوا في فلسطين،
خذ مثلاً أن الشيخ فرحان السعدي من جنين أُعدم من قبل بريطانيا عام ١٩٣٦، كما أذكر،  وعمره كان سبعون عاماً وكان صائماً عندما استشهد، وكتب عنه الأشعر ابو سلمى عبد الكريم الكرمي
“سبعون عاماً في سبيل الله والحق التليدِ”.
ألم تسمع بشهداء الثلاثاء الحمراء الذين أُعدموا
“محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي” على يد العدو البريطاني؟
وفي نفس السنة جاء الأمير فيصل آل سعود لزيارة القدس فكتب الشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود شهيد معركة الشجرة ليقول له:
“المسجد الأقصى أجئت تزوره…أم جئت من قبل الضياع تودعه”.
وهذا الشاعر استشهد في قرية الشجرة قرية الشهيد ناجي العلي.
يعني أن الوعي بفلسطين لم يأت مع الخميني،
أنت مرجع ديني لملايين الناس وحرام عليك نفي ومصادرة كل هذه التضحيات !
وصحيح ان شيعة النجف كعرب نعم وقفوا مع فلسطين، ولكن بوصفهم عرباً وعراقيين لا غير،
ولا تنس أن عبد الكريم قاسم الذي تآمر عليه محسن الحكيم قاتل في فلسطين ودبابات الجيش العراقي إلى اليوم نصبها التذكاري على مدخل مدينة جنين،
ولكن يا حضرة المرشد الأنظمة كانت ولازالت تابعة، والأهم أن هذا الصراع هو مع النظام الرأسمالي العالمي وليس فقط بين فلسطين والكيان!
أما فيما يخص الوضع، فصحيح أنه اليوم مختلف، ولكن أرجو ألا تغضب: هل يقاتل الحرس الثوري ضد الكيان أم العرب الفلسطينيون؟
هل تتذكر القيادي الراحل أحمد جبريل حين قال لقناة الميادبن وهي قناتكم،
لقد قال لكم: إذا كانت إيران مع تحرير فلسطين فلتأتي  وتقاتل معنا هنا!
كما قال بأنكم طلبتم منه تغيير اسم الجبهة إلى الجبهة الإسلامية مقابل إعطائه ما يريد لكنه رفض! العراق مثلاً، هل يُعقل أن عراقاً تحتله أمريكا وتنصب رئيس وزرائه الذي يُستقبل عندكم بالأحضان، ويطالب خروج الاحتلال الأمريكي عبر البرلمان، هل سيقاتل هذا العراق في فلسطين؟
الميليشيات المسلحة في العراق تأتمر بأمركم ولكنها لا تقاتل لطرد الاحتلال الأمريكي والتركي ولا نقول تقاتل لطرد نفوذكم!
ماذا يعني كل هذا؟
أعتقد أن تواضع رجال الدين يجب أن يدفعكم لشطب هذه التغريدة الخطيرة ولو دون الاعتذار عنها!

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:

https://kanaanonline.org/

  • توتير:
  • فيس بوك:

https://www.facebook.com/kanaanonline/

  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org