بيان المصالحة السعودية الإيرانية بقدر ما هو غامض لا يثير شهية التحليل. ومع ذلك تعددت التحليلات بين مبتهج وبين شاطر يضع عدة سيناريوهات مما يجعل تحليله بلا معنى أو بلا موقف أي يحاول السبق على سراب. وهنا الفارق بين أمر حدث ويتم تقييمه وبين أن يتوقع طرف ماذا في بطن آخر أو آخرين. لا سيما وأن علاقات هاتين السلطتين تنقلب من طرف أقصى إلى طرف آخر أقصى مما يضع من جرى تحريضه من كل نظام ضد الآخر في حيرة بمعنى: هل هكذا بكل هذه السرعة بعدما امتلأنا منكم تحريضا على بعضنا!
وبمعزل عن هذا كله هذا التوافق يثير قلقي. فالسعودية ليست في قامة أو قدرة الخروج من المخدع الأمريكي، حتى بنيويا كدولة، وليست بقامة مصر الناصرية حتى تقف بين المعسكرين، هذا مع أن عدم الانحياز انتهى انتهازياً غربيا رأسماليا كمبرادوريا، هذا إن لم تكن مجرد بدايته انحيازاً.
إن الأهم أن السلطة السعودية هي العدو المركزي في الوطن العربي ضد القومية العربية ولذا، فإن أية تقوية لها أو دفاع عنها أو تحميس لها هو ضد العروبة.
إيران دولة قومية بطربوش ديني، هذا حقها ولا نطالبها بأن تكون كما نريد، ولكن من حقنا عليها أن لا تتعامل مع السعودية كممثلة للعرب!!!
إن أخطر ما في هذا الاتفاق أن يتم التعامل معه أو تطويره بحيث يغذي نهج السعودية للزعم أن نظامها عربي ويمثل العرب على غرار ما أسمته هي “التحالف العربي” في تدميرها لليمن!
والصين ليست دولة عربية، وكدولة عظمى لها حساباتها ومعاييرها التي لا شك أفضل من الإمبريالية، ولكنها ليست مجرد “محسن كريم”. وبكلام أوضح هذه ليست صين ماو تسي تونغ.
لذا، قد يكون في هذا الاتفاق رابحون كثر وخاسرون كثر، ولكن خطورته ضد العروبة ومشروعها الذي يجب ان نقاتل من أجله. صار لا بد من قراءة أدق لما بعد اللحظة لأننا نعيش اليوم وغداً.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….