من صحافة العدو
القناة 12:
عاموس يدلين –رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الأسبق
الجدل السياسي الذي نشأ في عننا حول على من يقع اللوم في الاتفاق بين السعودية وإيران، يتجاهل جوهر الأمر. القصة أكبر بكثير من إسرائيل ومن الصواب فهم أهميتها على مستويين: مستوى السباق بين القوى في الساحة العالمية، ومستوى استعداد المعسكرات في المنطقة. الاتفاق السعودي الإيراني، ضوء تحذير للحكومة الإسرائيلية. فبينما هي منشغلة في الترويج للتشريعات القانونية، فإن الساحة الدولية والشرق الأوسط يتغيران بطريقة تعرّض أهداف إسرائيل النهائية للخطر، كما حددها رئيس الوزراء.
يمكن النظر إلى الاتفاق، وخاصة الوساطة الصينية التي أفضت إليه، على أنها فصل آخر في المنافسة بين القوى في الشرق الأوسط. وفي الواقع، تكسب الصين، من خطوة دبلوماسية ناجحة، ثمار جولات المحادثات بين السعودية وإيران المستمرة منذ عامين، بوساطة العراق وسلطنة عمان. فقد استغلت الصين علاقاتها مع طهران، وتقلّب المفاوضات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، والأزمة المتفاقمة بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن إنتاج النفط، والتداعيات الشخصية بين الرئيس بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، للوصول إلى التفاهمات بين الرياض وطهران، والتي تخدم المصلحة الاستراتيجية العليا للصين والاستقرار في الخليج الذي يضمن التدفق المنتظم للنفط من مضيق هرمز إلى آسيا، بينما يقوّض الهيمنة الأمريكية في المنطقة.
الإنجاز الصيني يعزز الشعور بأن موقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في حالة تراجع. حتى وقت قريب، كانت واشنطن، وتحت رعايتها فقط، يتم دفع العمليات السياسية المهمة في المنطقة، وكان دعمها الأمني ضروريا لبناء التحالفات، ولا سيما مع السعودية. لكن الصين دخلت إلى هذا الفراغ، مستفيدة من قوتها الناعمة والاقتصادية والدبلوماسية. فرغم أنها لا تحتفظ بقوات عسكرية كبيرة في المنطقة، يأتي الإنجاز الصيني على وجه التحديد بعد أكبر مناورة عسكرية إسرائيلية أمريكية أجريت في الشرق الأوسط، وفي خضم حوار استراتيجي بين إدارة بايدن والبيت الملكي السعودي لإعادة العلاقات بينهما.
من حيث علاقات القوة بين المعسكرين في الشرق الأوسط، حتى بعد الاتفاق بينهما، ستبقى السعودية وإيران عدوتين دينيا وعقائديا واستراتيجيا، وليس واضحا على الإطلاق ما إذا كانتا ستتمكنان من تجسير الكراهية والخلافات بينهما خلال شهرين كما نصت الاتفاقية. فعلى سبيل المثال، من المشكوك فيه أن تكون إيران قادرة على الوفاء بالتزاماتها وإجبار الحوثيين، الذين يتصرفون بشكل مستقل نسبيا، على وقف الهجمات ضد السعودية من الأراضي اليمنية. هذا، رغم أنه من المتوقع أن يعطي الاتفاق دفعة للمحادثات المباشرة التي تجريها السعودية مع الحوثيين من أجل تجديد وقف إطلاق النار في اليمن. من ناحية أخرى، ليس من الواضح ما إذا كان الاتفاق يتضمن بندا بوقف الدعم السعودي لقناة “إيران الدولية” الإعلامية، التي تزعج بثها النظام في طهران بشكل كبير، وإذا وجد مثل هذا البند، فهل تعتزم الرياض تنفيذه..؟
الاتجاهات العميقة تعرض مصالح إسرائيل للخطر
في السنوات الأخيرة، تطور اتجاهان متعارضان في الشرق الأوسط فيما يتعلق بوضع إيران. أحد التوجهات هو تشكيل تحالف إقليمي بقيادة أمريكا ضد طهران، على أساس “اتفاقات إبراهيم”، ومحاولة وقف تقدمها إلى العتبة النووية وتخريبها الإقليمي. والاتجاه الثاني هو السعي النشط والمستمر لإيران ووكلائها في المنطقة للهيمنة، مع تعزيز حزب الله في لبنان، والأسد في سورية، وحلفائها في العراق واليمن. ومن وجهة نظر القوى المشتركة ومن وجهة نظر إقليمية، ينذر الاتفاق السعودي الإيراني بتعزيز إيران وإضعاف المعسكر المناهض لها.
إن تآكل موقف الولايات المتحدة في المنطقة يجب أن يُقلق إسرائيل، لأن الأهداف العليا التي حددها نتنياهو في خطاب تنصيب حكومته في الكنيست وهي وقف البرنامج النووي الإيراني والانضمام إلى السعودية في “اتفاقات إبراهيم”، تعتمد على عمق التعاون السياسي والأمني والعملي بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتبادلات الأمريكية المهمة مع السعودية.
من المسلم به أن التقارب الصيني الإيراني قد يكون له تأثير على تقييد السلوك الإيراني بسبب طموح الصين لتعزيز الاستقرار في المنطقة لضمان استمرار إمدادات الطاقة بأسعار منخفضة. لكن من ناحية أخرى، من المتوقع أن يؤدي الدفء في علاقات طهران مع الصين إلى تعزيز ثقة إيران بالنفس تجاه إسرائيل والغرب، لترسيخ أنبوب التنفس الاقتصادي الذي توفره الصين لإيران في مواجهة أمريكا، وزيادة فرص التنسيق بين عناصر المعسكر المناهض لأمريكا في المنطقة. أي المحور الروسي – الصيني – الإيراني. لذلك، على المستوى الإقليمي، فإن الاتفاق بين إيران والسعودية يشوش على جهود تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران، وإضافة السعودية إلى “اتفاقات إبراهيم”. وإذا كان التقرير الذي قال إن ولي العهد الإماراتي، محمد بن زايد ، أمر بوقف شراء أنظمة دفاعية من إسرائيل وتنفيذ عمليات مشتركة، حتى يتضح أن نتنياهو يسيطر على حكومته، فهذه علامة أخرى على أنه تم تقويض المعسكر المعادي لإيران، وتضرر موقع ومكانة إسرائيل في المنطقة.
في ظل هذه الظروف الاستراتيجية، فإن تركيز الحكومة الاسرائيلية على الانقلاب القانوني الذي يمزق الشعب ويُضعف إسرائيل من جميع الأبعاد، يعكس انفصال نتنياهو العميق عن أهداف السياسة الخارجية التي أشار إليها، وعن الاتجاهات الجيوسياسية على الساحة الدولية والإقليمية. لأنه يُبعد إسرائيل، وهو شخصيا، عن واشنطن، ويُلحق ضررا كبيرا بمصالحنا الوطنية الأساسية.
إذا كان أمن إسرائيل في مقدمة تفكيره، لكان نتنياهو قام بتهدئة وزرائه الذين يريدون تغيير طبيعة النظام في إسرائيل، ولكانت تمت دعوته إلى الأبيض، والعمل هناك للترويج لوقف البرنامج النووي الإيراني وضم السعودية إلى “اتفاقيات إبراهيم”.
أيضا، إذا كان نتنياهو لا يزال يسيطر على النظام السياسي الذي بناه حوله ، وهذا موضع شك، فعليه أن يوقف على الفور الانقلاب القانوني الذي يجر إسرائيل إلى هاوية دستورية واقتصادية وأمنية، والعودة إلى التحرك لدفع إسرائيل إلى أماكن قوية وصحيحة. كما فعل في الماضي.
موقع تيك ديبكا:
مبادرة عربية بقيادة السعودية لتشكيل قوة عربية مشتركة على طول الحدود السورية العراقية مقابل انسحاب إيراني من سورية
أفادت مصادر في الشرق الأوسط، أول أمس الاثنين 3/13، بأن السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، أعدت خطة مصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد. وبحسب الخطة، ستشكل هذه الدول الأربع جيشا عربيا سينتشر على طول الحدود العراقية السورية عند انسحاب القوات الإيرانية في سورية.
وقالت المصادر إنه إذا كان الرئيس الأسد على استعداد للمشاركة في هذه الخطة، فسيتم دعوته للمشاركة في المؤتمر القادم لرؤساء الدول العربية.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….