تواصل وسيتواصل احتفال واحتفاء ومديح الكثيرين/ات بالتوافق السعودي الإيراني لا سيما ممن يعيشون ويعتاشون على مديح الأنظمة الثلاثة. فللسعودية ادواتها ساسة ومثقفين، ولإيران أدوتها ساسة ومثقفين وبالطبع للصين أدواتها ساسة ومثقفين وخاصة الذين ورثتهم عن الاتحاد السوفييتي.
خطير عروبي لا يشعر بضرورة تصالح الأعداء، ليس حباً في أيهما، ولكن حقناً لدماء الضحايا وخاصة نحن العرب لأن جميع الضحايا عرب من سوريا، العراق، اليمن، ليبيا …الخ. فلا يمكن لعروبي وشيوعي أن يرفض السلام، لا بل إن تمجيد الشيوعية للسلام يصل بالبعض أحيانا حد الابتذال. وحينما ينقلب الأعداء إلى أحبة بين يوم وليلة، فهذا مقبول لكنه مثار تساؤلات كيف يحل العشق محل الدم فوراً.
لعل نقدي على المحتفلين رقصاً بالتوافق كامن في التعامي عن ما أسميته “لغم” التوافق، أي إصرار السعودي على فرض موقفها المتبني للمبادرة العربية سيئة المضمون وخطيرة الهدف لأنها ببساطة طعنة للعروبة وتصفية لوطن العرب الفلسطينيين. وهذا مثار استغرابي لتطنيش فرق الرقص لهذا الأمر.
ليس التوافق فقط على ما بين السعودية وإيران. ولو كان حقاً كذلك فقط لما تم “دحش” المبادرة الرسمية العربية في التوافق.
لذا، فدحش المبادرة الرسمية العربية مقصود به:
· تطمين الكيان بأن التوافق لا يمسكم لا من قريب ولا من بعيد إلا إذا كنتم مصرين على كل فلسطين وأكثر. وبالطبع نعم يصِّرْ الكيان على هذا. ولذا، ثرثرة الكيان ضد التوافق هي غالباً ضمن اختراعه فزَّاعات.
· تطمين أمريكا بأن الكيان في الحفظ والصون.
· تأكيد التوافق بأن كل من وافق على هذه النقطة ليس مع تحرير فلسطين، أو ليس معنياً بالمشاركة في التحرير. دعك من العنتريات. ومن هو مع التحرير كان سيرفض وضع هذا البند.
· إن قبول إيران بوضع هذا البند ينطوي على:
أولاً: لا بأس ففلسطين قضية عربية وإيران ليست عربية.
ثانياً: موافقة إيران تعني تتويج السعودية على العرب فهي عربية لكن ليست عروبية ، وإلا لماذا وُضع البند وهو يخص كل العرب وليس السعودية وحدها؟
الصين دولة راسمالية عظمى، غير عربية طبعاً وبالتالي لا تشغل فلسطين في أجندتها سوى هامشاً صغيراً، بل إن مصالحها الاقتصادية مع الكيان واسعة جدا.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….