لماذا لا تقدم إيران سلاحاً لسورية؟ جاسر خلف

سؤال أو تساؤل للسيد ناصر قنديل رئيس تحرير جريدة البناء/بيروت

لا أدري إن كان حولك من يقولون لك: “على مهلك فللقارئ بصر وبصيرة”.

 ففي مقالك اليوم 22 آذار 2023 وبعنوان “إيران قلب آسيا الإستراتيجي”

ورد ما يلي:

“…يبقى الأهم أن ما بنته إيران من مقدرات للمواجهة خلال أربعة عقود رسم قانون الحرب الحديثة، بصفتها حرب الصواريخ الدقيقة و الطائرات المسيّرة، التي يقول الخبراء اليوم إنها حرب القرن الحادي و العشرين، و إنها الحرب التي تشكل إيران فيها دولة أولى في العالم. 

وهذا يمنح إيران فائض قوة في حساب الموازين المحدّدة لأي حرب، كما يبقى الأشد أهمية أن استقلال آسيا لا يستقيم مع بقاء كيان الاحتلال كقاعدة عسكرية متقدمة للغرب، و تبقى إيران أكثر دول آسيا وضوحاً و جذرية في خوض الصراع مع هذا الكيان. وهذا يمنح إيران قيمة مضافة لا يملكها سواها من دول العالم عموماً وآسيا خصوصاً، لجهة التموضع في خندق الاشتباك الأول مع الكيان”

جميل حتى الآن، ولكن، إذا كانت إيران بهذه القوة أي كما كتبت أنت:

“و إنها الحرب التي تشكل إيران فيها دولة أولى في العالم”.

فإذا كانت هكذا، و نحن نتمنى ذلك، و لكن، لماذا لا تقدم لسورية بعض هذه الأسلحة على الأقل لتحمي أجوائها من العدوان الصهيوني؟؟!. 

وهذا لن يكون مِنَّة من إيران وذلك لسببين على الأقل:

الأول: أن سوريا الأسد الأب وقفت مع إيران ضد العراق شقيق سورية عربياً وبعثياً!!!

والثاني: لأن إيران وسوريا في محور المقاومة.

والثالث: لأن إيران تعتبر الكيان غاصب لفلسطين كما كتبت أنت وكما يقول السيد خامينئي أن الكيان غدة سرطانية.

هذا من جهة، ومن جهة ثانية، كتبت أنت في نفس المقال:

“و تبقى إيران أكثر دول آسيا وضوحاً و جذرية في خوض الصراع مع هذا الكيان”

هل لك أن تبين لنا هذا الوضوح وتلك الجذرية في خوض الصراع مع الكيان؟

أين ذلك؟

إن كنت تقصد تسليح حز ب الله فهذا صحيح والحزب يحمي لبنان وفقط، ومساعدة الفصائل الفلسطينية بنسبة أقل، فهذا صحيح، ولكن لا هذا ولا ذاك يدعم قولك بأنها الأكثر جذرية في خوض الصراع مع الكيان، إلا إذا كان الخوض في صراع الخطاب واللغة! هل هناك من شهيد واحد إيراني على حدود في فلسطين ولا نقول في قلبها!

لا نريد منها هذا، ولكن على الأقل لتقدم هذه الأسلحة أو بعضها لسورية حفظاً لكرامة سورية من جهة، ولقطع الطريق على الحروب التي تجري ضد سورية كي لا يتمكن الأعداء من ليس فقط إسقاط النظام بل حتى تقويض البلد.

اسمح لي أن أقول لك بصراحة، هذا الهتاف والمبالغة تدميري على وعي الأمة العربية لأنها حين تراه وترى القصف ضد سورية كما حصل اليوم ضد حلب، صدقني لن تصدقك. وأقول لك صراحة أن أهلنا في الأرض المحتلة يشعرون بما لا أود قوله لك حين تقول “سلام القدس عليكم وتضع كفاً عامودية واخرى أفقية!

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….