هدنة السعودي الإيراني إن نجحت ستحقن الدم العربي، فكل عروبي هو معها. والصعود الروسي الصيني أيضا كل عروبي معه ولكنه لن يحقن الثروة العربية بل سيلتهمها كما الغربي لكن بشروط أفضل لا شك، إنما جوهر اللهف نفسه.
ولكن الأولى: طالما طبيعة الأنظمة العربية الحالية هي نفسها فهل هذا كافٍ! أقصد انظمة تجزئة، وكمبرادور، وقمع حريات، وبعثرة ثروات وتمسك بالمبادرة العربية واحتلال نصفه الذكور لنصفه الأنثوي. وبكلام آخر، هذه الأنظمة تستعمر الوطن العربي نيابة عن ولصالح الإمبريالية وتحصل في هذه الشراكة على حصة صغيرة هي “اقتصاد التساقط” وتنفقها ضد التنمية وحتى ضد النمو، وإذا أفلت بعضها وحتى جميعها من تبعيته للغرب الإمبريالي سيتبع للشرق الرأسمالي اي سنجد أنفسنا تحت قمع أنظمة تابعة متخارجة معادية للأمة ومنسجمه مع آخر رأسمالي. وللتوضيح: هل ينكر أحد أن بوتين منع سوريا من تحرير إدلب ومن استعمال الصواريخ الحديثة؟ وأن الصين تقيم مع الكيان علاقات اقتصادية هائلة. هذه الدول تعمل لنفسها.
ولكن الثانية: فالنظام الرأسمالي في روسيا والصين يعمل كل لبلده أو بتعاون مع شريكه الكبير، اي أن الأنظمة العربية المفككة ستكون مجرد ملاحق لا تنسيق بينها، وهذا أكثر أريحية لروسيا والصين. فمن يجلس مع الكبار عليه أن يكون كبيرا وخاصة طالما هناك فرصة أن يكون كبيرا. ولكن مَن بين 22 رئيس بلدية سيقبل ان يتنازل للإجماع على رئيس حقيقي واحد!
وللدقة، من غير حراك عروبي عنيف جداً سوف يفرض واقعاً جديداً جماعيا لصالح الوطن بأجمعه.
استبدال التبعية بتبعية مثل إرغام امرأة قمعها زوجها الأول على الزواج من قامع آخر جرياً على مثال “الزواج سُترة”!
لذا، لا أدري لماذا يقوم كثير من المحللين بالتطريب، أصبحوا مطربين يغنون للهدنة ولروسيا والصين!!! وهم لا شك يعلمون ما اقول أكثر مني لكن المثقف المنشبك يغني لسيده لا للأمة.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….