“الخجل عاطفة ثورية/لينين”
أضيف إليه ” الحس الأمني ميزة ثورية والنقد رافعة ثورية”
تجري تغيرات بسرعة قياسية في العلاقات الرسمية العربية:
· إذا ما وضعنا بالاعتبار حروب الدول النفطية بعد اجتثاث العراق وليبيا وتهبيط مصر وإثخان اليمن بالجراح ومواصلة اجتثاث الدولة السورية، وتقديم جثتها هدية ابدية لبقاء الكيان الصهيوني
· وإذا ربطنا ذلك بانفتاح رسمي عربي على سوريا وإن في حدود زيارات وأغذية وأدوية هي حتى الآن بتصريح أمريكي لمدة ستة اشهر. فليس من الأمور العابرة الانتقال من قرار قتلك إلى قرار معالجتك بيد العدو نفسه.
كيانات النفط رفضت المشاركة في قمة الجزائر قبل بضعة أشهر، واليوم قررت السعودية عقد مؤتمر القمة الرسمية العربية في الرياض فأي عرس ضخم وفجأة! سيقول البعض، لا هناك تحضيرات وكواليس…الخ ليكن قل ما تشاء.
هذا تغير حاد لا يمكن عدم قراءة ما بعده بمعنى: هناك فارق بين احتفال يوم الزواج وبين الحياة الزوجية.
فالعناق وتبويس اللحى الرسمية لا يزال مقترنا بوجود يد أخرى خلف الظهر تحمل الخنجر المنزوع من غمده.
ولكن لنفرض تصالح هذه الأنظمة وحصول هدنة رسمية عربية/عربية، لأن هدنة السعودية وإيران هي تطبيقيا في الوطن العربي فهما اختلفتا خارج ارضهما.
ولكن هناك أمرين لا يمكن تجنبهما في أية قراءة للوضع العربي والفلسطيني خاصة:
الأول: ما ورد في الهدنة الإيرانية السعودية عن التمسك بالمبادرة العربية التي عنوانها: الاعتراف بالكيان وبأن السلام خيار إستراتيجي. والغريب أن كثيراً من محللي الوضع “ا.ل.م.س.ت.ق.و.م.ي.ن” هتفا ورقصا وإطراء ومبالغة…الخ يتجنبون ذكر هذا البند إطلاقاً بغض النظر عن كون ذلك بأمر من المحور أو بمغازلة للقبض لاحقا من الرياض، إلا أن هذا البند هو لغم خطير لأنه يُتوِّج السعودية على النظام الرسمي العربي، بل على الوطن والعروبة.
والثاني: قرار السعودية استقبال القمة مما يعني بداية تجديد الحقبة السعودية بزخم كبير حيث يدخل إليها كل الحكام العرب “آمنين”.
وعليه، فإن سقف ما يحصل إذا استمر ولم تتمكن أمريكا من شطبه أو تخفيف دسمه أو إعاقته يبقى تطور في صالح الأنظمة العربية وليس في صالح العروبة.
صحيح أن المواطن العربي يشعر ببهجة ما من الهدنة أو المصالحة لأنها تنزع عن كتفية ثقلاً كبيرا ولو عاطفياً.
ولكن، يبقى السؤال: هل طموح المواطن العربي هو التوقف عن قتل العرب للعرب في العراق وليبيا وسوريا واليمن! مع أن وقف هذا القتل مهم جدا لكنه ليس كافياً.
ذلك لأن المطلوب أن تقوم العناصر أو القوى أو حتى الأفراد ذوي الانتماء العروبي والوعي النقدي المتقدم بالعمل على استعادة الشارع العربي الذي اختطفته قوى الدين السياسي الإرهابية ويتم تغييره شكليا بتتويج النظام السعودي بديلا له من داخله!
إن استعادة الشارع العربي يجب ان تتم باتجاه وحدة عربية تهدف إلى التحرر والتنمية والوحدة. فالعلاقة مع تركيا أو إثيوبيا أو إيران أو الصين أو روسيا أو الموقف من الصراع العربي الصهيوني لا يمكن استقامتها بوجود وبقاء أكثر من عشرين رئيس بلدية! فمختلف هذه الدول سواء منها الحليفة أو الصديقة أو العدوة كل منها دولة واحدة متحدة بذاتها ولذاتها، ولذا، فأية علاقة مع هذه الدول او العالم بالتفكك والتجزئة هو شكل جديد، إخراج جديد للتبعية ولا يغير فيه شيئا حتى لو غدت السعودية ناطقة باسم العشرين رئيس بلدية لأن السقف الرسمي كما اتضح هو في الوطن العربي عدو للعرب.
وعليه، فإن تجاهل هذه الحقيقة هو قرار ضمني بخداع الشعب بل خيانته.
ملاحظة: بعد ساعتين سأكون في المحكمة.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….