عادل سماره: حصاد الأسبوع

  • الضحك المُر: حقبة البيانات
  • لذا تسابقوا على التنديد اللغوي على اغتصاب الأقصى أمس
  • لا تقل ما لم تفعل…وبهذا نعذركم
  • وحِّدوها في يوم الأرض تتوحدون
  • حديثي مع الإخبارية السورية عن تدنيس الأقصى نفسه والتوحش الجبان على المصلين

✺ ✺ ✺

(1)

الضحك المُر: حقبة البيانات

لو كنت مسؤولا بسيطاً في اي حركة م.ق.ا.و.م.ة لما قلت كلمة عن ما حصل للأقصى. لا أذكر حينما كنا هكذا أن مفردة البيانات كانت موجودة قط. والله في هالرمضان الصمت أكثر هيبة. ولعل من بمدح مُصدر البيان أكثر تعاسة من الأول.

ذكرتومني بما حصل بين الحكام العرب في هزيمة 1967:”أنتو بتطلعوا بيان وحنا بنطلع بيان”. لننتظر بيان من دُعاة: 1-دولتين 2- كونفدرالية 3- دولة ثنائية القومية 4- دولة واحدة 5-دولة مع المستوطنين. وأعتقد أننا على ابواب فريق يكون شعاره: نعم لدولة يهودية بدون أي عربي. بيانات كم للأسف تشعرنا بالخزي. لذا قلت أمس على الإخبارية السورية بأن الوجود والصدق لمن في الميدان: الأسرى، الأرض المحتلة وسوريا، والباقي لغة مسحوتة مثل لغة كتاب العرضحال أمام المحاكم الشرعية وغير الشرعية. في زمانه قال الراحل أحمد جبريل على الميادين:” من يعتبر نفسه م.ق.ا.و.م.ة فليأتي ويقاتل معنا” أكيد كان ذلك من وجع القلب.

(2)

لذا تسابقوا على التنديد اللغوي على اغتصاب الأقصى أمس
​​
كي تعرف أحد أسباب عدم دعم رؤساء البلديات العرب لفلسطين! أنظر ماذا تقول امريكا لتونس: “نحن غير راضين عن سياساتكم الداخلية” وتقول ايضا للصين: “سيكون دعمكم بالسلاح لروسيا أمر له تبعات كبرى”. ليس المهم إطاعتهما لأمريكا أم لا، بل المهم كيف تفكر أمريكا بل كيف لا تزال تفكر!!!
امريكا تقود كل الغرب وغير الغرب في تسليح أوكرانيا أما الصين فممنوع دعم روسيا وتونس ممنوع عليها ضبط اللصوص وحزب الدين السياسي أو تحسين علاقتها بسوريا.
أمريكا تخيف الصغار والكبار، فكيف لا يخاف من يُدينوا بوجودهم لأمريكا. لذلك كن عروبياً لدولة عربية واحدة، ولا تعبىء قط بمن ينكرون العروبة لأنهم ببساطة لا يجرؤون على النصر ويبحثون عن سيد خارجي يقدسونه.
لا تقل لي، الأقصى مسؤولية كل مسلم، هذا رغبة بريئة وساذجة أو التهام ثرثرة إعلامية وعنتريات. حتى الآن لا يضطلع بمسؤوليته عن الأقصى وعن القيامة سوى الفلسطينيين.
ليس هذا آخر اغتصاب بل هو اختبار لما هو اسوأ!

(3)

لا تقل ما لم تفعل…وبهذا نعذركم

من لم يفهم يُفهمه سيده العدو، هذا تناقض ومن ثم صراع تناحري ومن يواصل عدم الفهم، فهو عميل بلا مواربة. نحن نفهم ذلك وهو يفهم أننا نفهم ذلك ولذا هو في حيرة ماذا يفعل معنا. نرى الحقد يسيل من عيونهم في داخلهم حقد تاريخي. طبعا يقوم بتصفية مطلقة للفدائيين الجدد، لكنهم كالعنقاء ينبتون بأكثر. هذا رغم التناقض الثلاثي في البلد: فدائيون، وتقليديين يُفطرون في رمضان مع الكيان ومطبعين سياسياً. لوحة غريبة لكن جوهرها الفدائي. ليس مقنعا ان 22 رئيس بلدية ل 450 مليون عاجزين عن الرد وحتى التحرير، والعجز لأنهم 22. نقطة وسطر جديد، ولن يقوموا باي عمل حقيقي، إما وحدة عروبية، وإما كيان ابعد من النيل إلى الفرات ويطمح في قرمنشاه وأعالي النيل. نمردة العدو لأنه يرى التفكك هذا. ولو كنا مكانه لكان هجومنا أشرس. لذا ليس الأمر ان نتنياهو قلق من السجن، الأهم أنه متأكد أن عبارة “القدس خط أحمر” تافهة وهزيلة لذا باختصار: فليتوقف الجميع عن: التهديد أو القول إن لدينا اسلحة كذا وكذا. الرحمة لعبد الناصر كان يقول: “لسنا جاهزين” وذلك صحيح، نعلم اننا نحارب امريكا واوروبا وحتى اليابان وأستراليا ولذا نعذركم، لكن لا تقولوا غير ما يمكنكم عمله.
نفهم الإصرار على الصلاة في الأقصى ولكن ليس مقابل سفارات العدو، هناك المطلوب غير هذا!!!!
كل سياسي، او حاكم، أو محلل او كاتب لا يدعو لاستنهاض واستعادة الشارع العربي ولا يفنِّد دعوة دولة واحدة مع المستوطنين أوبدون ذكر المستوطنين ولا يقف ضد حامليها وداعميها أو من يغطون عليها هو على الأقل التطبيع يسري في دمه. وكل من يحب الأقصى عليه أن يعلم أنه سيُهدم، أو يتم لصق واجهات له من ديانتهم كما حصل لمساجد قرطبة. وستلحق القيامة بالأقصى ولن يقف الأمر هناك. 

(4)

وحِّدوها في يوم الأرض تتوحدون

قُبيل مغيب أمس وبمحض الصدفة في سيارة أجرة داخل رام الله:

السائق: انت فلان

قلت: نعم

قال: والله قريتكم موقعها نحسدكم عليه

قلت: ليش.

قلت أنتم كنتم ترون صواريخ العراق 1991 وهي تنزل عليهم، لكن والله آخر صاروخ شفته ماشي على مهلو وحزين

تعرف شو أسعد ايام حياتي: هي انتفاضة1987 وضرب هذه الصواريخ.

الرجل من مدينة اللد بلد الحكيم.

لو قلت لكم حديثه لجمني، ولولاي عصي الدمع لكان ذلك..

الأرض لمن ينزرع فيها، ولمن يدخلها مقاتلاً من شرقي الأردن، وكل قطر عربي، أو على طائرة وديع حداد، ورصاص تشرين 1973 أو صاروخ من الضاحية الجنوبية أو غزة أو ببندقبة لأنها لا ترتوي بالماء بل بالعرق والدم.

وليس بتسمية الأيام ابداً. لو كان لي لكنت شطبت كل الأيام الأخرى”يوم القدس ويوم الأقصى ويوم فلسطين و و و و ” هذه شعارات تجارة وامتطاء اللغة، ليبقى يوم الأرض سيد الأيام بدءاً من القدس وإلى المحيط والخليج العروبيين..

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….