السنة الثالثة والعشرون – العدد 6520
في هذا العدد:
■ بريمر في طرابلس الغرب: اقتلاع العروبة، عادل سماره
■ تطورات الكيان الصهيوني (حلقة 3): الخلفية الفكرية الدينسياسية للفاشية الأعلى
■ فلسطين المحتلة: تضامن واحتجاج
- على قرار السلطة الفلسطينية بقرار منع تجديد عمل مؤسسة محامون من أجل العدالة
✺ ✺ ✺
بريمر في طرابلس الغرب
اقتلاع العروبة
عادل سماره
بقي من جثة ليبيا بعض الشرايين والتي لا يريد الناتو تقطيعها لأن لليبيا كبرميل نفط ، وبركة ماء بمساحة ألمانيا، دور في خدمته سواء كانت عروبية في عهد الشهيد القذافي أو إرهاب دين سياسي كما زرع فيها الناتو منذ 2011.
كانت ليبيا القذافي المانع من تدفق فقراء إفريقيا العرب وغير العرب إلى أوروبا العنصرية والتي كانت ولا تزال سبب فقرهم الأساسي.
وكانت ليبيا القذافي حائط الصد لمنع تدفق الإرهاب إلى بلدان الصحراء الإفريقية كما قال وزير خارجية مالي عبد الله ديوب.
وباغتيال البلد والرئيس فقد العدو الغربي الحائطين ولكنه طبعا نهب النفط. والماء .
ولكن، لا يحار الغرب هذا في إيجاد آلية لإبقاء هذا البلد العربي بئر نفط وبركة ماء زُلال له، ولكن المشكلة هي في تصميم عبودية ليبيا وليس في الجوهر.
وبالطبع للغرب خبرة تجربته في قتل العراق. وبالتأكيد هناك في ليبيا من قوى الدين السياسي الضد عروبية ما لا يقل خطورة على البلد والعروبة عن دور أدوات الغرب في العراق من الطائفيين كقوى دين سياسي من علاوي للمالكي للربيعي للعبادي لعبد المهدي للكاظمي وصولا للسوداني حيث يحكمون العراق العربي ولكن ليس لصالح لا الشيعة ولا السنة كشعب بل لصالح:
*النفوذ الأمريكي الرب الأعلى
*النفوذ الإيراني
*ومصالحهم كحكام ومعهم طبعاً المرجعيات وجميعهم فاسدين ومفسدين.
لذا لا يوجد عراق.
كما لا يحتاج الغرب في مواصلة إعادة إنتاج ليبيا لتجنيد من يدعمونه، ما أكثرهم، لدعمه كما دعموه حينما دمر ليبيا وقتل القذافي فالذين دعموا وباركوا وشاركوا تدمير ليبيا من عرب ومسلمين وغيرهم هم اليوم على حالهم هم أو امتداداتهم. ولدرجة ما غرقوا فيه من عار، لن ندنس هذه السطور بأسمائهم علَّهم يفكرون.
وعن هذا الدعم بل الغدر من غير العرب حدث ولا حرج عن روسيا حيث زعم الرئيس الروسي حينها مدفيدف أنُه خُدع! أما التروتسك بقيادة الصهوني جلبير أشقر فكانوا كما لو جرت إعادة إمامهم المغيَّب تروتسكي أو كما اسماه لينين “يهودا الصغير” وهذا يكشف العشق المستور بين التروتسك وإرهابيي الدين السياسي. أما بوريس كاجرلتسكي وهو في روسيا يلتسين مثل المالكي في بغداد فكتب ان القذافي قد أفقر ليبيا! والأكثر فضيحة ما كتبه بان ليبيا بعد القذافي أقرب حالة عربية إلى الثورة البلشفية وبشكل أخص الثورة الفرنسية؟ يخرب بيتك كم وضيع أنت!!! بينما تناقلت وكالات الانباء يوم 14 آب 2012 أن ليبيا (طبعاً بعد تدمير البلد واحتلاله) سترسل دبابات للإرهابيين في سوريا الجيش الحر بموافقة الولايات المتحدة. (انظر عادل سماره ثورة مضادة ارهاصات ام ثورة منشورات فضاءات عمان 2012 الطبعة الثانية 2013 ص 239)
وهكذا قُتلت ليبيا كما العراق وتناوشتها مجموعات ارهاب الدين السياسي.
والمثير للتقزز أن نفس الغرب الذي دمر ليبيا يقوم اليوم بتلقيحها بفايروس الديمقراطية على الطريقة العراقية، كيف يكون القاتل هو نفسه حامل إكسير الحياة؟ لا يجوز هذا إلا على العرب!
أخاط الغرب، باسم مطيته، اي الأمم المتحدة ثوب انتخابات في ليبيا قبل عام ولكن توقعات فوز سيف الإسلام دفعت إلى تأجيل الانتخابات مع أنه كان بوسعهم تزويرها. ويبدو أن تيار القذافي في ليبيا أقوى من البعث في العراق، ولذا يقوم الأعداء بالتحايل بقطع الطريق عليه. ولست أقصد بهذا الترويج لسيف الإسلام ولكن على الأقل كون أمريكا ضده فهذا أمر إيجابي.
وكما يبدو جندت امريكا توابعها وخاصة مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة كي يضعوا بإشراف أدوات أمريكا في الأمم المتحدة نظاما انتخابيا جديدا، وكما يبدو، يمنع سيف الإسلام وربما غيره من الترشح. أي تفصيل دستور من طراز دستور بريمر في العراق.
وعلى الأغلب فإن أدوات امريكا سوف تنجح في صياغة إلتفاف يمنع من ليسوا أدوات أمريكية من الترشح فما بالك في النجاح، دون أن تأخذ بالاعتبار مختلف القوى التي خارج هيمنة أمريكا أو ضمن هيمنة أمريكا لكن لم يعد يُحسب حسابها مثل من يسمون “ثوار ليبيا” أي حقا ثوار الناتو.
أما الدور العربي فهو إما مشارك في تدمير ليبيا ثم نهبها كما تفعل الإمارات وقطر أو مخصية حالة مصر أو متحفظة متلطية حال الجزائر. ولا غرابة فلا قيمة لأمة يحكمها 22 رئيس بلدية.
✺ ✺ ✺
تطورات الكيان الصهيوني (حلقة 3):
الخلفية الفكرية الدينسياسية للفاشية الأعلى
تواصل كنعان نشر حلقات عن تطورات الكيان.
ملاحظة: كل النص مأخوذ عن الأصل ما خلا ما نورده باسمنا.
“… كيف يشرح البروفسور موتي إنباري، الباحث في الأصولية اليهودية، وأستاذ الدين في جامعة نورث كارولينا، في ولاية بيمبروك طرح أحد أبرز منظِّري هذا التيار يتسحاق جينسبورغ في حوار مع الصحافية إيليت شاني.
يقول عنه إنه ولد في الولايات المتحدة، وانتقلَ إلى “إسرائيل” في سن مبكرة، أصبح ملتزماً دينياً، ينتمي أساساً إلى دوائر حركة حباد الحسيدية (واحدة من مدارس اليهودية الأورثوذوكسية، ومقرها الرسمي في بروكلين بنيويورك، وهي أكبر منظمة يهودية في العالم، وقد أسسها الحاخام شنيور ملادي عام 1788، وقد نشأت الحركة في بيلاروسيا، ثم انتقلت إلى لاتفيا، ثم بولندا، ثم الولايات المتحدة الأميركية، عام 1940).
ويتابع: “لكن أتباع جينسبورغ الطلاب والجماعات لا ينتمون بالضرورة إلى حباد، بل ينتمون إلى ما يُعرف باسم “شباب التلال”. إنهم الجيل الشاب من المستوطنين، الذين هم في ثورة ضد نظرة آبائهم وأجدادهم للعالم الذين أقاموا المستوطنات بالفعل. ما يميز عقيدة الحاخام جينسبيرغ هو النظرة الثيوقراطية الراديكالية للعالم التي تنبثق من خطاباته وكتاباته”. ويُعرف اسم الحاخام جينسبيرغ بمقاله “باروخ هاجيفر” (مدح باروخ غولدشتاين، سفاح مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل، والذي قَتَلَ 29 من المصلّين المسلمين عام 1994).
قبل أن يشرح موتي إنباري رؤية الحاخام جينسبيرغ للعالم، يتوقف عند شرح المناهج المختلفة للمسيائية، فيقول إن اليهود الأورثوذكس (الحريديم وأتباع الصهيونية الدينية) يسعون إلى دولة يهودية تعمل حصرياً وفقاً لقوانين التوراة، وتختلف الآراء فقط في ما يتعلق بمسار الوصول إلى هناك. منوهاً أن اليهود الحريديم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن هذا الهدف لن يتحقق إلا في زمن المسيح، وبالتالي فقد تبنّى موقفاً متحفظاً يقول: لسنا مجانين في إسرائيل، لكنها جزء من العالم الذي نحن فيه، وبالتالي لا يوجد خيار سوى العيش فيها والتعاون معها”.
هذا الانعطاب لصالح نسب دور للدولة في الخلاص هو تحريف وتكييف التوراة والشرائع طبقاً لرغبات الناس مما يؤكد أنها وضعية وأن التقديس مسألة شكلية يجري تغييرها طبقاً للمصلحة الأرضية مما يؤكد أرضية التوراة والشرائع.
موتي إنباري: “تؤمن الحركة الصهيونية الدينية، التي تعتمد أساساً على تعاليم الحاخام أبراهام إسحاق كوك، أن الحركة الصهيونية، وإسرائيل التي نشأت في أعقابها، تعكس عملية مسيانية ينفذها البشر. لن يرسل الله المسيح لتغيير النظام العالمي. هذه عملية أرضية، وليست إلهية، ويجب المشاركة فيها. هذا هو نهج “غوش إيمونيم” على سبيل المثال. نعم. بدأت حركة “غوش إيمونيم” في الظهور بعد حرب 1967، وكان مبدؤها التنظيمي هو أن العملية المسيحانية التي يتقدم بها الناس قد أحرزت تقدماً كبيراً في أعقاب تلك الحرب وغزو إسرائيل. هذا الفهم دفع شباب الحركة الصهيونية الدينية إلى إقامة المستوطنات والمشاركة في العملية. وهذا هو السبب أيضاً في أن التنازلات الإقليمية كانت دائماً تشكل أكبر تهديد لهم”.
“هآرتس”: لأنهم يعتقدون أن الاحتلال عمل فداء، عمل إلهي؟
موتي إنباري: “بالتأكيد. لقد تحقق النصر عام 1967 لأن هذا ما أراده الله، والمهم هو أننا، نحن الشعب اليهودي، يجب أن نحاول أن نفهم ما يريده الله ويطلبه، وأن نتعاون معه من خلال المستوطنات.”
لاحظ أنهم هنا ينطقون نيابة عن الله أو يستنطقونه طبقاً لحاجتهم وليس لإرادته!
ويواصل:
“… إن التنازل عن الأرض يقوّض النظرة الدينية بأسرها للعالم، والتي ترى نفسها على أنها الصلة بين الصهيونية والفداء. أي حل وسط يضرّ بالعملية التبشيرية التي تمر بها إسرائيل. وعليه كان هدف “غوش إيمونيم”، منذ اليوم الأول، خلق حقائق على الأرض، لضمان عدم حدوث انسحاب من أي من المناطق الفلسطينية، لا مقابل السلام أو أي شيء آخر. منذ الانسحاب من سيناء عام 1979، ومروراً باتفاقيات أوسلو لعام 1993، وصولاً إلى فك الارتباط من قطاع غزة عام 2005، تضع نوعاً من علامة الاستفهام فوق المناطق الفلسطينية.
يحاول الحاخامات، وغيرهم من قادة الحركة الصهيونية الدينية، التعامل مع هذا السؤال: كيف نردّ على التسوية الإقليمية، وكيف نفهمها، وماذا يريد الله وكيف يتوقع منا أن نتصرف”.
ويضيف إنباري: من بين جميع السلطات الدينية التي أعرفها، فإن جينسبيرغ هو الوحيد الذي خرج علناً دفاعاً عن باروخ غولدشتاين، لقد تحدث عن مفهوم سيادة العرق اليهودي، ولاهوت الانتقام.
“هآرتس”: الصعوبة التي يسعون إلى حلها هي كيف كان من الممكن أن تنحرف الخطة الإلهية؟ انحرفت، أو ربما تعرضت للدمار، والدولة هي المسؤولة في الواقع. إنها الدولة التي عملت ضد الإرادة الإلهية، التي قررت إعادة الأراضي والتراجع عن الخطة.
موتي إنباري: “هذه هي النقطة بالضبط. التيار الرئيسي للصهيونية الدينية عالق في فخ. ومن وجهة نظرهم أرض اسرائيل مقدسة لأن هذا ما هو مكتوب في التوراة. لكنهم طوروا بأنفسهم نموذجاً تكون بموجبه دولة إسرائيل مقدسة أيضاً لأن الله قرّر تحقيق الخلاص من خلال إسرائيل. ولكن ماذا يحدث عندما تُلحِق دولة إسرائيل المقدسة الأذى بأرض إسرائيل المقدسة؟ ما الذي من المفترض أن نكون مخلصين له؟ إلى الدولة بالموافقة على التنازلات الإقليمية، أم إلى أرض إسرائيل من خلال أعمال المقاومة؟
“هآرتس”: أزمة دستورية نسخة المؤمن؟
موتي إنباري: “هذه الأزمة هي المفتاح لفهم حالة الصهيونية الدينية في عصرنا. إنها جزء لا يتجزأ من الثورة القضائية التي يقودها أولئك الذين يرتدون القبعة الدينية، وأعتقد أن دافعهم هو التفكير في أنهم إذا سيطروا على المحكمة العليا، فسيكونون قادرين على تجّنب تسوية إقليمية في المستقبل….من وجهة نظرهم؛ ما دام ليس لهم سيطرة على المحكمة العليا، فإن “أرض إسرائيل” في خطر. لا يريد جينسبورج انتظار المسيح ليأتي وينقذه. يريد أن يسيطر على مؤسسات الدولة ليتمكن المسيح من القدوم. إنه نهج عدواني. في الواقع، فإن التيار الرئيسي للصهيونية الدينية هو الاستسلام لقداسة الدولة. لقد فهموا أنهم بحاجة إلى تعزيز أجندتهم من الداخل، من خلال السياسة والمحاكم ونظام التعليم والمظاهرات. لكن من الواضح أنه إذا لم يساعد ذلك فسيكونون مضطرين للتصالح مع الواقع. في الواقع، قبلوا التنازلات على مفترق الطرق (الماضي) للتنازلات الإقليمية، على الرغم من كل الغضب والمقاومة”.
“هآرتس”: لكن الدوائر المتطرفة لم تقبل ذلك بأي حال من الأحوال؟
موتي إنباري: “لا. في تلك الدوائر، التي ينتمي إليها الحاخام جينسبيرغ، أيضًا يقولون: انتظر دقيقة واحدة، آسف، علينا إعادة حساب طريقنا. كتب جينسبيرغ عشرات، وربما مئات، من الكتب. لن نحاول مناقشة نطاقها الكامل هنا، ولكن حتى لو تضمن بعض التبسيط المفرط، من الأفضل لنا أن نفهم الخطة التي يتمتع بها الحق المسياني الراديكالي لدولة إسرائيل. يؤكد جينسبيرغ أنه في حالة تهاجم فيها إسرائيل بشكل فعال أرض إسرائيل، يجب أن يذهب الولاء للأخيرة، وليس الأولى. إنه لا يؤمن بالتغيير “من الداخل” من خلال آليات ديموقراطية، مثل الانتخابات والتشريعات وما إلى ذلك. إنه يدعو إلى فك الارتباط عن الدولة، والتحصّن في جيب ديني والانتشار لحظة الحقيقة، وفي ذلك الوقت سيكون من الممكن السيطرة على الدولة بالقوة من الخارج. وهو نهج ناشط للغاية: الناشط المسياني- الغيبي. الدولة لا تسقط في النظام، لذا سنجعلها في نصابها.”
كنعان: ما اشبه هذا التمترس في جيب ومن ثم الهجوم بكل من :
· التكفير والهجرة التي نظَّر لها سيد قطب بعد عودته من أمريكا. وهذا يطرح السؤال: هل إستقى ذلك من أفكار مشابهة هناك؟ أم أن هذا ما توصل هو إليه.
· وكذلك تجسد نفس الموقف في مشروع داعش لخلق جيب/دولة والهجوم على كل العالم الإسلامي على الأقل.تختلف داعش عن القاعدة في أمرين:
الأول: أنها تهدف إقامةدولة، أي ليست مجموعات يتم تحريكها من موقع لآخر.
والثاني: لأنها تهدف إقامة دولة فهي تحاول الاعتماد على نفسها اقتصاديا. هل غيرت نهجها أم لا؟ هذا مطروح للنقاش بعد المعرفة.
ثم يواصل
” إنباري عن جنسيبرج”… تم التعبير عن نهجه ب “حان وقت كسر البندقة”. في هذا المقال، شبّه جينسبيرغ دولة إسرائيل بالبندق، الذي يحمي ثماره بأربع قشور ومن الضروري سحق القشرة، تكسير البندق”.
“هآرتس”: لكن الفاكهة التي يتحدث عنها ليست إسرائيل الحالية؟
موتي إنباري: “الفاكهة” هي الدولة التي نشتاق إليها– الدولة الطوباوية، دولة التوراة. دعونا نحسب الصدفات/ القشور/ الأربعة عن البندقة كي بنبثق النور.والقشرات الأريع التي يريد نزعها هي:
الصدفة/ القشرة الأولى/ الخارجية: هي الفكر الصهيوني، أي فكرة أنه يمكن للمرء أن يكون يهودياً، ولكن ينكر رؤية الدولة القائمة على الشريعة اليهودية.
الصدفة/ القشرة الثانية: هي النظام القضائي والمحاكم ووسائل الإعلام ونظام التعليم.
الصدفة/ القشرة الثالثة: هي الكنيست، وأجهزة الدولة التي لا تهتم، في رأيه، بمصالح الشعب كما ينبغي. الحكومة، يمينية كانت أم يسارية، خطرة لأنها تعمل من خلال التسويات وتؤدي إلى انسحاب من الأراضي الفلسطينية، وبالتالي يجب القضاء عليها هي الأخرى.
الصدفة/ القشرة الرابعة: الأقرب إلى الفاكهة، هي الأكثر إثارة للاهتمام على الإطلاق. تلك هي الجيش. الفكرة هي أن للجيش، من حيث المبدأ، إمكانية للمساعدة في تحقيق الرؤية المسيحانية، لكن ليس في شكلها الحالي. لا يلزم تدميره، بل إجراء بعض التغييرات فقط.
“هآرتس”: وبعد المرحلة النظرية ينتقل إلى مرحلة الجراحة؟
موتي إنباري: “ينتقل من الأساليب النظرية إلى الأساليب الملموسة المفترضة، موضحاً ما يجب القيام به. يجب سحق الصدفات/ القشور/ الثلاث الأولى لاقتلاع الروح الصهيونية العلمانية وإسقاط الحكومة.
يؤكد في “باروخ هاجيفر” أن تصرف غولدشتاين كان جديراً بالثناء، لأن الدم اليهودي أجدر من الدم العشائري.
موتي إنباري: “لا شيء. ولا توجد مشكلة في “إبادة” بلدة حوارة (إشارة إلى دعوة لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش لمحو حوارة). على العكس تماماً. إنه مزيج من عدة أفكار. التفوق العنصري، الانتقام، وتخريب مؤسسات الدولة.
“الحكومة، يمينية كانت أم يسارية، خطرة لأنها تعمل من خلال التسويات، وتؤدي إلى انسحاب من الأراضي الفلسطينية، وبالتالي يجب القضاء عليها”.
“هآرتس”: اشتعلت النيران في بلدة حوارة الفلسطينية خلال هجوم المستوطنين هناك، في 27 شباط / فبراير. يبدو أن هؤلاء الأشخاص مرتبطون بعالم جينسبيرغ الروحي، بسبب تأثيره؟
موتي إنباري: “نعم. هناك رغبة في الانتقام. وأيضاً ضد الجمهور العلماني الليبرالي الذي يفترض أنه جعل فك الارتباط ممكناً. انظروا، الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير ليسا مرتبطين مباشرة بالرجل المعني، وهما ليسا من أتباعه. بعد قولي هذا، عندما أكد سموتريتش أنه يجب القضاء على حوارة، أو عندما نشر خطته لانتصار إسرائيل قبل بضع سنوات (إشارة إلى خطة الحسم في 2017)، تلك الأفكار لم تولد في فراغ”.
ويخلص إنباري للقول إن حزب “الصهيونية الدينية” ينتمي إلى المعسكر الذي يؤمن بأنه من الممكن والضروري تغيير الأمور من الداخل. يريد جينسبيرغ ثورة من الخارج. لكن هاتين المجموعتين تسعيان جاهدتين لتحقيق نفس الهدف. الفرق فقط في المسار. وبكيفية الوصول إلى هناك.
✺ ✺ ✺
فلسطين المحتلة:
تضامن واحتجاج
- على قرار السلطة الفلسطينية بقرار منع تجديد عمل مؤسسة محامون من أجل العدالة
نحن بتوقيعنا أدناه نستغرب تلقي مؤسسة محامون من أجل العدالة تبليغا من مسؤول في جهاز المخابرات العامة (المخابرات)/للسلطة الفلسطينية بقرار منع تجديد عمل هذه المؤسسة منذ آذار لهذا العام علماً بأن مؤسسة محامون من أجل العدالة وهي حقوقية تدوِّن حالات الاعتقال من قبل السلطة وتدافع عن المعتقلين من المواطنين الفلسطينيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.
وطبقاً لما أُبلغ به الأستاذ المحامي مهند كراجة بإن المؤسسة متهمة بممارس نشاط غير ربحي وبأنها تتلقى تمويلاً أجنبياً باعتبار ذلك مخالفاً لوضعها كمؤسسة مدنية بموجب قانون السلطة الفلسطينية. بينما يؤكد الأستاذ كراجه بأن المؤسسة هي مؤسسة مدنية بموجب القانون الفلسطيني الذي يحظر على المحامين ممارسة اي عمل غير التمثيل القانوني. علما بأن القانون الفلسطيني لا يمنع تلقي تمويل أجنبي.
إن مؤسسة محامون من أجل العدالة هي أفضل من يتابع الاعتقالات في أراضي السلطة ويدافع قانونيا عن المعتقلين، وبهذا فإن حظرها يعني فقدان جانب هام من حقوق المواطنين التي هي في أضيق نطاق ممكن.
إن السياق القانوني الحقيقي هو مسائلة هذه المؤسسة قانونيا عبر القضاء إذا كانت ارتكبت مخالفات وليس الإغلاق دون تمكين المؤسسة من الدفاع عن نفسها مسبقاً.
إن أخطر تغوُّل على الحريات هو استهداف المؤسسات المدافعة عن حريات المواطنين في وطن هو تحت الاحتلال!
إننا نناشد كافة المواطنين في الوطن والمهاجر والشتات الاحتجاج من أجل تمكين هذه المؤسسة من ممارسة دورها الصحي مجتمعيا ووطنيا في الدفاع عن المعتقلين.
في 13 نيسان 2023.
الموقعون:
د. حسن خريشه
إحسان سالم ابو عرب
د. معاوية المصري
د. عبد العزيز بني عوده
د. نهاية برقاوي
كامل جبيل
د. عادل سماره
محمود فنون
محمد شامي
جبريل محمد
براهيم ابو عياش
علي غنايم
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org