في النقد لإعادة بناء الخطاب: فلسطين قبل القدس والقدس الشريف محتلة ونظام بريمر ليس م.ق.ا.و.م.ة، عادل سماره

ليس هذا من قبيل فائض الوقت ولا فائض القول ولكن من قبيل حق الجيل الجديد علينا بأن نقول له ما يجب لأن ما يجب هو الحق الصريح ولكي لا يصمت جيل اليوم خجلاً من عمرنا إلى أن يقول غداً: كذبتم علينا.

النقد تأسيس حقيقي لبناء يصمد، بينما المديح كذب وتكاذب. للنقد ثمن صعب وللمديح أجرة حتى بالعملة الصعبة. وللأقلام أن تتموضع هنا أو هناك. وغالباً ما تجد النقد بين الناس حتى على شكل همس أو تبرُّم أو سخرية مُرّة بينما تجد المديح على شاشات تتحول إلى مراقص لغوية سواء في العرض أي أحاديث الساسة أو القادة أو في تحليل تلك الأحاديث حيث يكاد البعض في رقصاته ان يقفز من الشاشة إلى الجمهور. والأكثر مدعاة للسخرية من يتزلف بثوب أكاديمي.

شاهدت طويلاً ما قيل عن الصراع وعن العدو بل الأعداء، وشاهدت في اليومين الماضيين سلسلة أحاديث خُصصت للقدس. ولم أسمع أحداً قال “القدس المحتلة”! وهي كما نلمس على جلدها وجلودنا محتلة ومُهانة لولا كبرياء المرابطات والمرابطين طوعا وانتماء وليس لأن هناك من يخطب ويُحمِّس ويتلقى المديح! . فهل سبب حذف محتلة هو لتمرير عبارات: “القدس خط أحمر، الأقصى خط أحمر، المقدسات خط أحمر ، القيامة خط أحمر، إذا ارتكب العدو حماقة فإن حربا شاملة ستقوم ضده!. فلا يستقيم القول القدس خط احمر والقول إنها محتلة. ولكن نحن والعدو نعرف أنها محتلة!

ما هذا! هل العدو له وطن ويقف على حدودنا ونهدده إذا تقدم! هل هناك أكثر من حماقة احتلال وطن منذ ثمانية عقود! وعدم الاكتفاء بهذا! دعك من كامل الوطن المحتل، أليس ما يتم يوميا ضد الأقصى غزلاً أم حماقة وإذلالاً!  يا صاحبي لا أريد التفصيل أكثر.

 لا أريد العودة لقول شيء عن يوم القدس، درع القدس، سيف القدس…الخ سوى بكلمة، الصراع ليس على القدس بل على الوطن، الدين في حماية الوطن وليس الوطن في حماية الدين. أرجوكم لا تبيعونا ما باعه العدو بالتوراة لأنه في هذا سبقكم طويلاً فحوَّل الصراع إلى ديني وبالتالي يحاول إخفاء أن مجرد وجوده كان بيد الإمبريالية وحتى اليوم من يرغب فليتابع في كنعان حلقات “تطورات الكيان”.

 الأرض هي التي تحمل القدس والقيامة ومحراب صلاح الدين ولو فكر الرجل مثلكم، لزار الأقصى وصلى وبقي ريتشارد قلب الأسد في فلسطين والشام حتى اليوم.

دعوني أجاريكم في قولكم “خط أحمر” لعن الله من صاغ هذا المصطلح الباهت والتبهيتي والمراوغ.

فالخط الأحمر يُداس بنعال العدو، والمرابطات يُسحلن في باحات الأقصى، ومشت إحدى نسائهم عارية بالمطلق في باحاته حتى غطتها مرابطة بملايتها صوناً لكرامة قبة الصخرة. ماذا كان سيقول عبد الملك بن مروان لو شاهد المنظر. 

أيها السادة أنا أعيش هنا وامشي بين الناس في السوق وفي المواصلات العامة وفي الأفراح والأتراح، وأسمع الناس، وأسأل عن أقوال من طراز خط أحمر؟ بينما يُهان هنا كل شخص بمفرده!!!ولا كرامة هنا إلا للشهداء ومشاريع الشهادة.

لذا، كانت الابتكارات الفدائية منذ عشرينات القرن الماضي وصولا إلى النكبة وبعدها وهزيمة 1967 وبعدها. نعم هناك محطات لافتة بين فترة وأخرى، وأرجو أن تفهموا أن المحطة الحالية لم تبدأ من الفدائيين الجدد بل هم استمرار لها. هذه المحطة اسسها مهند الحلبي 2015 ثم باسل الأعرج وصولاً إلى الأبطال من الفدائيين الجدد وعرين الأسود وكتيبة جنين ونابلس…الخ. نعم بدأت ب “العمليات الفردية والمثقف المشتبك”.

المحور متنقل طبقاً لشدة الصراع ولكي لا أعود طويلاً إلى الماضي، فقيادة المحور هي في المواجهة الميدانية، أي في الميدان. لذا، في يوم كانت قيادة المحور في المحتل 1967 بالعمل الفدائي ثم انتفاضة 1987 ثم انتفاضة 2000 ثم في لبنان وفي الجنوب والضاحية، واليوم المحور وقيادته في ثلاثية: السجون، الضفة وسوريا أي الميدان، الباقي مشكورين طبعا بالدعم بالمال والسلاح، مع أنني اخاف من المال، فقد فتك بالرعيل الفدائي الأول، كما أن توزيعه ديني ولا يصل العلمانيين منه سوى القليل. هذا ما قاله الراحل أحمد جبريل على قناة الميادين وقال أكثر. ارجعوا لأرشيفها.

الأمر الوحيد الذي ادافع عنه في عدم الرد هو:

سوريا يجب أن لا ترد حتى الآن لأن بها عشرات الحروب. واليوم يحاربها الذين حاربوها بإرهاب الدين السياسي وبحرق ترليونات الدولارات لينتصر الإرهاب والعثماني والصهيوني والأمريكي، نعم يحاربونها   بحرب احتوائها لتنسى نصف مليون شهيد وخاصة من حماة الديار وشهداء الحلفاء وتستقبلهم بعباءات بيضاء بعد أن أخفوا عباءات غدت حمراء بدم الشهداء. أرجوكم، إن كنتم تبلعون ألسنتكم عن أنظمة إرهاب الدين السياسي أعداء العروبة تساكُناً مع هدنة قيادات الطائفتين برعاية “البكيني” ، فلا تمدحوا هذه الأنظمة لأنها عدوة الأمة، عدوة العروبة.

وحين يحصل اي رد حتى برصاصة أغتبط له. لكنني أقول دائماً، إذا كنتم غير جاهزين أو غير قادرين، فبالله عليكم دعونا من التهديد والعنتريات.

شاهدت كثيرا من الأقوال: المحور قادر على وعلى وعلى، وإيران تصنع كذا وكذا وكذا…الخ.

هل سمعتم نتنياهو يقول لدينا نووي ولدينا صواريخ كذا وكذا وكذا.

الناس هنا تشاهد هذه الأقوال، وتمشي دون أن يعلق في ذهنها سوى صليل السيوف. وحتى يبدأ الصليل، فالصمت أصدق وأروع ما يُقال ومدعاة احترام حقيقي.

مديح المحور وتضخيمه لا يُقنع أحداً، وتحويل ابتكارات الشعب هنا لصالح هذا الطرف في المحور أو ذاك أخطر من أكل المال الحرام لأن الدم أهم من المال.

انتبهوا، لم يبدأ نضال العرب وخاصة العرب الفلسطينيين بعد الثورة الإيرانية. رجاء، سامحونا كما يقول اللبنانيون.

نضال شعبنا وأمتنا بدأ منذ 1917 كعرب فلسطينيين وليس ك “أهل السنة”! عجيب هل الحريري من أهل السنة، وريفي وسلام وبن سلمان وتميم وبن زايد…الخ!

الشعب هنا عرب ووصفهم ب مسلمين ومسيحيين ودروز هو وصف الإمبريالية البريطانية وأخذه الكيان ليكرسه. الحديث بمفردات أن أهل السنة ناضلوا يعني أن من يناضل اليوم “أهل الشيعة”. أبداً لا هذا ولا ذاك. النضال في لبنان وتحرير معظم الجنوب من الشعب، بينما السياسة من الطائفية. وبينهما مسافة وعي.

قبل ايام كانت الذكرى العشرين لسقوط بغداد، هذه المذبحة شارك فيها من يحكم العراق اليوم ويصفها البعض بالتحرير! التحرير من صدام حسين. وكأن الأمر هو شخص وليس وطن ونفط وكرامة العروبة.

لم أسمع اي متحدث/ة ذكر سقوط العراق بأجمعه! فهل يُعقل هذا؟ بل يقوم البعض بغسيل تمفصلات بريمر منذ 2003 وحتى اليوم! ولا اقول منذ 1991. لا أدري كيف يُطاوع الشرفاء لسانهم ليقولوا: العراق تحرر، العراق من المحور العراق ضد التطبيع…الخ. فهل ساكنو المنطقة الخضراء من المحور؟ ناهبو نفط العراق! هل العراق محرر وبه أضخم سفارة أمريكية؟ وقواعد الجيش العربي العراقي صارت قواعد للجيش المحتل الأمريكي ناهيك عن قواعد التركي! هل المالكي مثلاً من المحور وهو القائل بأن تسعين في المئة من عمليات الإرهاب التفجيري في العراق من فلسطينيين! ما هذا التغوُّل على الناس!

ما هي الحكمة اليوم في هذه الهمروجة لغسيل حكام العراق واستخدام فلسطينيين لتنظيف حكام المنطقة الخضراء! ما هي غير كونها اغتباط باجتثاث عروبة العراق.

 لا يا ساده، إذا كان العراق في المحور فلا يوجد محور حقيقي سوى في السجون والضفة وسوريا، “رُفعت الأقلام وجفت الصحف” والباقي يدعمون ولهم ألف شكر.

ملاحظة: أخطأت كثيراً حينما قبلت بتسمية المحور كما يُقال ويوصف وعليه أعتذر فأنا شخص والإنسان خطّاء.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….