السنة الثالثة والعشرون – العدد 6521
في هذا العدد:
■ في النقد لإعادة بناء الخطاب: فلسطين قبل القدس والقدس الشريف محتلة ونظام بريمر ليس م.ق.ا.و.م.ة، عادل سماره
■ تطورات الكيان الصهيوني حلقة (4): توقعات مستشرق بزوال الكيان – العالم من غير إسرائيل، د. كيفِن بارِت، ترجمة بسام أبوغزالة
■ كي لا يصبح الميل انحرافاً، جاسر خلف
✺ ✺ ✺
في النقد لإعادة بناء الخطاب
فلسطين قبل القدس والقدس الشريف محتلة ونظام بريمر ليس م.ق.ا.و.م.ة
عادل سماره
ليس هذا من قبيل فائض الوقت ولا فائض القول ولكن من قبيل حق الجيل الجديد علينا بأن نقول له ما يجب لأن ما يجب هو الحق الصريح ولكي لا يصمت جيل اليوم خجلاً من عمرنا إلى أن يقول غداً: كذبتم علينا.
النقد تأسيس حقيقي لبناء يصمد، بينما المديح كذب وتكاذب. للنقد ثمن صعب وللمديح أجرة حتى بالعملة الصعبة. وللأقلام أن تتموضع هنا أو هناك. وغالباً ما تجد النقد بين الناس حتى على شكل همس أو تبرُّم أو سخرية مُرّة بينما تجد المديح على شاشات تتحول إلى مراقص لغوية سواء في العرض أي أحاديث الساسة أو القادة أو في تحليل تلك الأحاديث حيث يكاد البعض في رقصاته ان يقفز من الشاشة إلى الجمهور. والأكثر مدعاة للسخرية من يتزلف بثوب أكاديمي.
شاهدت طويلاً ما قيل عن الصراع وعن العدو بل الأعداء، وشاهدت في اليومين الماضيين سلسلة أحاديث خُصصت للقدس. ولم أسمع أحداً قال “القدس المحتلة”! وهي كما نلمس على جلدها وجلودنا محتلة ومُهانة لولا كبرياء المرابطات والمرابطين طوعا وانتماء وليس لأن هناك من يخطب ويُحمِّس ويتلقى المديح! . فهل سبب حذف محتلة هو لتمرير عبارات: “القدس خط أحمر، الأقصى خط أحمر، المقدسات خط أحمر ، القيامة خط أحمر، إذا ارتكب العدو حماقة فإن حربا شاملة ستقوم ضده!. فلا يستقيم القول القدس خط احمر والقول إنها محتلة. ولكن نحن والعدو نعرف أنها محتلة!
ما هذا! هل العدو له وطن ويقف على حدودنا ونهدده إذا تقدم! هل هناك أكثر من حماقة احتلال وطن منذ ثمانية عقود! وعدم الاكتفاء بهذا! دعك من كامل الوطن المحتل، أليس ما يتم يوميا ضد الأقصى غزلاً أم حماقة وإذلالاً! يا صاحبي لا أريد التفصيل أكثر.
لا أريد العودة لقول شيء عن يوم القدس، درع القدس، سيف القدس…الخ سوى بكلمة، الصراع ليس على القدس بل على الوطن، الدين في حماية الوطن وليس الوطن في حماية الدين. أرجوكم لا تبيعونا ما باعه العدو بالتوراة لأنه في هذا سبقكم طويلاً فحوَّل الصراع إلى ديني وبالتالي يحاول إخفاء أن مجرد وجوده كان بيد الإمبريالية وحتى اليوم من يرغب فليتابع في كنعان حلقات “تطورات الكيان”.
الأرض هي التي تحمل القدس والقيامة ومحراب صلاح الدين ولو فكر الرجل مثلكم، لزار الأقصى وصلى وبقي ريتشارد قلب الأسد في فلسطين والشام حتى اليوم.
دعوني أجاريكم في قولكم “خط أحمر” لعن الله من صاغ هذا المصطلح الباهت والتبهيتي والمراوغ.
فالخط الأحمر يُداس بنعال العدو، والمرابطات يُسحلن في باحات الأقصى، ومشت إحدى نسائهم عارية بالمطلق في باحاته حتى غطتها مرابطة بملايتها صوناً لكرامة قبة الصخرة. ماذا كان سيقول عبد الملك بن مروان لو شاهد المنظر.
أيها السادة أنا أعيش هنا وامشي بين الناس في السوق وفي المواصلات العامة وفي الأفراح والأتراح، وأسمع الناس، وأسأل عن أقوال من طراز خط أحمر؟ بينما يُهان هنا كل شخص بمفرده!!!ولا كرامة هنا إلا للشهداء ومشاريع الشهادة.
لذا، كانت الابتكارات الفدائية منذ عشرينات القرن الماضي وصولا إلى النكبة وبعدها وهزيمة 1967 وبعدها. نعم هناك محطات لافتة بين فترة وأخرى، وأرجو أن تفهموا أن المحطة الحالية لم تبدأ من الفدائيين الجدد بل هم استمرار لها. هذه المحطة اسسها مهند الحلبي 2015 ثم باسل الأعرج وصولاً إلى الأبطال من الفدائيين الجدد وعرين الأسود وكتيبة جنين ونابلس…الخ. نعم بدأت ب “العمليات الفردية والمثقف المشتبك”.
المحور متنقل طبقاً لشدة الصراع ولكي لا أعود طويلاً إلى الماضي، فقيادة المحور هي في المواجهة الميدانية، أي في الميدان. لذا، في يوم كانت قيادة المحور في المحتل 1967 بالعمل الفدائي ثم انتفاضة 1987 ثم انتفاضة 2000 ثم في لبنان وفي الجنوب والضاحية، واليوم المحور وقيادته في ثلاثية: السجون، الضفة وسوريا أي الميدان، الباقي مشكورين طبعا بالدعم بالمال والسلاح، مع أنني اخاف من المال، فقد فتك بالرعيل الفدائي الأول، كما أن توزيعه ديني ولا يصل العلمانيين منه سوى القليل. هذا ما قاله الراحل أحمد جبريل على قناة الميادين وقال أكثر. ارجعوا لأرشيفها.
الأمر الوحيد الذي ادافع عنه في عدم الرد هو:
سوريا يجب أن لا ترد حتى الآن لأن بها عشرات الحروب. واليوم يحاربها الذين حاربوها بإرهاب الدين السياسي وبحرق ترليونات الدولارات لينتصر الإرهاب والعثماني والصهيوني والأمريكي، نعم يحاربونها بحرب احتوائها لتنسى نصف مليون شهيد وخاصة من حماة الديار وشهداء الحلفاء وتستقبلهم بعباءات بيضاء بعد أن أخفوا عباءات غدت حمراء بدم الشهداء. أرجوكم، إن كنتم تبلعون ألسنتكم عن أنظمة إرهاب الدين السياسي أعداء العروبة تساكُناً مع هدنة قيادات الطائفتين برعاية “البكيني” ، فلا تمدحوا هذه الأنظمة لأنها عدوة الأمة، عدوة العروبة.
وحين يحصل اي رد حتى برصاصة أغتبط له. لكنني أقول دائماً، إذا كنتم غير جاهزين أو غير قادرين، فبالله عليكم دعونا من التهديد والعنتريات.
شاهدت كثيرا من الأقوال: المحور قادر على وعلى وعلى، وإيران تصنع كذا وكذا وكذا…الخ.
هل سمعتم نتنياهو يقول لدينا نووي ولدينا صواريخ كذا وكذا وكذا.
الناس هنا تشاهد هذه الأقوال، وتمشي دون أن يعلق في ذهنها سوى صليل السيوف. وحتى يبدأ الصليل، فالصمت أصدق وأروع ما يُقال ومدعاة احترام حقيقي.
مديح المحور وتضخيمه لا يُقنع أحداً، وتحويل ابتكارات الشعب هنا لصالح هذا الطرف في المحور أو ذاك أخطر من أكل المال الحرام لأن الدم أهم من المال.
انتبهوا، لم يبدأ نضال العرب وخاصة العرب الفلسطينيين بعد الثورة الإيرانية. رجاء، سامحونا كما يقول اللبنانيون.
نضال شعبنا وأمتنا بدأ منذ 1917 كعرب فلسطينيين وليس ك “أهل السنة”! عجيب هل الحريري من أهل السنة، وريفي وسلام وبن سلمان وتميم وبن زايد…الخ!
الشعب هنا عرب ووصفهم ب مسلمين ومسيحيين ودروز هو وصف الإمبريالية البريطانية وأخذه الكيان ليكرسه. الحديث بمفردات أن أهل السنة ناضلوا يعني أن من يناضل اليوم “أهل الشيعة”. أبداً لا هذا ولا ذاك. النضال في لبنان وتحرير معظم الجنوب من الشعب، بينما السياسة من الطائفية. وبينهما مسافة وعي.
قبل ايام كانت الذكرى العشرين لسقوط بغداد، هذه المذبحة شارك فيها من يحكم العراق اليوم ويصفها البعض بالتحرير! التحرير من صدام حسين. وكأن الأمر هو شخص وليس وطن ونفط وكرامة العروبة.
لم أسمع اي متحدث/ة ذكر سقوط العراق بأجمعه! فهل يُعقل هذا؟ بل يقوم البعض بغسيل تمفصلات بريمر منذ 2003 وحتى اليوم! ولا اقول منذ 1991. لا أدري كيف يُطاوع الشرفاء لسانهم ليقولوا: العراق تحرر، العراق من المحور العراق ضد التطبيع…الخ. فهل ساكنو المنطقة الخضراء من المحور؟ ناهبو نفط العراق! هل العراق محرر وبه أضخم سفارة أمريكية؟ وقواعد الجيش العربي العراقي صارت قواعد للجيش المحتل الأمريكي ناهيك عن قواعد التركي! هل المالكي مثلاً من المحور وهو القائل بأن تسعين في المئة من عمليات الإرهاب التفجيري في العراق من فلسطينيين! ما هذا التغوُّل على الناس!
ما هي الحكمة اليوم في هذه الهمروجة لغسيل حكام العراق واستخدام فلسطينيين لتنظيف حكام المنطقة الخضراء! ما هي غير كونها اغتباط باجتثاث عروبة العراق.
لا يا ساده، إذا كان العراق في المحور فلا يوجد محور حقيقي سوى في السجون والضفة وسوريا، “رُفعت الأقلام وجفت الصحف” والباقي يدعمون ولهم ألف شكر.
ملاحظة: أخطأت كثيراً حينما قبلت بتسمية المحور كما يُقال ويوصف وعليه أعتذر فأنا شخص والإنسان خطّاء.
✺ ✺ ✺
تطورات الكيان الصهيوني حلقة (4) تواصل كنعان نشر حلقات تطورات الكيان. توقعات مستشرق بزوال الكيان العالم من غير إسرائيل بقلم المستشرق د. كيفِن بارِت (نقلها إلى العربية: بسام أبوغزالة) https://kanaanonline.org/2023/04/15/%d8%aa%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%87%d9%8a%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-4-%d8%aa%d9%88%d9%82%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d9%85/ كنعان: بعد عدوان 2006 ضد لبنان وهزيمة الكيان ونتائج ذلك، كتب زبجنيو بريجنسكي مقالاً اشار فيه إلى أن هذا مؤشر على نهاية “إسرائيل”. ومن بين ما دار في الذهن مع هبة القدس وانتصار غزة لها، وإدراك العالم عموما، اصدقاء الكيان وأصدقائنا، بأن العدوان مثلث الأضلاع: “ضد الأقصى برمزيته الدينية والعربية، وباب العامود برمزيته التاريخية والشبابية والشيخ جراح برمزيته لمركزية الأرض/الوطن” هو عدوان بالمطلق ويقوم على غطرسة لا يمكن الصمت عنها. هذا إلى جانب اعتقاد الكيان أن القدس هي الحلقة الأضعف فإذا بها الحلقة الأقوى. نعم دار في الذهن الحديث التالي: تقول اساطير الصهيونية بأن هناك عشرات الأنبياء لبني إسرائيل، بغض النظر عن الصحة التاريخية وحتى الدينية لهذا. ولكن، أرى أن التطورات الأخيرة تطرح السؤال التالي: ألم يحن الوقت لظهور نبي أرضي في الكيان ليقول لهم: هذا المشروع ما رح يزبط!. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإن الصهيونية حينما لاحظت باكرا أن الإمبريالية البريطانية في تراجع طوَّرت علاقتها بالمركز الإمبريالي الجديد اي الولايات المتحدة وبالطبع دون أن تغادر علاقتها الرضاعية من بريطانيا. وهذا يستدعي السؤال: هل تأخر الكيان في الانتقال إلى الصين؟ أم أن الصين ليست راغبة بهذه العلاقة وخاصة بالمستوى الذي يطمح إليه الكيان؟ تشير المقالة أدناه إلى أن الكيان سيتلاشى عام 2022 كتقدير طبعا. ولكن ما يجري اليوم داخل الكيان من جهة وما يجري من تطور في النظام العالمي في غير مصلحة الكيان ويعزز توقعات كل من كاتب المقال وكيسنجر وما ارتكزا عليه. (نهاية الملاحظة.) ■ ■ ■ شيطنت وسائل الإعلام الغربية الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد لتجرُّؤه على تصور “العالم من غير وجود إسرائيل”. بيد أن هنري كيسنجر ومجتمعَ الاستخبارات الأمريكيَّ متفقون جميعا على أن إسرائيل لن تكون موجودة في المستقبل القريب. فقد أوردت نيويورك بوست كلمات كيسنجر حرفيا إذ قال: “في عشر سنين، لن يكون هناك إسرائيل.” ومقولة كيسنجر هذه واضحة حاسمة. إنه لا يقول إن إسرائيل في خطر، ويمكن إنقاذها إن منحناها ترليوناتٍ إضافيةً من الدولارات وسحقنا أعداءها بجيشنا. ولا يقول إننا إذا انتخبنا صديق نتنياهو القديم مٍيت رُمْني، أمكن إنقاذ إسرائيل بطريقة ما. ولا يقول إننا إن قصفنا إيران فستتمكن إسرائيل من البقاء. كذلك فإنه لا يعرض وسيلة للخلاص. إنه ببساطة يقرر حقيقة: في العام 2022، لن تكون إسرائيل موجودة. لعل المجتمع الاستخباري الأمريكي يوافق على ذلك، وإن لم يكن تحديدا في العام 2022. ذلك أن 16 وكالة استخبارية أمريكية تتمتع بميزانيات يفوق مجموعها 70 مليار دولار أصدرت تحليلا من 82 صفحة عنوانه، “الاستعداد لشرقٍ أوسطيٍّ بعد إسرائيل.” يرى التقرير الاستخباري الأمريكي أن 700 ألف مستوطن إسرائيلي قد استولوا بشكل غير قانوني على أراض مغتصبة من أراضي عام 1967 يعُدُّها العالم كله جزءاً من فلسطين، لا من إسرائيل، ولن يرحلوا بطريقة سلمية. ولما كان العالم لن يقبل مطلقا وجودهم المستمر على أراض مغتصبة، فقد غدا حال إسرائيل كحال جنوب أفريقيا في أواخر ثمانينات القرن العشرين. وحسب التقرير الاستخباري الأمريكي، فإن الائتلاف الليكودي الحاكم في إسرائيل ماض في دعمه وتجاهله لما يقوم به المستوطنون الخارجون على القانون من عنف جامح وأعمال منتهكة للقانون. ويذكر التقرير أن وحشية المستوطنين وإجرامهم، وتزايد البنية التحتية للفصل العنصري، ومنها جدار الفصل والحواجز التي تتزايد وحشية، لا يمكن الدفاع عنها أو دعمها وغير متوافقة مع القيم الأمريكية. وتوافق الوكالات الاستخبارية الأمريكية الست عشرة على أن إسرائيل لا تستطيع تحمل العاصفة المؤيدة لفلسطين التي يتسم بها “الربيع العربي”، ولا “الصحوة الإسلامية”، ولا صعود نجم الجمهورية الإسلامية في إيران. في الماضي، كانت النظم الاستبدادية تكتم التطلعات الداعمة للقضية الفلسطينية لدى شعوبها. بيد أن هذه الدكتاتوريات أخذت تنهار بانهيار شاه إيران المؤيد لإسرائيل عام 1979 وقيام جمهورية إسلامية، لم يكن لحكومتها إلا أن تعكس معارضة شعبها لإسرائيل. وتتسارع اليوم في المنطقة كلها العملية عينها – أي الإطاحة بالمستبدين الذين تعاملوا مع إسرائيل، أو تحملوها على الأقل. أما النتيجة، فستكون بقيام حكومات أكثر ديمقراطية، وأكثر إسلامية، وأقل ودّاً لإسرائيل. ويقول التقرير الاستخباري الأمريكي إن الحكومة الأمريكية، في ضوء هذه الحقائق، لم تعد، ببساطة، تملك الموارد العسكرية والمالية للاستمرار في دعم إسرائيل ضد رغبات أكثر من مليار إنسانٍ في جوارها. ولأجل تطبيع العلاقات مع 57 دولة إسلامية، يقترح التقرير أن على الولايات المتحدة أن تتبع مصالحها الوطنية وتسحب دعمها لإسرائيل. والطريف أنه لا هنري كيسنجر ولا من حرر التقرير الاستخباري المذكور ألمح إلى أنهم سيندبون موت إسرائيل. وهذا جدير بالملاحظة حين نعلم أن كيسنجر يهودي وكان دائماً يُعَدُّ صديقا (ولو كان أحيانا صديقا قاسيا) لإسرائيل، وأن جميع الأمريكيين، بمن فيهم الذين يعملون في الوكالات الاستخبارية، قد تأثروا بوسائل الإعلام المؤيدة لإسرائيل. فما الذي يفسر هذا الأمر؟ إن الأمريكيين المهتمين بالشؤون الدولية – والمؤكد أن منهم كيسنجر ومن كتبوا ذلك التقرير الاستخباري – قد ملوا من العناد والتعصب الإسرائيليين. إن أداء نتنياهو الشاذّ، والذي استثار سخرية واسعة في الأمم المتحدة حين لوّح بصورة كرتونية لقنبلة بطريقة جعلت منه كركاتيرا لـ”صهيوني مجنون”، كان الأخير في سلسلة الزلات التي وقع فيها القادة الإسرائيليون الذين بدوا ميالين للمبالغة. هناك عامل ثانٍ يتمثل في الحقد الذي يحمله الأمريكيون على قوة الضغط الإسرائيلية التي تهيمن هيمنة متغطرسة على الخطاب العام. ففي كل مرة يُطرَد صحفي أمريكي مشهور لخروجه على النص تجاه إسرائيل، كما حدث لهلن طومس ورِك سانشيز، تتعاظم قوة ردة فعلٍ غير مرئية على الأغلب، تشبه موجةَ جزْرٍ تنساب تحت سطح البحر. وفي كل مرة تصفع قوةُ الضغط الإسرائيلية أحد الناس، مثل مورين داوْد، التي لاحظت مؤخراً أن المتعصبين الإسرائيليين أنفسهم الذين جروا الولايات المتحدة إلى حرب العراق يحاولون اليوم أن يفعلوا الشيء ذاته مع إيران، تزداد صحوة الناس ويشتدُّ يقينهم بأن أناساً مثل داوْد وطومس وسانشيز إنما يقولون الحق. أما السبب الثالث من الرضا عن زوال إسرائيل، فيتمثل في أن المجتمع اليهودي الأمريكي لم يعد متوحداً في دعمه لإسرائيل، خاصة على مستوى قيادته الليكودية الهوى. فالصحفيون والمحللون اليهود المحنكون، من أمثال فيليب فايس، أصبحوا يدركون حمق القيادة الإسرائيلية الحالية وغياب الأمل في ورطتها. وحسب تقارير حديثة، لم يعد دارجاً بين الشباب اليهود الأمريكيين أن يعيروا إسرائيل اهتمامهم. وبالرغم من محاولات نتنياهو المسعورة في توجيه الناخبين صوب [المرشح الجمهوري للرئاسة] مِت رُمني، ذي الهوى الليكودي، فإن استبيانات الرأي العام تظهر أن أوباما، الذي يُسجَّل له أنه “يكره” نتنياهو “الكذاب”، سوف يفوز بأغلبية الأصوات اليهودية بسهولة. أخيراً نأتي إلى الأقل وضوحا – لكنه الأقوى – من سبب رضا كيسنجر ووكالة الاستخبار المركزية عن تداعي إسرائيل: إنها المعلومة التي أخذت تتسلل بعناد أن إسرائيل وأنصارها، لا المسلمين الأصوليين، هم من نفذوا اعتداءات الحادي عشر من أيلول ذات العلَم الزائف. ليست المجموعات المعادية للسامية، بل المراقبون من ذوي المسؤولية العليا، من يقول هذا بشكل متزايد. فقد ظهر في برنامجي الإذاعي ألن سَبْرُسْكي، وهو نصف يهودي ومدير سابق لمديرية الدراسات الإستراتيجية في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، وقال إنه بحث مع زملائه “الحقيقة المؤكدة تماما” التي تفيد بأن إسرائيل وأنصارها من نفذ اعتداءات التاسع من أيلول. كذلك ظهر على برنامجي الإذاعي ألن هارت، المراسل السابق لهيئة الإذاعة البريطانية في الشرق الأوسط (وصديق غولدا مئير وياسر عرفات) وأعلن أنه أيضاً يعلم أن إسرائيل وشركاءها قد نسقوا أحداث التاسع من أيلول. واليوم لدينا مرشحة للرئاسة، ميرلن ميلر، التي يقال إنها أكدت أن إسرائيل، لا القاعدة، قد قامت باعتداءات الحادي عشر من أيلول. والغاية من اعتداءات الحادي عشر من أيلول “أن يُعمَّد بالدم” ميثاق عاطفي قوي، لا تُفصم عراه بين الولايات المتحدة وإسرائيل، في محاولة يائسة لتوكيد بقاء إسرائيل على قيد الحياة بشن حرب أمريكية طويلة على أعداء إسرائيل. وحين اعتُقِل الإسرائيليون الذين كانوا يرقصون احتفالا بأحداث الحادي عشر من أيلول، حاولوا أن يقنعوا الشرطة بالقول: “أعداؤنا أعداؤكم. إن الفلسطينيين هم أعداؤكم.” لكن أعداداً متزايدة من الأمريكيين، ومنهم مجتمع الاستخبار الأمريكي عموما، يدركون اليوم أن أعداء إسرائيل (العالم المسلم برمته الذي يعد أكثر من مليار ونصف مليار نسمة، ومعهم معظم العالم غير الأوربي) ليسوا بالضرورة أعداء الولايات المتحدة. والحقيقة، إن الولايات المتحدة تواجه الإفلاس وتضحي بآلاف الأرواح في حروب لصالح إسرائيل – حروب تضر المصالح الإستراتيجية الأمريكية، بدل أن تساعدها. (إحدى هذه المصالح، بطبيعة الحال، شراء النفط والغاز من حكومات مستقرة متعاونة.) وإذ يتنامى الإدراك بأن أحداث الحادي عشر من أيلول لم تكن اعتداءً إسلامياً أصولياً، بل كان عملا خيانيا دمويا جبانا قام به أنصار إسرائيل، سيغدو أسهل من ذي قبل لصناع السياسة الأمريكيين، في حذوهم حذو كيسنجر ووكالات الاستخبار الست عشرة، أن يدركوا ما هو واضح: أن إسرائيل قد بلغت نهاية عمرها الافتراضي. المصدر: http://www.presstv.ir/detail/2012/09/30/264323/kissinger-intel- community-accept-israels-end/ |
✺ ✺ ✺
كي لا يصبح الميل انحرافا
جاسر خلف
من الأمور اللافتة تاريخياً وبشكل صارخ ولا يمكن ألا يلحظه المرء. كل هذا الإنكار والطمس للعروبة وتعميتها سواء تحذيرات مثل: وثيقة كامبل بنرمان (1906) من نهوض هذه العروبة أو من استهداف الغرب لها منذ ثلاثة قرون ناهيك عن الاستعمار العثماني/التركي الذي يجدد نفسه وخلق تياراً متأسلماً يصر على ان الخلافة والمرجعية في إستانبول وبأنه (طز على الوطن/مهدي عاكف مرشد إخوان مصر في تمسكه فقط بالدين)، وكل هذا خصيصاً لطمس الهوية العربية. واليوم، دعونا بحسن نية وبشكل صريح نقول بأن إيران الحليف تقع في الخطيئة نفسها.
الدين وأي دين ومهما كان فهو ليس وطناً وبالتالي ليس أمة ولا قومية بالطبع. الدين ثقافة يمكن أن يكون محصوراً كاليهودية أو عالمياً كما الإسلام والمسيحية. وحده الدين اليهودي الذي حصر نفسه في أُناس ليحصر الوطن المحتل لهم باسم الدين.
الدين في السماء والوطن والأمة في الأرض.
نلاحظ ميولاً واضحة لتجريد فلسطين من كونها عربية لتسميتها إسلامية وفقط! بينما مثلا تركيا تعتبر نفسها أولاً تركيّة طورانية وإيران تعتبر نفسها إيرانية او فارسية. وليس لنا عليهم لومٌ أبداً في هذا فذلك حقهم تماماً كما هي فرنسا فرنسية وألمانيا المانية رغم انهما مسيحيتان..
والسؤال:
لماذا تُنزع العروبة عن وطنها وأهلها وحتى عن دينها ليُقال فلسطين الإسلامية ويوم القدس الإسلامية؟!
لماذا ليستا عربيتين إسلاميتين وهذه حقيقتهما فعلاً؟
ثم ماذا تصنعون بالمسيحيين العرب؟
هل هم احتلال، هل هم طارئون وعابرون في زمان عابر؟
ألا تعلمون أن أخطر ما اشتغل عليه الاستعمار والصهيونية هو تهجير العرب المسيحيين إلى أوروبا؟!
يوم القدس..
شاهدت يوم أمس نشاط قنوات المنار والميادين والعالم وهي قنوات إيرانية الهوى والخطاب. حتى الآن لا بأس ولا مشكلة.
سخَّرت النهار للبث عن يوم القدس. لم اشاهد هكذا تسخيراً لصالح يوم الأرض!!
غريب!
أليست القدس أرضاً؟ أم هي شيء افتراضي ميتافيزيقي لغوي لاهوتي؟!
أليس الأقصى مكاناً. أليست القدس والأقصى جزء من فلسطين الأرض؟
لماذا التركيز على مكان العبادة وعلى حساب كل الأرض؟ وما معنى تركيز البعض على أن الأقصى خط أحمر وماذا بشأن قتل البشر في كل فلسطين؟
وما معنى أن الضفة فقط (وهي جزء فقط) ودون غيرها هي درع القدس؟!
وماذا بشأن حيفا والناصرة؟
ما هو السر في الاحتفال الشكلي بيوم الأرض وهو الأساس والأشمل بينما الاحتفاء والاحتفال والتعظيم بيوم القدس؟
يوم الأرض جرى خلقه بنضال فدائيي 1948 ميدانياً على الأرض وكان الدم والقتل والقمع.
يوم القدس طرحه الإمام الخميني في فترة حماسته لتصدير الثورة. تصديرها إلى المسلمين في العراق وسورية وهذه ليست اتهاما ولكنها توصيف لما حصل وليس فيه اي إنكار لما قدمته إيران لفلسطين.
ومع ذلك لا بأس، ليتم الاحتفال والاحتفاء بما طرحه السيد الخميني، ولكن لماذا لا تُذكر عروبة القدس وعروبة الإسلام؟
من كان هواه دينياً فمن الطبيعي أن يذكر عروبة القدس لأن القدس عربية كنعانية قبل كل الأديان.
الخوف هو إن التركيز على إسلامية القدس دون عروبتها يعني ان من حق اليهود أن يزعموا أن القدس يهودية، ومن حق الفرنجة أن يقولوا القدس إفرنجية.
لماذا لا يستطيع البعض حتى نطق كلمة عرب؟
لا يحمي إسلامية القدس سوى عروبتها. لأنها عربية.
أكرر استمعت لحديث كثيرين يوم أمس عن القدس.
لم يجرؤ أي عربي ممن تحدثوا لا طلال ناجي ولا الخزعلي ولا الأخ زياد نخالة ولا سيد المقاومة ولا مزهر على ذكر صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس، وإلا لكانت اليوم تابعة لأسقف كنتربري في لندن! أليس وراء هذا خوف طائفي؟ أم إغراء ما أم أمر ما!
لم يذكر اي شخص كلمة العرب، وكأن القدس في طهران!
وحده من خطب من جنين ذكر العرب ويا للسخرية ذكرهم كمطبعين!
ألا يكشف هذا أن هناك غسيل دماغ ضد العروبة؟
كلما ذكرنا العروبة يخرج البعض ليهاجمنا و يحدثنا عن (جرائم صدام) !!
لا أود الإطالة، ولكن أية مقاومة يسيطر عليها المال سوف تلحق بالمقاومة التي دفنت أبطالها وأبقت هياكل فارغة وها نحن نلملم الوطن بعد ما فعلت ذلك.
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org