رسالة مفتوحة إلى الأخ زياد نخالة! جاسر خلف

تمهيد ضروري

يعرف كل من تابع صفحاتي ومنشوراتي وآرائي انني من اشد المؤيدين للفدائيين ولذلك كنت و ما زلت من اشد المؤيدين لحركتكم بشكل خاص وبشكل علني وواضح. لكن ذلك لا يجب ان يمنعني من توجيه رسالة لكم. وأعتقد وآمل أن رأي جمهوركم يجب أن يهمكم.

أخي السيد أبا طارق زياد النخالة، تابعت حديثك مع قنوات عراقية يبدو أنها موالية للنظام نفسه. لا باس. 

اكتب بصفتي فلسطيني وعربي ولا أكتب وكأني اتقصّد الرد عليك أو الترويج لك، وأنت تعرف كثرة المثقفين الذين يمدحون من يمنحون.. 

لفتني قولكم إن العراق مستقر! 

طبعاً من باب المجاملة تقول ذلك، لأنك تعلم ان العراق مليء بالقواعد الأمريكية والتركية وحتى الصهيوموسادية وبشكل علني في شمال العراق وغير معلن في بغداد وذلك بمعية الكردصهاينة الذين ينحدر منهم “الرئيس” الذي قابلته حضرتك وأبدى تفهماً كما تقول. 

والعراق أيضاً مليء بالفقراء وأمواله منهوبة. وفي حالة كهذه يكون الاستقرار في القمة فقط! 

لقد تفضلت بالحديث وأكثر من مرة عن المحيط العربي والعراق العربي، وبصراحة هذا موقف منطقي ومنسجم مع شيء ما داخلك. أما حديثك عن الحشد الشعبي بأنه هزم الإرهاب، فهذا عمل بطولي ويستحق الثناء عليه، ولكن هل هي مهمة الحشد الوحيدة واليتيمة؟!

ماذا عن مقاومة الاحتلالات؟! 

وخصوصاً أنك من وطن محتل وتعرف ما معنى الاحتلال! 

شاهدتُ منذ 3 سنوات أحد مسؤولي الحشد يقول انا اتلقى الأوامر من الخامنئي! أليس هذا غريباً! فهل هو عربي أم إيراني؟ ومثلاً هل يتلقى الأمر من السيستاني كمرجع عراقي وهل القتال ضد الاحتلال يجب ان يرتبط بفتوى؟ 

حسناً ولماذا لا توجد ولم توجد فتوى بمحاربة الاحتلالات الأجنبية في العراق؟؟

وأقصد هنا الترك والأمريكان والصهاينة في شمال العراق. 

لا شك أخي ابا طارق انت تعرف أن الحشد طلب من “البرلمان” أخذ قرار بمطالبة الأمريكان بالخروج وحصلت المطالبة، فماذا حصل؟! 

معقول ان حركة مقاومة ومسلحة تأتمر بأمر برلمان مليء باللصوص وأدوات الأمريكان والإيرانيين والترك والمتصهينين وربما صادف بينهم بعض العروبيين! 

واصلت حديثك وقلت: “شعوب الأمة”. ولم تحدد أية أمة العربية أم الإسلامية، ربما ذوقاً منك لم تحرجهم بقول العربية، أو ذوقاً تجاه العرب لم تقل الأمة الإسلامية لأنك تعلم بانه لا توجد أمة دينية. لا إسلامية ولا غيرها وإلا كان من حق اليهود المطالبة بأمة ووطن. وهو ما يسعون لتثبيته.

وفيما يخص يوم القدس، يا استاذنا الفاضل أبا طارق: 

القدس قصد بها سماحة السيد آية الله الخميني ان الصراع ديني، وليس قومياً وهذا فيه خلع وسلخ القدس وكل فلسطين من عروبتها.

مع كل الاحترام والتقدير للسيد آية الله الخميني وللجمهورية الإسلامية الإيرانية فإن الصراع هو سياسي قومي عربي ضد عدو لا قومية له بل هو أداة للغرب. 

صراعنا غير محصور بالقدس والأقصى وخط أحمر متغير ومتبدل وليس بالصلاة والاعتكاف فيه. الصراع يستهدف القومية العربية كاملة بأرضها وشعبها ووجودها.

صدقت في قولك ان إيران تدفع المال والدعم والسلاح والمساندة…الخ. ولكن يا سيدي سورية وضمن إمكاناتها وظروفها ورغم الحروب عليها فهي تقدم لفلسطين والعروبة ما لا يقدمه أحد. معقول ولا كلمة عن سورية؟

صحيح أن إيران تدفع ولكن الصحيح أيضاً ان العراق في قبضة امريكا وإيران اقتصادياً والباقي تفاصيل..

 الرحمة للشهيد البطل سليماني، لكن أجابتك عن سؤال أحد الشباب لماذا لم تتأثر المقاومة بعد رحيله؟ أكيد الذي سأل لم يقصد أن هناك مبالغة هائلة بدور الشهيد.. 

الحقيقة أن البعض يقوم بتضخيم بعض الرجال وبعض الإنجازات وبشكل أسطوري وخيالي..

 ويميل البعض لاعتبار العرب هواماً وحتى ان الكثيرين يتجاهلون تماماً ان النواة الصلبة للمقاومة العربية العراقية ضد الاحتلال الأمريكي الأطلسي هم فدائيو صدام والحرس الجمهوري وليست المليشيات والعملاء الذين اتى بهم الاحتلال!! 

ثم لماذا لم تميز بين الأنظمة العربية وبين العرب في حديثك عن اسئلة المصريين؟ وعن اموال إيران التي يتم تقديمها وهي من اموال العراق وبغض النظر إن كانت هذه الحقيقة ستزعج وتخنق البعض.. اريد ان اسألك:  

ألا تعلم ان الذي أسس لبناء بيوت ودعم اسر الشهداء هو الشهيد صدام حسين؟

لماذا لم تذكر ذلك وككلمة حق وخصوصاً أنك التقيت بالأداة المسماة رئيس العراق؟

إيران تقلد صدام حسين ولكن ايضاً من أموال العراق. طبعاً سيغضب كثيرون من ذكر صدام. الرجولة والشرف تقتضي إعطاء المرء حقه وليس ذكر سيئاته فقط. 

آمل ان تكون هفوة قلتها بأن “اسرائيل” بضعة ملايين..

كلا يا اخ زياد، هي مليار يسمونه المليار الذهبي هي كل الغرب. أما الطيب الذي سألك عن دخول العراق في المواجهة، حبذا لو قلت له: يا سيد.. اطردوا الاحتلالات وبذلك تكونون مع فلسطين. وفيما يخص وحدة الجبهات هل شاهدت تغريدة ابو مرزوق قبل يومين، حين ينكر ان حماس في أي محور! طبعاً فهي في محور من يمولها اي قطر، فمن يتمول يتمحور في جيب من يموله.  

ثم ان نتنياهو لا يريد تعديل “الدولة” كما تفضلتم بل يريد دولة دينية مثل إيران كما صرح قادة تيار الحكم الحالي في الكيان. دولة دينية تُسعد الكيان و هو ما يريده و يسعى له لأنه يريد حلاً دينياً في فلسطين لا قومياً عربياً.

هنا بالضبط يكمن الخطر في نزع عروبة القدس وفلسطين والعرب.

حتى أن الإعلام المدعوم ايرانياً يسير بشكل واضح تجاه نزع العروبة حتى عن الوطن العربي والأمة العربية… فنحن اسمنا الإقليم وغرب آسيا وشمال أفريقيا..

 هذا دون أن ننسى ان الإسلام عربي أولاً وأخيراً ولغتنا لغة الله عز وجل. لذا نزل القرآن بها، وإلا لماذا لم ينزل بالتركية او الإنكليزية او الفارسية أو الفرنسية؟!

أخيراً وعالماشي، أجهزة أمن الكيان لم تمنع تدنيس الأقصى ولم تتراجع عن أية مخططات وأنا شخصياً لا أرى من ضرورة للمبالغات الإعلامية عن انتصارات لم تتحقق بعد ولكن نأمل بأنها ستتحقق بالعمل والمثابرة.

دمتم بخير.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….