شو جاب بغداد عبالك! عادل سماره

بعد أن نشرت قصيدة أحمد حسين “بكائية بغداد” سألني مستنكراً “شو جاب العراق عبالك”. يا للهول! حتى الروس يكتبون دراسات عن سقوط بغداد واحتلالها وتدميرها حتى الإبادة، وأنت لا تتذكر وطن بأكمله! لا أدري فيمً تفكر؟ ما هذا التشنُّج الدينسياسي والطائفي”!
أقول لمن لا يفهم فقدان وطن ما يلي:
كتب الفيلسوف الكبير جورج ولهلم فريدريك هيجل:”هناك أمم بلا تاريخ”. لم يعجبني قوله لأنه يحتقر أمماً ما. لكننا نعاني نحن من أن”بعض الأمة يُنكر تاريخها ويمحوه، بل يمحو يومها الحاضر “. هؤلاء من المتخارجين، المرتبطين المنشبكين في اتجاهات عدة. من ينسى العراق من المؤكد أنه ينسى فلسطين ولا شك نسي الإسكندرون والأهواز وسبتة ومليلية…الخ. حتى لو حمل يوماً لأجل أيٍ منها السلاح لأنه حمله بدافع من أحد وبدفع من أحد، وهذا الأحد كما قال المثل: “أحصد وأدرس لبطرس”.
أقول له، بل قلت له: “سقوط بغداد كسقوط غرناطه”.
انا كنت في الأندلس عام 2000 بدعوة من جامعة مدريد المستقلة والتي بها تيار عروبي مُدهش. بالتأكيد تكرهه أنظمة التبعية لأنه يذكِّرها بعروبتها. التقيت شباب وصبايا يقولون: “‘إحنا دمنا عربي”. دُهشت. قالوا لي، كان العرب بعد هزيمتهم يُخفون المصاحف في حيطان الأبنية كي لا يعثر عليها الإسبان فيكتشفوا أن هؤلاء العرب لم يتحولوا عن الإسلام.
ثم يأتيك اليوم من يقول الحضارة الإسلامية في الأندلس، ينكرون أنها اصلا عربية وأن القرآن عربي وليس فقط باللغة العربية. غريب، وهل دخل الأندلس اي مسلم غير عربي سوى من الجزيرة أو من البربر الذين هم عرب ايضاً. يعني مثلاً هل دخل شبة جزيرة إيبريا مسلم تركي، نيجيري إيراني، أذرين باكستاني أفغاني…الخ. يا لله ما أوقحكم/ن.
كنت أنا وعناية.
واليوم أجد من يقول شو جاب العراق على بالك؟؟؟؟
في زيارتنا لإشبيليا يسمونها المستعمرون الإسبان “سيفيا” كان مرشدنا مهندس البلدية وهو من الحزب الشيوعي الأندلسي، دعوني لإلقاء محاضرة في مركز الحزب، ربما كانت أمتع محاضرة في حياتي. وخلال الشرح قال:
“حينما احتل الإسبان سيفيا”. تخيلت أنني لم أفهم.
قلت: ماذا؟
قال: ” نعم حينما احتل الإسبان سيفيا لأن هذه عربية وليست إسبانية”.
وأنا اقول العراق عربية لا طائفية واكيد ليست “بريمرية”.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….