الشيخ والمريد والسمبوسك: قبل أن يرحل الشيخ رمضان ، عادل سماره

المريد: هل تعرف السمبوسك يا شيخي؟

الشيخ: لهذا قصة طويلة يا فتى. عرفته أول مرة عام 1965 في زنازين معتقل العبدلي في عمان.والعبدلي “تخليدا” لإسم الملك عبد الله في شرقي الأردن بعد نقلها من إمارة إلى مملكة.

كنا خمسة في زنزانة إثنان من البعث “فهد الفانك ورفيق من الحُصٌن نسيت اسمه وأربعة من القوميين العرب سمير قمحاوي، أنا وشخص في من إسمه سرحان أبو سرحان؟؟.ورابع هو ز.ك.

كان يتم التحقيق والتعذيب في الليل، يُخرجوننا إلى غرف التحقيق ويُعيدوننا صباحا.

كان يأتي لِ ز.ك أكلاً بما هو من سكان عمان ومن ضمنه ذات مرة سمبوسك حينها عرفتها وذقتها طبعا.

ولأن المخابرات كانت تنقلنا من زنزانة لأخرى، لم يكن غياب احدنا لافتاً.

وذات ليل في التحقيق فوجئت بالمحقق طارق علاء الدين :

قال: إحنا يا أخي مجرد موظفين بنعمل المطلوب منَا.

وكانت معاملته حسنة يومها مع أنني كنت ألاحظ أنه حاقد عليْ شخصياً ربما لأنني في الاعتقال الأول لم يأخذ مني شيئا أي يوم 25 آذار 1965 حيث أُعتقلت على الشبك الفاصل بين بيت صفافا المحتلة 1948 والباقي قبل أن يُحتل 1967. حيث خرجت يوم 11 نيسان بتعهد إذا ثبت أنني قومي عربي أتحمل اشد العقوبات!.ههههههههه

كان قصير القامة متوسط الحجم، وكنت فتياً وعفِياً.

ولكن بعد بضعة ايام عاد لطبعة الحاقد كأداة نظام وحاقد شخصياً.

بقي الأمر إلى أن نُقلت إلى سجن المحظة، لا أذكر التاريخ، وخلال الحديث مع الرفاق من الحزبين عرفت أن سبب تأدَّب المحقق كان:

أن ز.ف كان عضو في الجبهة القومية في عدن فرع القوميين العرب واعتقلته سلطات الاستعمار البريطاني هناك، ولم يعد له أثراً . فاكتشفت الحركة أنه أُسقط لصالح المخابرات. وتأكد ذلك لأن المخابرات الأردنية كانت في الليل تأخذنا للتعذيب وترسله إلى بيته ويعيدونه في الصباح مثلنا. وبالطبع لاحظ الرفاق غير المعتقلين ذلك، فقاموا بتصفيته.

هذا وحده كان السبب في تأدُّب المحقق.

هل عرفت يا فتى ماذا ترك لأهله هذا المحقق كأداة لنظام ضد الشعب؟

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….