نشرة “كنعان”، 26 ابريل 2023

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6529

في هذا العدد:

تطورات الكيان الصهيوني حلقة (10) والأخيرة، عادل سماره

  • استبدال انتظار المسيح بالدولة الدينية

الشيخ والمريد والسمبوسك: قبل أن يرحل الشيخ رمضان ، عادل سماره

الصراع على السودان: محاور دولية بأدوات محلية، د. منذر سليمان وجعفر الجعفري

شرفكم العسكري في حذاء الصهيوني..​​  وشرف شعبنا بدعم المقاومة، فؤاد البطاينة

✺ ✺ ✺

تطورات الكيان الصهيوني حلقة (10) والأخيرة

استبدال انتظار المسيح بالدولة الدينية

عادل سماره

نعم، هناك زلزال داخلي في الكيان حكمته عوامل متأصلة نابعة من بنيته وترتد إلى ما قبل غزو فلسطين وعاشت معه حتى اليوم، هذا بعد أن كان يُزعم دوماً أن الزلزال مطلق خارجي. صحيح أن تحديات عربية حصلت ضد الكيان سواء حروب الجيوش أو رد المقاومة لكنها لم ترقى إلى زلزال حقيقي بعد.

لم يشكل مقتل رابين حراكاً للخروج على السياسة الحديدية التي أرساها موشيه ديان منذ ستينات القرن الماضي والتي لا يمكن بمقتضاها رفع الراية الاجتماعية طالما كانت الراية الامنية مرفوعة وهذا يعني توظيف الصراع العربي الصهيوني لتبريد الجبهة/التناقضات الداخلية في الكيان ولعل أوضح هذا التوظيف كان استخدام أثر الانتفاضة الكبرى 1987 وانتفاضة عام 2000 لخصي تحرك الشرقيين.

كما لم يتم الخروج على أن “الدولة” هي للجميع، هذا رغم التفاوتات الطبقية والعرقية واللونية داخل الكيان حيث بقي العامل الأمني حاكماً.

ولم يتم أيضاً، للسبب ذاته، نوعاً من إدارة الظهر أو الوقاحة ضد رئيس أمريكي وكأن الكيان غدا دولة ليست بحاجة لحماية حتى أمريكا، إلا حينما تصرف نتنياهو بعكس هذه القاعدة في علاقته مع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

يرى كثير من الباحثين من الكيان بأن تفجير البرجين في أمريكا واحتلال العراق وتصفيته كدولة وكقطر عربي لها علاقة بما يجري اليوم في الكيان من باب أن هذا الضوء الأخضر من أمريكا قدم للكيان فرصة ووفر له مناخ الفتك بالفلسطينيين بدفع السياسات اليمينية إلى أعلى ما تطمح إليه. الأمر الذي حوَّل ما كان يُدعي يساراً في الكيان اي حزب العمل مثلا إلى التنافس اليميني مع اليمين.

يفتح هذا على مسألة هامة أخرى وهي أن أمريكا احتلال العراق هي امريكا المحافظية الجديدة أي الدين السياسي وهذه خلقت مناخاً أكثر مؤاتاة لانتعاش أقصى اليمين في الكيان لتحدي القوى الصهيونية المسحانية الاصولية (الدينية والعلمانية).

أي أنعش هذا بالطبع يمينية اليهود الشرقيين الذين هم أولا هكذا، وهم معنيين كذلك بقطع كل ما يشير إلى أنهم عرب كي يتميزوا عن العرب ولكن دون أن يفقدوا التقاط اية فرصة لتحسين وضعهم داخل البنية بمعنى أنهم عملوا ويعملون تحت سقف الدولة بكل خصائصها مما يعني الحذر من التعويل العربي عليهم.

ومع ذلك، كان على هؤلاء الشرقيين الإجابة على سؤال طرحه سامي شطريت في نهاية كتابه   “النضال الشرقي في إسرائيل-2005”:

“هل ينتظر الشرقيون حل الصراع مع العرب كي يحلوا مشكلة التمييز ضدهم

ام تحطيم لعبة الامن عن طريق انتفاضة جماهيرية راديكالية حتى اذا نشبت حرب تتسبب في انهيار النظام وقواه الأيديولوجية الهدامة سواء القوى الصهيونية المسحانية الاصولية ( الدينية والعلمانية)  او القوى الرأسمالية التي تستعبد المجتمع  وموارده لصالح اصحاب راس المال  في اسرائيل.  والعالم او القوى المتشبثة بالعنصرية الثقافية الاوروبية الامريكية! حتى لو قاد الى حرب الاخوة؟”

لماذا هذا التفكير؟

ذلك لأن خمسة عقود من محاولات التساوي مع الإشكناز لم تتحقق سواء بالقمع أو شراء القيادات أو توفير نصوص قانونية دون تنفيذها…الخ.

ولكن، ما هي رسالة الحزب الأقوى في الأوساط الشرقية “شاس”؟

  والتي يمكن تلخيصها في:” فشل الصهيونية وطرح البديل المتمثل في طريق التوراة والشريعة الدينية اليهودية السفاردية وكبح عملية التحول الليبرالي وتصفية دولة الرفاه “

لعل هذا هو المكون المحلي في نقل الكيان من الدولة الدينية العلمانية إلى دولة دينية بحتة حسب الشريعة الدينية اليهودية.

أما المكون الخارجي المطابق فجاء من أقصى الغرب، اي من الولايات المتحدة. فكما ذكرنا في الحلقة الثالثة كانت رؤية الحاخام جينسبيرغ المُحاضر في جامعة في الولايات المتحدة للعالم الذي يقول في شرح المناهج المختلفة للمسيائية، إن اليهود الأورثوذكس (الحريديم وأتباع الصهيونية الدينية) يسعون إلى دولة يهودية تعمل حصرياً وفقاً لقوانين التوراة، وتختلف الآراء فقط في ما يتعلق بمسار الوصول إلى هناك. منوهاً أن اليهود الحريديم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن هذا الهدف لن يتحقق إلا في زمن المسيح، وبالتالي فقد تبنّى موقفاً متحفظاً يقول: لسنا مجانين في إسرائيل، لكنها جزء من العالم الذي نحن فيه، وبالتالي لا يوجد خيار سوى العيش فيها والتعاون معها”.

هذا الانعطاف لصالح نسب دور للدولة في الخلاص، بدل الانتظار، هو تحريف وتكييف التوراة والشرائع طبقاً لرغبات الناس مما يؤكد أنها وضعية وأن التقديس مسألة شكلية يجري تغييرها طبقاً للمصلحة الأرضية مما يؤكد أرضانية/من أرضي التوراة والشرائع.

وهذا كما يقول موتي أنباري : “تؤمن الحركة الصهيونية الدينية، التي تعتمد أساساً على تعاليم الحاخام أبراهام إسحاق كوك، أن الحركة الصهيونية، وإسرائيل التي نشأت في أعقابها، تعكس عملية مسيانية ينفذها البشر. لن يرسل الله المسيح لتغيير النظام العالمي. هذه عملية أرضية، وليست إلهية، ويجب المشاركة فيها. هذا هو نهج “غوش إيمونيم” على سبيل المثال. نعم. بدأت حركة “غوش إيمونيم” في الظهور بعد حرب 1967، وكان مبدؤها التنظيمي هو أن العملية المسيحانية التي يتقدم بها الناس قد أحرزت تقدماً كبيراً في أعقاب تلك الحرب وغزو” إسرائيل”. هذا الفهم دفع شباب الحركة الصهيونية الدينية إلى إقامة المستوطنات والمشاركة في العملية. وهذا هو السبب أيضاً في أن التنازلات الإقليمية كانت دائماً تشكل أكبر تهديد لهم”.

لذا، فإن جينيسبرج لا يؤمن بالتغيير “من الداخل” من خلال آليات ديموقراطية، مثل الانتخابات والتشريعات وما إلى ذلك. إنه يدعو إلى فك الارتباط عن الدولة، والتحصّن في جيب ديني والانتشار لحظة الحقيقة، وفي ذلك الوقت سيكون من الممكن السيطرة على الدولة بالقوة من الخارج”

حتى الآن، نحن في الشق الأول من المبنى الإثني والفكري للحراك الجاري في الكيان هذه الأيام، والذي مضت عليه اشهر دون أن يفقد زخمه. وهذا الشق لوحده لا يستطيع تغيير الوضع وسيقود حتماً إلى ما يسمونه “حرب الإخوة”

فهو بحاجة إلى حليف من صلب المؤسسة الحاكمة المالكة في الكيان، اي من الرأسمالية النيولبرالية التي وصلت للسلطة مع الليكود منذ عام 1977 للمرة الأولى وتمكنت بين صعود وهبوط من أكل شعبية حزب العمل وما يسمى اليسار الصهيوني العلماني الديني ولو نسبياً. هي بحاجة لجزء من نقيضها أي الرأسمالي الذي يستعبد الآخرين الذين هم، أي الشرقيين، أكثريتة هولاء الآخرين. وهذا يشير إلى طبيعة التحالف إذن بين الليكود من مناحيم بيجن وصولاً إلى نتنياهو وبين معظم الشرقيين والمتدينين الذين يحتاجون بدورهم لجناح إشكنازي /دين سياسي في تنفيذ مشروعهم، ومن أجل ذلك يتغاضون عن كون هذا الجناح من نفس الرأسمالية التي تستعبدهم وهذا ينبهنا إلى أن هذا اليمين الشرقي يفتقر إلى مشروع ضد رأس المال بل يبحث عن مقعد أفضل فيه.

يردنا هذا إلى التحالف الذي حصل تقريبا عام 1972 بين الفهود السود وحركة متسبين اليسارية/تروتسك حيث اضفت عليهم طابعاً يساريا ولكن لا استمر الأثر اليساري ولا حتى الطرفين.

هذه التوجهات من داخل الكيان ومن خارجه وجدت ضالتها في اليمين الفاشي نتنياهو، وحليفيه بن جفير، وسومريش كحليف إشكنازي يكون هو قمة القيادة واليهود الشرقيين قاعدة الهرم وذلك للإمساك بالسلطة وتنفيذ رؤية الصهيونية الدينية التوراتية التي تغير الدولة ولا تنتظر المسياني وبالتالي القطيعة مع الصهيونية الدينية العلمانية واحتلال الدولة كما كررنا أعلاه.

تفتح طبيعة هذا التحالف على سؤالين:

الأول: هل يختلف هذا التحالف العريض من ناحية حياتية يومية اقتصادية عن الطرف الآخر؟

والثاني: إذا لم يختلف، ما هي المادة اللاصقة له كي يبقى بغض النظر إن كان سيسيطر أم لا والتي تميزه عن الطرف الآخر ويبرر بها إمساكه للسلطة؟

فيما يخص المستوى الاقتصادي الاجتماعي فإن التحالف الجديد لا يطالب إلا بقدر أكبر من الكعكة الاقتصادية سواء تحصيل الشرقيين على مساواة ما، وعنصرية ضدهم أقل، وتحصيل الرأسماليين على قمة السلطة الرأسمالية النيولبرالية بمعنى المصلحة الطبقية لشريحة من الطبقة نفسها، إذا أردنا استخدام نظرية نيكوس بولنتزاس في وجود شرائح في الطبقة الواحدة تصل أو تقترب مصالحها حد التناقض.

يبقى السؤال الثاني وهو المادة اللاصقة لهذا التحالف وهي الإمساك بالسلطة السياسية لتغيير الدولة إلى دولة دينية طبقاً للشريعة. وهذا يُبرِّد الصراع الطبقي أو حتى يحقنه بالتخدير لسببين:

·       لأنه يؤمن بالملكية الخاصة كونه دين سياسي

·       ولأنه يصر على اغتصاب كل الأرض مما يجعل من الصراع العربي الصهيوني عامل تبريد الصراع الداخلي في التيار/الطرف ومن ثم تقوية تماسكه.

أي ان هذا التيار يُبقي على نظرية موشيه ديان الأمنية عبر تسخين التناقض والصراع مع العرب، وفي الوقت نفسه يستخدم الدين في البقاء في السلطة عبر إحلال الدولة الجديدة التي صاغها لتحل محل المسيح المخلص، اي ليس تقريب مجيئه بل الاستغناء عنه.

وهذا يردنا إلى طرح هذا الطرف أو إيديولوجيوه إقامة دولة دينية على غرار إيران. ولعل الشبه بينهما ليس في دولة دينية بقدر ما هو في التقريب، أو عدم انتظار مجيء المسيح أو ظهور المهدي.

وفي حين أن اليهودية تنتظر عودة المسيح من السماء ترى الشيعية ألإثنا عشرية أن المهدي وُلد في زمن محدد لم يمت وإنما غاب على وعد أن يعود!

ورغم أن على هذا نقاش كبير بمعنى كيف يمكن كل هذا الغياب لأكثر من ألف سنة طالما أن المهدي بشر وهل بقي حياً، وهل في هذا أي نصٍّ لتأكيده في القرآن …الخ.

ولكن، أعتقد أن الذي صاغ مسار المهدي هكذا، هو الذي صاغ المخرج مؤخراً بعد إقامة الدولة الدينية في إيران ، والمخرج هو، كما يبدو، أن الزمن قد طال قبل عودة المهدي، وطالما أُقيمت الدولة الدينية فبوسعها الحلول ولو مؤقتاً محل المهدي المنتظر ولكن عبر فرز وليٍ للمهدي. هذا دون أن يُقدَّم من تبنى هذا التحول اي تفسير أو تبرير أو توثيق بأن المهدي طلب تولية ولي عنه حتى يعود.

لعل التشابه الأساسي بين دولة نتنياهو وفريقه وبين دولة ولي الفقيه هو في حلول قوى أرضية محل المخلِّص لتحكم وهي الدولة في الكيان، وولي الفقيه في إيران اي عدم الانتظار وبالتالي يجب الإمساك بالسلطة وتحويلها دينياً.

ولكي يحافظ هذا الطرف على تماسكه الداخلي ويحتفظ أيضا بالسلطة فهو حريص على إدامة الصراع مع العرب عبر تحريم ترك اي شبر من الأرض للفلسطينيين، وتجديد مشروع “إسرائيل” الكبرى إلى النيل والفرات ودمشق وحتى اعالي النيل وهذا يحقق لهذا التيار:

·       زخم تمسك جماهيره به طالما يصر على كل الأرض باعتبار ذلك أمر ديني لا جدال فيه وحصة المتدينين في هذا هي الأكبر

·       وزخم التحدي العربي في الصراع المفتوح والتناقض التناحري مع الكيان وهذا فيه حصة لكل من طرفي التحالف وذلك عبر عبارة “إبقاء العرب مرتعبين”

·       ويحقق للجناح الرأسمالي النيو لبرالي مصالحه الاقتصادية التي لن تُمس طالما الصراع الأمني قائم وطالما لا توجد نظرية اقتصادية تقدمية تتمسك بها القواعد الشعبية لهذا التيار وتنازعه سيطرته الاقتصادية والذي يمكن إذا بقي في السلطة أن يتبنى نظرية اقتصاد التساقط لإرضاء الشرقيين.

التطورات الأخيرة المؤاتية والمجافية

كان الربيع/الخريف العربي، إن لم نعد أكثر إلى الوراء، عامل تحفيز لهذا التيار في الكيان سواء بتدمير الجمهوريات العربية وليس جيوشها فحسب، وهوس أنظمة عربية جديدة للانخراط في التطبيع مع الكيان، كل هذا زاد من زخم التطرف الأقصى لدى الكيان على الرغم من وجود ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة. هذا إضافة لما أشرنا إليه وصول المحافظية الجديدة للسلطة أكثر من مرة في الولايات المتحدة وممالئة روسيا للكيان.

ولكن تطورات النظام العالمي ولا سيما الحرب في أوكرانيا وانحياز الكيان ضد روسيا لعب دوراً ملموساً في تغير محتمل في السياسة الروسية تجاه الكيان. كما أن دخول الصين إلى الوطن العربي والشرق الأوسط بزخم وخاصة بعد الهدنة السعودية الإيرانية وحديث وزير الخارجية الصيني عن التوجه لتجديد المفاوضات بين الكيان والسلطة الفلسطينية. وهذا التوجه وإن كان يعني في نظر كثيرين انفراجه إلا أنه لن يُرضي طرفي الصراع الرئيسيين اي الطرف العربي الفلسطيني المتمسك بتحرير فلسطين ولا الطرف الصهيوني المتمسك باغتصاب كامل الأرض، لكنه قد يلجم، ولو مؤقتاً الاندفاعة التطبيعية من عديد الأنظمة العربية.  

وبعيداً عن العوامل المؤاتية والمجافية هذه، فإن التغير في بنية النظام العالمي وتراخي بل تراجع قبضة الإمبريالية هو العامل الأشد خطراً على الكيان من حيث زخم الدعم الأمريكي له، وهو الزخم الذي لا بد ان يخف كواقع وليس كرغبة واختيار. هذا من جهة، ومن جهة ثانية ضعف احتمال أن توفر الصين للكيان نفس الحضانة الإمبريالية الغربية وذلك براغماتيا على الأقل مع انفتاح عدد كبير من البلدان العربية وإيران على الصين.

هذا يعني أن السيف القوي، بل السيف الذي طالما حسم، والذي طالما حمله الكيان اي سيف الإمبريالية ينثلم وإن تدريجياً.

وهذا يعيد طرح السؤال: هل يمكن للسلطة الجديدة في الكيان عدم أخذ هذا بالاعتبار ومواصلة الاستعراض بقوة الكيان في تحقيق لما حلم به شمعون بيرس عام 1985 اي وصول الكيان إلى عدم الاعتماد على الغرب؟ سواء بالنووي أو إضافة له قوة تدمير أخرى؟

لا يعتقد بهذا اي مراقب لما يحصل، وعليه يكون الفيصل في تغير الوضع العربي، وهذا ليس موضوعنا هنا، لكن ما يمكن توقعه، بناء على المعطيات أعلاه، هو استمرار التوتر داخل الكيان مستفيداً من “الهدنة” غير المعلنة بمعنى عدم تبلور ضغط م.ق.ا.و.م.ة ضد الكيان تدفع الميزان لصالح المعادلة التي طرحها موشيه ديان مما يكبح فريق الحكومة الحالية وعدم نجاح الضغط الأمريكي لكبح نتنياهو وإن من مدخل غير المدخل العربي.

✺ ✺ ✺

الشيخ والمريد والسمبوسك:

قبل أن يرحل الشيخ رمضان

عادل سماره

المريد: هل تعرف السمبوسك يا شيخي؟

الشيخ: لهذا قصة طويلة يا فتى. عرفته أول مرة عام 1965 في زنازين معتقل العبدلي في عمان.والعبدلي “تخليدا” لإسم الملك عبد الله في شرقي الأردن بعد نقلها من إمارة إلى مملكة.

كنا خمسة في زنزانة إثنان من البعث “فهد الفانك ورفيق من الحُصٌن نسيت اسمه وأربعة من القوميين العرب سمير قمحاوي، أنا وشخص في من إسمه سرحان أبو سرحان؟؟.ورابع هو ز.ك.

كان يتم التحقيق والتعذيب في الليل، يُخرجوننا إلى غرف التحقيق ويُعيدوننا صباحا.

كان يأتي لِ ز.ك أكلاً بما هو من سكان عمان ومن ضمنه ذات مرة سمبوسك حينها عرفتها وذقتها طبعا.

ولأن المخابرات كانت تنقلنا من زنزانة لأخرى، لم يكن غياب احدنا لافتاً.

وذات ليل في التحقيق فوجئت بالمحقق طارق علاء الدين :

قال: إحنا يا أخي مجرد موظفين بنعمل المطلوب منَا.

وكانت معاملته حسنة يومها مع أنني كنت ألاحظ أنه حاقد عليْ شخصياً ربما لأنني في الاعتقال الأول لم يأخذ مني شيئا أي يوم 25 آذار 1965 حيث أُعتقلت على الشبك الفاصل بين بيت صفافا المحتلة 1948 والباقي قبل أن يُحتل 1967. حيث خرجت يوم 11 نيسان بتعهد إذا ثبت أنني قومي عربي أتحمل اشد العقوبات!.ههههههههه

كان قصير القامة متوسط الحجم، وكنت فتياً وعفِياً.

ولكن بعد بضعة ايام عاد لطبعة الحاقد كأداة نظام وحاقد شخصياً.

بقي الأمر إلى أن نُقلت إلى سجن المحظة، لا أذكر التاريخ، وخلال الحديث مع الرفاق من الحزبين عرفت أن سبب تأدَّب المحقق كان:

أن ز.ف كان عضو في الجبهة القومية في عدن فرع القوميين العرب واعتقلته سلطات الاستعمار البريطاني هناك، ولم يعد له أثراً . فاكتشفت الحركة أنه أُسقط لصالح المخابرات. وتأكد ذلك لأن المخابرات الأردنية كانت في الليل تأخذنا للتعذيب وترسله إلى بيته ويعيدونه في الصباح مثلنا. وبالطبع لاحظ الرفاق غير المعتقلين ذلك، فقاموا بتصفيته.

هذا وحده كان السبب في تأدُّب المحقق.

هل عرفت يا فتى ماذا ترك لأهله هذا المحقق كأداة لنظام ضد الشعب؟

✺ ✺ ✺

الصراع على السودان: محاور دولية بأدوات محلية

د. منذر سليمان وجعفر الجعفري

             قرار بدء الحرب وقرار “الوقف المؤقت” لإطلاق النار أُعلنا من واشنطن، في سابقة فريدة من نوعها: اليمن في الحالة الأولى عبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في 26 آذار/مارس 2015، والسودان في الحالة الثانية بلسان وزير الخارجية الأميركي توني بلينكن في 24 نيسان / إبريل الحالي.

            ثمة عوامل مشتركة تجمع قراري الحربين، لكن من المفيد الإشارة إلى أنّ “مرتزقة” عسكريين من السودان شكلوا أكبر جسم قتالي لراعِيَي الحرب في اليمن، السعودية والإمارات، بدلالة أعداد الأسرى والجرحى منهم لدى الحكومة اليمنية، واكتساب عناصرهم خبرات ميدانية سيتم توظيفها في ميادين أخرى لاحقاً.

أولئك “المرتزقة” يتبعون قيادة الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الملقب بـ “حميدتي”، والتي تشكّلت عام 2013. ويمكن القول إنّ “دوراً إقليمياً ما” كان يُعدّ لتلك القوات، ليس من مموّلي حرب اليمن، السعودية والإمارات، فحسب، بل من أركان الاستراتيجية الأميركية أيضاً، للسيطرة على ممرات البحر الأحمر في الدرجة الأولى وإخضاع اليمن للهيمنة الأميركية.

            في الحربين، برز أيضاً الدور الفاعل “للكيان الإسرائيلي” تصاعدياً بإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى التي تسيطر عليها الإمارت. وفي الصراع الجاري في السودان، عرضت “تل أبيب وساطتها” باستضافة قيادة فريقي الصراع في فلسطين المحتلة (نشرة “آكسيوس” الأميركية، 24 نيسان / إبريل 2023).

            وأضافت النشرة المذكورة أنّ تفاصيل الحراك “الإسرائيلي” بشأن التوسط لدى طرفي القتال في السودان تمت بتنسيق تام مع كل من إدارة الرئيس بايدن ودولة الإمارات.

            من دون الخوض في تفاصيل القتال وأسباب اندلاعه بين الفريقين رغم أهميتها، يجب فحص وتحديد الطرف أو الأطراف المستفيدة مما يحدق بالسودان بعد اقتطاع جنوبه وحرمانه من ثروته النفطية، وما يتداول من جدل واهتمام دولي بشأن مستقبل إقليم دارفور في غرب السودان، نظراً إلى ثرواته المعدنية، وأبرزها الذهب، وتحديد الأطراف الإقليمية المساعدة في تفكيك السودان.

سنستثني لبرهة الدور المنتظر من مصر وتأييدها المعلن للقوات المركزية السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان، وكذلك انشغالها بترتيبات جارية لاقتسام مياه النيل العابر لكل أراضي السودان، والتركيز على سمات الاستراتيجية الأميركية، وخصوصاً عقب تأهيل “القيادة الأميركية لأفريقيا – أفريكوم” لإدارة الأزمات في القارة السمراء، من أجل سبر أغوار إعلان وزير الخارجية الأميركية عن “وقف مؤقّت لإطلاق النار لمدة 72 ساعة”، بحسب توقيت واشنطن، وليس لاعتبارات تحفظ حرمة عيد الفطر.

لماذا السودان؟

لا تخفي مراكز القوة الفعلية وصناعة القرار في الولايات المتحدة، وامتداداً في عموم الغرب، أطماعها للفوز بثروات السودان الطبيعية والباطنية، والعين دائماً على استهداف مصر دوراً وموقعاً وحضارة ونفوذاً إقليمياً.

يشكّل السودان “موقعاً استراتيجياً غنيّاً بالموارد الطبيعية”، هذا التوصيف يوجز رؤية صنّاع القرار في واشنطن والعواصم الغربية الأخرى التي “تطمع كلها للفوز بقطعة منه، لأنه مرشّح للاستحواذ” والسيطرة عليه (صحيفة “نيويورك تايمز”، 22 نيسان / إبريل 2023).

هذا هو هدف الغرب المعلن باختصار شديد. أما توقيت اندلاع الصراع على السيطرة بين قادة الطرفين المواليين لأجندة واشنطن، فله بعد دولي يدخل في صلب الصراع الكوني بين الولايات المتحدة ومنافسيها في روسيا والصين، وجوهره موافقة السودان، منذ عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، وتباعاً من البرهان وحميدتي، على إنشاء قاعدة بحرية روسية.

في هذا السياق الواسع لرقعة الصراع، نجد لاعبين آخرين من دول النفط العربية نيابة عن واشنطن، الإمارات والسعودية وقطر، قدموا، وما زالوا يقدمون، إمدادات عسكرية في الدرجة الأولى لقطبيي الصراع الحالي، البرهان وحميدتي.

أيضا، لا يجوز إغفال العامل “الإسرائيلي” في تأجيج الصراع والدخول على خط “فرض وقف إطلاق نار”. وفي الجوهر، تفكيك كيان السودان الحالي، بعد نجاح الغرب وأدواته المحلية في فسخ جنوب السودان عن باقي أراضيه.

في اللحظة الحالية، يجري تسليط الضوء في دول الغرب على “دور دولة الإمارات العربية المتحدة التي توسّع نفوذها بقوة في منطقة القرن الإفريقي”. وقد رمت أبو ظبي مبكراً إلى استغلال مساحة أراضي السودان الشاسعه “لتلبية احتياجاتها الغذائية واستمرار سبل توريدها”، أبرزها صفقة شراء أراضٍ شاسعة لحساب “الشيخ طحنون بن زايد تبلغ مساحتها 100  ألف هكتار (ما يعادل أكثر من 400 ألف دونم) وقيمتها 225 مليون دولار” (صحيفة “نيويورك تايمز”، 22 نيسان / إبريل 2023).

وفي السياق ذاته، ينبغي رؤية دخول قطر على خطّ تأجيج أزمات السودان، وخصوصاً بعد نشوب خلافات بينها وبين كل من السعودية والإمارات، وفي الخلفية إحجام الخرطوم والرئيس عمر البشير عن الاصطفاف معها ضد جيرانها. وليس من باب المصادفة تحرك السعودية والإمارات مباشرةً بعد إطاحة الرئيس البشير وإعلانهما تقديم مساعدة مالية للسودان “الجديد” قيمتها 3 مليارات دولار.

وترى أوساط النخب السياسية الأميركية أنّ الجنرال حميدتي، كما يسمّى، كدّس ثروة هائلة جراء دوره في “التنقيب عن الذهب والاتجار به وتصديره إلى أسواق دبي” في الإمارات. وقد ارتكز على ما جناه من إيداعاته في المصارف الإماراتية لإنشاء قوات شبه نظامية “تتفوق في تسليحها على الجيش السوداني الرسمي”، وتم نشر أعداد كبيرة منها في اليمن لحساب الإمارات والسعودية في قتال اليمنيين.

عند استعراض “السيناريوهات” المستقبلية للصراع الجاري، من وجهة النظر الأميركية في الدرجة الأولى، نجد أن جوهرها يصب في خانة استمرار وتيرة الصراع بين الطرفين، وضمان استمرار توريد الأسلحة المختلفة، والحيلولة دون انتصار فريق على آخر بشكل حاسم.

بعض الاختصاصيين أشاروا إلى “توريد بقايا داعش والقاعدة” من ليبيا وسوريا وبلدان أخرى باتجاه المسرح السوداني، فضلاً عن نضوج مناخات تجنيد جماعات طائفية وعرقية سودانية وتسليحها.

في المقابل، تنشط “الجهود الديبلوماسية” الغربية المطالبة بتمديد وقف إطلاق النار، والنفخ في بوق إجلاء الرعايا الأجانب، فيما يستمر التستّر على بقاء فرق “القوات الخاصة والخبراء العسكريين والأمنيين” في السودان لإدارة المعركة، والمهمة الموكلة إليهم عنوانها قطع دابر روسيا وتمدد الصين في عموم القرن الإفريقي.

نستطيع القول إنّ هدف الغرب الآني، إلى جانب تفسيخ السودان، هو السعي لمحاصرة مصر وتعطيل دورها الإقليمي، وإبقائها أسيرة أزماتها المعيشية، وحرمانها من ترجمة ثقلها ونفوذها الطبيعي في عموم المنطقة.

وفي تفاصيل مخطّط استهداف مصر، تستعرض الأوساط المالية الدولية “مصادر تمويل بناء سد كهرومائي ضخم على مجرى نهر النيل الأبيض” في دولة ما يُسمى جنوب السودان، الأمر الذي سيقلص حصة مصر من مياه النيل، وخصوصاً بعد تداعيات “سد النهضة” في إثيوبيا وحجبه كمية وفيرة من المياه.

من نافل القول أنّ ظاهر الاستراتيجية الأميركية، فيما يخص مصادر المياه، هو “تسليعها وبيعها”، بحيث تأخذ إبعاداً سياسية واقتصادية وبيئية أيضاً، نجد ترجمتها في تقليص رقعة الأراضي الزراعية في مصر تحديداً، وتقليص نصيب المواطن المصري من مياه الشرب.

بموازاة ما تقدم من التحكم في مصادر المياه، بإشراف غربي مباشر أو غير مباشر، تبرز تركيا أيضاً التي أنشأت عددا من السدود المائية، والتي تخطط لإنشاء سدود أخرى، بغية التحكم في القرار السياسي لكل من سوريا والعراق.

للأسباب المذكورة أعلاه، يبقى احتمال استمرار الصراع المسلح في السودان، وإن تباينت وتيرته بين آونة وأخرى، هو المرجّح في أولويات الاستراتيجية الأميركية، لبسط هيمنتها إقليمياً وسد الطريق أمام خصومها الدوليين، روسيا والصين، إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

:::::

مركز الدراسات الأميركية والعربية، واشنطن

الموقع الإلكتروني:

http://thinktankmonitor.org/

✺ ✺ ✺

شرفكم العسكري في حذاء الصهيوني..​​  وشرف شعبنا بدعم المقاومة

فؤاد البطاينة

انعزال حكام العرب عن شعوبهم تُدخلنا في حالة “انتهاء الغاية في الزمان، ويقابلها، انتهاء الغاية في المكان، أقطارنا خارج مفهوم الدول بفعل انقطاع الوصل بين مكوناتها، هي دون مرتبة الدول الفاشلة، لأن الخلل هو في كياناتها السياسية، فالسلطة فيها ممثلة بحكام وصَلَ بهم العجز والخضوع الى بيع مصالح دولهم الحيوية وقضايا شعوبهم للعدو كسبا لرضاه بصمت من شعوبهم، وإنسان شعوبها فاقد لاعتباراته القانونية والإنسانية والنفسية، والوطن لا يشكل خطاً أحمر للسلطة أو الشعب، ولم يعد لحكامها وشعوبها معاً سوى أولوية البقاء بأي ثمن.

ولعلي اطرح في هذا تساؤلين محوريين الأول، ماذا وراء استكانة شعوب الدول العربية وردتها، فلا الجوع يحركها ولا التشريد ولا اغتصاب الحقوق وهدر الكرامات ولا احتلال الأوطان ولا الحرب على عقيدتها ومقدساتها ولا ولا ولا… والأخر، لماذا خلت صداقاتهم وتحالفاتهم من الندية منذ إعلان استقلال دولهم وغاب معها استقلالية السياسة والقرار، ولماذا الديمقراطية خط أحمر لهم، كيف لحكامها أن يتجندوا في صفوف العدو وكيف انضموا في النهاية علانية للكيان وبدأوا بهدم وتفكيك دولهم، وهل هذا مؤشر قوي على أنها دول ابتدأت فعلا مستعمرات غير معلنة؟. هل نشهد طرح هاتين الظاهرتين المترابطتين أمام النخب العربية ومراكز البحث خدمة لحاضر ومستقبل أمة بلا بوصله

وإلى ذاك الحين، نبقى نتفاعل مع الحدث. فكيف للأنظمة العربية وحالنا هكذا، أن تستجيب لحقيقة أن أي تطبيع أو اعتراف بالكيان الصهيوني نتيجته تدمير القطر واستبدال نظامه، وكيف تستوعب أن لكل عميل دوراً ثم يداس عليه بانتهاء دوره. وها هي الأنظمة المطبعة لا ترعوي وتستمر على الحياد فيما يجري في السودان بتعليمات خارجية متجاهلة بأن نسخة حميدتي العميل الشريك لعميل أخر موجودة في كل الدول المطبعة على الأقل. وكيف للسودانيين أن لا يدركوا بأن ما يجري في بلدهم هو نتيجة صمتهم صمت القبور على تطبيع مختطفي ثورتهم مع العدو الصهيوني، والمستغرب أنهم لم يتركوا خلال ثلاث سنوات هتافاً إلا واطلقوه سوى هتاف “لا للتطبيع”

بقلوب مَدمية يعتصرها القهر والهوان نتابع الأنظمة العربية كلها وهي تتفاعل مع ما يجري من افتراس وتدمير للسودان وشعبه، بإجلاء رعاياها دون تدخل، حتى من مصر، المتضرر الأول، ماذا تنتظرون لأنفسكم ولدولكم وشعوبكم يا حكام أخر الزمان؟ أتساءل من سيجلي رعاياكم من أوطانها عندما يعم ويُستكمل الدور وتنتهي وظيفتكم، وإلى أي مكان يذهبون؟ أو لو تشعرون بعمق ذلّكم وباستحقار حكام العالم لكم كخونة لأوطانكم ولعقيدتكم وشعوبكم، مفضوحون على بعضكم، عاجزون عن أن تقعدوا مقاعد الرجال فتجتمعون مع بعضكم اجتماع هذرة المطلقات، وكل منكم في جيبه وصفة سيده الصهيوني. التاريخ لا ينسى أحدا منكم.

عسكريان اثنان عميلان للكيان الصهيوني يتكلمان بالشرف العسكري وبالحرص على الحكم المدني الديمقراطي ويفتكان بنفس الوقت بالشرف الوطني والأخلاقي والعقدي، ويقومان بدور أسيادهم في انفراط الدولة وضياع وطن وهلاك شعب، إنه شرف العملاء، ويا للهول من تسابق على كرسي زعامة الخيانة فليس منهما من يتركه للأخر، فكلاهما يحاول أن يثبت للسيد الصهيوني بأنه الأجدر بحمل شرف تنفيذ رسالة الصهيونية، والصهيونية تنتظر استكمال المهمة وامتدادها لعشرة دول على رأسها مصر.

أتمنى وصول صوتي لشعب كل قطر عربي نظامُه مُطبع مع كيان العدو المحتل لفلسطين، أن يصحى لحظة واحدة ويقرأ مستقبله ومستقبل وطنه. “إسرائيل” كيان عدو وجودي لكم ولعقيدتكم وتاريخكم، صمْتكم على إدخاله لحضنكم كإدخال الخنازير لمزرعة، ثمن صمتكم فقداناً لبلدكم بكيانه وأرضه ولأنفسكم، ويُلحق بكم الذل والهوان والضياع والزوال، صمتكم ردة، ردة، بكل معانيها وأشكالها، إنقذوا أنفسكم وبلادكم من لعنة فلسطين والأقصى إنها تطاردكم، طهروا أنفسكم وضمائركم وعباداتكم، ولن تطهروها إلّا بمواجهة خيانة التطبيع وبدعم المقاومة ونصرة شعب فلسطين، التعويل عليكم، فدولكم مُقعدة وحكامكم بغال صهيونية تحرث في أوطاننا.

كاتب وباحث عربي اردني

:::::

“رأي اليوم”

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:

https://kanaanonline.org/

  • توتير:
  • فيس بوك:
  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org