نشرة “كنعان”، 27 ابريل 2023

السنة الثالثة والعشرون – العدد 6530

في هذا العدد:

عادل سماره: 

  • احذروا صين ما بعد ماو
  • بين النائب العدوان وخدم العدوان
  • الصلع الاقتصادي…والمجد للحمير!

انتخابات تركيا.. “أنا علوي”! حسني محلي 

عن دور الملك حسين في حرب حزيران 1967، حسين الربيعي

✺ ✺ ✺

عادل سماره:

  • احذروا صين ما بعد ماو
  • بين النائب العدوان وخدم العدوان
  • الصلع الاقتصادي…والمجد للحمير!

■ ■ ■

احذروا صين ما بعد ماو

موسكو- قالت وكالة “بلومبيرغ” إن وزير الخارجية الصيني تشين غانغ أطلق هذا الأسبوع جهودا لتشجيع استئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية”.
لا أهلا ولا سهلاً. أن تبيع الصين تراث ماو تسي تونغ، فهذه رِدة رأسمالية منوط الرد عليها بالشعب هناك. أما ان تأتينا صين غير ماوية لتكون طبعة أخرى من موقف السوفييت من فلسطين، فهذه كارثة بل محاولة وراثة الغرب في تثبيت الكيان الصهيوني على حساب شعبنا وأمتنا.
هذا خطر محدق حقاً. فليس على الكيان أن يغضب أو يحزن من تفوق الصين على الإمبريالية الغربية لأن الصين آتية بنفس الوصفة، وصفة إعلاء التوراة على التاريخ أي منح فلسطين للاستيطان. وهكذا بعد مئة سنة غربية تأتينا مئة سنة صينية في خدمة الكيان.
ومن يدري، فإذا كان كاليجدار أوغلو علويا من آل البيت فربما يكون شي بينغ من آل البيت ايضاً ولكن أُجب في الإيغور!.
لست أدري إن كان راقصو تحليلات كباريهات الرقص لل/م/ق/ا//و/م/ة قد انتبهوا للبند السري في هدنة السعودية وإيران عن فلسطين والذي ينص على التمسك ب “المبادرة العربية” التي وقع عليها 22 رئيس بلدية، وهو البند الوارد في موقع إيراني في بيروت هو The Cradle ، أو أن اصحاب الكبريهات يعرفون وابتلعوا ألسنتهم، فإن هذا يعني أن مما نوقش واُقرَّ وجرى التوقيع عليه في بكين في هدنة أنظمة الطائفتين السنية والشيعية هو خدمة الصهيونية والمطبعين العرب بالتخلص من العبء الفلسطيني!
علينا أن نرى اليوم ماذا تقول الفصائل الفلسطينية بتعددها؟ فهذا التصريح يجب مواجهته فوراً بالرفض؟ وسنرى أن من يصمت يكون:
*إما موافق على مفاوضات سحق القضية
*او ضغط عليه مموله.
*او ضغط عليه قوميساره الإيديولوجي
وسنرى كذلك ماذا يقول مثقفو ولاية الفقيه من الفلسطينيين والعرب!
آمل أن لا يقولوا: لا شيء إلا الصمت اروع ما يُقال.

■ ■ ■

نعم للحذر من الصين

إحتج كثيرون على تحذيري من الصين الحالية ومن إيران كذلك. وهؤلاء اسميهم في أفضل تفسير جماعة “يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا” لأنهم سعداء في نومهم على قناعات مطلقة جوهرها كسول واستسلامي واتكالي ولا تاريخي.

هؤلاء يقفون في فهم هذه الدول عند مرحلة الثورة مرتعبين من خطوة إلى الأمام لقراءة هذه الدول في مرحلة تغلبت فيها الدولة على الثورة.  

الآن، دعك من إيران، ولننظر الصين والسوفييت.

بدأ ماوتسي تونغ حياته ثوريا وبقي حتى رحيله. لذا لم تعترف الصين في عهده بالكيان. أما صين ما بعد ماو فلم تحكمها مواقف ثورية بل براجماتية ورأسمالية ولذا اعترفت بالكيان وأقامت معه علاقات اقتصادية واسعة. ولذا، ستكون وساطتها في الصراع العربي الصهيوني وساطة دولة عظمى لا ثورة، أي وساطة من يعترف بالكيان على حدود الخامس من حزيران 1967 وربما إضافة جزء منها للكيان.

حينما كان الاتحاد السوفييتي ثورة بقيادة لينين وجزئ من حياة ستالين حتى الحرب الإمبريالية الثانية كان لا يعتبر اليهود أمة وكان ضد الاعتراف لهم بدولة في فلسطين.

وحينما أصبح السوفييت دولة عظمى كانوا أول من اعترف بالكيان وسلحوه ورفضوا حق العودة لشعبنا الفلسطيني. وبعد تفكك السوفييت اتخذت روسيا نفس الموقف.

وهنا لا نطالب بعداء مع أي من الدولتين بل علينا الأخذ بالاعتبار بأن مصالح الدول هي مع الأقوياء وسيطرة الدول هي على الضعفاء.

نحن اليوم لسنا كعرب أفضل حالاً مما كنا في فترة لينين أو فترة ماو، لذا علينا الحذر من أية دولة عظمى رغم صداقتنا معها، وهذا لا يخدم الدول العظمى العدوة بل يؤكد موقفنا ضدها.

أين ستقف إيران من هذا؟ إسألوا الجانب الدين سياسي في مواقفها.

■ ■ ■

بين النائب العدوان وخدم العدوان

كل ما يخدم القضية ويوجَّه ضد الكيان مباح حتى الإطلاق، وحين يأتي من عربي يرقى إلى أعلى المراتب تضحية وفداءً.

وبالمقابل، قراءة التاريخ والخريطة وتحديد الهدف واختيار الشخص أمور حاسمة في أي نضال. ولا أود المبالغة لأن الإنسان هو الأهم، ولكن من أجل نجاح المهام.

إذا صحت رواية الكيان، فذلك من حق السيد العدوان بل من واجبه، وإذا كان أحد وضع في سيارته ما وضع، فليس على الرجل لوم؟ ولكن، طالما للنائب مواقفه الواضحة، ألم يخطر بباله أن مجرد زيارته للأرض المحتلة هو:

• من جهة تطبيع

• ومن جهة ثانية تقديم نفسه للعدو كي ينتقم منه كيف لا وهو الذي كان يعلن وقوفه ضد الكيان.

لذا، سواء كان يعلم أو لا يعلم أنه معروف لدى الكيان، فمن الذي أكد له أنه سيمر بأمان؟ وكيف اقتنع بذلك؟

وإذا جاء الرجل وسيارته فارغة من كل ما يوجع الكيان، فهو لا يزال قيد الخطأ سواء بالتطبيع أو لأن الكيان يراقب كل عربي وخاصة من هو في موقع ذي قيمة ودور، وفي حالة كهذه يكفيه ذل الوقوف في الصف وذل الجسور.

إذا صحت رواية الكيان، يكون السؤال:

، إن صحت رواية الكيان، هل فكَّر أصدقاء الرجل في تجربة الراحل إيلاريون كبوتشي وكيف تم كشف دوره رغم مقامه الديني ورغم مبالغات الكيان المقصودة في احترام رجال الدين العرب المسيحيين خاصة بقصد الفساد والإيقاع. في الحد الأدنى، فإن ما يقود الكيان هو العقل الاستشراقي.

يجب ويمكن مخادعة الكيان ولكن ليس بلا حسابات دقيقة. ربما خُدع الشباب بمزاعم عزمي بشاره بأنه غادر الوطن ولم “يراه” الإحتلال!!!

ليس لدى الكيان فائض شعور بالأمن بما هو قاتل عصري ومعولم.

وقف نفر ضد السيد العدوان، وبصراحة كلنا نستحق ما يقوله هذا النفر، لأننا جميعاً لم نصد لا كامب ديفيد ولا أوسلو ولا وادي عربه. ولأننا قبلنا إعادة مصر السادات إلى الجامعة العربية رغم تهافتها فأصبح التطبيع عادياً. لذا، كل نظام عربي جالس نظام السادات هو تطبيعي، وكل حزب أو مواطن عربي لم يقاوم اتفاقات التطبيع هو تطبيعي. لذا يفتخر هذا البعض بالعلاقة مع الكيان. وأعتقد أنه يعلم تماماً ومطلقاً أن الكيان يحتقر كل عربي لا يحمل في وجهه السلاح. لا تقل لي تاجر أو مثقف أو سفير او ملك، كل هؤلاء حينما يركعون للتطبيع يندفع الكيان فيهم إلى النهاية القصوى. نحن هنا نعلم ذلك جيدا ومطلقاً ونعلم أنه إما يحترم الشرفاء أو يقتلهم. أسوق لكم وثيقة: كتب الصحفي من الكيان مناحيم بن عن مؤتمر تطبيعي في رودس شارك فيه فلسطينيون واردنيون ومصريون “واسرائيليين” طبعاً، وذكر إمرأة فلسطينية وباسمها الأول كيف كانت هناك، وكتب” في رودس كان السلام مثل ثدي مدور وطري ومدلل” كنعان العدد 92 ايلول 1998 ص .ص 46-51.

■ ■ ■

الصلع الاقتصادي…والمجد للحمير!

ليس هذا شعراً ولا مجازاً. هذا عن شكل آخر من نهب الأرض من تحت اقدامنا. ألم يقل الشاعر الشيوعي ناظم حكمت “وحين تنزلق الأرض من تحت قدميك، فإنك تصبح ذئبا” في مسرحيته شجرة الجوز.

نعم نحن نبتكر أساليب مقاومة وخاصة العمليات الفردية التي لا تمويل لها ولا حتى تسليحا، قلما يذكرها محللو بهرجات الفضائيات وثرثرات رجال الدين السياسي، لكنها موجعة للعدو حقاً وعمقاً. رائدها مهند الحلبي ومثقفها باسل الأعرج.

لكن كي لا نخدع أنفسنا ونخدع العرب والمسلمين بأن يُلقوا على كاهلنا العبء كله بينما هم يتغنون ويصدرون الفتاوى وتغريدات سخيفة مسحوتة باسم الدين، فإن العدو يبتكر آليات في منتهى الخبث.

تباً للتعمية عنها.

في هذا المجال فقط اسوق سياستين للكيان:

الأولى: الصلع التشغيلي بامتصاص قوة العمل المحلية في قطاعات اقتصاده بأجور مغرية جدا. لذا قلما تجد عاملاً لهذه الورشة أو تلك وإن وُجد فذلك مكلف وقد يصل إلى تقاسم النتيجة مع المنتج الصغير. معادلة طريفة تقترب من المفهوم الماركسي بأن الإنتاج هو للعامل، لكن طبعاً ليس هذا هدف المالك ولا الكيان بل الهدف مواصلة شل قوى العمل.

هي سياسة انتهجها الكيان باكراً منذ 1967 بتشغيل قوة العمل لديه كي لا تنتقل للنضال الوطني.

والثانية: الصلع /في إصلاح الأراضي. الدارج أن اتفاقات أوسلو لم تشمل 60% من أراضي الضفة الغربية المسماة (ج) بل أبقتها بيد العدو. وهذه المساحة التي هي مصدر الإنتاج الزراعي سواء الري أو البعل. أما بقية ال 40% إن كانت حقا بهذه النسبة فهي مسطحات المدن والقرى المسماة (أ و ب) .

قبيل أوسلو عملت في يو أن دي بي UNDP في مركز التطوير الاقتصادي/القدس وكان المحرَّم هي مشاريع استصلاح الأراضي، وهذا أحد اسباب استقالتي والكتابة ضد المؤسسة اثناء عملي فيها. 99% من الناس قالو لي:” شو عقلك خشن، حامل السلم بالعرض، اي هو مين سائلك”. والشيء بالشيء يُذكر زارني قبيل الاستقالة بروفيسور اقتصاد هـ.ج من قوى الدين السياسي وقلت له سوف استقيل. نزل من مكتبي إلى الأمريكي وقدم طلب للوظيفة!!!وصعد الأمريكي يعايرني.

وقبيل أوسلو زعم الاتحاد الأوروبي أنه سوف يُسهِّل تصدير منتجات المحتل 1967 إلى أوروبا وتمت عمليات شحن تحكم بها الكيان بوقف تشغيل برادات البواخر لتتلف الفواكه والخضار. وابتلع الاتحاد الأوروبي لسانه. وقبيل أوسلو وبعد اتفاق وداي عربه كانت تُرسل منتجات إلى الأردن لكنها احتكار لفئة معينة.

ومنذ بضع سنوات استل الاتحاد الأوروبي سيفه وزعم أنه سوف يرغم العدو على تسهيل استغلال الفلسطينيين لمنطقة (ج). فماذا حصل؟

لم يخجل العدو بل كشف أكاذيب او خِدع الاتحاد الأوروبي فمنع استخدام الجرافات إطلاقاً في أي شبر خارج منطقتي (ب و ج).

هذا يعني أن لا سبيل لاستغلال الأرض سوى بالحمير!

قد يسأل البعض: ولماذا هذا الاستخفاف؟ أليس بوسع الناس استعمال البغال للحراثة والنقل!

نعم بوسعهم، ولكن ثمن البغل يعادل ثمن سيارة صغيرة جديدة. بينما الحمير أقل لا سيما ان الفلاحين فقراء في معظمهم وقطع الأرض الموروثة صغيرة ناهيك أنها وعرة. فالقطعة الصغيرة يصعب حرثها على البغل لأنه أضخم واطول.

المهم أن نتيجة هذا المنع إضافة إلى امتصاص قوة العمل قادت إلى الصلع التشغيلي والإنتاجي.

ويبقى السؤال: ما العمل؟

وهذا يفتح على تدفق الأموال في قنوات شراء الولاءات والذمم بمعنى هل يمكن بلورة لجان لإعمار الأرض ولو الإعمار البسيط لتشجيرها وتوفير قروض مسهلة؟ لا اقول كافة الأموال المتدفقة، بل نسبة منها حتى لو بقدر نسبة الزكاة من المال!

لكن هذا يحتاج أمرين غائبين:

الأول: تبني برنامج التنمية بالحماية الشعبية بما يمثله من تنظير في الاقتصاد السياسي الماركسي (طبعا هذا حرام)

والثاني: وجود تيار اجتماعي سياسي يطبقي يتبنى هذا المفهوم أو البرنامج.

بغير هذا تتحول قوة العمل في الضفة الغربية خاصة إلى ثلاث فئات:

1)  فئة تشتغل في اجهزة وإدارات السلطة التي تتورَّم باستمرار

2) فئة تعمل في مشاريع العدو

3) وفئة ترحل أنَّى سنحت الفرص.

وهذا يعني تحول الضفة الغربية إلى مهاجع لنوم فئات الأعمار ومنها فئة العمال التي تعمل لدى العدو.

ا.ل.م.ق.ا.و.م.ة استراتيجية متكاملة متنوعة، إلى أن يأتي يوم صادق للتحرير بخلاف “فشخرة” ايام المحللين ومن ورائهم.

لذا، فالمجد لمن لديه حماراً!

ملاحظة: صدر الكتاب عام 1989.

✺ ✺ ✺

انتخابات تركيا.. “أنا علوي”!

حسني محلي 

كنعان:

أهلاً بآل البيت! هذا ما لم نحسب حسابه. فإذا كان اردوغان يغتصب الخلافة وهو طوراني، فإن كليجدار سيطالب بها كونها اغتصبها العرب وعليه إذن ان ينافس شيعة إيران على آل البيت. وطالما العلويين في تركيا أكثر من 15 مليون، فلترسل إيران أمثال الدجال احمد سليمان إلى تركيا بدل توسن ليصبح مستشاراً للعلوي أوغلو!

أثار فيديو تحدّث فيه كليجدار أوغلو عن شخصيته كإنسان، ردود فعل واسعة في الشارعين الإعلامي والسياسي وشبكات التواصل الاجتماعي، ولدى عامة الشعب، بعد أن حقق عدداً قياسياً من المشاهدات، بلغ 85 مليوناً.

■ ■ ■

انتخابات تركيا.. “أنا علوي”!

حسني محلي 

في الوقت الذي كان كثيرون يتوقّعون أن يُوْلي الرئيس إردوغان وفريقاه السياسي والإعلامي “علوية” منافسه كمال كليجدار أوغلو أهمية خاصة في حملته الانتخابية، فوجئ الجميع بالفيديو القصير، الذي بثّه كليجدار أوغلو عبر حسابه في شبكات التواصل الاجتماعي، بعنوان “أنا علوي”. ويبدو أنه جاء من منطق “أحسن خطة دفاعية هي الهجوم”، وهو ما فعله كليجدار أوغلو عندما خصّص فيديو آخر للكُرد، وقال عنهم “إنهم جزء من هذا الوطن، ولا يحق لأحد أن يقول عنهم إنهم إرهابيون”. وأثار الفيديو، الذي تحدّث فيه كليجدار أوغلو عن شخصيته كإنسان، وقال فيه إنه “علويّ المذهب ويؤمن بالله ومحمد وعلي”، ردود فعل واسعة في الشارعين الإعلامي والسياسي وشبكات التواصل الاجتماعي، ولدى عامة الشعب، بعد أن حقق عدداً قياسياً من المشاهدات، بلغ 85 مليوناً، وهو ما يعني أن كثيرين من الذين شاهدوا الفيديو عادوا وشاهدوه مرة أو مرتين، لأن عدد سكان تركيا 84 مليون نسمة. 

ومع أن حلفاء كليجدار أوغلو في تحالف الأمة، وهم زعماء الحزب الجيد وحزب الديمقراطية والتقدم والمستقبل والديمقراطي والسعادة، أعلنوا فوراً تأييدهم مرشحهم المشترك للرئاسة، وعَدّوا تصريحاته “جزءاً من الشجاعة وا​​لصراحة، اللتين يتمتع بهما، في مجمل خطاباته وأقواله عندما يتحدث إلى الشعب التركي”، فلقد حاول الرئيس إردوغان والبعض من وزرائه وإعلامه الموالي التصدي للتأثير الإيجابي لاعترافات كليجدار أوغلو، الذي أثبتت الاستطلاعات أن شعبيته زادت نحو 4%؜ بعد بثّ الفيديو. 

وعلى الرغم من أن البعض حاول اتهام كليجدار أوغلو بـ”زرع بذور العداء الطائفي واستفزاز فئة ضد فئة أخرى”، فإن دعم حلفاء كليجدار أوغلو جاء لمنع أي ردود فعل سلبية من الأوساط السنية، انطلاقاً من أن زعماء الأحزاب الخمسة، الذين سيصبحون نواب رئيس الجمهورية، ومعهم رئيسا بلديتَي إسطنبول أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور ياواش، اللذان سيصبحان أيضاً نائبَين لرئيس الجمهورية، هم جميعاً من السنّة.

وهو ما تعوّد عليه الأتراك منذ قيام الدولة العثمانية (حكمها 36 سلطاناً)، ومن قبلها الدولة السلجوقية، بحيث كان كلّ ملوكها وسلاطينها من السنّة، مع التذكير بأن البعض يقول إن مؤسِّس دولة السلاجقة، الأمير سلجوق، هو يهودي من يهود القوقاز، والدليل أن أسماء أولاده هي داوود وإسرائيل وموسى ويونس وميكائيل.

كما أن رؤساء الجمهورية التركية، منذ إعلانها في عام 1923، وعددهم حتى الآن 12 رئيساً، هم من السنّة، حال الأغلبية الساحقة من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية والإدارية في الدولة التركية. ولا تعترف هذه الدولة، بمن فيها الرئيس إردوغان، بالعلوية كمذهب ديني، بل هي جماعة ثقافية، والدليل أن إردوغان كلّف وزارة الثقافة الاهتمام بمشاكل العلويين، على الرغم من حديثه بين الحين والحين عن حقوقهم في العبادة وغيرها، من دون أن يتذكّر أن عدد العلويين في تركيا يتراوح بين 12 و15 مليوناً، والبعض يقول عشرين مليوناً، وتعرّضوا، في معظم فترات التاريخ، لاضطهاد مبرمج، وفي بعض الأحيان دموي. وبدأ هذا الاضطهاد بالمجازر التي تعرّض لها العلويون على يد السلطان سليم، الذي غزا إيران عام 1514. وقيل إنه قتل عشرات الآلاف من العلويين، وهو في طريقه إلى إيران، وعند العودة منها، ونفى مَن تبقّى منهم إلى أجزاء متفرقة من أراضي الدولة العثمانية، بما في ذلك البوسنة وليبيا، وهرب آخرون إلى الجبال العالية في منطقة إسكندرون، شماليّ اللاذقية.

استمرّت عمليات الاضطهاد ضد العلويين، رسمياً ونفسياً، حتى بعد قيام الجمهورية التركية، وقضى عشرات الآلاف من العلويين ضحايا لحرب ضارية في منطقة تونجلي، بعد أن هاجم الجيش المنطقة بحجّة تمرُّد أهلها من العلويين والكرد ضد الدولة في الفترة 1935-1937. 

كما تعرّض العلويون، في فترات متعدّدة، لسياسات الاستقصاء، مع انعكاسات ذلك على الشعور المتطرف ضدهم، قومياً ودينياً، وهو ما أدّى إلى مهاجمة مراكزهم ودُور عبادتهم، وحتى فعّاليّاتهم الثقافية، في مرعشلي ومالاطيا وإسطنبول وأضنة وسيواس ومدن أخرى. ولقي المئات منهم مصرعهم خلال هذه الأحداث الدموية، في الوقت الذي كانت المؤسسة الدينية التركية لا تعترف بالعلويين كمذهب أو طائفة، وترى أنهم “مجموعة مرتدة لا يمكن الاعتراف بها”، وهو ما شجّع الأوساط الشعبية من القوميين والإسلاميين على استهدافهم بين الحين والحين، ودفع ذلك العلويين إلى التمسُّك، أكثر من الآخرين، بالنظام العلماني، الذي يستهدفه إردوغان منذ استلامه السلطة نهاية عام 2002، لكن، بصورة خاصة، بعد ما يُسمى “الربيع العربي”، عندما أعلن إردوغان نفسه زعيماً للإسلاميين السنّة في العالم، فهاجم إيران لأنها تدعم الرئيس الأسد “من منطلقات طائفية”، واتَّهمها بـ”العمل من أجل التمدُّد في المنطقة، قومياً وطائفياً”. وهو ما ركّزت عليه وسائل الإعلام الموالية له، وتبنّت كل أنواع الدعم التركي للمجموعات المسلّحة التي تقاتل “ضد بشار الأسد ونظامه العلوي”، وهذا ما أومأ إليه إردوغان عام 2013، عندما قال “إن كليجدار أوغلو، الذي يعترض على تدخّلنا في سوريا ويدعم الأسد، إنّما يفعل ذلك لأنه علوي مثله”.

في جميع الحالات، وأيّاً تكُن تكتيكات إردوغان المحتملة ضد خطوة كليجدار أوغلو، التي حققت له تفوقاً نفسيّاً في الشارع الشعبي، فبات واضحاً أن تركيا مقبلة على مرحلة تاريخية عبر فوز كليجدار أوغلو في الانتخابات، وهو ما تتوقّعه أغلبية استطلاعات الرأي المستقلة، بفارق خمس نقاط، في الجولة الأولى. ويدفع هذا الاحتمال كثيرين إلى وضع حسابات جديدة من أجل تركيا في “عهد الرئيس العلوي ونوابه السنّة السبعة”، وخصوصاً أن هذا “العلوي” سبق له أن اقترح تشكيل تكتُّل إقليمي جديد باسم منظمة السلم والتعاون الشرق الأوسطي، والذي سيضمّ في البداية كلاً من تركيا وسوريا والعراق وإيران. وسيكون هذا “الرباعي”، إنْ تأسس، مثيراً جداً في حال انتخاب العلوي كليجدار أوغلو رئيساً لتركيا، وأغلبية سكانها من السنة، كما هي الحال في سوريا، في مقابل أغلبية للشيعة في العراق وإيران. 

ويكتسب هذا الموضوع أهمية تاريخية بالنسبة إلى العالم الإسلامي، وهو ما يصادف المصالحة بين السعودية، التي ترى نفسها “حامية حمى السنّة”، قبل أن يدخل الرئيس إردوغان على الخطّ بعد ما يسمى “الربيع العربي”، وضد آل سعود، الأعداء التاريخيين للأتراك ورثة الدولة العثمانية، وبين “إيران الشيعية”، التي تدعم حركات المقاومة الشيعية في المنطقة، كما تدعم كل من يقف إلى جانبها، كما هي الحال في سوريا، التي يُعَدّ أكثر من 70%؜ من سكانها من السنّة، وصمدوا معاً، بدعم من الحلفاء والأصدقاء، ضدّ أكبر عدوان كوني همجي تعرّضت له سوريا في تاريخها، ليكون الكيان الصهيوني هو الرابح الوحيد من هذا العدوان. 

ويبقى الرهان الأخير على ما سيقوله، أو ما سيفعله الرئيس إردوغان، ليس فقط من أجل منع فوز كليجدار أوغلو، بل أيضاً من أجل تغيير الخريطة السياسية والاجتماعية في المنطقة، والتي لطالما راهنت عليها دائماً الدول والقوى الإمبريالية والاستعمارية وحلفاؤها في المنطقة وعبر استعداء البعض من دولها ضد الدول الأخرى، وراح الملايين من شعوبها ضحية لهذا التآمر. وفي جميع الحالات، الكل يعرف أن إردوغان لا ولن يتقبّل الهزيمة هكذا بسهولة، وأنه سيستنفر كل إمكاناته وإمكانات الدولة، في كامل أجهزتها ومؤسساتها ومرافقها، من أجل منع كليجدار أوغلو من الانتصار، وهو الاحتمال الذي يُخيف الكثيرين، الذين وضعوا ويضعون من أجله عدداً من السيناريوهات المزعجة، في جميع الحالات!

:::::

“الميادين”

✺ ✺ ✺

عن دور الملك حسين في حرب حزيران 1967

حسين الربيعي

19 نيسان ابريل 2023

عن أفشاء الملك الاردني حسين بن طلال موعد الحرب العربية التي اشتركت فيها جيوش الجمهورية العربية المتحدة والجمهورية العربية السورية والجيش الاردني ودول عربية اخرى إلى رئيس وزراء “اسرائيل” انذاك ..

مما تسبب في توجيه الضربات الجوية “الأسرائيلية” المطارات الحربية والقواعد والاسلحة المضادة التابعة للجيش المصري والجيش السوري وتكون القوات العسكرية للجيشين بدون غطاء جوي، ويكون العمق الاستراتيجي للبلدين معرضين لهجمات الطائرات والصواريخ المعادية دون صد او مواجهة .. وهذا ما ادى لحدوث النكسة العسكرية في حرب حزيران 1967، وقد كان الجيش الاردني شريكا في تلك الحرب وفق الخطة العربية للقوات العربية المشتركة .

وهذا لم يحدث في حرب تشرين اكتوبر 1973, حيث كانت خطة الحرب وضعت ونفذت بين القيادتين العسكريتين المصرية والسورية فقط .. وأذكر ان الاتفاق بين القيادتين السياسيتين أنذاك كتم الخطة والموعد عن الملك حسين بناءا على افتضاح امر أفشائه لموعد تنفيذ خطة حرب حزيران يونيو 1967 إلى جولدا مائير .. وهذا وحده يكذب ما يروجه بعض المنصات الاعلامية بأن الملك حسين اخبر جولدا مائير عن موعد وخطة حرب تشرين اكتوبر .. علما ان الأردن استبعد من المشاركة في هذه الحرب بناءا على ما تاكد من حقيقة ابلاعه الصهاينة موعد حرب حزيران والذي تسبب بحدوث النكسة او الهزيمة العسكرية .

ومن الادلة عن تورط وخيانة الملك حسين وأفشائه اسرار التوقيتات والتحضيرات العربية للحرب .. جاء في كتاب “نورزاد الساطي” ارملة “الامير زيد بن شاكر” في كتابها “زيد بن شاكر .. من السلاح إلى الانفتاح :

“قبل يومين من الحرب، زار “الحسين” قوات أردنية في الضفة الغربية” وتابعت “وقال للضباط والجنود : إن وقعت الحرب، الله لا يمتحننا، لأننا غير قادرين وغير مستعدين لمواجهة إسرائيل في الظرف الذي نحن فيه، ولأن النتائج ستكون عكس ما نأمل وعكس ما … الخ”

ان طبيعة هذا الخطاب واضحة بما كان في ذهن الملك حسين، وهو لا ينفع ان يكون لزعيم دولة مع قواته العسكرية وهي على ابواب حرب قادمة .

ومن الفقرات والمعلومات المهمة التي وردت في كتاب ارملة الامير زيد بن شاكر المعلومة التالية :

“في 30 مايو (أيار)، أي قبل الحرب بأيام قليلة، اتخذ الحسين قراره الحاسم بالسفر إلى مصر للقاء عبد الناصر، مع وفد رسمي رفيع المستوى يتشكل من رئيس الوزراء سعد جمعة، ووزير الخارجية أحمد طوقان، ورئيس هيئة الأركان عامر خماش، وقائد سلاح الجو الملكي صالح الكردي. فالتقوا بعبد الناصر، حيث مازح الحسين بقوله: «بما أن الزيارة سرية يمكنني أن أعتقلك؟ فأجاب الحسين: لم أفكر في هذا الأمر».

خلال اللقاء سأل الحسين عبد الناصر إن كان مستعداً للمواجهة وجاداً في قرار الحرب إذا وقعت، وأعرب الحسين عن خشيته على مصير القدس، فكان جواب عبد الناصر، كما نقله عامر خماش لاحقاً لزيد: «ح ادكاها لك» (سوف أدك القدس) من القاهرة. ولإظهار وقوفه المفصلي إلى جانب العرب في المواجهة، فاجأ الحسين عبد الناصر بطلبه توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، شبيهة بالمعاهدة المصرية – السورية، والتي تم فعلاً استبدال كلمة الأردن بدلًا من سوريا، ووقع عليها الحسين وعبد الناصر.

كذلك، طلب الحسين من عبد الناصر إرسال عبد المنعم رياض معه إلى الأردن ليقود الجبهة الأردنية، وليكون مسؤولاً عن القوات الأردنية والقوات العربية المتوقع قدومها من العراق والسعودية، ولأن العلاقات كانت متوترة بين الأردن ومصر على خلفية طرد الأردن لأحمد الشقيري (رئيس منظمة التحرير الفلسطينية) بعد شعور الحكومة بالضيق من تصرفات قادة المنظمة خلال وجودهم في الأردن، فقد طلب عبد الناصر من الشقيري القدوم إلى الاجتماع ولقاء الحسين لإزالة الاحتقان بينهما، بل وتوسط لدى الحسين لاصطحاب الشقيري معه بالطائرة في رحلة العودة إلى عمّان، بالإضافة إلى عبد المنعم رياض .

بقي سؤال المليون الذي ما زال جدلياً في الأوساط الأكاديمية، والسياسية والعسكرية، يتمثل بالأسباب التي دفعت الحسين إلى الدخول بالحرب، والإقدام على تلك الخطوة الحاسمة؛ زيارة عبد الناصر وتوقيع المعاهدة، ثم دخوله الحرب لاحقاً إلى جانب القوات العربية الأخرى، رغم خشيته من غلبة الجانب العسكري الإسرائيلي، ومن عدم جدية استعداد العرب وغياب التخطيط الاستراتيجي عنهم .”

وجاء ايضا في كتاب ارملة الامير :

فمسلسل الأحداث التي وقعت منذ عام 1958 وحتى عام 1967، دفع الحسين إلى المبالغة في إظهار وقوفه إلى جانب عبد الناصر عندما بدأت إرهاصات حرب 1967 بالظهور. كان الحسين يتخوف من نتائج مثل هذه الحرب في حال وقوعها، ولا سيما إن لم يشارك فيها، فبادر إلى زيارة عبد الناصر وتوقيع اتفاقية الدفاع المشترك معه، رغم ظنه أنها ستكون حرباً خاسرة. كما أن الاتهامات للأردن وإفقاد الثقة به عربياً (من قبل أحمد سعيد في «صوت العرب» وغيرها من وسائل الإعلام المصرية)، هي ما دفعت الحسين إلى الطلب من عبد الناصر إرسال قائد عسكري مصري (عبد المنعم رياض) ليتولى قيادة العمليات من الأردن. وقد عبّر الحسين عن ذلك صراحة في لقائه مع عبد الناصر، بقوله له إن القيادة المصرية تتهم الأردن وقيادته، وهو لذلك يريد قائداً مصرياً ليرى كيف نخوض المعركة.

ورغم أن الوقت أظهر نجاح سياسات الحسين في مقابل فشل سياسات عبد الناصر، والزمن هو أكبر حكم، فإنه يظل أكثر ما يحز في النفس – لدى زيد وأنا – ما واجهه الحسين من صعوبات ومعاناة لإثبات مصداقيته. فعقب الانقلاب في العراق، بلغ الحد بعبد الناصر أن يشتم والدة الحسين، جلالة الملكة زين الشرف، في أحد خطاباته، بالتزامن مع الحملات الإعلامية غير المنقطعة، التي كانت تصف الحسين بأنه «من أذناب الاستعمار».”

ومن الدلائل الاخرى عن دور الملك حسين ضمن علاقته مع الكيان الصهيوني، كشفت صحيفة “معاريف” الصهيونية عن العلاقات السرية “المباشرة” التي تربط الملك حسين بجهاز المخابرات الإسرائيلية .. ذكرت الصحيفة في مقال كتبه “يوسي ميلمان” الذي يوصف بأنه أحد اهم الصحفيين ومحللي الامن “القومي الإسرائيلي” .. بأن “اللقاء الاول تم في 1963 بين الملك حسين ويعقوب هرتسرغ نائب مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أنذاك، في منزل طبيب في لندن بهدف “تنسيق المواقف” .. لا تعليق على هذه المعلومة فهي كافية جدا .

ومن أهم الكتب التى صدرت حديثا وألقت الضوء على دور الملك حسين أثناء حرب يونيه 1967 ذلك الكتاب الذى صدر حديثا عن دار نشر “بالانتاين بوكس” الإنجليزية ونشر على مواقع الكتب على شبكة الإنترنت تحت عنوان” 6 أيام من الحرب: يونيه 1967 وتشكيل الشرق الأوسط الحديث”.

وقد جاء في الكتاب :

أشكول وحسين

عندما جاءت الأخبار بأن هناك حشودا إسرائيلية على الحدود مع سوريا لم يصدق الملك حسين نفسه لأن الأردن كان يمتلك محطة رادار قوية فى عجلون وهذه لم تلتقط أية إشارات بوجود حشود إسرائيلية على حدود سوريا، وعندما أخبر الملك حسين الإسرائيليين بمعلوماته عن الحشود طلب منه “ليفى أشكول” رئيس الوزراء الإسرائيلى أن يصمت، بل إنه طلب منه أيضا أن تكف الأردن عن انتقاد عبد الناصر وأن تنضم للدول العربية التى تصفه بأنه بطل العرب الأوحد، وأطاع الملك حسين الأمر فى الحال.

وفي فقرة اخرى، ذكر الكاتب في كتابه :

وإزاء هذا حسم الملك حسين موقفه، سوف يقف ويساند عبد الناصر فى العلن بينما سيقوم فى السر بمواصلة اتصالاته المخابراتية مع إسرائيل خوفا من انتقامها، وهكذا قام الملك حسين فى يوم 31 مايو بعمل استعراض عسكرى فى شوارع عمان وهو يرتدى ملابس عسكرية، كان الغرض هو القيام باستعراض قوة بينما كان يعرف فى قرارة نفسه أنه لن يستخدم هذه القوة أبدا، وقد حدث فى يوم الاستعراض أن قرر عبد الناصر إغلاق مضيق تيران، وعندما علم الملك حسين بهذا القرار ازداد غيظا من عبد الناصر لأن الرجل حرمه حتى متعة الانتشاء بالعرض العسكرى حتى ولو كان عرضا مزيفا، هكذا تعود عبد الناصر أن يخطف الأنظار من الملك حسين دائماً، وفى الحال قام الملك حسين بارسال برقياته لإسرائيل وللدبلوماسيين الأجانب فى الأردن: هذا القرار قرار مجنون سيؤدى لكوارث لأنى أعرف أن العرب ليسوا مستعدين لخوض الحرب وقال الملك حسين فى برقياته: إن عبد الناصر رجل مجنون لا يقدر العواقب ويعتمد على دعم وهمى من السوفيت، أما فى العلن فقام الملك حسين بإصدار أوامره للمتحدث باسمه بأن يمتدح قرار عبد الناصر وأن يعلن عن استعداد الأردن لتقديم الدعم الكامل له، وفى نفس الوقت أيضا التقى الملك حسين بيرنز السفير الأمريكى فى عمان وطلب منه ضرورة أن يحث الرئيس جونسون إسرائيل على مهاجمة تيران ولكن واشنطن لم تستمع له.

وفي جزء اخر تحدث الكاتب عن عقدة الملك حسين :

كان حسين يشعر بتجاهل واشنطن له وانحيازها أكثر من اللازم لإسرائيل، أما إسرائيل فرغم معلومات التجسس التى تأخذه منها قد تجتاح مملكته فى أى لحظة لو أحست بأنه يخدعها، هنا أدرك الملك حسين أنه يجب أن يلجأ لعبد الناصر فى النهاية ويقنعه بإخلاص الأردن لقضية الحرب بينما هو يضمر شيئاً آخر فى الخفاء، وبسرعة قرر الملك حسين اتخاذ عدد من الخطوات التى يمكن أن تنال رضاء عبد الناصر، أولا قام بعزل وصفى التل رئيس الديوان الملكى ثم قام بتحريك بعض قواته لعبور نهر الأردن والوصول إلى اريحا وثالثا قام بارسال رئيس الأركان قماش للقاهرة للاجتماع مع عبد الحكيم عامر بينما رفض عبد الناصر استقباله، وبعد القيام بهذه الخطوات قام الملك حسين بالاتصال بالأمريكان من خلال السفير بيرنز وأخبرهم أن هذه الخطوات هدفها فقط اتقاء شر عبد الناصر ولكنه لا ينوى القيام بأية أعمال عدوانية ضد إسرائيل وطلب منهم أن يبلغوا الإسرائيليين بذلك.

________

تابعونا على:

  • على موقعنا:

https://kanaanonline.org/

  • توتير:
  • فيس بوك:

https://www.facebook.com/kanaanonline/

  • ملاحظة من “كنعان”:

“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.

ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.

  • عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
  • يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org