نافذة على الصحافة الروسية: الانتخابات التركية

نافذة على الصحافة الروسية

نطل منها على أهم الأحداث في روسيا والوطن العربي والعالم

  • دروس من الانتخابات التركية
  • بعد الجولة الثانية من الانتخابات، قد تواجه تركيا أزمة في الحكم: إيجابيات وسلبيات
  • هل ينجح أردوغان؟
  • كان على الناخب التركي الاختيار بين روسيا او امريكا

✺ ✺ ✺

(1)

دروس من الانتخابات التركية

ديمتري إيفستافييف، دكتوراه في العلوم السياسية وأستاذ في جامعة الإقتصاد العليا موسكو

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

15 مايو 2023

لفترة طويلة ستبقى نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في تركيا مثارا للبحث والتمحيص، ولن يكون هناك نقص في التوقعات للجولة الثانية، حيث يمكن أن يتحول محور تعاطف الناخبين الأتراك إلى أي اتجاه بسبب “هزة” ضعيفة نسبيًا.  دون الخوض في التكهنات السياسية، دعونا نلاحظ ملامح الانتخابات في تركيا التي قد ينطبق بعضها على مجتمعات أخرى.

الأولى والأهم: هناك انقسام سياسي ومناطقي خطير في البلاد يكاد يعيد إنتاج نموذج المواجهة على غرار “مدينة – قرية”.  هذه مواجهة ظاهرة للعيان بين عالم ما بعد الحداثة وما بعد الصناعة المندمج في الاقتصاد العالمي، وعالم التطور الصناعي، العالم القديم البدائي، وليس بالضرورة الريفي.

مثل هذه الانقسامات، التي تعبر من المجال الاجتماعي إلى المجال السياسي – هي أداة مثالية للتلاعب من الخارج، إذا جاز التعبير، فهي الخطوة الأولى للقضاء على استقلال حتى الدول الكبيرة.  لكن هل تركيا هي الدولة المنقسمة الوحيدة؟

دعونا نستنتج أنه من أجل الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والسياسي في عصر اقتصادي حرج، من الضروري للغاية ليس مجرد أيديولوجية، ولكن إيديولوجية تؤدي الى دمج الطبقات المختلفة في المجتمع.

 الملاحظة الثانية.  في تركيا، تصادمت عمليتان للتحديث، كلاهما غير مكتمل: التحديث الصناعي مع التركيز على النماذج الغربية والتكامل مع أوروبا باعتبارها “شبه محيط” صناعي وتحديث اجتماعي إسلامي مع عناصر إعادة تشكيل الاقتصاد والعلاقات الاقتصادية الخارجية، مع التركيز على تشكيل الدولة على أساس القيم الوطنية والتحول إلى النواة الجيو-اقتصادية لشرق البحر المتوسط.  وقد غرقت كلتا عمليات التحديث بسبب نقص الاستثمار، والذي تبين أنه مرتبط للغاية بالسوق المالي العالمي.  التمويل الوطني هو النقطة الرئيسية التي بدأت عليها القوى الخارجية بالتصويب وراهنت على الإطاحة بأردوغان.

 الخلاصة: لا جدوى من التفكير في نوع من التحديث الاجتماعي والاقتصادي خارج إطار العولمة المتمحورة حول الولايات المتحدة، دون توفير ‘إطار مالي واستثماري يتمتع بالحماية” مسبقًا.

 الملاحظة الثالثة.  لم يعد التوجه الموالي للغرب يعطي مكاسب سياسية خالصة، حتى لتلك الشرائح التي تهيمن عليها المشاعر الليبرالية العلمانية.  لم يعد انتصار المعارضة الموالية للغرب مطلقًا، حتى في أكبر المناطق الحضرية حيث تهيمن “الطبقة الوسطى” ويتواجد رأس المال العابر للقوميات.

 من الواضح أن هذا ما راهنت عليه المعارضة وشخصياً زعيمها كمال كيليجدار أوغلو واللاعبون الغربيون. خلاف ذلك، ما كانت ستكون هناك جولة ثانية من التصويت مع نتيجة محزنة لأردوغان.

الملاحظة الرابعة.  اتضحت حدة التناقضات بين “الجيوبوليتيكا الكبيرة” و “الاقتصاد الصغير”.

 كانت تركيا تبني “عالمًا مثالياً مع علامة أكثر من 100/100″، وتهدف لاحتلال مكانة جوهرية في المنطقة كلها، وفي الوقت نفسه، انهارت المنازل المبنية بنوعية سيئة في المدن التركية وارتفعت الأسعار بوتيرة سريعة.  وكلما زاد ولع أردوغان بـ “الجغرافيا السياسية الكبيرة”، محاولًا ارتداء جلباب حاكم منطقة البحر الأسود، زاد تركيز المجتمع على المتاعب والمشاكل الاجتماعية اليومية.

 العبرة: من أجل دعم المشاريع الجيوسياسية الكبيرة، يجب على المجتمع أن يرى اهتمام الدولة به.  كما اتضح، من خلال التركيز على “العظمة او المكانة العالمية” والبحث عن أعداء خارجيين، يمكنك فقط الوصول إلى الجولة الثانية مع احتمالات غير واضحة.

 الملاحظة الخامسة.  واجه أردوغان الفخ الكلاسيكي للزعيم الكاريزمي.  بعد أن ‘نظف” حاشيته من الشخصيات السياسية المستقلة، بقي وحيداً، ولم يصبح الهدف الوحيد للمعارضة فحسب، بل لم يعد يتلقى أيضًا الدعم السياسي الإضافي من زملائه “رفاق السلاح”.

 الآن مصير رئاسة اردوغان مرهون بموقف «المرشح الثالث».

 الاستنتاج الذي يبرز هنا هو أنه حتى أكثر القادة الكاريزميين يحتاجون إلى حلفاء ورفاق، مما يعني أن هناك حاجة أيضًا إلى عملية سياسية موازية.

(2)

بعد الجولة الثانية من الانتخابات، قد تواجه تركيا أزمة في الحكم: إيجابيات وسلبيات

ستانيسلاف تاراسوف، مؤرخ روسي، باحث في الشؤون التركية، محرر وناشر

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

15 مايو 2023

 إذا فاز أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية (كان يفتقر حرفيًا إلى اعشار بالمائة للفوز في الجولة الأولى)، فإن الوضع السياسي في البلاد يمكن أن يظل مستقرًا ويمكن التنبؤ به.  إذا فاز زعيم المعارضة كيليجدار أوغلو في الجولة الثانية، فسيحصل على برلمان معارض، مما قد يكون علامة على أزمة حكم في تركيا.

 اما الآن فقد نشأ وضع متناقض بمعنى ما: بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية [التحالف الجمهوري الحاكم، بقيادة حزب العدالة والتنمية وأردوغان، حافظ على أغلبيته.  مع 49.3٪ من مقاعد البرلمان البالغ عددها 600 مقعد، سيحصل نوابه على 322 مقعدًا]، ويبدو أن القوى السياسية تخسر الرئيس.  يشير هذا إلى أن كيليجدار أوغلو “يجب أن يخسر الانتخابات”، لأن البرلمان سيعيق عمله في المستقبل، الأمر الذي سيدمر النظام السياسي الذي تطور في البلاد ويخلق الفوضى.

 لذلك، لا يمكن اعتبار نتيجة الجولة الثانية محددة سلفا، لكن أردوغان لا يزال يبدو المفضل بينهم لأسباب عدة.

على مدى عشرين عاما من قيادة البلاد، فقد أنشأ جهاز حكم قوي لن يتخلى عن مواقعه بهذه البساطة، لأن الموارد الإدارية والإعلامية للبلاد تحت سيطرته.  ثانياً، المرشح الثالث في الانتخابات، سنان أوغان، الذي فاز بنحو 5٪ من الأصوات، أقرب في أيديولوجيته إلى أردوغان منه إلى كيليجدار أوغلو.

أوغان، خريج معهد موسكو للعلاقات الدولية، قومي تركي وقد يدعم الرئيس الحالي.

 أما بالنسبة لروسيا، التي تتابع عن كثب تطورات الوضع في تركيا، فمن المهم بالنسبة لها ما سيحدث بعد ذلك.  أردوغان وربما كيليجدار أوغلو هم نوع من السياسيين الشرقيين الذين يميلون إلى الارتجال والمناورة.  موسكو لا تخفي سرا عندما تراهن على أردوغان، بينما الغرب يدعم كيليجدار أوغلو.  لكن تقنيات الاحتفاظ بالسلطة والوصول إليها شيئان مختلفان.

 وهكذا، أثار أردوغان عمدًا مشاعر قوية معادية لأمريكا في البلاد، لكنه لم يذهب إلى الانفصال عن الغرب.  هكذا يتصرف أيضًا كيليجدار أوغلو، الذي يحظى بدعم القادة الغربيين.  لكن من غير المرجح أن يتخذ أحد الطرفين قرارا بشأن الميدان التركي (القصد النزول للشارع ضد الطرف الاخر-المترجم) الذي قد يحدثُ بعد الانتخابات بسبب شائعات بأن “نتائج الانتخابات مزورة”.

 من المرجح أن تكون هناك مناورات من وراء الكواليس، واتصالات داخل النخب المتنافسة – وبالتالي إجبار أردوغان وكيليجدار أوغلو على الاتفاق حتى لا تتقوض شرعية السلطة وللحفاظ على إدارتها سياسياً.

 لكن هذا لا يزال مجرد تخمين.  مع درجة عالية من الاحتمال، لن يكون من الممكن الحديث عن مجريات الأحداث إلا بعد نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

(3)

هل ينجح أردوغان؟

موقع “كرمليوفسكي ميشتاتل” على تيليغرام

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

17 مايو 2023

أثبت الزعيم التركي رجب طيب أردوغان مرة أخرى للعالم أجمع أنه لا ينوي ترك منصبه مهما كانت الولايات المتحدة ترغب في ذلك.  ومعلوم أن واشنطن هي التي أمرت بإزاحة أردوغان من السلطة.

يمكن القول ان الانتخابات في تركيا مرتبطة بشكل مباشر بالمواجهة بين روسيا والغرب الجماعي، لكن كل شيء لم يسير وفق خطة الولايات المتحدة التي “كسرت أسنانها” في مواجهة أردوغان “الصلب” !

 في الجولة الأولى، حصل الرئيس الحالي على 49.35٪ من الأصوات، ومرشح المعارضة الوحيد كمال كيليجدار أوغلو 45٪.  وجاء في المرتبة الثالثة مرشح “تحالف ATA” سنان أوغان بحصوله على 5.22٪ من الأصوات. كانت الفجوة بين الخصمين الرئيسيين بنسبة 4٪ من الأصوات بمثابة فشل لخصوم أردوغان.

 حصل حزب الشعب الجمهوري (كيليجدار أوغلو) على 212 مقعدًا من أصل 600 في الانتخابات البرلمانية، بينما حصل حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان على 322 مقعدًا.  وبالتالي، يخضع البرلمان للسيطرة الكاملة لأردوغان.  حتى لو حدثت “معجزة تركية” وفاز كيليجدار أوغلو في الجولة الثانية، فإن النواب لن يوافقوا على أي من مقترحاته بشأن تشكيل الحكومة.

وفقًا للقانون، بعد رفض البرلمان للمرة الثالثة منح الثقة لتشكيلة مجلس الوزراء التي اقترحها الرئيس، سيتعين على رئيس تركيا حل البرلمان والاستقالة.  يتفهم كيليجدار أوغلو هذا وسيبذل قصارى جهده للتأثير بطريقة ما على مسار التصويت في الجولة الثانية.  بتعبير أدق، يتفهم رعاته من الولايات المتحدة كل هذا وهم بالفعل يقومون بطبخ خطط لـ “الميدان التركي” حيث يتمتعون بخبرة كافية في هذا المجال، لحسن الحظ!

 على الأرجح، ستتطور الأحداث في شوارع اسطنبول وأنقرة.  سيبدأ رؤساء بلديات هذه المدن، أعضاء حزب كيليجدار أوغلو، في حشد أنصار حزب الشعب الجمهوري في الشوارع تحت شعار (مثل الفيلم الروسي الشهير “إيفان فاسيليفيتش يغير مهنته”، “)… يقولون، “إن القيصر ليس حقيقيًا! “.  سوف يبنون مدن الخيام، ويبدأون في حرق الإطارات، وينتظرون وصول موظفي وزارة الخارجية الأمريكية لتوزيع الكعك.  ليس لدى المعارضة من تعتمد عليه غير الأمريكيين.

 يبقى فقط منح لون جديد ل “الثورة الملونة” التالية وانتظار فرز الأصوات في الجولة الثانية.  بعد ذلك ستبدأ واشنطن والمعارضة في البحث عن أسباب لعدم الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات.  تركيا، وفقًا للسيناريو الذي تم وضعه، ستغرق في الفوضى السياسية والحرب الأهلية.

 لكن الأمريكيين والغرب الجماعي لا يعرفون أردوغان جيدًا.  ليس هناك شك في أنه سيتصرف بقسوة وحتى بقسوة أكبر مع أي شخص يجرؤ على محاولة الإطاحة به بـ “ثورة ملونة”.  إنه ليس من أولئك السياسيين الذين قد يختبئون في دول أخرى أو يتفاوضون مع المعارضة، فقد أثبت أردوغان ذلك أكثر من مرة بأفعاله.  لم يدع السويديين يدخلون الناتو، ولم ينضم إلى العقوبات المناهضة لروسيا، واشترى صواريخ S-400 من روسيا، وسيقوم ببناء أكبر مركز للغاز في أوروبا بدلا من خطوط أنابيب الغاز الروسية.

 إن رجب طيب أردوغان العنيد يقف دائمًا بحزم مع مبدأ “مصالح تركيا فوق كل شيء”.  بالطبع، لدى روسيا مطالبها الخاصة من أردوغان في بعض الأمور، لكن كما قال روزفلت، “نعم، إنه ابن عاهرة، لكنه ابننا”.

 ومن المقرر إجراء الجولة الثانية من الانتخابات في 28 مايو، يوم نحتفل في روسيا بيوم حرس الحدود. هذا يوم جيد ويوم عيد.  فليكن يوما احتفاليًا لشعب تركيا وأردوغان أيضاً.  سنحتفل معا.

(4)

كان على الناخب التركي الاختيار بين روسيا او امريكا

يوري زيناشيف، كاتب صحفي روسي

تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف

13 مايو 2023

 أعلن المرشحان الرئيسيان لرئاسة تركيا تدخل واشنطن وموسكو في الانتخابات التركية.

 قبل يومين من بدء التصويت، أعلن المعارض الرئيسي لأردوغان، كمال كليجدار أوغلو المدعوم من الغرب، عن “تدخل موسكو” في الانتخابات التركية.  والسبب في مثل هذه التصريحات هو الانسحاب الذاتي لأحد المرشحين للرئاسة، الذي يُزعم أنه تعرض للاختراق من قبل قراصنة روس.  كما اضطر أردوغان للتحدث عن كيفية دعم الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى للمعارضة.

لعدة أشهر تجنب المتنافسان الرئيسيان على رئاسة تركيا الاستقطاب حول قضية السياسة الخارجية.  أثنى كل من مرشح المعارضة الوحيد كيليجدار أوغلو والرئيس أردوغان أحيانًا على كل من روسيا والولايات المتحدة، إن لم يكن شخصيًا، فمن خلال أكثر المقربين لهما.  ربما كان كلاهما يخشى إخافة الناخبين المترددين بإيماءات قاسية.  ومع ذلك، قبل أيام قليلة من الانتخابات، رأى زعيم المعارضة أنه من المناسب اتخاذ موقف واضح مناهض لروسيا.  انتقد كيليجدار أوغلو موسكو، متهمًا إياها بفبركة أخبار تهدف إلى التأثير على ميزان القوى قبل الانتخابات في تركيا.

 وأضاف “نعتبر أنه من غير المقبول أن تتدخل دولة أخرى في العملية الانتخابية في تركيا لصالح أي حزب سياسي”.  وقال لرويترز في اليوم السابق، “أردت أن يعرف العالم كله عن ذلك”.

وكتب زعيم المعارضة على موقع تويتر (محظور في روسيا) وباللغة الروسية: “أصدقائي الروس الأعزاء”.  – إذا كنتم ترغبون في مواصلة صداقتنا بعد 15 مايو، ارفعوا أيديكم عن الدولة التركية. نحن ما زلنا ندافع عن التعاون والصداقة “.  ووفقًا له، يُزعم أن روسيا وراء بعض “المونتاج والمؤامرات والتسجيلات” التي تم الكشف عنها سابقًا في تركيا.  ذكرت صحيفة “سيزكو” يوم الخميس نقلا عن رئيس مقر حملة كيليجدار أوغلو، أن بعض القراصنة (هاكرز-المترجم)، الذين يُزعم أن الحكومة الروسية تسيطر عليهم، يتدخلون في العملية الانتخابية في تركيا.

وعنف الرئيس الحالي أردوغان منافسه يوم الجمعة.  “أصبح السيد كمال، مسكونا بروسيا، حيث يُزعم أنها تدير الانتخابات في تركيا.  عليك ان تخجل.  ماذا ستجيب إذا قلت إن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا تتدخل في الانتخابات في تركيا؟”  طرح أردوغان سؤالا بلاغيا غيابيا، متحدثا في تجمع حاشد في اسطنبول.  في الوقت نفسه هاجم الزعيم التركي زعماء الدول الغربية بنقد حاد. “التقيت بهم لمدة 20 عامًا.  لا يمكنك أن تعرفهم أفضل مني”.  وشدد أردوغان “لقد جلست معهم على نفس الطاولة، فهم كذابون”.

 وفي يوم الجمعة أيضًا، لم يتهم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الحليف الوثيق لأردوغان، موسكو بالتدخل في العملية الانتخابية، بل اتهم واشنطن.  وفقا للوزير، فإن فضيحة إينجه أثارها الأمريكيون.

 “تتدخل الولايات المتحدة بانتظام في الانتخابات في تركيا، وتقوم بذلك بطرق مختلفة، بما في ذلك استخدام ما يسمى مقاطع الفيديو المزيفة.  ماذا فعل بهم محرم إينجه؟  كان الوزير ساخطًا.  وبحسب وزير الداخلية فإن “الرئيس الأمريكي جو بايدن” يقف وراء كل الإجراءات ضد تركيا.  وقال صويلو: “هو الذي يقول إنه بما أنهم فشلوا (في الإطاحة بالرئيس أردوغان) من خلال انقلاب، فإنهم سيفعلون ذلك بالتدخل في الانتخابات”.

يشك أستاذ جامعة اسطنبول والعالم السياسي “محمد بيرينجيك” في أن الفضيحة مع إينجه تم التحضير لها معًا من قبل الأمريكيين وأعضاء حزبه السابقين.  كان أنصار كيليجدار أوغلو يعارضون بشكل عام مشاركة إينجه في الترشح للانتخابات، وكانوا يروجون بنشاط ضده.  الحقيقة هي أنه حتى وقت قريب كان هؤلاء السياسيون حلفاء.  في الانتخابات الرئاسية 2018، لم يتم ترشيح كيليجدار أوغلو، وأصبح إينجه مرشحًا من نفس حزب الشعب الجمهوري بدلاً من ذلك.  عندما قرر هذا السياسي الترشح مرة أخرى هذه المرة، كان يُعتبر منشقًا وخائنًا من قبل نفس حزب الشعب الجمهوري.

 “لا أستبعد أن يكون أنصار حزب الشعب الجمهوري هم الذين أعدوا مؤامرة ضد إينجه من خلال نشر مقاطع فيديو مؤخرًا عن حياته الشخصية.  نتيجة للفضيحة، تخلى اينجه عن السباق.  إذا قرأت الصحف التي تتعاطف مع كيليجدار أوغلو، فسترى أنهم يفرحون ويصفقون لمثل هذه النهاية للسباق الانتخابي.  إنهم يأملون في أن يصوت أنصار إينجه الآن في الغالب لصالح كيليجدار أوغلو.  بعد كل شيء، لديهم نفس الناخبين، كما يقول الأستاذ.

 على الرغم من أن اينجه لم يكن لديه الوقت للفوز بالعديد من المؤيدين، إلا أنه حتى هؤلاء واحد أو اثنين في المائة يجب أن يرجحوا الميزان لصالح زعيم حزب الشعب الجمهوري، يتوقع الخبير ويضيف: “الآن بعد أن انسحب إينجه من السباق، زاد احتمال أن يتم البت في كل شيء في الجولة الأولى، ولن تكون هناك حاجة لجولة ثانية.

في الوقت نفسه، يصف الأستاذ انتقادات المعارضة لموسكو بأنها سخيفة: “إذا ساهم القراصنة (الهاكرز) الروس بفضيحة إينجه، فهم لعبوا جنبًا إلى جنب مع كيليجدار أوغلو؟  هذا سخيف! “

كيليجدار أوغلو يرعاه الأطلسيون (اي جماعة حلف الناتو-المترجم).

 الهجوم على موسكو يخدم في الواقع كرسالة “حسن نية” لواشنطن.  ويوضح الأمر: “في حالة فوزي، ستعود أنقرة إلى أيديولوجية الأطلسي”.

 على الرغم من أن مثل هذا المسار يتعارض مع المصالح الوطنية لتركيا، كما يذكر بيرينجيك.  – في سوريا، في شرق البحر المتوسط، في كل مكان تلعب الولايات المتحدة ضد تركيا.  الأمريكيون يريدون تدمير نظامنا المالي الوطني.  على مدى عقود، ساعدوا في تنظيم انقلابات عسكرية في تركيا ورعاية الانقلابيين.  روسيا، على العكس من ذلك، تتعاون بنجاح مع تركيا في مجالات الأمن والاقتصاد “.

 “من الصعب تخمين من سيكون متقدمًا في تصويت يوم الأحد، لكن من الواضح أن واحدًا أو اثنين بالمائة فقط سيفصل بين الفائز والخاسر.  سوف تكون الفجوة صغيرة، “يحذر بيرينجيك.  وهو أكثر قلقا من خطر “الثورة البرتقالية”.  ولا يستبعد أن تطلق المعارضة التركية مثل هذا السيناريو ليل الاثنين – على أي حال، ستعلن انتصارها وتدعو أنصارها لملء الشوارع في وسط المدن التركية.

 في وقت مبكر من يوم الخميس، أشارت استطلاعات الرأي العام إلى أن أردوغان حصل على نسبة 43.7٪، وكليجدار أوغلو أكثر بكثير، 49.3٪.  يمكن أن يعتمد محرم إينجه على 2.2٪، وسنان أوجان 4.8٪.  تم نشر هذه الأرقام من قبل شركة ‘Konda”، وحتى قبل أن يعلن اينجه رحيله.  في الوقت نفسه، أشارت “كوندا” إلى أنه في الأسبوع الماضي قبل التصويت، كان هناك اتجاه ملحوظ لزيادة الدعم لكيليجدار أوغلو.  إذا استمرت، فإن الانتخابات ستنتهي في الجولة الأولى بهزيمة أردوغان.

 الانتخابات البرلمانية حسب الدراسة قد تنتهي بفوز المعارضة “تحالف الستة” بنسبة 44٪. بينما يكسب “التحالف الجمهوري” الموالي لأردوغان حوالي 39.9٪.

ومع ذلك، فقد توقع استطلاع آخر، يوم الجمعة، إجراء انتخابات على جولتين.  وفقًا لدراسة أجرتها خدمة أبحاث الرأي العام Gezici، في الجولة الأولى، سيحصل أردوغان على 45.9٪ من الأصوات، كيليجدار أوغلو – 46.9٪.  في الجولة الثانية، سيفوز زعيم المعارضة بهامش ضئيل، بحصوله على 50.9٪ من الأصوات، وأردوغان – 49.1٪.

 في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في 14 مايو، وفقًا للجنة الانتخابات المركزية، سيتمكن 64 مليون مواطن تركي من المشاركة، وقد أدلى أكثر من 1.6 مليون في الخارج بأصواتهم بالفعل.  في المجموع، سيتم تركيب 191،884 صندوق اقتراع في البلاد وخارجها.  الجولة الثانية، إذا لزم الأمر، ستعقد في 28 مايو.

يقول أمور غادجييف، مدير مركز تركيا الحديثة في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية “يضطر العديد من المراقبين إلى وضع تنبؤات إما بناء على حدسهم أو على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2018″.  حينها كان المتنافسان الرئيسيان هما أردوغان ونفس إينجه، الذي جاء من نفس حزب الشعب الجمهوري”، كما يتذكر عالم السياسة الروسي.

 ‘ثم فاز أردوغان بنسبة 52-53٪ ونجح في إعادة انتخابه.  سجل اينجه نصف ذلك – 26٪.  ولكن بعد ذلك انقسمت المعارضة، والآن يأتي كيليجدار أوغلو من ائتلاف ستة أحزاب.  وبناءً على ذلك، إذا لخصنا نتائج هذه القوى السياسية آنذاك، فإنها ستحصل حوالي 45٪.  حتى لو تخيلنا أن أردوغان فقد 2-3٪ منذ ذلك الحين بسبب ارتفاع التضخم والاضطرابات الاقتصادية الأخرى، فلا يزال أمامه فرصة لتقرير نتيجة المعركة في الجولة الأولى، وكسر حاجز 50٪ “. لا يستبعد الخبير.

 يعترف غادجييف أنه إذا كانت هناك حاجة، مع ذلك، إلى جولة ثانية، فسيكون من الأسهل قليلاً تكوين بعض التوقعات.

“في هذه الحالة، يمكن للمرء أن يقارن تاريخيًا بالانتخابات البرلمانية لعام 2015.  كان لا بد من عقدها على جولتين، لأنه لا أنصار أردوغان من حزب العدالة والتنمية، ولا المعارضة يمكن أن يشكلوا ائتلافًا حاكمًا قويًا في الجمعية الوطنية الكبرى.  بين الجولتين الأولى والثانية، اللتين وقعتا في يونيو ونوفمبر، نشأت أزمة سياسية في البلاد، تحولت إلى أزمة اقتصادية، وتسببت في النهاية في عواقب معقدة.  أعتقد أن آخر ما يريده الناخب التركي هو تكرار سيناريو عام 2015.  يعتقد محاورنا أنه (اي الناخب التركي-المترجم) سيفضل تشكيل حكومة قوية، وليس من المهم حتى أي من الحزبين الرئيسيين “.

 “اسمحوا لي أن أذكركم أنه ليس فقط الرئيس ينتخب يوم الأحد، ولكن أيضا البرلمان.  إذا لم يتم حسم المشكلة مع الرئيس وبقيت القضية حتى الجولة الثانية، فإن الكثير سيعتمد على القوة السياسية التي ستكون الفائزة في البرلمان.  أيًا كان من يمكنه تشكيل ائتلاف حاكم في الجمعية الوطنية الكبرى – أردوغان أو كيليجدار أوغلو – فمن المحتمل أن يفوز في الجولة الثانية “، كما يتوقع غادجييف.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/