كتبت السيدة ميسر السردية مؤخراً عن سيدة في مقطع فيديو:
“… الطفل يرسم نجمة داوود وأمه تبتسم وتثني عليه
النجمة معلقة على حائط غرفة الطفل
المينوراه او الشمعدان السباعي الذي يرمز الى ما وضعه موسى في الهيكل وهو الآن رمز اس. را. ئيل. والكيباه “قلنسوة الرأس” التي على رأس الطفل “
نعم، ملاحظة لافتة ونيِّرة.
من الصعب القطع بأن القناة لا تعرف خطر ذلك. ولكن من السهل تفسير تمرير القناة لذلك.
فالإعلام أكثر من يعرف التطبيع ويلتقط تسريبات وهفوات وتعدٌّد التطبيع.
والإعلام هو الذي يتساوق ويُسوِّق تطبيع الأنظمة ومن ثم تطبيع الثقافة الشعبية، وهنا الخطورة.
أما أن يمر موقف فاقع كهذا فأمر يثير الريب حقاً.
لكن رؤيا تحتاج إلى رؤى إن شئت سيدة سردية.
فهي حقاً قناة تقود برامجها إلى الكثير من الخلل أورد منها اثنين:
الأول: فالقناة شبه متخصصة في سباق تنويعات المأكولات مما يجعل المرأ مجرد ماكينة طبخ حتى لتكاد تنام في المطبخ، وهذا يقود بالطبع إلى تخلف ثقافي لدى المرأة وفصل قدراتها بعيدا وراء قدرات الرجل مما يجعل تسوُّده عليها سهلاً عليه ومقبولا منها.
والثاني: خلل طبقي، فما تعرضه من مأكولات من حيث كلفة مكوناتها وكثرة تلك المكونات تستدعي السؤال:
كم أسرة في الوطن العربي بوسع السيدات فيها الحصول على كل هذه المكونات من المأكولات؟
وقد اذهب حد القول بأن فضاء هذه المحطة هو عرض أغذية اشبه بعرض الأزياء الذي يقتصر على المترفات أو على من يتخذن من ذلك عملا للعيش.
وحينما تقدم نشرة أخبار فهي موجزة وخفيفة وكثيرا ما تكون إطراء لأنظمة النفط.
أما وهذه الفضائية غارقة في الطبيخ وعرض المأكولات المكلفة وغير المتوفرة للكثيرين، فإن عدم رؤية “المينورا والكيبَّا وحتى نجمة داوود وداوود نفسه مسألة عادية.
ألا تلاحظين أن داوود ونتنياهو وبن جفير يستعرضون عضلاتهم في الأقصى، ويمر ذلك على مؤتمر القمة لكل الحكام العرب في جٍدة، ولا من يقل كلمة، وبوسعك رؤية ذلك عبر ماسورة بندقية العديد من محور المقاومة، ولا تُدخِّن، وحينها يمكنني آسفة أن اقول لكِ:
يا إلهي، هل وقفت عند رؤيا!
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….