في ذلك العام كانت استعادة العراق للكويت ووحدة شطري اليمن، ولكن جرى الفتك بكلتيهما! جرت إعادة احتلال الكويت بجيوش 33 دولة بقيادة أمريكا ومعها جيوش عربية! وبمناسبة دعوة زيلنسكي لمؤتمر قمة جدة كان لأوكرانيا لاحقاً في احتلال العراق (رحمه الله حتى اللحظة) جيشاً كبيرا وكان الأشد فتكاً بالعراقيين مما يدل على أنه كان جيشاً يثأر للصهيونية!
كانت وحدة اليمن هي الأهم، وهي الأجدر أن تبقى. ولكنها احتضنت بذور فشلها. صحيح أن الرئيس اليمني الجنوبي قال في بغداد 22 ايار 1990 “لقد فشلنا في الجنوب في بناء الاشتراكية وفي الشمال في بناء الرأسمالية”
إذن، على ماذا أقمتم نظام الوحدة!
انتقلت صين ماو من الاشتراكية إلى نظام أولويته التنمية ولو خليطاً من الرأسمالية والاشتراكية، ونجحت بلا شك تنموياً.
وفي حالة بلد فقير كاليمن، ألم تكن سياسة تنموية، لا نقول اشتراكية، هي التي تضمن له بعض التحسن ومن ثم الانطلاق؟
الذي حصل أن السياسة الاقتصادية التي أُتبعت كانت سياسة تفكيك الوحدة عبر الاستغلال والنهب والانتقام بثقافة قبائلية مسلحة. وبقي الحال الوحدوي على هذا المسار مما جذَّر أطروحات الانفصاليين.
أي صار اليمن ميدان صراع بين وحدويين للنهب وانفصاليين للتفرُّد بالنهب.
وكانت تلك فرصة ذهبية لأنظمة الخليج وخاصة السعودية التي مبرر وجودها هو تقويض اية لحظة لوحدة عربية حتى بين قبيلتين، ثم أتى دور الإمارات التي تنوب عن الكيان الصهيوني تماماً وحتى اليوم وفي مجمل الوطن العربي.
فشلت محادثات حل معضلة اليمن والتي أشرفت عليها الأمم المتحدة! امر مضحك والله هذا الإشراف.
وكان العدوان السعودي الإماراتي الإرهابي والغربي معاً ضد اليمن إلى أن شبه توقفت تلك الحرب ليعود اليمنيون إلى المربع الأول بمعنى كيف يمكن صيانة الوحدة تفاهماً لا اقتتالا.
لا يدري المرء إلى اين ستأخذ هذه القيادات بلدها، هذا إذا توقف العدوان حقاً:
– فالجنوب ممتلئ برافضي الوحدة بنزعة إقليمية متشنجة ومشوبة بمسحة الارتباط بالغرب وهذا الرفض كما ترغب السعودية!
– والشمال يفقد خطابه عروبة اليمن ويزعم انه بلد إسلامي فقط! اي بعد الحرب فقد عروبته كما تطلب السعودية ايضاً.
وعليه، فالطرفين يسيران تحت خطاب السعودية بزعم معارضته.
فالمطلوب يمن علماني موحد تنموي التوجه عربي وعروبي، مسلم طبعا باعتبار الدين جزءأً من الثقافة فلا هو قومية ولا أمة. وإذا ما أصر الشمال على الإسلام وفقط، فهو يفتح باب الزيدية والشافعية والسنة والشيعية وهذه حرب لن تنتهي.
ملاحظة: كثر وأول من يشعر بالسعادة بقيام أية دولة دينية لا وطنية ولا قومية هو الكيان الصهيوني ليأخذ مبرر دولته الدينية! اي نخدمه نحن! لأنه يقوم على دولة دينية حيث يستغل هذا لاغتصاب مؤبد لفلسطين، فلو سمحتم: لا تخدموه على حسابنا.
_________
ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….https://kanaanonline.org/2022/10/27/%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%83%d9%86%d8%b9%d8%a7%d9%86-3/