عوامل النصر الروسي، ألكسندر دوغن، تعريب د. زياد الزبيدي

هناك احتمالان يلوحان في الأفق يتناقضان مع استمرار السياسة التي تخص وقت السلم : هدنة بعيدة الاحتمال او حرب شاملة أكثر احتمالًا.

 هذا ما أعتقد أنه يحوز على أهمية خاصة.

 لا أحد يقرأ المستقبل على وجه اليقين.  ومع ذلك، لا أحد يدرك على وجه اليقين حتى الحاضر أو الماضي.  هذا هو سبب اختلاف التفسيرات. المستقبل أكثر انفتاحًا، لكن الأمر الأكثر غموضًا هو المستقبل في سياق هذه الحرب القاسية والبشعة التي تدور رحاها الآن مع الغرب الجماعي.

حول المستقبل لا يمكننا إلا أن يكون لدينا فرضيات وخطط.  ترتبط كل من الفرضيات والخطط ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض. كل فرضية تتبعها خطة والعكس صحيح.

هناك نوعان من الفرضيات الرئيسية:

المصالحة ممكنة، وهناك قوى في الولايات المتحدة (وفي الغرب) مستعدة لإيقاف زيلنسكي عند حده.

المصالحة مستحيلة، حتى تحقق روسيا استسلام كييف وفرض سيطرتها الفعلية على كامل أراضي أوكرانيا (أي أن تحقق أهداف العملية العسكرية الخاصة – نزع السلاح واجتثاث النازية).

ومن هنا تبلورت الخطط:

1) بناءً على الفرضية الأولى، نحتاج إلى التمهل ومحاولة الوصول إلى اتفاق.

2) انطلاقاً من الثانية – التحضير لحرب شاملة حتى النهاية، حتى النصر الكامل. كما في الحرب الوطنية العظمى. ليس بالضرورة إلى برلين أو بحر المانش، ولكن إلى لفوف بالتأكيد.

إذا انطلقنا من الفرضية الأولى، فإننا نخلق الشروط المسبقة للمصالحة.  بينما نحن في حالة حرب فإن عيننا تتطلع إلى هدنة.

 إذا انطلقنا من الفرضية الثانية، فإننا ننسى احتمال الهدنة بشكل عام.  ونحن نركز فقط وحصريا على الحرب.  إذا كنا نفتقر إلى شيء من اجل النصر، فإننا نصحح الموقف.  إذا كان لدينا شخص لا يستطيع أو لا يريد القتال بشكل صحيح، فإننا نجري تغييرا في الكادر.  إذا كانت الحالة المزاجية للنخبة والمجتمع تمنع النصر، فإننا نغير هذه الحالة – جنبًا إلى جنب مع شرائح من النخبة وحتى المجتمع.  لأن الحرب هي الحرب.

أنا مقتنع بأن الهدنة مستحيلة على الإطلاق لأنهم سيقدمون لنا مثل هذه الشروط التي ستؤدي إلى إنهيار النظام السياسي لروسيا بأكمله إذا قبلناها، لأن الشعب، وخاصة أولئك الذين دخلوا بعمق في الحرب وفقدوا أحباءهم وأقاربهم، الذين صدقوا بوتين وذهبوا إلى الجبهة، لن يكونوا قادرين على استيعاب هذا وقبوله.

 انا أستبعد الفرضية الأولى تمامًا.  من غير المحتمل ان يفرضها أحد من الخارج، لأنها ستؤدي إلى انهيار النظام من الداخل، حتى لو كان من “الخارج” – على عكس المنطق – لا يزال هناك من يحاول تنفيذها.

 يبقى لدينا العمل على أساس الفرضية الثانية.  لكن هذه خطة مختلفة تمامًا.

في عام 2014، تمكنت السلطات من إقناعنا بوجود “خطة ماكرة” وهو ما يتنافى مع الواقع. كان هناك تخطيط خاطئ على أساس فرضيات خاطئة. آنئذ كان من الضروري فقط إرسال جيشنا والذهاب الى أبعد حد ممكن.  ترددنا، وآمنا بهدنة.  لقد تم خداعنا واعترف بذلك الرئيس بنفسه.  واستمروا في الكذب علينا.  ولا شك في أنهم سيحاولون خداعنا مرة أخرى.  وساهم شخص ما من الداخل في خداعنا.  سيكون من المثير للاهتمام معرفة من هو…

ما نحتاجه الآن ليس “خطة ماكرة”، بل خطة معقولة ومدروسة جيدًا لتحقيق النصر.  كل ما يجب القيام به، بما في ذلك أي “إجراءات غير شعبية”، يجب تفعيلها وبأسرع وقت ممكن (السرعة في الحروب الحديثة تحقق كل شيء تقريبًا).  بغض النظر عن أي شخص أو أي شيء.  الآن الأمر بالتأكيد لا علاقة له بالانتخابات ولا بالاستطلاعات.

إليكم ما لدينا من أوراق: هدنة غير محتملة للغاية وحرب شاملة أكثر احتمالًا – كلا الفرضيتان تستبعدان استمرار سياسة وقت السلم.  لقد تجاوزنا هذا بالفعل. لكن يبدو أننا لم نستوعبه حقًا.

 وعليه فإننا بحاجة إلى العمل على عوامل النصر بطريقة عقلانية، حاسمة، عاقلة، محصنة ضد المعلومات المضللة والتأثيرات المشبوهة وتعكس قوة إرادتنا حتى تحقيق النصر الروسي.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….