السنة الثالثة والعشرون – العدد 6551
في هذا العدد:
■ قراءات في الراهن العربي من النظري إلى التطبيقي (حلقة3)، عادل سماره
- الموجة القومية الثالثة: تصنيع إمبريالي
■ وأنا جالس وحدي، رشاد أبوشاور
■ قمّة هيروشيما: تصعيد غربيّ حاد دفاعاً عن منظومة الهيمنة، سعيد محمّد
■ عوامل النصر الروسي، ألكسندر دوغن، تعريب د. زياد الزبيدي
✺ ✺ ✺
قراءات في الراهن العربي من النظري إلى التطبيقي
(حلقة3)
عادل سماره
- الموجة القومية الثالثة: تصنيع إمبريالي
إذا كانت الموجة القومية الأولى هي التعبير عن الصعود البرجوازي في أوروبا الغربية مرتكزا على محرك الثورة الصناعية وفيض الإنتاج الذي يدفع بالضرورة إلى البحث عن اسواق نظراً لعجز السوق المحلي لكل بلد عن استيعاب منتجاته وهو ما اسماه ماركس Under Consumptionism ، وحاجته للمواد الخام غير المتوفرة لديه، وتنافس كل بلد مع الأخريات على الأسواق ومواقع الثروة ولاحقا تصدير راس المال…الخ ،وكانت الموجة الثانية هي بزخم الوعي القومي في المحيط وعسف الاستعمار طبعاً، فإن الموجة الثالثة مختلفة المنبت بشكل خاص. فالموجتان الأولى والثانية هما من دينامية ذاتية لهذا البلد أو ذاك، نبت محلي بغض النظر عن المآلات بينما الموجة الثالثة هي تصنيع خارجي ووليد سفاح للامتداد الطبقي للموجة الأولى الراسمالية في حقبة العولمة. لذا اتخذت شكلا تآمريا رجعيا وخطيراً. بقول آخر، كانت الموجة القومية الأولى ثورة رأس المال محليا، والاندفاع النهبوي والاستغلالي عالميا، وكانت الموجة الثانية ثورة الشعوب ومن ثم تواطؤ/خيانة البرجوازية المحلية التي تحولت إلى كمبرادور وطفيلية، فإن الثالثة هي صناعة الثورة المضادة، اي هي أدنى وأحط اشكال التحالف بين شرائح برجوازية كمبرادورية وطفيلية في المحيط وبين راسمالية المركز. وهي التعبير التطبيقي لإحدى أهم سمات العولمة أي إلغاء السيادة القومية لبلدان المحيط لصالح سيادات شكلية وتابعة بالمطلق والمفتوح لحراك رأس المال الشركاتي خاصة وبالطبع مع حصر السيادة القومية في المركز الإمبريالي وصولاً إلى أعلى درجة من تطبيق السياسات الحمائية. وكل هذا قائم على انتقال الإمبريالية إلى حقبة العولمة بأسسها: التصحيح الهيكلي، الخصخصة، النيولبرالية، عدم التضبيط، تحرير التجارة الدولية…الخ.
والنيولبرالية كتنظير فلسفي اقتصادي للعولمة رافقها خطاب وشغل على تغيير الدور الطبقي للعمل في مواجهة راس المال. وهذه أخطر فرق الهجوم ضد الثورة. نتحدث عن ما يسمى مجتمع ما بعد الصناعي والهدف منه الوصول إلى ما بعد الثورة أي إلى تأبيد الراسمالية/السوق. وهنا كان التركيز على انتهاء دور الطبقة العاملة في الثورة، طرح قريب أو نسخة أخرى من أطروحة هربرت ماركوزة حيث رأى الثورية في البروليتاريا الرثة.
يركز هذا التنظير على أن مجتمع الصناعة والاقتصاد الجديد بما هو مجتمع الأوتوميشنن وتكنولوجيا المعلومات قد خلق، أو خُلقت على هامشة طبقة عمال الخدمات التي لا ينطبق عليها كلُ من تعريف الطبقة العاملة من حيث شروط تعريف البروليتاريا كطبقة عاملة صناعية خاصة، ولا كطبقة صاحبة مصلحة مباشرة /مُلحَّة في الثورة، مما يُبهِّت دور هذه الطبقة في الثورة . ذلك لأن عمال الخدمات، أو “طبقة”عمال الخدمات هي مؤقتة، تشغيل جزئي تحت الطلب/ عند الطلب، غير رسمية، بلا عقود عمل رسمية، بلا تأمين وضمانات كافية…الخ. هذه الطبقة تعمل في خدمة طبقة متماسكة تراتبية مهيمنة هي البرجوازية وخاصة في نخبة الشركات الكبرى العابرة للقوميات. بكلام آخر، جموع هائلة العدد تحت الاستغلال، شديدة التفكك (حتى حينه على الأقل) يتم تشغيلها من بنية متحكمة منظمة ومبلورة تقريباً في طبقة معولمة.
أمام الإجهاز البرجوازي في المركز على نضال ومكاسب الطبقات الشعبية، أو إلى جانب ذلك تم التوجه، ولا سيما بعد تفكك الكتلة الاشتراكية إلى إعادة استعمار المحيط الذي غادر إيجابيات الموجة القومية الثانية متهافتاً إلى مرحلة البيدق/ للرُخ. وهنا كانت وصفة اللاسيادة على صعيد عالمي لتجريد هذه البلدان من بقايا محاولات الاستقلال ولتبقى مختلف بلدان المحيط فاتحة أسواقها للريح.
على قاعدة اللاسيادة، تم استيلاد/استعادة وإحياء نزعات إثنية وطائفية ومذهبية أكثر مما هي قومية ترفع شعاراتها شرائح من الكمبرادور من جهة، ومثقفو الطابور السادس الثقافي للتنظير لها من جهة ثانية، وتوكيل أجهزة/منظمات الأنجزة للتسويق التنفيذي. وكل هذا بمقادير تافهة من التمويل.
أما تنفيذياً، فهي بهدف تفتيت مختلف الدول التي لم تنضوِ تحت عباءة الإمبريالية الأمريكية والثلاثي الغربي عامة حيث أن الدويلات او الكيانات الصغيرة تابعة وضعيفة ومعتمدة على حماية الغرب ولكن الأهم انها تفتح أسواقها بالمطلق. هذا إضافة إلى أن كل كيان جديد في بلد كان واحداً يصبح في حالة حرب مع جاره مما يجعل الجميع في حاجة ملحة للغرب من جهة وأداة تسهيل دور القطاع العام الراسمالي المعولم من جهة ثانية والذي في نهاية النهايات يخدم الدور المعولم للشركات الكبرى التي وإن بدأ دورها في الظهور في بداية سبعينات القرن العشرين كما كتب عنها ستيفن هايمر، فإنها وصلت قمة سيطرتها مع حقبة العولمة التي يمكن التأريخ لها بنهايات القرن العشرين. وهي سيطرة محاطة بخطاب وإطراء إيديولوجي بليغ يلخص دور هذه الشركات.
“… ان الرجال الذين يديرون الشركات المعولمة هم الأولون في التاريخ الكفؤين من حيث التنظيم، وحيازة التكنولوجيا، النقود، وايديولوجيا تمكنهم بجدارة من العمل على ادارة العالم كوحدة اقتصادية متكاملة … ان ما يطلبونه جوهريا هو حق تجاوز الدولة القومية وعملية تحويلها ([1] Richard J. Barnet and Ronald E. Muller,Global Reach: The Power of the Multi-national Corporations (New York: Simon and Schuster, 1974), pp. 13, 15-16, as cited in Howard M. Wachtel, The money Mandarins: The Making of Supra-national Economic Order (Armonk, N.Y.: M.E. Sharpe, 1990), p.6.).
بهذا المعنى فإن الشركات هي التي التهمت سيادة الدول. ولكن هل كل الدول؟ بالطبع لا، رغم أكاذيب أنظمة المركز وخاصة الولايات المتحدة.
وهذا يؤكد طبيعة أو جوهر الموجة “القومية” الثالثة حيث تدير ذلك السياسة الأمريكية سياسات هذه الكيانات الجديدة الخالية من السيادة مما يسمح للشركات بالحركة الحرة فيها نافية اي دور حقيقي للسيادة ما خلا سطوة القمع المحلي.
“… إن الحدود السياسية للدول القومية هي ضيقة جدا وقاصرة عن تعريف افق وانشطة الأعمال العصرية…وعلى العموم فإن هذه الشركات التي انجزت رؤية معولمة لعملياتها تميل الى التعامل مع عالم ليس فقط السلع بل كل عوامل الانتاج بحيث يمكن ان تحول وتتنقل بمنتهى الحرية. “( “ Cosmocorp: The Importance of Being Stayeless,” Columbia ournal of Worlf Business 2, no. 6 (November-Decemberc1967), as quoted in Jeff Frieden, “The Trilateral Commission: Economics and Politics in the 1970s, in Holy Sklar (ed), Trilateralism: The Trilateral Commission and Elite Planning for World Managemant (Boston: South End Press, 1980), pp. 63-64.
)
لا مكان للولاء لا للمكان ولا للجماعة (اي/بل للشركة)
لم يكن القطاع العام الرأسمالي المعولم وليد حقبة العولمة وهزيمة العمل لصالح راس المال، بل هو من صلب الجشع والسيطرة الراسمالية.
في المذكرة رقم E-B34 الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة موجهة إلى رئيس، الإدارة الأمريكية في 24 تموز 1941 تم تلخيص أو إجمال فكرة “The Grand Area” بأن الحد الأدنى لها هو معظم ما ليس ضمن سيطرة المانيا، اي نصف الكرة الغربي المملكة المتحدة وبقايا الكومنولث وشرق الانديز الهولندي والصين واليابان”.
ماذا نسمي هذا غير أنه تحويل العالم إلى قطاع عام، للشركات طبعاً. من هنا نفهم لماذا تم استهداف الدول التي لم تكن مستسلمة تماما للانخراط في السوق العالمية أي سوق سيطرة الشركات، الاتحاد السوفييتي السابق، يوغسلافيا، العراق، سوريا، ليبيا، اليمن…الخ.
هذا إلى جانب حفاظ الثورة المضادة في حقبة العولمة على الكيانات الشبيهة بالتي يتم تصنيعها في الموجة القومية الثالثة مثل قطر، والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وأريتريا…الخ ولا سيما دورها حيث تستخدم كرأس حربة ضد أي نظام تقدمي.
وطبقاً لدور وممارسات دويلات هذه الموجة، يمكننا الاستنتاج بأن الكيان الصهيوني هو مثلها الأعلى، وقد يكون محرك مواقفها السياسية وبالطبع عبر دوره في استراتيجية الثورة المضادة.
تخليق هذه الموجة “القومية” يفرض التساؤل: ترى هل وجود قطب او قطبيات أخرى يمكن أن يلجم هذا التخليق ودوره؟
بالمعنى العام الإجابة نعم حتى رغم أن القطبيات الأخريات رأسمالية أو على الطريق تدريجياً إلى الرسملة. فتخليق هذه الموجة ترافق مع انتقال الراسمالية من الإمبريالية إلى العولمة، وتفكك الكتلة الاشتراكية مما أعطى رأس المال فرصة الإجهاز على بقية السوق العالمية. وهذا يفتح على تساؤلات حول مدى تمكُّن القطبيات الصاعدة أي روسيا والصين، ومدى جديتها في مواجهة الغرب الراسمالي، وحدود تلاقي مصالح الطرفين، واين يمكن أن يتخاصما…الخ، مما يقود بلا مواربة إلى وجوب أن تعتمد كل أمة على نفسها أولاً دون أن تركن كثيراً لأي دعم خارجي في عالم راس المال حيث التحالفات بينما محور الثورة المضادة هو أكثر انسجاما بضغط مصالحه وتوازن علاقاته التي مضى عليها الزمن الكافي للتبلور.
إن الحري بالانسجام الداخلي والتماسك هي الأمم والشعوب التي تتعرض للاستغلال والتفتيت وحتى للاحتلال المباشر أو بالإنابة من قبل الثورة المضادة لأنها تقاتل أو تقاوم من اجل البقاء ودفاعاً عن حقوق جلية.
إن ما يبعث الأمل بإمكانية لجم الثورة المضادة وأدواتها من طراز الموجة القومية الثالثة هو الصعود السريع للعولمة ووصولها سريعا أيضاً إلى مأزقها ولا سيما الانهيار الاقتصادي المالي منذ عام 2008 والذي لم يتم تجاوزه بعد.
ويكون السؤال: هل حقبة العولمة هي الأخيرة للراسمالية؟ أم أن العمل او الثورة ليسا مهيئين بعد! وخاصة على ضوء ضعف القوى التقدمية في المركز، وانتهازية ما يسمى المجتمع المدني في تواطئه مع استغلال راس المال للمحيط سواء بالتبادل اللامتكافىء أو حتى شن حروب استعمارية عسكرية مباشرة أو بالإنابة ضد المحيط الذي فعلت فيه حقبة العولمة عبر أداتها الموجة القومية الثالثة فعلها حيث حلت الطائفية والمذهب بقيادة قوى الدين السياسي محل الطبقة والهويات المتصاغرة محل الهويات الكبرى ومحل السرديات الكبرى. أي حلول من يستدعي الاستعمار محل من يجب أن يقاومه.
انتهى عصر الأحكام القطعية وتحويل التنبؤ العلمي إلى تأكيدات ستأخذ مجراها على الأرض. ولكن بالمقابل، فإن القيمة في مواصلة المقاومة المعولمة، وهي السيرورة التي تتحول إلى حدث وطوبى لمن يكن جاهزاً لالتقاط مفاتيح الحدث والمرحلة التي يأخذ مجراه فيها، وحينها يكون التحول والتغيير تاريخيا إلى الأمام.
بقي أن نشير إلى أن الشكل النموذجي لما تسمى “القومية” الثالثة كتصنيع إمبريالي هي حكومة كردسستان العراق، ومحاولات الانفصال من قبل كرد سوريا وكليهما كر-صهاينة، والأمازيغ في المغرب العربي الكبير، وجنوب السودان، والانفصال المحتمل في بعض أجزاء السودان، والحديث عن اختلاف النوبه عن مصر. على أن أخطر ما حصل هو احتلال الغرب مع قوى الدين السياسي الإرهابي ليبيا وما آلت إليه من أمراء حرب توابع، وهذا كان ولا يزال مخطط امريكا ضد سوريا.
يرتكز ويهدف مختلف هذه التصنيعات في الوطن العربي على وفي خدمة الكيان الصهيوني لأن مزيداً من تفكيك الوطن العربي هو إطالة عمر الكيان لأن التحرير لن يكون إلا عروبياً.
✺ ✺ ✺
وأنا جالس وحدي
رشاد أبوشاور
وأنا جالس وحدي تحيط بي وجوههم، وبعيون ذابلة حزينة تتأملني لا أدري ماذا تقول! ترى ماذا تريد منّي؟ أهي تستحثني؟ أهي تعاتبني؟ أهي تريدني أن ألحق بأصحابها بسرعة نجاة من شعوري بوحشة حياة الوحدة والقهر من الخُذلان والتخاذل؟!
أُغمض عينيّ وتبدأ أسئلة نسيت أن أطرحها عليهم ظنا مني أننا باقون معا، وأن الموت لن يختطفنا قريبا، فإذا به كصياد ماهر يبدأ في القنص، فيباغتنا..ويصرعنا واحدا بعد الآخر ونحن لم نكمل الجدل بيننا، وفي حميّا الاختلاف حول كيفية بناء القصيدة، وهل (قصيدة النثر) شعر، أم تراها تتشبه بالشعر؟! و..هل ماتت القصّة القصيرة وانتهى أمرها؟ وما هو شعر المقاومة، وبماذا امتازت قصيدة المقاومة، وكيف اختلفت قصائد شعراء المقاومة مع إنهم يعيشون في نفس الزمن، وينتسبون لمأساة واحدة، ويكتبون بلغة واحدة، ويشكلون امتدادا لشعر عربي واحد؟
وجوههم..وعيونهم المفتوحة تتركني في الدهشة والحيرة وبحر الأسئلة التي لم يخطر ببالي أن أطرحها عليهم فتركوها لي تقلق منامي وصحوي، فأندم..ويزداد النبض في رأسي: لماذا لم أسألها لهم ونحن معا؟ أهو إهمال مني، أم انشغال، أم رهان على أن الزمن ما زال معنا، وأننا ما زلنا شبابا، وأن الوقت متاح لطرحها وغيرها في آتيات الأيام؟!
مررت على النصيحة: أكتب اليوم كأنك تموت غدا، واقتنعت بها، ولكنني لم أنفذها بدقّة، مع إنني حرصت على الكتابة شبه اليومية، لأنني منذ بداية رحلتي الكتابية عملت في الصحافة الفلسطينية، صحافة الثورة، ولم أتوقف عن الكتابة الأدبية التي آمنت أنها ستكون خياري الذي لا محيد عنه، ولكن(وقع) حزيران على رؤوسنا، ومن جديد بتنا لاجئين وذقنا مرارة هزيمة لم يكن لنا بها ذنب، فقد أُبلغنا بحرب، ومن أبلغونا انهزموا ودّفعونا كأفراد، وكفلسطين، وكشعب عربي فلسطيني، وكأمة ثمنها، فاكتمل احتلال فلسطين، ووضع الصهاينة دبابتهم على قمة الجولان، وركضت دباباتهم على رمال سيناء…
_2_
نحن الآن في أيّار، وقريبا في حزيران، وهما شهرا ضياع فلسطين، بل إضاعتها ممن لا يجدر أن يكونوا في مواقعهم، فهم لم يصونوها، ولم يستردوها، وقتلوا من تقدموا ليفتدوها، وطاردوهم، وشردوهم، ولاحقوهم بالتهم الملفقة، وماذا يأتي ممن هرولوا أمام الأعداء…
كل طرف (عربي) يقدّم الحجج عن أسباب هزائمه، ويبررها بأنه وحده ماذا بيده ليفعله؟!
ولا يجيب على الأسئلة: ولماذا أنت وحدك؟ لماذا أنت ضعيف؟ ولماذا أنت في حالة حرب دائمة مع شقيقك القريب؟
يخطر ببالي حكّام المماليك، قطز وبيبرس و..كل من حاربوا الصليبيين، الذين لم يناموا في قصورهم، بل كانو ينامون على ظهور خيولهم وهي تنهب المسافات بين مصر وفلسطين، وقاتلوا الصليبيين والتتار، وحرروا القدس..وفلسطين، وحموا بلاد العرب الممتدة شرقا وغربا، وهم ليسوا عربا، بل كانوا (مماليك) جُلبوا إلى مصر كمماليك، ووصلوا إلى الحكم بعد أن ارتقوا في مواقعهم كعسكر، ثم (أخذوا) الحكم بجدارتهم، وحموا مصر من الفرنجة والتتار، واندفعوا لتحرير فلسطين ، وبهذا انتزعوا جدارتهم كحُكّام بالسيوف وعلى ظهور الخيول.
رحم الله الشاعر الكبير خليل حاوي:
وتباركت رحم التي ولدت على ظهر الخيول
ولدت وما زالت بتول
وهذا الشاعر الفّذ الكبير، الشاعر الحضاري كما وصفه المفكّر والروائي والباحث مطاع صفدي، كان يقصد الأمة التي ولدت على ظهر الخيول وهي تقاوم وتقاتل..وعندما رأى (اليهود) يقتحمون بيروت..أنهى حياته، لروحه الرحمة والسلام، وآه لو أنه انتظر مجئ الشاب البيروتي الذي أطلق الرصاص على رأس ضابط مُحتل في مقهى الومبي.. فانتفضت بيروت، واندفعت المقاومة مطاردة للغزاة الصهاينة حتى أقصى الجنوب، ثم خاضت حرب تموز وأذلّت الغزاة الصهاينة، ووقفت قبالة مزارع شبعا، ونظرها يمتد فوق جليل فلسطين حتى بحر حيفا، وزرعت الذعر في نفوس أفراد الكيان وجنرالاته…
_3_
الآن نعيش ذكريات أيّار 1948
الآن تهب علينا مهانات حزيران، والعدو يقضم القدس، ويتلمّظ للانقضاض على ما تبقي منها..والقدس حررها صلاح الدين، والظاهر بيبرس، وقلاوون، و..نور الدين زنكي (البكاء)، هكذا وصف لأنه بعد كل معركة تقرّبه من القدس، بعد كل انتصار كان يبكي، وعندما يُسال عن سبب بكائه يجيب: انا لم أُحرر القدس بعد…
نحن نبكي قهرا ونحن نرى القدس وحيدة، ولا نرى المتسابقين على تحريرها..الباكين لأنهم لم يحرروها بعد…
فصيل فلسطيني يوصف بأنه (صغير)، الجهاد الإسلامي، وهو بفعله الكبير أوقف القادة الصهاينة في معركة (ثأر الأحرار) على رجل ونص، والمطبعون يواصلون تطبيعهم، والكيد بفلسطين، ومقاوميها، و..لكن فلسطين وشعبها وعربها المنحازون لها سيواصلون مقاومتهم بما تمتلك أيديهم من قوّة، فلا تقنطوا، فاليمن صامد، ودمشق تمضي قويّة مرفوعة الرأس في معركتها، ويا ترى: كيف يشعر من تآمروا عليها وهم يجلسون (على كراسيّهم) بحضورها؟!
أصدقائي: من رحل ومن يمتد به العُمر، طريقنا طويل..وصبرنا لا ينضب، وفلسطين كانت وستبقى دائما حُرّة سيدةً..تباركت رحمها التي على خيولها تلد الأمة من جديد، وتشرق شمسها…
✺ ✺ ✺
قمّة هيروشيما:
تصعيد غربيّ حاد دفاعاً عن منظومة الهيمنة
سعيد محمّد
لم يبذل الزعماء الغربيّون الذين اجتمعوا نهاية الاسبوع في هيروشيما باليابان تحت مظلّة القمّة السنوية لدول مجموعة السبع (G7) أي جهد في التمويه على عزمهم الأكيد للتوحد تحت راية الولايات المتحدة دفاعاً عن منظومة الهيمنة الغربيّة في وجه التحديات الاستراتيجيّة الثلاثة: العسكري الروسيّ، والاقتصادي الصيني، ودول الجنوب التي اختارت عدم الانخراط في حروب المحاور. وصدر بيان مفصّل عن القمّة، التي استدعت إليها المجموعة أدوات هيمنتها التنفيذيّة: كالاتحاد الأوروبي، والبنك الدّولي، وصندوق النقد الدّولي وغيرها، أعلنت فيه عن استمرار دعمها لأوكرانيا عسكرياً واقتصادياً، فيما فرضت عقوبات اضافيّة ضد روسيا تشمل قطاعات الطاقة وسفن الشحن والطائرات وتجارة الألماس إلى الأفراد، وحذّرت الصين بوضوح من (تهديد) الهيمنة الأمريكيّة في المحيطين الهندي والهادي، أو المساس بفرموزا (تايوان)، واتخذت إجراءات ستمس الدّول الثالثة التي قد تساعد محور موسكو – الصين على تجاوز آثار الحرب الاقتصادية التي يشنها الغرب، بالإضافة إلى مواقف متصلبة أخرى تجاه مختلف الأزمات في العالم، بما فيها فلسطين واليمن وسوريا وإيران.
سعيد محمّد – لندن
من هيروشيما اليابانيّة جددت الولايات المتحدة، وكبريات الأنظمة التابعة في الغرب: كندا واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا عزمها الحاسم للدفاع عن نظام الهيمنة الدوليّ في مواجهة ما أسمته ب”التحديات العالميّة لهذه اللحظة” من التاريخ – أي (التهديدان العسكري الروسي، والاقتصادي الصيني) ، واتخاذ إجراءات في مختلف المجالات التي من شأنها تعزيز وحدة الغرب، حكومات ومنظمات، لردع الأطراف الثالثة التي قد تحاول لعب سياسات مستقلة سواء في أجواء الصراع القائم مع محور موسكو – بكين، أو المجالات الأخرى كنزع السلاح النووي، والصحة، والمناخ، والتعليم، وحقوق (المثليين ومتحولي الجنس)، وغيرها.
وقال بيان ختاميّ صدر عن الولايات المتحدة وحلفائها المنتظمين تحت مظلة مجموعة الدول السبع الغربيّة الكبرى (G7)، في ختام قمتهم السنويّة العاديّة التي عقدوها من 19 إلى 21 مايو / أيّار بهيروشيما وتوزعت على تسع ورشات عمل حضرها إلى القادة رؤساء الاتحاد الأوروبي ووكالة الطاقة الدولية وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي والأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية، بأنّهم سيتخذون خطوات ملموسة لاستمرار دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب (العدوانيّة) الروسيّة، وتعزيز النظام العالمي الحر القائم على احترام سيادة (القانون)، وأكدوا انهم سيعارضون بشدة أي محاولات أحاديّة الجانب لتغيير الأوضاع القائمة بالقوة أو الإكراه أو الاستيلاء على الأراضي بالقوّة في أي مكان في العالم (أي فيما يتعلّق بجزيرة فرموزا (تايوان)). وعلى الرّغم من تعدد العناوين التي غطتها القمّة، من الصحة إلى الذكاء الاصطناعيّ مروراً بالتعليم والأمن الغذائيّ والبيئة، فإن كل القضايا ربطت بشكل أو آخر بالتهديدات الاستراتيجية الثلاث الروسي والصيني وتفلت دول الجنوب.
وجدد البيان إدانة الغرب لروسيا، وأعلن عن تبني سلّة من الإجراءات لتعظيم تكلفة الحرب علي موسكو وتلك الدول التي تدعم المجهود الحربيّ الروسيّ، بما فيها ضمان التنفيذ الدقيق لحظر صادرات جميع العناصر الحيوية لآلة الحرب من التكنولوجيا والمعدات الصناعية والخدمات، وتنفيذ خطة محكمة للحد من إيرادات الخزينة الروسيّة من تصدير الطاقة والمعادن، والعمل معاً لتقييد التعامل في الماس المستخرج أو المعالج أو المنتج في روسيا (وهي واحدة من الصناعات التصديرية القليلة المتبقية في روسيا التي لا تزال سالمة نسبياً من العقوبات الغربية)، بالإضافة إلى الحد من استخدام البنوك الروسيّة للنظام الماليّ الدوليّ عبر فروعها في دول ثالثة (مع تزايد الحديث عن استفادة الروس من شبكة الملاذات الضريبيّة الآمنة التي تديرها بريطانيا بشكل رئيسي وتسمح بتبييض أموال الطبقات الأوليغارشيّة حول العالم)، وتبني سلسلة من التدابير لمنع تحايل الأطراف الثالثة على العقوبات الغربيّة المفروضة على الجانب الروسيّ، والتهديد باتخاذ خطوات ضد الدول أو الجهات الفاعلة في تلك الدّول التي تدعم الحرب الروسيّة.
وقد انضم الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي إلى قادة المجموعة خلال اجتماعاتهم في اليومين الأخيرين، حيث كرروا أمامه التزامهم بدعمهم لأوكرانيا مهما تطلّب الامر.
وبحسب خبراء في مجال صناعة الألماس فإن استهداف هذا القطاع في هذه المرحلة يأتي لمنع موسكو من تجاوز العقوبات الغربيّة من خلال استخدام الهند، التي تدير أكبر صناعة لتلميع الماس في العالم، كوسيط. وقد دعي رئيس وزراء الهند نارندرا مودي لحضور القمة كمراقب.
وقال مسؤول أمريكي أن بلاده ستطبق عقوبات جديدة على أكثر من 300 من الأفراد والسفن والطائرات المرتبطة بروسيا. وقال إن وزارة التجارة الأمريكية ستضيف أيضا 70 مجموعة روسية إلى قائمة سوداء لمنع تصدير المنتجات ذات التكنولوجيا الأمريكية إلى روسيا. وأعلنت بريطانيا أيضاً إنها تعد عقوبات جديدة تستهدف 86 شخصيّة وشركة روسية في الصناعات العسكريّة، ومجالات الطاقة، والمعادن، والشحن. وقال رئيس الوزراء البريطانيّ ريشي سوناك أن بلاده ستفرض من جانبها حظراً تاماً على واردات الماس والنحاس والألمنيوم والنيكل ذات المصدر الروسيّ.
وقد أعربت القمّة عن قلق القادة العميق إزاء تدهور الأمن الغذائي العالمي بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وأكدوا على أهمية استمرارية صادرات الحبوب من كييف عبر دول الاتحاد الأوروبيّ ومبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود التي تتوسط فيها تركيا، وأعلنوا عزمهم على العمل من أجل تحقيق أمن غذاء عالمي مرن قادر على التعامل مع الضغوطات التي قد تفرضها الصراعات اليوم ومستقبلاً.
أما فيما يتعلّق بالصين، التي تزعم الولايات المتحدة بأنّها التحدي الأخطر للهيمنة الغربيّة على العالم، فقد حذّرتها القمّة ضمناً من أي محاولة لتغيير الوضع القائم في جزيرة فرموزا (تايوان) التي تريد بكين استعادتها، وقال البيان الختاميّ بأن دول المجموعة تدعم أمن منطقة المحيطين الهندي والهادىء، وترفض مزاعم الصين بحقوق سيادية لها في بحري الصين الشرقي والجنوبيّ وبحر الفلبين الجنوبي، وأعلنت عن تنسيق الجهود بين الدول السبع لضمان ما أسمته الأمن الاقتصادي وتنويع الشراكات سعياً لإزالة مخاطر ميلان الكفة في التجارة لمصلحة الصين وتحكمها في سلاسل التوريد الأساسيّة للاقتصادات الغربيّة دون السعيّ لفك الارتباط نهائياً بالاقتصاد الصيني.
وندد البيان بما أسماه سياسات الصين السوقيّة وممارساتها التي تشوه الاقتصاد العالمي. وقال إن المجموعة ستتصدى للسلوكيات الخبيثة التي تتبعها الشركات الصينية، مثل النقل غير المشروع للتكنولوجيا أو سرقة البيانات، وستعزز قدرة الدّول على الصمود في وجه منهج الإكراه الاقتصادي الذي تتبعه بكين لتحقيق أغراضها السياسيّة، مع تجديد التأكيد على ضرورة حماية بعض التكنولوجيات المتقدمة من الوصول إلى أيدي الصينيين. كما وعد بالاستمرار بالتعبير عن القلق حول أوضاع حقوق الإنسان في أقاليم التبت وشينجيانغ وهونغ كونغ.
وقد تجاهلت القمة الجهود الصينية لوقف الحرب في أوكرانيا، فيما دعت القيادة الصينية إلى الضغط على روسيا لوقف عدوانها العسكري، وسحب قواتها فوراً وبشكل كليّ وغير مشروط من كامل الأراضي الأوكرانية.
وأعلنت القمة عن مبادرات لاستعادة التأثير الغربيّ على دول الجنوب لا سيما في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنها رصد 600 مليار دولار للاستثمار في البنية التحتية في تلك الدول بعد أن استفردت الصين منذ بعض الوقت بهذا المجال. لكّن مقررات القمة ذهبت باتجاه فرض منهجيّة غربيّة ليبرالية في مختلف المجالات الأخرى بحيث يصبح هامش المناورة خارج حرب المحاور ضيقاً للغاية، حتى لدول مهمة مثل الهند، والبرازيل، وأندونيسيا التي تجنبت إلى الآن أي انعكاسات سلبيّة ملموسة إزاء حيادها بشأن الصراع في أوكرانيا.
وتضمنت المواقف الصادرة عن القمة أيضاً إشارات إلى وحدة الغرب تجاه الالتزام بنزع قدرات كوريا الشماليّة النووية والبالستية، وعزم متجدد لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي نهائياً – بالطرق السلمية إن أمكن -. وأدانت المجموعة ما وصفته بالانتهاكات والتجاوزات المنهجية لحقوق الإنسان التي تمارسها الحكومة الإيرانية، بما في ذلك قمعها للاحتجاجات النسوية الشعبية، وأعربت عن قلقها البالغ من نقلها الأسلحة إلى روسيا، ودعتها إلى ضمان أمن الملاحة في الإقليم، مرحبّة بالاتفاق السعودي الإيراني الأخير لتخفيف حدة التوترات في المنطقة.
أما فيما يتعلّق بسوريا فلا تزال المواقف الغربيّة تراوح مكانها مع توجيه للمجموعة في تنبيه المجتمع الدّولي بضرورة ألا يسمح بتطبيع العلاقات مع الدّولة السوريّة أو تقديم المساعدة في مجال إعادة الإعمار “إلا بعد إحراز تقدم حقيقي ودائم نحو التوصل إلى حل سياسي” على حد تعبير الوثيقة النهائية للقمة التي أشارت أيضاً إلى أزمات أخرى في العالم العربي من اليمن إلى السودان، ومن ليبيا إلى تونس، مروراً بفلسطين، وأصدرت توجيهات بشأن كل منها.
هذا وتقرر أن تعقد القمة القادمة للمجموعة في إيطاليا العام المقبل.
::::
“الثقافة المضادة”
✺ ✺ ✺
عوامل النصر الروسي
ألكسندر دوغن، فيلسوف روسي معاصر
تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف
19 مايو 2023
هناك احتمالان يلوحان في الأفق يتناقضان مع استمرار السياسة التي تخص وقت السلم : هدنة بعيدة الاحتمال او حرب شاملة أكثر احتمالًا.
هذا ما أعتقد أنه يحوز على أهمية خاصة.
لا أحد يقرأ المستقبل على وجه اليقين. ومع ذلك، لا أحد يدرك على وجه اليقين حتى الحاضر أو الماضي. هذا هو سبب اختلاف التفسيرات. المستقبل أكثر انفتاحًا، لكن الأمر الأكثر غموضًا هو المستقبل في سياق هذه الحرب القاسية والبشعة التي تدور رحاها الآن مع الغرب الجماعي.
حول المستقبل لا يمكننا إلا أن يكون لدينا فرضيات وخطط. ترتبط كل من الفرضيات والخطط ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض. كل فرضية تتبعها خطة والعكس صحيح.
هناك نوعان من الفرضيات الرئيسية:
المصالحة ممكنة، وهناك قوى في الولايات المتحدة (وفي الغرب) مستعدة لإيقاف زيلنسكي عند حده.
المصالحة مستحيلة، حتى تحقق روسيا استسلام كييف وفرض سيطرتها الفعلية على كامل أراضي أوكرانيا (أي أن تحقق أهداف العملية العسكرية الخاصة – نزع السلاح واجتثاث النازية).
ومن هنا تبلورت الخطط:
1) بناءً على الفرضية الأولى، نحتاج إلى التمهل ومحاولة الوصول إلى اتفاق.
2) انطلاقاً من الثانية – التحضير لحرب شاملة حتى النهاية، حتى النصر الكامل. كما في الحرب الوطنية العظمى. ليس بالضرورة إلى برلين أو بحر المانش، ولكن إلى لفوف بالتأكيد.
إذا انطلقنا من الفرضية الأولى، فإننا نخلق الشروط المسبقة للمصالحة. بينما نحن في حالة حرب فإن عيننا تتطلع إلى هدنة.
إذا انطلقنا من الفرضية الثانية، فإننا ننسى احتمال الهدنة بشكل عام. ونحن نركز فقط وحصريا على الحرب. إذا كنا نفتقر إلى شيء من اجل النصر، فإننا نصحح الموقف. إذا كان لدينا شخص لا يستطيع أو لا يريد القتال بشكل صحيح، فإننا نجري تغييرا في الكادر. إذا كانت الحالة المزاجية للنخبة والمجتمع تمنع النصر، فإننا نغير هذه الحالة – جنبًا إلى جنب مع شرائح من النخبة وحتى المجتمع. لأن الحرب هي الحرب.
أنا مقتنع بأن الهدنة مستحيلة على الإطلاق لأنهم سيقدمون لنا مثل هذه الشروط التي ستؤدي إلى إنهيار النظام السياسي لروسيا بأكمله إذا قبلناها، لأن الشعب، وخاصة أولئك الذين دخلوا بعمق في الحرب وفقدوا أحباءهم وأقاربهم، الذين صدقوا بوتين وذهبوا إلى الجبهة، لن يكونوا قادرين على استيعاب هذا وقبوله.
انا أستبعد الفرضية الأولى تمامًا. من غير المحتمل ان يفرضها أحد من الخارج، لأنها ستؤدي إلى انهيار النظام من الداخل، حتى لو كان من “الخارج” – على عكس المنطق – لا يزال هناك من يحاول تنفيذها.
يبقى لدينا العمل على أساس الفرضية الثانية. لكن هذه خطة مختلفة تمامًا.
في عام 2014، تمكنت السلطات من إقناعنا بوجود “خطة ماكرة” وهو ما يتنافى مع الواقع. كان هناك تخطيط خاطئ على أساس فرضيات خاطئة. آنئذ كان من الضروري فقط إرسال جيشنا والذهاب الى أبعد حد ممكن. ترددنا، وآمنا بهدنة. لقد تم خداعنا واعترف بذلك الرئيس بنفسه. واستمروا في الكذب علينا. ولا شك في أنهم سيحاولون خداعنا مرة أخرى. وساهم شخص ما من الداخل في خداعنا. سيكون من المثير للاهتمام معرفة من هو…
ما نحتاجه الآن ليس “خطة ماكرة”، بل خطة معقولة ومدروسة جيدًا لتحقيق النصر. كل ما يجب القيام به، بما في ذلك أي “إجراءات غير شعبية”، يجب تفعيلها وبأسرع وقت ممكن (السرعة في الحروب الحديثة تحقق كل شيء تقريبًا). بغض النظر عن أي شخص أو أي شيء. الآن الأمر بالتأكيد لا علاقة له بالانتخابات ولا بالاستطلاعات.
إليكم ما لدينا من أوراق: هدنة غير محتملة للغاية وحرب شاملة أكثر احتمالًا – كلا الفرضيتان تستبعدان استمرار سياسة وقت السلم. لقد تجاوزنا هذا بالفعل. لكن يبدو أننا لم نستوعبه حقًا.
وعليه فإننا بحاجة إلى العمل على عوامل النصر بطريقة عقلانية، حاسمة، عاقلة، محصنة ضد المعلومات المضللة والتأثيرات المشبوهة وتعكس قوة إرادتنا حتى تحقيق النصر الروسي.
________
تابعونا على:
- على موقعنا:
- توتير:
- فيس بوك:
https://www.facebook.com/kanaanonline/
- ملاحظة من “كنعان”:
“كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
ومن أجل تنوير الناس، وكي يقرر القارئ بنفسه رأيه في الأحداث، ونساهم في بناء وعيً شعبي وجمعي، نحرص على اطلاع القراء على وجهات النظر المختلفة حيال التطورات في العالم. ومن هنا، نحرص على نشر المواد حتى تلك التي تأتي من معسكر الأعداء والثورة المضادة، بما فيها العدو الصهيوني والإمبريالي، وتلك المترجمة من اللغات الأجنبية، دون أن يعبر ذلك بالضرورة عن رأي أو موقف “كنعان”.
- عند الاقتباس أو إعادة النشر، يرجى الاشارة الى نشرة “كنعان” الإلكترونية.
- يرجى ارسال كافة المراسلات والمقالات الى عنوان نشرة “كنعان” الإلكترونية: mail@kanaanonline.org