ما أصغر مجزرة سبايكر!بل أنتم صغار، عادل سماره

“إما كنس الطائفية أو لا يبقى في الكوكب سوى قابيل “

بعد ثمانٍ عجاف يفتح قاتلو العراق، وما اكثرهم/ن ملف شهداء مجزرة “سبايكر”. وما كان لهم أن يجرؤوا على مجرد تذكرها حتى في رؤوسهم العجفاء لولا أن العراق قتيل. لقد كتبت ذات يوم “ويظل غناء العراق حزيناً” لكن اليوم لا عراق ليحزن فكيف ليفرح.

بالمفهوم الإنساني العام، وبالمفهوم الوطني القومي وبالمفهوم الطبقي الأدق وبالمفهوم الفردي، كل شهيد من هؤلاء الشباب هو قضية للتاريخ لكن ليس لمجرد التسجيل بل للمحاسبة.

لا أعتقد أنه حصل في التاريخ أن جرى تجنيد شباب للدفاع عن الوطن ليتم حشرهم في قاعدة من قبل وزير الدفاع وضباط القاعدة وتجريدهم من اسلحتهم وخداعهم بأن “عليهم الأمان” ودفعهم للخروج بلا سلاح ليتم قتلهم فردا فردا حتى تتعب ايدي القتلة. ولا يمكن لهذا أن يحصل إلا لأن الوزير وضباطه هدفوا دفع الفتنة إلى أقصاها كي  لا تخبو نارها وهم من ذلك الكاسبين، وها هم كشريحة من طائفة دين سياسي ما زالوا يتبادلون السلطة:

·        أي القشرة الشيعية غير العروبية

·       تتقاسم السلطة والمال مع القشرة السنية غير العروبية

·       والقشرة الكردية

·       وتدعمهم للأسف سلطة الدين السياسي في إيران حيث يقول المرشد خامنئي أن رئيس الوزراء الحالي هو الأفضل لعراق والسوداني امتدادا للمالكي والعبادي وعبد المهدي…الخ.

فالأمر إذن لم يكن سوى خطة محكمة منسجمة مع تطييف العراق ليبقى في حرب داخلية عمياء.

ويبدو أن هؤلاء في تحالفهم الخطير قد استفادوا من ديكتاتورية ثماني عشرة طائفة في لبنان لم تقتلعها الحرب الأهلية ولا احتلال حتى بيروت ولا الحريرية السياسية، ولا تجويع البلد حتى اللحظة. كل قشرة طائفية في العراق تتغذى وتتلمذ على نظيرتها في لبنان!

حتى حينما يُحصار جيش من عدوه تجري مفاوضات الاستسلام المشرِّف مما يعني ضمان الأرواح.

لذا، كيف يتفاوض وزير دفاع وضباطه مع عصابات تُعلن بالمطلق أنه لا تؤمن إلا بالقتل وبلا اي مبرر!

هذا مركز الجريمة وجوهرها. ولكن الجريمة الأكبر أن يجرؤ نوري المالكي، هو نفسه على فتح الموضوع! فهو إما مصاب بالخبل أو أنه على اتفاق تام مع السلطة الحاكمة لإثارة الموضوع مجدداً كي يجري إشعال فتنة قد تُطيح بالشعب بأجمعه وهذا هدف أو حَدٌ حتى العدو الأمريكي لم يصل بتخريب البلد إليه!

ما أكثر من يستحقون اللطم بالمقصلة الشعبية ومنهم:

·        أولئك الذين يقولون امريكا خسرت في العراق! 

·       العراق من محور المقاومة

·       العراق مستقل

جريمة سبايكر داعشية بامتلاء. نعم.

ولكن بمناسبة الحديث في الجريمة المجزرة لماذا الصمت عن:

·        جريمة استجداء أمريكا لتُعيد احتلال الكويت وتقتل أضعاف ضحايا سبايكر؟

·       وتدمر العراق تماماً كما كررت بي.بي .سي صباح 17 كانون ثانيً 1991  إنهم يفرشون بغداد بالقنابل They are carpeting Baghdad by bombs. بينما مُستدعو التدمير يقهقهون! ولم يسألم أحد حتى غدٍ.

·       وماذا عن حصار وتجويع العراق ثلاثة عشر عاما (هناك حصار وتجويع خاصَّين ضد العرب) لا فرق بين سني وشيعي وأزيدي وآشوري.

·       وماذا عن احتلال العراق 2003 وتذويب الجيش العراقي في المطار، ناهيك عن كل شيء آخر!

·       وماذا عن كل من حكم العراق حتى اليوم بدستور وأوامر بريمر؟

·       وماذا عن قتلة متظاهري وغاببي الجوع منذ 2019 حتى حينه؟

أكاد أرى أن في العراق من يفتخرون بتعدد وعمق وحشية مذابح العراق ضد العراق ومذابح المحتل ضد العراق! أليس هذا أمراً عجيباً؟

بصراحة:اي بلد يحصل فيه كل هذا ولا يخاف من فعلوا ذلك بل يفتحون ملفات ويمشون  في الأسواق ويحكمون الناس ويسرقون وينهبون ! هل يُعقل هذا؟ ثم يكتب محلل تافه: امريكا هُزمت في العراق! نعم هُزمت بعد ان تركته جثة، فهل الجثمان نصراً؟

تقولون أنتم يا عراقيين: الدوري كان ينسق مع الأمريكي في سبايكر وغيرها. ولنقل تنسيق سري.

وأنتم يا أهل الطائفية الأخرى نسقت قيادتكم مع الأمريكي علانية! وأعادته إلى العراق بزعم أنه يحميها من داعش نفسه!

فهل يُعقل كل هذا؟

لنترك كل ما هو أعلاه وهو أضعاف سبايكر بملايين المرات، ولكن:

كيف يمكن لجندي أن يخرج بلا سلاحه وهو يعلم أن داعش لا أمان ولا عهداً لها؟

من الذي أمره برمي سلاحه ولماذا لم يخرج أمامه؟ أليس هذا دور القائد.

ولأن القائد لم يخرج، فلماذا خرج الجندي!

الجنود لم يخرجوا متمردين على الضباط، فلو خرجوا متمردين لحملوا السلاح وقاتلوا حتى الشهادة. ولا شك أن عددهم كان يفوق عدد الدواعش؟

لا حاجة لحدٍّ وضيع من الذكاء لنعرف أن هناك مؤامرة من وزير الدفاع نوري المالكي ومن الضباط الذين أمروا الجنود بترك كل شيء!

فلماذا سكت كل العراق عن هذا؟

هل يُعقل أن يُحكم الضباط المتآمرون بإحالتهم على التقاعد؟ أساسا هم تقاعدوا لأنهم ذبحوا جنودهم وأصبحوا بلا جيش!

هل يُعقل أن القاتل الأول نوري المالكي هو الذي ينبش الجريمة؟ ما الفارق بينه وبين الدوري إذن؟

لقد حصل في التاريخ تقاسم الأموال والأسلحة وحتى الأرض وتنازع السلطة وصراع الطبقات واحتجاز التطور…الخ، لكن في طائفية العراق يجري تقاسم الدم بين القشرة السياسية من السنة والشيعة والكرد والأمريكي؟ فهل يُعقل هذا!

إذا كان ضباط ستة دفعوا آلاف الأبرياء البسطاء لتسليم أعناقهم، فكم عدد الضباط الذين سلَّموا عنق مدينة الموصل وحقنوا الجيش بالهروب والتبرع بأسلحتهم للدواعش!

يقول البعض الجيش ليس عقائدياً!

أي هراء هذا؟ حين يكون السكين على حنجرة الوطن والمنزل والزوجة والأطفال، هل يحتاج المرء إلى عقيدة!

أين النجيفي؟ واين الأرض التي يدنسها الترك في العراق.

هل يقدم الحشد الشعبي لهم وللأمريكي الشاي والحلوى باعتبار ذلك م.ق.ا.و.م.ة.

العراق مجرد ملفات تحتاج أن تُفتح امام محكمة بمقصلة بعرض الخليج العربي!  مقصلة عروبية لا سنية ولا شيعية ولا كردية بل مقصلة للقشرة المجرمة من الجميع وضمنها ما تسمى المرجعيات في كل طائفة والتي باركت كل ما حصل.

إن قيام المالكي بفتح الموضوع اليوم هو احتقار للشعب، وصمت السلطة التابعة لأمريكا سياسيا وأمنياً ولإيران اقتصادياً وطائفياً هو تجديد للمذابح.

أيها الناس، إذا كنتم تفقهون لغة الضاد، فالطائفية تعني أن يقتل كل فريق كل فريق يخالفه لو شكلياً فيكون ذبح الفرق، ثم ذبح فروع من الفرقة لفروع أخرى، ثم ذبح مجموعة لمجموعات أخرى ثم يقتتل البقية كأفراد حتى ينتهي الأمر إلى بقاء فرد واحد هو قابيل الآخر.

أخيراً، يؤسفنا يا شرفاء وبسطاء العراق ان نقول: لولا ن المالكي وأمثاله من مختلف الطوائف على يقين بأنه لن يُمس بل سيحظى ويُرفع على الأكتاف لما فغر فاه.

شاهد الفيديو: رئيس الوزراء العراقي الأسبق يضع إكليل غار على قبور قتلى الجيش الأمريكي! فهل من شك أنه خطط لمجزرة سبايكر؟ لعل البسطاء في العراق من كل الشعب بتنبه لهذا.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….