عادل سماره:

  • يسارهم يميناً …هل تعرف حاييم هنجفي
  • إحياء إمبراطورية رميماً…استثناء رسمي عربي

  (1)

يسارهم يميناً …هل تعرف حاييم هنجفي

إن شئت معرفة مختصرة بعجز بنية عن توليد يسار تجدها في بنية المستوطنات الراسمالية البيضاء وخاصة الكيان وفي نطاق الحركات السياسية اليسارية حركة التروتسك تحديداً. حاييم هنجفي، كان من قادة أحد اربعة أجنحة في منظمة “ماتسبين” في الكيان لمعت في بداية ومنتصف السبعينات. وخاصة حينما كان اليسار الجديد، وضمنه التروتسك يلمع منافساً اليسار السوفييتي والماوية. ماتسبين أقامت علاقات مع اليسار في م.ت.ف بينما ركز الحزب الشيوعي راكاح علاقته مع الحزب الشيوعي (وكان مندمجا اردني فلسطيني) التيار السوفييتي. كانت أطروحة التروتسك “دولة اشتراكية في الشرق الأوسط”.شعار كان لامعا ومغرياً حينها وخاصة حين كنا ماركسيين حماسة لا عمقاً ، لندرك لاحقاً أن شعارهم يعني بقاء الكيان كما هو .

لعل اسوأ ما مر به جيلنا أننا عرفنا الفكر وخاصة الفكر متجلياً في السياسة ليس عبر تنظيم له رؤية واضحة ناضجة، بل كنا في خضم التجربة والخطأ، خبط عشواء حتى حتى كل بمفرده. مع بداية الثمانينات أخذت صورة ماتسبن في الوضوح التدريجي، أو أخذنا ننضج رؤية وتحليلاً. تمكن “اليسار” الصهيوني من إقامة وصل مع كثير من اليسار الفلسطيني وغير اليسار طبعاً. فاليمين اقام علاقات مع يسار ويمين الكيان.

في منتصف الثمانينات كان أحد قادة فرع ماتسبين في “تل أبيب” حايم هنجفي على تواصل مع فلسطينيين. وفي عام 1987 أجرى مقابلة مع الراحل محمود درويش في صحيفة “يديعوت أحرونوت/أخبار المساء” وفيها عبر درويش عن رغبة الفلسطينيين في السلام مع الكيان…الخ.

ترجمت ونشرت تلك المقابلة مجلة “المجلة” السعودية في لندن وكان رئيس تحريرها صالح القلاب من الأردن (لاحقاً أصبح وزير إعلام في الأردن).

التقط ناجي العلي المقابلة ورسم نقداً لها، شاركت أنا في ذلك وانتهى الأمر باغتيال ناجي العلي.

مع بداية التسعينات شاخت “ماتسبين” بفروعها الأربع وتفككت وخاصة الجناح التروتسكي حيث جرى تبادل الاتهامات بالتعاون مع مخابرات الكيان نفسه.

أخيراً، ها هو المغربي اليهودي حاييم هنجفي يزور المغرب هذه الأيام بصفته مستشار الأمن القومي للكيان.

في نقده للفيلسوف المثالي البريطاني الذي بدأ قسيساً وأصبح وجودياً ذاتياً أقرب للإلحاد لكنه لم يتغير فكتب فيه لينين: “وهكذا يعود القِسُّ قِسَّاً” ملاحظة: هذا الكتاب تكثيف لأطروحات ماتسبين.

(2)

إحياء إمبراطورية رميماً…استثناء رسمي عربي

حتى اليوم، لن تعد اية إمبراطورية للصعود بعد انهيارها، قد تأخذ الدولة القومية مكانها في بلدها الأم، اي اليونان مكان اليونان القديمة وإيطاليا مكان روما، وبريطانيا مكان إمبراطوريتها وفرنسا كذلك…الخ، لكن أن تعود أيّأً منها مجدداً وبنفس المعدات وفي عصر آخر، فهذا أمر مثير للسخرية الممتعة.

هذا ما يحاوله أردوغان لإعادة العثمانية التي بخلاف كافة الإمبراطوريات لم تولد حضارة بل كانت إمبراطورية حربية ومجتمع حربوي Warior Society ولأنها بقيت حتى انتقل العالم إلى الرأسمالية، فكان لها أن تتفكك وحتى أن تطلق النار على الإسلام الذي كان مبرر استعمارها للوطن العربي وبالتالي تمطيط عمرها فلا هي تعرَّبت ولا بقيت مقرا للخلافة التي اغتصبتها.

واليوم، يستعيد أردوغان ذلك الحلم العتيق فأين يمكن أن يتحقق!

بالمفهوم العلمي والتاريخي كلا. ولكن بمفهوم طبيعة الأنظمة العربية التي حولت هذه الأمة إلى 22 كيان يجري لجم تطوره وتخريبه والتي لعبت وستلعب دور إمبريالية على الأمة نفسها، فربما يتحول بعضها إلى مطية للعثماني فيحقق إمبراطورية ولو في أصغر منزلة عشرية.

قد يقول البعض بأن الصين تستعيد إمبراطوريتها.

هذا أمر قيد الزمن والتطورات، مع العلم أن المعدات التي تستخدمها الصين هي في روح العصر، كما أن الصين لم تكن إمبراطورية استعمارية بل مكتفية بذاتها علاوة على أن أيديولوجيتها الحالية ليست ذات توجه استعماري إمبراطوري. هل ستتغلب الاشتراكية على الراسمالية فيها؟ هذا ليس فقط ما سنراه: بل هذا ما يجب على الثلاثي الثوري الاشتراكي في العالم أن يتحالف من اجله، اي من أجل عالم اشتراكي وهي: الشيوعيون في الصين والغرب والمحيط. وبذا تتكرر أممية لا إمبراطورية.

هذا مع وجوب الانتباه بأن اي كاتب يمدح الصين وفقط هو خائن لوعيك، هو يكذب. لا بد من تقديم كامل الصورة للناس لأن الكاتب لا يكتب تهويماته ولا رسالة عشق لحبيبته.

_________

ملاحظة من “كنعان”: “كنعان” غير مسؤولة عن الآراء الواردة في المقالات، بل هي تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم … تابع القراءة ….